أحزابنا السياسية "الكلدانية السريانية الآشورية" ... كونوا أو لا تكونوا
To Be or Not to Be
“William Shakespeare”
==================================
أبرم شبيرابعد الإنتخابات البرلمانية في العراق التي تعد من أغرب الإنتخابات في التاريخ جاوزت إنتخابات أعتى دكتاتوريات العالم... وبعد ديموقراطية الحرائق في بغداد وتطاول لهيبها صناديق الإقتراع ... وبعد سرقة ونهب الكراسي المخصص لـ "الكوتا المسيحية" وفي وضح النهار وبأساليب "مشروعة" حسب شرعية النظام الفاسد في العراق وكوتته المخادعة التي كانت ولازالت طعماً سهلاً للذئاب الجائعة... بعد كل هذا وصل السكين إلى العظم و لا ندري كيف سيستمر أبناء شعبنا على هذا المنوال وحقهم الطبيعي يُسرق في التمثيل والتعبير عن صوتهم الحقيقي في الوقت الذي أحزابنا السياسية ومنظماتنا القومية سائرة في هذا الموكب المخادع والفاسد ويسجلون قوائمهم الإنتخابية ويدخلون ساحة الكذب والمخادعة والنهب والسرقة والدجل لانتخابات برلمان إقليم "كردستان" ومن دون أن يستفيدوا من دروس جريمة سرقة كراسي "الكوتا المسيحية" من قبل الذئاب الجائعة في مهزلة الإنتخابات البرلمانية التي جرت في الثاني عشر من شهر مايس 2018 وكأنهم لا يعرفون بأن المشهد نفسه في الإقليم سيتكرر في سرقة كراسي "الكوتا المسيحية" تحت غطاء الشرعية والقانون. لقد قامت الحيتان الكوردية الكبيرة بإرتداء قناع "الكوتا المسيحية" لتدخل البيت المسيحي وتسرق من أصحابها حقهم الشرعي والأصلي في التمثيل. صحيح هو أن عدد الكراسي المخصصة للكوتا المسيحية ليست بكثيرة وإحتمال سرقة كرسين أو ثلاثة وربما أكثر ليست بهدف زيادة مقاعد الحيتان الكبيرة فهي لا تغير موازين القوى في البرلمان بل الهدف منها هو مسخ الحقوق الشرعية للـ "المسحيين" في التمثيل السياسي وإبتلاعها بحجة تمثيل الأحزاب الكوردية لكل "الشعب الكوردستاني" من دون تمييز ديني أو قومي.
قلنا في السابق ونكرر القول مراراً وتكراراً بأن الذي يتعثر بالحجر مرتين هو جاهل. هكذا مرة أخرى تسير تسعة قوائم لشعبنا "الكلداني السرياني الآشوري" على نفس الطريق ومع أصحاب الضلال والفساد والسرقة لللعب معهم في ساحة إنتخابات برلمان "كوردستان" المزمع أجراءه في 30/09/2018 لنعودة مرة أخرى وننعتهم بالجهل والتخلف لأنهم سيتعثرون بنفس الحجر ومن دون أن يتعضوا من دروس الإنتخابات السابقة التي خرجوا منها بنتائج محبطة. ومن الملاحظ في الإنتخابات السابقة بأن الفأس وقع على رأس قوائمنا الإنتخابية ثم بدأوا بأحتجاجاتهم الورقية التي لا طائلة منها ولا هناك من يسمعها خاصة عندما نعرف بأن المتحكمين في الأرض والعباد مشغولون جداً بكيفية تقسيم كعكة نتائج الإنتخابات ولا وقت لهم أو ذرة إهتمام بصراخ أصحاب قوائم "الكوتا المسيحية" خاصة عندما نعرف بأن الكوتا مستثنين من النظر في موضوع تزوير الإنتخابات ومن إعادة فرز الأصوات لأنهم يؤمنون بأن التصويت للكوتا كان صحيحة 100%... يالها من عدالة وحكمة!!!
المنطق السياسي يقول بأن الحزب أو أي تنظيم يسعى للوصول إلى هياكل الحكم يمثل، او من المفترض أن يمثل، أرقى أشكال الوعي الجمعي أو القومي، ومثل هذا الوعي يشكل حصانة ضد المفاجئات خاصة في العملية السياسية كالإنتخابات مثلا. لقد تفاجئ، لا بل أنصدم، أصحاب قوائمنا الإنتخابية من سرقة كراسي الكوتا ومن النتائج المخزية لإنتخابات برلمان المركز غير مدركين أو جاهلين بطبيعة الكوتا ومن يقف خلفها من اللصوص مما يدل على أنهم كانوا غير متحصنين من هذه المفاجئات، أي بعبارة أخرى بأنهم كانوا غير واعين تماماً بالإحتمالات المتوقعة وهم يسيرون في غابة ملئها الوحوش المفترسة وبالتالي لم يكن يملكون وعياً سياسياً حقيقياً بالأمور التي تتحكم في العملية السياسية. هناك مثل يقول "ليس أشد أعمى من أولئك الذين لا يريدون أن يبصروا" وأيضا هناك قول : ليس أحد أشد صمماً من أولئك الذين لا يريدون أن يسمعوا". ألم يقل المثل "الوقاية خير من العلاج". إذن كان من المفترض لأصحاب قوائمنا الإنتخابية أن يمتلكوا وقاية من فايروس الكرسي قبل أن يبحثوا عن علاج علل الكوتا التي لا علاج لها إطلاقا طالما هي ثمرة من ثمرات شجرة النظام الفاسد. ألا يعرف أصحاب قوائمنا الإنتخابية بأن "النمر لا يستطيع أن يغير رقطه" فالحال نفسه بالنسبة للمتحكمين في أمور الوطن فهم أيضا لا يستطيعون أن يغيروا عقليتهم وأهواءاتهم وشهواتهم في السلطة والتحكم وإبتلاع الصغير قبل الكبير؟ فما الذي يتوقعونه من إنتخابات برلمان إقليم "كوردستان"؟ غير نفس ما جرى في إنتخابات المركز أو أسوأ منها طالما "نفس الطاس ونفس الحمام" تتحكم في الإنتخابات القادمة.
هناك تسعة قوائم "مسيحية" نزلت إلى ساحة إنتخابات برلمان إقليم "كوردستان" ومن الواضح بأن ما يقرب نصف هذا العدد أن لم يكن أكثر سائر في قطار الأحزاب الكوردية في الوقت الذي يعرف أصحاب القوائم المسيحية "المستقلة" حق المعرفة أكثر مما نعرفه نحن بأن السرقة ستتم في وضح النهار وبـ "شرعية" القانون، إذن لماذ السكوت من قبل هذه القوائم "المستقلة" ولماذا يشاركون في هذه الإنتخابات المعرضة للسرقة"؟؟ السبب عن هذه المشاركة ليس الجهل والتخلف فحسب بل أيضاً غياب المصلحة القومية الشاملة من أجندتهم الحقيقية لأن المهم عندهم هو الحصول على كرسي حتى ولو كان كرسي واحد بدون أرجل والكراسي الباقية حصلت عليها ممثلي الحيتان الكبيرة، ونحن نعرف بأن لا كرسي واحد ولا حتى خمسة كراسي تستيطيع تحقيق الحد الأدنى من المصلحة القومية الشاملة لأمتنا، ولكن كرسي واحد يكفي لكي يكون مصدراً للإغناء والشهرة والأنانية والتحزبية أما غير هذا فبئس المصير. إذن فأن أصحاب القوائم الإنتخابية التي سجلت ستدخل الإنتخابات وسترى سرقة كراسي الكوتا ثم بعد ذلك ... نعم.. بعد ذلك تبدأ إحتجاجاتها الورقية التي حتما ستتطاير في الهواء من دون أي نتيجة... ألا تدركون هذا يا "ممثلي" أمتنا؟. هذه الصورة القاتمة لوضع حال أمتنا من حيث تمثيلها في برلمان إقليم "كوردستان" وستكون نسخة مطابقة للوضع الذي آلت إليه نتائج إنتخابات برلمان العراق الماضية. صورة واضحة بدون رتوش او ضلال وتكون مدركة حتى للأعمى والغبي. فأين موقع أصحاب قوائمنا الإنتخابية من هذه الحالة المزرية الذين لا يعرفون بأن إشتراكهم في الإنتخابات سيضيفون عليها شرعية المستبد والظالم والسارق لحقوق أمتنا في أرضها التاريخية...
هناك مقولة تقول "أشعل شمعة خير من لعنة الظلام" .. إذن قد يبدوا للبعض بأن موضوعي هذا وما قبله هو لعنة للظلام ولا فيه محاولة لإشعال شمعة تضيء طريق قوائمنا الإنتخابية... ولكن هذا غير صحيح إطلاقاً... طبعاً الحل لا يمكن من خلال الجلوس على كراسي البرلمان بل من خلال ترك هذه الكراسي الملوثة والجلوس على كراسي الأمة، ومن خلال الخروج في مظاهرات إحتجاجية ضد سرقة كراسي الكوتا المسيحية. وصحيح هو من يقول بأن إستقالة "ممثلي" أمتنا من الهيئات الحكومية سيفتح المجال أوسع لذيول الحيتان الكبيرة للسيطرة على كل كراسي الكوتا. ولكن الخروج في مظاهرات جماهيرية واسعة ستفعل فعلها في سحب "شرعية" وقانونية هذه الذيول من الجلوس على كراسي البرلمان وفي تمثيلها لجماهير أمتنا وستخلق لأحزابنا السياسية ومنظماتنا القومية شرعية جماهيرية ستكون أقوى بكثير من "شرعية" ذيول الحيتان الكبيرة ومن المؤكد بأن هناك قوى سياسية تقدمية في الإقليم والمركز سيساندون حق أمتنا في التمثيل البرلماني والحكومي الصحيح وستكون قوة ضاغطة على لصوص الكوتا المسيحية لحين إيجاد أسلوب آخر غير الكوتا لتمثيل المسيحين في هيئات الحكم، فما هو السبيل لإيجاد أسلوب جديد في تمثيل المسيحيين؟؟؟ هذا الموضوع يتطلبه معالجة أخرى في المستقبل القريب وهو موضوع مطروح لقراءنا الأعزاء لتناول وطرح مقترحات لإيجاد مثل هذا الحل ومن خارج الكوتا الحالية.
وأخيرا أقول:
كونوا: أبناء آشور بانيبال ونبوخذنصر والشهداء البطريرك مار بنيامين وفريدون آتورايا والمطران توما أودو والبرفسور يوسف بيت هربوط والمبدعين نعوم فائق وفريد نزها الأصلاء الذين رفضوا الظلم والإستبداد وتحدوا الجبروت من أجل هذه الأمة، كونوا رافضين لهذه السرقة عن طريق الخروج في مظاهرات جماهيرية واسعة وأنا واثق بان لأمتنا أحزاب، كالحركة الديموقراطية الآشورية (زوعا)، قادرة على حشد جماهيري واسع لرفض هذه السرقة، هذه القدرة والإمكانية والخلفية التاريخ الناصعة لزوعا مع الأسف أصابت بفايروس الكرسي وضعفت مقاومتها لإغراءات الكرسي... فكونوا متحصنين ومستقوين بعظمة أمتنا في مقاومة هذا الفايروس والتخلص منه.
أو
لا تكونوا: من رُكاب قطار اللصوص وسارقي صوت أبناء أمتنا فأتركوهم لحالهم وإغسلوا أياديكم منهم وأرتموا في أحظان هذه الأمة لكي تنعموا بالدفئ والحنان وتستعيدوا عافيتكم وحصانتهم من الأجواء الملوثة ومن فايروس الكرسي. وهنا يجب أن تتذكروا بأن "أسوأ الفساد، هو فساد الأفضل". فأنتم الأفضل والأحسن فأبتعدوا عن الفساد حينذاك سنرفع قبعاتنا إحتراماً وتكبيراً لكم لأن تمثيل الأمة يتطلبه التضحية ووضع مصالح الأمة فوق جميع المصالح الأخرى.