المحرر موضوع: صحيفة امريكية: مسيحيو العراق متفائلون، لكن محنتهم لازالت مستمرة  (زيارة 1649 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • *
  • مشاركة: 37762
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مسيحيو العراق متفائلون, لكن محنتهم لازالت مستمرة
عنكاوا كوم \ فري بيكن
ترجمة وتحرير \ ريفان الحكيم


اعلن نائب الرئيس الامريكي مايك بنس قبل اسبوعين ان الولايات المتحدة ستكثف جهودها لتقديم المساعدات الى المسيحيين العراقيين. وفي تشرين الاول الماضي قال بنس في مؤتمر استضافته منظمة "الدفاع عن المسيحيين" الغير ربحية ان امريكا "ستعمل مع جماعات دينية ومنظمات خاصة لمساعدة اولئك الذين يتعرضون للاضطهاد بسبب ايمانهم" وقال "هذه هي اللحظة, وهذا هو الوقت وستدعم امريكا هؤلاء الناس في ساعة حاجتهم".

وقال اثرا كادو لـ واشنطن فري بيكن "لدينا مثل يقول 'لن اصدق إلا عندما ارى بأم عيني'
كادو من القوش, وهي بلدة في سهل نينوى في العراق. وهو مسؤول محلية القوش للحركة الديمقراطية الاشورية, وهو حزب سياسي يناصر حقوق الاشوريين في العراق. كما انه يدير المركز الاعلامي لوحدات حماية سهل نينوى, وهي قوة عسكرية متحالفة مع الحكومة العراقية التي توفر الامن في المنطقة الجنوبية من سهل نينوى للمجتمعات المسيحية.

تشير التقديرات الى ان اقل من 250 الف مسيحي لا زالوا يعيشون في العراق, وهو انخفاض يقدر بنحو مليون شخص منذ عام 2002. يعيش معظمهم في سهل نينوى وإقليم كردستان العراق.

دخل داعش الى منطقة سهل نينوى في عام 2014, و فر عشرات الالاف من المسيحيين. ذهب كثيرون منهم الى اربيل في كردستان العراق, واستقروا في الكنائس والمتنزهات. لقد كانوا يخشون من ان مخيمات اللجوء التي تديرها الامم المتحدة لن تحميهم من الجهاديين.
المسيحيون, كما يقول ادوارد كلانسي, من منظمة ' عون الكنائس المحتاجة' الغير ربحية, " تلقوا انذارا نهائيا بدفع الجزية (ضريبة مفروضة على غير المسلمين), اصبحوا خاضعين لذلك او المغادرة, والخيار الاخير كان البقاء وربما الموت".

ثم اعلن وزير الخارجية ريكس تيلرسون في عام 2017 ان اجراءات داعش ضد المسيحيين والأقليات الدينية الاخرى في العراق هي ابادة جماعية.

وقد بدأت جهود اعادة البناء, لكن التقدم بطيء وغير منتظم. وتقول لجنة اعادة اعمار نينوى ان اكثر من ثمانية الاف عائلة قد عادت الى سهل نينوى -  وهذا العدد يمثل اقل من نصف عدد العوائل التي كانت تعيش هناك قبل عام 2014. علاوة على ذلك, تم اعادة بناء اقل من 40% من الاملاك والعقارات التي كانت قد دمرت او تضررت.

في بعض الاماكن, عاد عدد قليل من المسيحيين. عادت عائلتان فقط الى بلدة باطنايا. وافاد اينس سان مارتن من مؤسسة "كروكس" انه  لا يوجد شيء للعودة اليه, مما يثير السؤال "لماذا قد يرغب اي من سكانها السابقين بالعودة".

مدن وقرى اخرى تقدم اسبابا للأمل. في بغديدا عاد ما يقرب من نصف سكان البلدة المسيحيين. وقالت جوليانا تيمورازي, رئيسة مجلس اغاثة المسيحيين العراقيين, عندما زارت بغديدا في كانون الثاني, "لم تعد الحياة الي طبيعتها, كما يجب ان تكون بعد داعش "
وتابعت "بدت الحياة معدمة هناك, والقمامة متراكمة في كل مكان, كان الامر مروعا".

كان تقييم تيمورازي اكثر اشراقا بعد عودتها بعد بضعة اشهر. "لقد عادت الحياة الى شوارع بغديدا, كانت المتاجر مفتوحة وعادت الحياة الليلية الى البلدة". وقالت لـ "بيكون" على الرغم من التقدم الواضح في بغديدا, الا ان السكان لا زالوا غير متأكدين من المستقبل.
وتقول تيمورازي "هناك الكثير من الامل في قلوبهم وعقولهم, لكن المنازل الجديدة ليست كافية"

وتضيف قائلة "ان توفير الطعام او بناء المنازل هو ما يحصلون عليه لغاية الان ولكن ما في ذهنهم اولا وقبل كل شيء هو الامن".
جهود الحكومة الامريكية لتقديم المساعدات للمسيحيين العراقيين قد اعيقت بسبب الروتين. وبعد وقت قصير من اعلان بنس ان مدير الوكالة الامريكية للتنمية الدولية مارك غرين سيسافر الى العراق في مهمة لتسريع عملية ايصال المساعدات, كتب غرين في وول ستريت جورنال.
وكتب قائلا "سأؤكد للقادة المسيحيين والايزيديين ان المساعدات الامريكية ستتحول قريبا من تنقيط غير متناسق الى تيار مستمر". "سأقدم للرئيس ترامب تقييما شاملا لأي عوائق تمنع التوزيع السريع للمساعدات".

نرحب بالوعود المتجددة للمساعدة, لكن المدافعين عن المجتمع المسيحي العراقي ما زالوا متشككين.

هناك المزيد من الامل بعد اعلان بنس الاخير, كما تقول تيمورازي, لكن المعونة ستكون عديمة الجدوى اذا انتهى بها الامر في الايدي الخطأ. الاموال يجب ان تذهب الى منظمات "جديرة بالثقة" ولديها سجلات حاسمة على ارض الواقع". يحتاج المسيحيون الى اكثر من بيوت جديدة و طعام, اذا ما ارادوا البقاء في العراق. ويلاحظ كلانسي ان البنية التحتية لازالت بحاجة الى اعادة البناء. المسيحيون يجلسون هناك, ينتظرون تحت الشمس, لكي يجيب عليهم احدهم". فهم, على سبيل المثال, يفتقرون الى مصادر المياه الآمنة.

ويرى كلانسي ان نهر دجلة قد تسمم الى حد ما بسبب اثار الحروب, وفي بعض الاماكن لا تستطيع العائلات المسيحية ري مزارعها لان المياه ملوثة للغاية. يحتاج المسيحيون ايضا الى حل سياسي طويل الامد لضمان امنهم. تقول زينة قرياقوس, رئيسة المجلس العراقي المسيحي لحقوق الانسان, ان المسيحيين يرغبون بعراق قوي تعددي يحترم حقوقهم.

وقالت لرويترز: "انهم يريدون ان يكونوا جزءا من العراق, لكنهم يريدون ايضا مزيدا من الحكم الذاتي".
ويضيف كلانسي: "يجب ان يكون هناك شيء ما لضمان عدم ترك المسيحيين في البرد, وان يكون لهم تمثيل في الحكومة, وان يكون هناك حماية لهم".

ابعد من الحل السياسي, من الضروري ايضا مساعدة الافراد على الشفاء من معاناة السنوات القليلة الماضية.
ويلاحظ اثرا كادو ان "بناء الانسان" امر ضروري للانتعاش,حيث واجهت اجيال من المسيحيين في العراق تحديات شديدة. بدأ بعض الافراد في سهل نينوى باتخاذ خطوات لتحسين الصحة النفسية للمسيحيين الذين يعانون من صدمة داعش.
ويقول كادو: "بالنسبة للمسيحيين في العراق, لقد كان الامر كما لو كنت في نفق بلا نهاية".
 
أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية