متى سأكتب أغنيتي .. ؟
بطرس نباتي
مهداة الى ابنتي بان في ذكرى ميلادها
عندما يحل صباح جديد
سأكتب أغنيتي
تلك التي تؤرقني كلماتها
منذ عقود من السنين
في ذلك اليوم
سأرقص كما رقص زوربا
تلك الرقصة المكبوتة
في رأسي التي تحتله
جنية مخيفة مجنونة
وحورية من البحار البعيدة
سارقص في عيد ميلادكِ
سنغني معا ونرقص معا
لطفولتك التي احفظها طازجة
في داخل شغاف قلبي
كيف يمكنني ان أنسى ؟
ما حملته طوال العمر
وكل هذا الدفء الذي يجتاحني
كلما اتذكر وجهكِ الباكي
كان يتدلى كحبة زيتون فوق كتفي
اتمنى الف مرة
ان اهتز بيد الرياح
لتنقلني نحو المنافي البعيدة
كيف أنسى تلك الطفولة ؟
وانت لا زلتِ تستترين
تحت جلدي وفي دهاليز مخيلتي
أربعون عاما تجري وانتِ
لا زلتِ تتسللين
كمياه المطر الرقراق
تنسابين فوق سطح بيتنا القديم
في كلّ صباح
منذُ أكثر من نصف قرن
احمل سنين العمر قربانا
اقدمها محاطة بشموع ملونة
أرتبها من حولي بطول
سبحة بنية ..
في أصابع جدتكِ
عندما كانت تصلي صلاة الوردية
وتشعل مع كل أبانا الذي ...
شمعة وهاجة
أمام تمثال امنا العذراء
لذكرى مَذْبَحها المقدس
تلك الروح لا اريد ان أخسرها
حتى ترتطم سفينة العمر
بأمواج البحر الابدي
خمس شموع تتراقص حولي
أنوارها تضيء ليالي العمر
تمسح عن عيوني مسوح الحزن
تذكرني بأن أفكر بالخلود
لعلني أكرر نفس المعجزة
التي حدثت مع بدء التكوين
او لحين ان أكتب كلمات
يفوح منها رائحة الدخان
لمدننا المحروقة كلفافات السكائر
المبثوثة على الطرقات