المحرر موضوع: شربل أربل والرها ولبنان ,, حكاية إسم  (زيارة 1325 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ايفان جــاني

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 197
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
شربل أربل والرها ولبنان
حكاية إسم
                                                                                                                 ايفان جاني
وأنا أُطالع كتاب " كرونولوجيا أربيل"، للكاتب " مشيخا زخا" والكتاب في الأصل مخطوطة سريانية خُطت نحو سنة 550-569م، ونشرها "ألفونس منكنا" باللغة الفرنسية عام 1907 وترجمت لاحقاً إلى لغات أخرى ومنها العربية. إستوقفتني جملة هذا نصها :" كان في مدينة أربيل كاهن الإله شربيل يدعى إيث ألاها" . فجذبني الموضوع وتحريت عنه وتوصلت إلى حقائق معروفة عند البعض وخفية لدى الآخرين وأولهم أنا.
لنعد الأن إلى قصة هذه الإله ومعنى إسمه. فإسم شربل إسم مركب كأغلب الأسماء النهرينية القديمة، ويتألف من مقطعين الأول "شار" ومعناه الملك أو الحامي، والثاني " بل أو بيل " بمعنى الإله، وبهذا فإن إسم شربل يعني " الإله الملك أو الإله الحامي" . وكان الإله شربل إله أربيل الخاص  .
ومعروف للجميع بأن أربيل اليوم كان إسمها "أربا ـ إيلو" أيام الآشوريين، أي مدينة الألهة الأربعة، وكانت العاصمة الدينية للإمبراطورية، وكيف لا وهي التي تضم  معابد لألهات أربع، معبد الألهة " عشتار" إله الحرب والظفر، وهذا المعبد كان يتمتع بمكانة وأهمية إستثنائية فيحجه الملك الآشوري وهو ذاته الكاهن الأعظم للبلاد، قبل الإقدام على أية حملة من حملاته العسكرية، وحج إليه سنحاريب سنة 692ق.م، وكذلك فعل أسرحدون وآشور بانيبال. وبخصوص المعابد الأخرى فهما معبدا والد عشتار وجدها (الإله شمش ـ شمس)، (الإله سين ـ قمر)، أما المعبد الأخير فكان لإبنها الإله شربل حامي المدينة.
ويقول سعدي المالح في مقالته (شربل إله أربل): " وكان هذا الإسم ( أي شربل) ما يزال واسع الإنتشار بين الآشوريين الوثنيين ومعبوداً من قبلهم في بين النهرين العليا من حدياب (أربيل) وحتى ألرها (أورفة)  بعد سقوط الدولة الآشورية عام 612 قبل الميلاد وحتى القرون المسيحية الأولى، أما كيف تحول من إسم مرتبط بالعبادة الوثنية إلى إسم ذي دلالة مسيحية روحية وقداسة فتلك قصةأخرى.   
وجاء في كتاب شهداء المشرق، أن في السنة الخامسة عشر لمُلك ترايانوس قيصر (53-117م)، الثالثة لحكم الملك أبجر السابع أي سنة 105م.  كان شربيل رئيس جميع الأحبار الأوثان في الرها، يلبس أفخر الحلل ويضع تاجاً ذهبياً على رأسه، ويصدر الأوامر كما يشاء. وكان الملك أبجر إبن الألهة يترأس الشعب كله، والجميع يخضعون إلى شربيل الذي كان أدناهم من الآلهة، فينقل إليهم مايدعي سماعه من تلك الآلهة . وبحسب المصدر في يوم الثلاثاء الموافق للثامن من نيسان، إجتمع أهل المدينة (الرها)، لتقديم الذبائح للآلهة نزولاً عند طلب القيصر، والإحتفال بالتقدمة الأكبر أقيم وسط المدينة حيث جُمعت الآلهة كلها بأبهى زينتها. ويومها دنا "برسميا" أسقف المسيحيين مع الكاهن تيردت والشماس شالولا من شربيل رئيس الأحبار الوثنيين ودعاه للمسيحية. وبعد حوار دار بينهما قبل شربيل دعوته قائلاً:" لقد إستعذبت كلامك هذا وصار له أبلغ الواقع في قلبي". وبعد يوم، قام شربيل ونزل ليلاً عند "برسميا" برفقة شقيقته "باباي". فمُنح العماد وهو يعترف بالآب والإبن والروح القدس. ولما سمع "لوسانيا" حاكم المدينة ما أقدم عليه شربيل، أرسل رجالاً إختطفوه ليلاً من الكنيسة. وبعد إستجواب طويل، ومنحه فرصة نكران المسيحية والعودة إلى الوثنية، وصولاً إلى إستخدام أقسى أنواع التعذيبات معه، بقي مار شربيل محافظاً على إيمانه مخلصاً لمسيحيته، حتى صدور أمر إستشهاده الذي كان أكثر من وحشياً، وفي ذات اليوم نالت شقيقته "باباي" إكليل الشهادة على أيدي جلادو الحاكم، وقام بعض شباب المدينة بسرقة جثتيهما ووضعوها في ضريح والد الأسقف عبشلاما وذلك يوم الجمعة الموافق 5 أيلول 105م .
وأهمية هذه الحادثة والحوار الطويل الذي جرى بين الحاكم وشربل إبان الإستجواب تكمن في كونها حقائق دامغة لامجرد قصص شفاهية منقولة يُطعن في مصداقيتها، كونها سجلت في أضابير المدينة الخاصة بالملوك، وهذا ماتؤكده لنا الجملة التي إختتم بها الإستجواب:" نحن مارينوس وأناتول كتبنا هذا الإستجواب ووضعناه في مكتبة المدينة حيث تُحفظ أضابير الملوك" .
إستناداً إلى الحقائق التأريخية المذكورة يمكننا القول لا بل الجزم بأن إسم شربل هو إسم آشوري أربيلي عريق، وبسبب قدسيته وشخصية ودور من حملوه عبر التاريخ إنتشر الإسم وإنتقل إلى البلدان المجاورة، ليختفي أو ليبهت كما هو حال معظم حلقات تأريخنا في المنطقة. إلا أن مشيئة الرب لم تأبى ذلك، فعاد الإسم إلى سابق عهده إسماً مقدساً وشعبياً متداولاً، عبر أحد القديسين أيضاً ألا وهو الراهب الماروني اللبناني "يوسف أنطون مخلوف" المولود في بقاع كفرا في الثامن من أيار 1828 والذي إتخذ إسم شربيل إسماً له يوم إلتحق وترهب بدير مار مارون في عنايا بلبنان.
ومن وجهة نظرنا فإن إختيار القديس مار شربيل لهذا الإسم إنما يعود لسببين.أولاً: تخليداً للشهداء القديسين الأوائل للمسيحية أمثال شربل الآشوري الرهاوي. ثانياً: لإيمانه وإدراكه بأنه سيكون يوماً من الأيام القديس الحامي للبنان كما كان شربل أربل.



غير متصل اخيقر يوخنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4982
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رابي ايفان جاني
شلاما
شكرا على هذة المعلومات التاريخية
(إستناداً إلى الحقائق التأريخية المذكورة يمكننا القول لا بل الجزم بأن إسم شربل هو إسم آشوري أربيلي عريق، وبسبب قدسيته وشخصية ودور من حملوه عبر التاريخ إنتشر الإسم وإنتقل إلى البلدان المجاورة، ليختفي أو ليبهت كما هو حال معظم حلقات تأريخنا في المنطقة. إلا أن مشيئة الرب لم تأبى ذلك، فعاد الإسم إلى سابق عهده إسماً مقدساً وشعبياً متداولاً، عبر أحد القديسين أيضاً ألا وهو الراهب الماروني اللبناني "يوسف أنطون مخلوف" المولود في بقاع كفرا في الثامن من أيار 1828 والذي إتخذ إسم شربيل إسماً له يوم إلتحق وترهب بدير مار مارون في عنايا بلبنان)اقتباس من المقال