المحرر موضوع: المقصود بغضب الله وأنتقامه  (زيارة 1030 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل وردااسحاق

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1208
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • https://mangish.net
المقصود بغضب الله وأنتقامه
بقلم / وردا أسحاق عيسى القلّو
وندزر - كندا

هل الله هو إله غضب وأنتقام ، أم إله محبة؟
لله صفاة ثابتة لا تتغير تثبت بأنه إله رحمان ، وإله مُحِب وعادل ورحوم وطويل الأناة . وكل صفاة الله تربط بالمحبة لأن الله محبة ( 1يو 16:4) فهل يمكن أن تنضح المحبة الغضب والأنتقام؟ الجواب كلا ، لكن حكم الله تجاه الخاطىء يجب أن يكون عادلاً . فعندما يخطأ
الأنسان على أخيه الأنسان ، يقول الله ( لِيَ الانْتِقَامُ، أَنَا أُجَازِي، يَقُولُ الرَّبُّ) " عب 30:10" وقيل (لأن الرب يدين شعبه وعلى عبيده يشفق) "مز  135: 14 " أي أن الله العادل بحكمه هو الذي يحكم بين الظالم والمظلوم بحسب عدله الإلهي فلا يظلم أحداً ، بل يهتم بكل شىء حتى بأصغر الأمور التي قد نحسبها نحن البشر غير مهمة ، فالاية تقول ( أما أنتم فشعور رؤوسكم كلها محصاة ) " مت 30:10 " أي أنه يهتم بكل شعرة في رؤوسنا ولا تسقط ورقة من شجرة بدون علمه ، فكيف لا تسهر عين الله على الأنسان لتشهد على ذنوب الخاطئين والمسيئين إلينا . فالمحبة الإلهية عادلة وعارفة لجميع الأمور وقادرة على التحكم بالعدل والحكم الصادر علينا أن لا نفسره أنتقاماً نابعاً من غضب الله . لأن الله لا يغضب ، بل يحكم بالمساوات ، فلكي نفهم بدقة عبارة ( غضب الله ) نقول ، عندما يرفض الأنسان محبة الله المقدمة له مجاناً فيعمل ضد إرادة الله ودستوره المعلن للجميع فإنه بهذا يتمرد و يطعن الله في الصميم . فبدلاً من أن يستجيب للحب الإلهي بكل حرية يقوم برفض تلك العطية لكي يعتمد على قدراته الذاتية مما يدفع الله إلى صيغة أخرى نحوه وهي " الغيرة الإلهية " فكما أن الحب البشري مقترن بالغيرة على قدر ما يوليه للمحبوبة من أحترام وتقدير واهمية ، هكذا فالغيرة الإلهية  تطلب من الإنسان أن لا يشوِب حبه تجاه خالقه . لأن الله يريد حُباً خالصاً لا أثر للتملك فيه وحتى في وقت الضيق والآلام ،وإلا فستضعف العلاقة بين الأثنين . حب الله يحتاج إلى تضحية ، فلا يجوز أن يُفَضّل أي شىء على الله لأن الله إله غيور . فالذي يفَضِل الأهل والمال والمراكز وغيرها عليه فلا يستحقه ( طالع مت 37:10 ) . إذاً الله لا يغضب ، بل الأنسان هو الذي يقوم بتعطيل مفعول الحب الإلهي فيه نتيجة أهماله أو عدم الأعتراف به ، فالله لا يقتل ولا ينتقم من أجل التأديب ، ولم ينتقم يسوع الله المتجسد من أحد ، بل طلب الغفران حتى لصالبيه . فعلينا إذاً أن لا نشبّه الله بنا فنقول بأنه يغضب وينتقم ، فنقول ، أن الله في العهد القديم كان يبدو إلهاً منتقماً وغضوباً يبطش بالبشر ويبيد الشعوب كما فعل في الطوفان ، وفي مدينتي سدوم وعمورة وقتل أببكار المصريين واليهود الذين خالفوا قوانين موسى في برية سيناء وغيرها فغالباً مايبرر ذلك على أنها تأديب من الله للأنسان ، لكن هنا التفسير يتناقض مع الحرية التي اعطاها الله للأنسان ، فلهذا يرغمهم بالعنف للخضوع . مما يدعنا نحن أيضاً أن نحكم على الآخرين ونبطش بهم لتأكيد سلطاننا وبأسم الدين ، وبهذا نظن بأننا نقدم خدمة له . فموسى يأمر سبط لاوي بأن يقتلوا جماعة من الأسرائيلين الذين عبدو العجل الذهبي . ويشوع بن نون يبيد مدن كنعانية إبادة كاملة . وأيليا ذبح 450 كاهناً من كهنة البعل . وهكذا أبيدة شعوب في أرض كنعان وأقيمت مملكة جديدة على أشلاء جثثهم . هذه الصورة تقترن مع أقتراب عهد المسيح بصورة النار التي تحرق الأعداء ( ها هي ذي الفأس على أصول الشجر فكل شجرة لا تثمر ثمراً طيباً تقطع وتلقى في النار . .. الذي يأتي بعدي ... يأخذ المذرى بيده وينقي بيده فيجمع قمحه في الأهراء ، وأما التبن فيحرقه بنار لا تطفاً ) " مت 3: 10-12 " لكن المسيح في عهده الجديد لا ينتقم ، بل وضع شريعة الله الجديدة .سجن يوحنا المعمدان وكان يظن في سجنه بأن المسيح سينتقم له ، لهذا أوفد إليه بعض التلاميذ ليقولوا له ( أأنت الآتي ، أم آخر ننتظر ؟ ) " مت 11:2-3 " . يسوع أدرك مقصده فأجاب قائلاً ( أذهبوا فأخبروا يوحنا بما تسمعون وترون أن العمي يبصرون والكسحان يمشون ، والبرص يبرأون ، والصم يسمعون ، والموتى يقومون ، والفقراء تحمل أليهم البشرى ، وطوبى لمن لا يشك فيّ ) " مت 11: 4-6 " . المسيح قلب المفاهيم الشائعة عن نمط تدخل الله في الأرض وعن موضوع الغضب والأنتقام ، فبين لنا بأن الله لا ينتقم ولا يقبل الأنتقام لهذا أنتهر أبناء زبدي الذين أرادوا الأنتقام من قرية السامريين بطلب من السماء ناراً تأكلهم ، أنتهرهم يسوع وأنتقلوا إلى قرية أخرى . وهكذا نجد يسوع حين إلقي القبض عليه في بستان الزيتون كيف تصرف بحكمة بعيداً كل البعد عن أسلوب التحدي والغضب والأنتقام فعاتب بطرس الذي أراد الدفاع عنه ، فقال له ( أغمد سيفك ، فمن يأخذ السيف بالسيف يهلك ، أو تظن إني لا أستطيع أن أسأل أبي ، فيمدني في الساعة أكثر من أثني عشر فيلقاً من الملائكة ؟ ) " مت 25:26 " . كان يسوع الأله يعلو اقتداره على العنف لأنه محبة ، والمحبة تحتوي على الحب الجنوني للمحبوب إلى حد قبول وتحمل الأهانات والمعانات من أجل محبته للجميع والمحبة لا يصدر منها الأنتقام والغضب . إنه يحب الجميع ، وعلمنا لكي نحب حتى أعدائنا ونصلي لأجلهم ، فقال ( أحبوا أعدائكم ... وتكونوا أبناء العليّ ... كونوا رحماء كما أن أباكم رحيم .. ) " لو 6: 35-36 ".
فكيف نفهم غضب الله ؟ وماذا يقصد بالغضب في الآية ( من يؤمن بالأبن فله الحياة الأبدية ، ومن لم يؤمن بالأبن لا يرى الحياة الأبدية ، بل يستقر عليه غضب الله ) " يو 36:3" وهنا لا يقصد بأن محبة الله ستتحول يوماً إلى رغبة في الأنتقام من كل المخالفين لوصاياه ، بل المقصود هو أن كل من يغلق قلبه دون محبة الله المقدمة له مجاناً  ، فأنه يجعل من نفسه خارج المحبة والحياة ، وفي الأخير يصبح حب الله المرفوض منه عذاباً له ، وإن بقي على حاله سيبقى فيه العطش إلى الله الذي هو ينبوع الحياة الذي يروي الأنسان فتشمله الآية
( تركوني أنا ينبوع المياه الحية واحتفروا لهم آباراً مشققة لا تمسك الماء ) " أر 13:2 " .
كما علينا أن لا ننسب كل ظاهرة طبيعية لله ، وخاصةً عندما تكون مدمرة للطبيعة والبشر كالرعد والرياح والفيضانات والأمراض . بل علينا أن نفهم الأمور بألهام الروح الساكن فينا لكي ندرك المعنى روحياً ولا نفكر بالأنتقام والغضب ، بل بالنور والسلام والحب ، وهكذا سيتحول قلب وفكر الأنسان غلى المحبة فلا يطعن قلب الله بأصراره على أختيار طريق التمرد والموت بدل التجاوب مع نداء الحب الصادر من السماء أليه لكي يستقر فيه الفرح والحب والسرور .
رسالة المسيح الخلاصية هي للأخيار والأشرار على حد سواء ، وان الله يريد خلاص جميع الأمم ( أن الله لا يشاء موت الخاطىء ) " حز 23:8 " . إذاً الله لا ينتقم ، لا يقتل البشر في سبيل التأديب ، إنما الأنسان قد حول هذا السلطان الرهيب لكي يطعن قلب الله المحب في الصميم بأصراره على اختيار طريق الموت بدل التجاوب مع نداء الحب المجاني المعطى له من الله المحب .
ولألهنا المحب المجد والتسبيح


غير متصل اخيقر يوخنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4982
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: المقصود بغضب الله وأنتقامه
« رد #1 في: 17:43 23/06/2018 »
رابي وردا اسحاق
شلاما
تفسير صحيح للايمان المسيحي
ولكن ما يثير الاستغراب هو ان البعض يحرفون ايات الكتاب المقدس بدوافع سياسية فما هي عقوبة الذين يقومون بتلك التجاوزات ؟
فالرب كما نفهة من الكتاب المقدس هو انه يعاقب الشعوب ولا يبيدها
فيما راينا ان احدهم قد قام بتحريف ايه في ناحوم النبي من عبارة ابيدك نسلك ،موجها الكلام الى الملك الاشوري الاخير في  نينوى الى الى عبارة ابيد الاشوريين
وقد راسلت الموقع الذي نشر ذلك التحريف واجابني الموقع بان هذا التحريف لا يعود له بل  هو لموقع اخر وراسلت ذلك الموقع طالبا منهم حذف هذا التحوير ولم استلم جوابا  لحد الان
وانا انتظر جوابهم

والشيء الاخر الذي يثير الاستغراب
هو ان هناك عدد من الشمامسه ورتب دينية اخرى يقراوءون في هذا الموقع ولم يكتب اي منهم عن هذا التحوير
اليس ذلك مخالفا لايماننا بانه لا يحوز تحريف حتى حرف واحد في الكتاب المقدس فلماذ السكوت ؟
تقبل تحياتي

غير متصل وردااسحاق

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1208
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • https://mangish.net
رد: المقصود بغضب الله وأنتقامه
« رد #2 في: 22:00 23/06/2018 »
خونا عزيزا أخيقر يوخنا ميوقرا
نعم هناك من يفسر آيات الكتاب المقدس لصالح فكره السياسي أو المذهبي لكي يتحدى الخصم ، لكن آيات الكتاب المقدس ثابتة لا يمكن تحريفها  ، والمشكلة ليست في الآيات والنصوص ، بل في تفسيرها الخاطىء ، وتفسير الكتاب المقدس ليس لكل من يقرأه ، بل يحتاج الى دراسات لاهوتية وفلسفية طويلة والعيش المستمر مع الكتاب المقدس لهذا نرى الكنائس الرسولية لا تسمح لأحد من أبنائها تفسير الأنجيل إلا من قبل لكهنة وذلك لأن الذي يفسر الخطأ للمؤمنين عقوبته كبيرة جداً كما قال الرب يسوع ( وَمَنْ أَعْثَرَ أَحَدَ هؤُلاَءِ الصِّغَارِ الْمُؤْمِنِينَ بِي فَخَيْرٌ لَهُ أَنْ يُعَلَّقَ فِي عُنُقِهِ حَجَرُ الرَّحَى وَيُغْرَقَ فِي لُجَّةِ الْبَحْرِ) . أما عن موضوع غضب وأنتقام الله وأبادة شعوب فكان هناك تفسيرات خاطئة في الماضي بأن الله كان قاسياً وأراد أبادة شعوب خلقها ، لكن قصد الله في هذا الموضوع تجلى لنا في العهد الجديد ، في الإله المتجسد بين الناس ، هل عاقب أنساناً ، هل أدان أنساناً ، هل لعن أحداً أم طلب المغفرة حتى لصالبيه ؟ إذا في العهد الجديد أنتهت الصورة الخاطئة التي كانت منتشرة بين الناس والتي شوهّهَت وجه الله تشويهاً فادحاً وكأنه إله شرير ، فنسبوا إليه كل الشرور التي تحصل في الطبيعة كالكوارث والأمراض والحروب . ألله لا يضر أحد ، ولا يريد موت خاطىء في خطيئته بل خلقه للخلاص ، هناك حتى في أيامنا طوائف شيطانية تدعي الأيمان المسيحي كالمتنورين يقولون ( الله يسمح بتلك الشرور ) أي كأن الله يغض النظر عنها أو يبرأ ذاته منها . وكأن هؤلاء الشاذين في تفسيراتهم يشبهون الله ببيلاطس البنطي وذلك عندما يجعلون موقف الله مشابهاً لموقفه عندما غسل يديه متنصلاً من موت يسوع الذي كان يعلم ببرائته وكان قادراً على أطلاقه بدلا من برآباس . الله ليس ارهابياً ، بل هو محباً للجميع ، لا وبل صورته ليست كصورة قسوة قلب الأنسان الناتجة عن ضعف الأنسان ، إنما هو الأب المحب الذي ينتظر عودة أبنه الخاطىء ليغفر له ويحتظنه كما حصل لوالد الأبن الشاطر .
والرب يحفظك
 أخوكم
وردا أسحاق عيسى