المحرر موضوع: سايكولوجيـّة العرب والمونديال العالمي!  (زيارة 1383 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل رعد الحافظ

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 673
    • مشاهدة الملف الشخصي
سايكولوجيـّة العرب والمونديال العالمي!

مقدمة :
مَن يسمع توقعّات العرب حول نتائج منتخباتهم القوميّة في بطولة كأس العالَم لكرة القدم الـ 21 في مونديال روسيا قبل بدايتهِ ,يتخيّل أنّ المربع الذهبي سيكون عربياً خالصاً .إرتفاع سقف التوقعّات الشعبيّة للناطقين بالعربيّـة لا يعني أنّه تفاؤل مشروع مرغوب محبوب .لكنّها عاطفة مشوبة بالحَمَق والمُبالغة والرعونة والتشنّج المُّنحاز للذات دون مُسوّغ علمي واقعي واحد ,ولا نظري حتى!
هذا الكلام ينطبق على غالبّيّة مَن كتبَ ونظّرَ وصرّحَ وعلّقَ على تلك المباريات قبل وأثناء المونديال العالمي الكبـيـر!
على سبيل المثال مدرب تونس (نبيل معلول) قال بعد أن خسر أمام إنكلترا :
نعم سنتغلب على  بلجيكا فلا سبيل أمامنا سوى ذلك!
فخسرت تونس  هذا اللقاء بخمسة أهداف مقابل 2 وفزتٌ أنا برهاني هذهِ المرّة!
أغرب من التوقعات المُتفائلة المُبالَغ فيها هي ردود الأفعال بعد النتائج الخائـبة!
المعلق التونسي قال أثناء مباراتهم أمام بلجيكا ما يلي :
جميع التوانسة قالوا سنغلب بلجيكا ,وأضاف : شــنكون إحنا حتى نغلب بلجيكا؟
واكلين لحدّ الآن أربعة أهداف والمزيد قادم!
أمّا أحد مُحللي المباريات العرب فقال :هذا غير معقول ,بخمسة أهداف خسرت السعودية أمام روسيا وبالخمسة خسرت تونس أمام بلجيكا .. هزيمة بعد هزيمة ونكسة وراء نكسة وفضيحة تتلو أخرى!
ثمّ زاد باقي المُحللين (العرب) من هجومهم وشتائمهم وقذائفهم على جميع الفرق العربيّة بلا إستثناء وأمطروهم بوابل من نيران صديقة ,إنّما مقصودة غاضبة هذه المرّة .تحدّثوا  عن خسارة الفرق العربيّة الأربع في مبارياتهم الثمانية الأولى!
تحدّثوا عن المُدربين بالواسطة واللاعبين المُتخاذلين والحُكّام المُتحيزين وغياب الجـودة الكرويّـة!
وحدهُ الفرنسي (آرسين فنگـر) حاول التقليل من وقع الصدمات بكلام موضوعي عن الفارق الكبيــــر بالمستوى منذُ الأصل ,فلماذا الإستغراب قال!
هذا كلام العرب بعد المباريات ,فلماذا يشتموني عندما أمزح قبل بداياتها؟
***
صورة مشجع مصري!


***
كرة القدم تشبة الحياة نفسها!
في الحياة العاديّة عموماً يُصادف النجاح كلّ مُثابر ساعٍ لتطوير نفسهِ ومن حوله من المجتمع القريب والبعيد .لا وجود للحظّ إنّما هي نسب وإحتمالات إحصائيّة تقوى وتضعف حسب الظروف المرافقة وردود الأفعال الآنيّة!
لاعبي كرة القدم العرب تبعاً لثقافتهم الشموليّة كلٌّ منهم يسعى للمجد الشهرة لنفسه من دون الآخرين .يتوقع أنّه سيكون الأعظم شأناً عندما يُصلّي وسط الملعب!
الجمهور العربي نفسه يرفع من شأن أحدهم في حالة بروزه (المؤقت) وينسون الفريق بكامله ,بحيث تقع الكارثة والطامّة الكبـرى لو غاب أو أخفق ذلك اللاعب ولو لمرّة واحدة .(محـمد صلاح مثلاً)!
الإداريين والفنيين العرب يُبالغون في مجاملة مسؤولي بلادهم والجمهور وتوّقع الفوز أو الصمود .كما بالغَ على الدوام مُستشاري ووزراء العرب أمام رؤوسائهم الطغاة في توقع النصر على الأعداء .( أتذكر عبد الناصر وصديّم حسين)!
الثقافة الدينيّة والإجتماعيّة والوطنيّة تؤثّر كثيراً على السلوك والأداء والنتيـجة في مباريات كرة القدم الدوليّة!
رفض حامي هدف مصر (محـمد الشناوي) إستلام جائزة أفضل لاعب في مباراتهم الأولى أمام الأورغواي ,دليل على ما أقول!
إضاعـة الوقت لأغلب الفرق الإسلاميّة أمام الفرق الأقوى دليـل آخر!

***
الخلاصة:
قبل نهاية المونديـال خاب أمل الجميع من أعلى مسؤول كروي عربي  الى أصغر طفل مشجع .الفارق كبير بمستوى العرب وباقي العالَم لكنّهم لا يعترفون!
السبب الفكر نفسه ,الثقافة الشموليّة ,الديكتاتورية ,وعدم إنتهاج الطرق العلميّة!
منطقهم يقول المهم الوصول الى كأس العالَم بأّي ثمن ,كأنّ ذلك هو الغاية الأساسيّة وليس اللعب الفنّي المُتطوّر الراقي الجميل!
ثقافة الفوز لديهم تشبه أفكارهم في الحروب (كرّ وفرّ / الحرب خدعـة)!
المسؤولون عن الكرة في بلادنا البائسة لا يسألون أنفسهم لماذا اللاعب العربي الذي يحترف في الغرب (الكافر) يقفز بخطوات سريعة عن زملائهِ الباقيين بعد أن كان بالأمس قريب من مستواهم!
أقول :على الأجيال القادمة تعلّم طرق التشجيع النظيف والمساندة الصحيحة!
لا أبغي التخليّ عن العاطفة الوطنيّة ,فهذا الأمر مستحيل بالطبع!
لكن أدعو الى تشجيع يستند الى المنطق والعِلم ومعرفة وفهم قدرات الذات والخصوم على السواء!
(على سبيل المثال أنا أشجع النادي الملكي المدريدي على مستوى الأندية لكن لا أنكر قوّة وعظمة خصمه اللدود البارسا)!
المُبالغة في الإنحياز للنفس شيء معيـب و مقيت كوننا نعيش في عالم واحد مُنفتح على بعضه وعلى الإنسانية جمعاء!
لو يرى العرب حالة الشعب السويدي وسلوكه العام في مثل هذه الظروف لتعلمّوا منهم الكثير.(هذا في حالة رضوا أن يتعلموا)!
لم يتوقع السويديّون الكثير من منتخبهم حتى بعد فوزه على كوريا ج !
قال لي بعضهم :مازال أمامنا الألمان والمكسيك!
وفعلاً سقطوا بالأمس أمام الألمان في الثواني الأخيرة ,لكنّهم لم يتهموا الحكم بشيء ولا حملوا على لاعبيهم أو تأبطّوا بهم الشرّ (حتى اللاعب التركي دورماز الذي أهدى الألمان ضربة حرة خطيرة جاء منها هدف الفوز)!
صراخ الجماهير والتشجيع والتحيّز للذات وحبّ الأوطان لوحدها لا تكفي!
(أنا ضد فكرة نموت نموت ويحيا الوطن), فماذا يكون الوطن بلا شعب حيوي؟
الأمر يحتاج تغيير ثقافة وفكرة الفوز أولاً ,والتخطيط العلمي والديمقراطيّة ثانياً!
يقول المفكر المصري (مؤمن سلام) بهذا الشأن :
[.. الهزيمة والفشل وعدم التوفيق يعني أنّ هناك خللاً في التخطيط والتطبيق في الأعمال والوظائف .لا يكفي القول علينا الزرع وليس علينا الحصـاد إنّما الأعمالُ بالنيّات .. فالأعمال بالنتائج لا بالنيّات!]
ملاحظة : إنتهت هذه اللحظة مباراة إنكلترا ـ بنما بفوز الإنكليز 6 ـ 1
حظاً طيّباً للجميع !

رعد الحافظ
24 يونيو 2018




غير متصل اوراها دنخا سياوش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 687
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاستاذ رعد الحافظ المحترم
سلام المحبة والاحترام
بينما الرقم 13 هو الرقم المشؤوم للاوربيين، يبدو ان الرقم خمسة هو الرقم المشؤوم للعرب، فبالاضافة الى ماذكرته من عن الخسارة بـ(خمسة !) اهداف لفريقين عربيين، نجد ان ( خمسة حزيران !) لم يكن خسارة للعرب جميعهم وانما نكبة... نتمنى ان يجتاز العرب محنة الـ(خمسة !) في مستقبل الاولولمبياد القادمة، وان يتركوا التعويل على الجانب الديني، وابراز عضلاتهم الاسلامية... و(خمسة !) وخميسة فعين اللي ما يصلي عالنبي.
تحياتي   

غير متصل رعد الحافظ

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 673
    • مشاهدة الملف الشخصي
الصديق العزيز ...  أوراها دنخا سياوش ... مرحباً بإطلالتك اللطيفة!
للأسف ..نـعم هذا حال العرب يتوقعون سحق الأعداء والخصوم !
وعندما ينهزمون يبحثون عن الأعذار والشماعات والمؤامرات المُحاكة ضدّهم طيلة الدهر
وعندما لا يجدونها يصبّوون جام غضبهم على الحظ والأرقام والأيام وحتى الجن الأزرق والسحر والشعوذة!
أمّة تبتعد عن الطريقة العلميّة في التفكيـر والحياة , كلّما تقدّمت وتطوّرت الأمور في باقي العالَم .
لا أفهم ماذا يحتاجون بعد أكثر من الكومبيوتر وكوكل وأخواته ...
ليضغطوا أزرار بضعة حروف ..ليقرؤوا أسباب فشلهم وإبتعاد ثقافتهم عن الإنسانيّة عموماً !
الحلّ في ظنّي بالعلمانيّة والديمقراطيّة والقراءة العلميّة !
طاب يومك بالورد !
رعد الحافظ