نسـمةٌ سبقتْ عربة القصـائِـد
فهد إسحق
وقْـتَ سلّمتني أمّي
إلى الصفّ التحضيري
بمدرسة قريتـنـا الطينيّة الصغيرة
بكيتُ كثيراً ذاك اليوم ، وكرِهْـتُ حينها الصّفّ
لأنّه خطفني منها -( أمّي .. مَدْرستي الأولى والأخيرة في الحياة )-
لكنّ شـرارةَ عِشقي للمدرسة قُـدِحَـتْ
حينَ لمحـتُكِ وأنتِ تكتُبينَ
اسمي على السّـبّورة العريضـة
وبطَبشورةٍ حـمـراء !
ومنـذُ رياضِ سنيننا الأولى تِلك
وأنا أعشَـقُ شِـعـْـرَ نِـزارْ
وأرتشِـفُ الفَجْــرَ بنكهـةِ فيروز،
أنتظِـرُكِ وحروفي دومـاً
لتمُـرّي من أمامِ شُـرُفاتِ العُمْـرِ
نسـمـةً تسـبِقُ عربـةَ القصـائِـدْ
وتحمِـلُ معهـا
عِطـرَ ذلك الزمـنِ الجميـل ..