بالصور /عنكاوا كوم تزور كنيسة الاباء الدومنيكان في الموصل
محطات من تميز الماضي لاتقارن بحاضرها الاليم
عنكاوا كوم-الموصل –سامر الياس سعيدسابدا من الماضي للحديث عن هذه الكنيسة التي زرتها اليوم لاقارن مابين زيارتي لها قبل عدة اعوام وما الت عليه اوضاعها بعد سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية على المدينة وقيام عناصره بالاستيلاء على متتلكات تلك الكنيسة شانها شان الحواضر المسيحية الاخرى فكنيسة الاباء الدومنيكان او المعروفة في الاوساط الموصلية بكنيسة الساعة تعد معلما موصليا مميزا مرتبطا بما اشاعه الاباء الدومنيكان من الثقافة والابداع في جسد المدينة فالكنيسة التي افتتحت يوم 4 اب (اغسطس) من عام 1873 كان قد سبقها استجلاب مطبعة حجرية عدت اولى المطابع التي دخلت مدينة الموصل حيث باشرت عملها في عام 1860 وتمخض عن تلك المطبعة طبع مئات الكتب ومن بينها اول مجلة في العراق صدرت بثلاث لغات وهي مجلة اكليل الورود وذلك عام 1902 كما ارتفع برج الساعة في عام 1882 و التي اهديت من قبل الملكة اوجينية لمكافاة الاباء الدومنيكان على دورهم المهم في تخفيف معاناة اهالي المدينة بعد ان فتك مرض التيفوئيد في السنة المعروفة بسنة الليرة وذلك عام 1880 فيما شهدت الكنيسة ايضا افتتاح قاعة ملحقة بها في عقد الالفية اسهمت بتشكيل الذائقة الفنية لدى اهالي المدينة حيث افتتحت قاعة الساعة للفنون والتي اشرف عليها الفنان التشكيلي الراحل ماهر حربي .
هذا بما يتعلق بالتاريخ فماذا عن الحاضر فقد تمكنت من الوصول الى الكنيسة من خلال جزئها الخلفي المجاور لمجمع محلات بيع الزجاج بعد ان اودى انفجار كبير بالجزء الخلفي للكنيسة والمحاذي لمراب وقوف السيارات ولافتني وجود البسة واحذية نسائية وحينما استعلمت من موصليين كانوا شهود عيان اكدوا ان عناصر التنظيم كانوا ياتون بالنساء الايزيديات المسبيات لاحتجازهم في الكنيسة قبل ان يسقوموا بعمليات بيعهن او اصطحابهن لاماكن اخرى اما برج الساعة التي حاول التنظيم تفجيره فقد اوشك على الانهيار بسبب تضرره بشكل كبير فيما تلقت الكنيسة وباحتها وجزئها العلوي انواعا مختلفة واشكال متبانية من قنابر واطلاقات الهاون وغيرها من انواع البارود الذي يبدو انه انهمر عليها كالمطر اثناء عمليات التحرير التي وافقت مثل هذه الايام قبل عام .
معلم موصلي ترسخ بذاكرة الموصليين لما اسهم عليه القائمين من كل اشكال الدعم والرعاية في المجالين الطبي والثقافي اليوم يوشك على الانحسار يبكي تواجدا مسيحيا لافتا كان يجاوره ويستذكر باسى ايام الاباء الدومنيكان الذين كانوا يشكلون حمامة سلام في سفر واسع من اسفار الموصل عبرماضيها التليد ..
