المحرر موضوع: العذراء والعقرب..!  (زيارة 2269 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل أحمد الغرباوي

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 9
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
العذراء والعقرب..!
« في: 17:30 25/06/2018 »

العذراء والعقرب..!



أحمد الغرباوي


أنوثتك رُقيّ ورقة.. ممزقٌ أنا؛ أقترب منك.. وأخاف أحلامك.. واكتشف حزنك وراء بَسْمك.. روحي تصغى لنداءات خفيّة.. ألا أرحل عنك..
وأن ألهث في نينّي عينك.. وأصرخ:
ـ لاتتركيني والوحدة.. لا أريد شفقتك.. وألعن قسوة في ولادتي قبلك..
أشعرك دائماً خلفي.. ولا أحد وراءي يأتي..
 آلاف الرسائل إليك.. وأترقّب رسالة واحدة؛ لم ترسل بعد.. لأنثر بها رماد الحُزن تجفّف نزّ الدمّ الجارف روحي..
أترقّب كُلّ آحاديثك.. وأهرول خلف أمكنة حضورك.. وعبث صوتك الطفوليّ الصارخ.. وجريْك داخل (جيبتك) الجينز.. وتندّر أصدقائك حولك:
ـ مالها أصبحت العروسة مَمْصوصة..
 إيه يابنتي إنت بقيت بوصة كده ليه..!
 ورسائل قديمة تتكسّر وميّ دَمْعي..
وتغريني نحافتك الزاعقة.. وعنادك في ارتداء الكعب العالي.. حتى لا أصل إلى حافة عينيك..
وعن عَمْدٍ؛ تهربين من صدق حِسّي..
وكُلّ الأشعار التي يستحي  خجلك من سماعها..
 دموع يجاهد كبرياء في حجبها عَنّي.. ولاتدري أنّه سرّ عِشْقي..
 ولعك بأكل بطاطس (الشيبسي).. وتلذّذك بمصّ ملوحة أصابعك.. وهمجية مَضْغك لفطائر (بيتزا).. وكرمك العشوائي مع من يستحقّ؛ ومن لا.. واستغلال جُودك الطفوليّ؛ وأروح وخدر تماسي وشجنِ ملامح براءتك..
وشفتاك النحيلتان.. الحادتان في ندهما.. وشهد القلق في رعشة اللون البنّي.. وخيالي في حُضْنِ التوتر؛ قبيل أن يغرق في عسل رضابك اللزج بتدلل بتول وتقلّب زَبّد أيس كريم على حرير لحم شفتيها البضّ..
طفلة ترتعدُ بحضني؛ ابنتي.. وولدك في حنان أمّ.. يتهيّبُ الغدّ المظلم..
 المظلم قبل الجانب المشرق منك..
ندبات الحزن، هالات السّهر، علامات التوتر والغضب على شفتيكِ..
 أتهيّب القادم.. إتيان سَوَاد الليل دونك.. وموسيقانا الحزينة.. وفقد وجودك؛ إلا من طيفك.. طيفك الذي لايغني أبداً عن جوعي لك.. وشبقي  لكلّ ماخلقه الربّ فيك..
وترميني في وسواسي القهري بطول صمتك..
تغرقيني ترنيمة وجع:
أحبّك..!
ـ أحبّك..؟
،،،،
تتركيني ترنيمة وجع..
لا أجيد غير طريق واحد أصحّ  للتعبير.. يسكنني مسافرٌ لا.. لايرحل..
 ينشدُ سعادة  لمن احتواني رزق ربّ؛ ومنتهى قلب..
في إدمان عمري سرّي، وأمانة ربّي، وأثير روحي..
فيستقرّ عنوةً.. دون غصبِ..
وبين الضلوع  يظلّ  نفساً..
صخرٌ يجثم على رمال.. وبأنامل قدمي؛ كم حلمت أبعثرها خلف جيبها الأسود الطويل.. وأهرول خلف بنطلونها الكُحْلي.. وحرير قميصها الأبيض.. وعطر جلدها المتلصّص غصب عنها؛ في حياء الياسمين ورغبة المشمش..
ربّي كيف أطلب أكثر.. ومعي المسافر الذي لم يرحل..
أي شيء أغلى وأعظم من ذاك حُبّ.. ترنيمة وجع:
ـ أحبّك..؟
،،،،
بروحي غيماتٌ  تُمْطر..
لا اتطلّع من الحلم بأمل أكبر..
لن آبه؛ إن يضع قلبي أو يتحجّر..
أيملّ من الحُبّ من أذاقه الربّ.. وأغمر..
 وأورده أرودة وشرايين الدمّ فيض أنُهر..!
وأنّى من صمت كبرياء أتذمّر..
شوقي لكلك أوجع..
وسِمّها  ترياقٌ؛ ولي حنيّة (عقرب)..
بعنادها تداويني؛ فأدمنها جوعاً لا.. يُشبع..
ولها أنا (أعذر)..!
في الله أحبّك
(عذراءٌ) أنا.. و
(عذراءٌ) أنا، وأنْتِّ (عقرب)..!
ترنيمة وَجَع قضا:
ـ أحبّك..؟
.....