المحرر موضوع: أفكار حرة...رجع الصدى...الدكتور أحمد سطام الجميلي  (زيارة 1836 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل فهد عنتر الدوخي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 750
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
افكار حرة
(39)
(رجع الصدى)
بقلم: د. احمد الملا
...............................
...............................
أبحثُ في أطرافِ ذاكرتي عنكِ,
فلا أجدُ سوى الصدى,, و بحرٍ مهيبٍ يتجاوزُ حدود المدى.
أفتقدُ ملمسكِ الحرير؛ و شذى رائحة جسدك الخطير؛
و نظراتِ عيونٍ مثيرة.
يا تلكَ التي اخذتها بعيداً أمواجُ البحارِ العتيقة,
و مرافيء الغربة السحيقة.
أما زلتِ تذكرين؟
أمسياتنا الحزينة, و آمالنا المستحيلة؟
التي ما تجاوزت صدى الاحلام
فاستبقها القدر
 و وأدها و استتر.
.............................
يا فاتنة العينين ..
هل ما زلت تذكرين؟
طعم الكرز الطري؟
و لون اللوز الغريب,
و رائحة الافكار الطفولية
و همسات العشق البكر النقية؟
و الآن : و نحنُ في أطراف العمر,
حائرين؛ متمسكين باذيال اهدابه الرثة
قد تهوي بنا في اي لحظة
نحو العمق السحيق.
اما زلتِ بلون العقيق؟
و هل ما زلت تمتكلين
طعم الكرز العتيق؟
..................................
هل ما زلتِ مثل عصفورة....
وجدت نفسها فجاة على قارعة طريق الحياة,
فصدَقتها, و مضت فيها, و شاغبت, و تعبت,
و اجتهدت, و غضبت, و غامرت.
و بعد هروب كل تلك السنين,
تمسكت بالانين:
بعدما ادركت؛
لئم الحياة,
و ان لا قيمة لها:
لكنما افعالها خطيرة
ما تلبث ان تغدر بالانسان
في اي لحظة و اي مكان.
و لا تبقى في ذاكرتهِ سوى:
رائحة الصيف اللذيذة التي ادمنت جسدك.
و طعم الكرز المعتق.
............................
بعد ان تلاشت كل المواسم,
و تبعثرت الافكار
 و طرد الليل النهار.
و تخلت عن غيومها الامطار,
و هرب الربيع,
 و ترك  للقحط الديار.
فتوارت الورود و زنابق الماء,
و اغصان الريحان.
و تمسكت اشجار الخريف
باوراقها المتناثرة .
و نسى الاحبة؛
مواسم الطيور المهاجرة.
و تخلى الجمال المقدس
عن الاجساد الفاتنة.
و طردت المرافيء
كل العشاق المنبوذين؛
و تخلت عنهم السنين,
فنبذت الشفاهُ طعمَ ضحكتها ,
و لون عذوبتها,
و الق رحيقها,
 و بهجة صمتها.
.......................
يا طيفها المغامر...
ابتعد كثيرا عني,
و اذهب بعيدا و لا تعدني.
عد  نحوَ  البحرِ
و رمالهِ الازلية الكاذبة,
ولا تعد اليَ ابداً بعد ذلك.
فقد لا تجدني هنا
و تعود اليها وحيداً
فيغادرها الكرز المعتق,
و رائحة الليمون.
فيبتسم عندئذٍ القدر,
و يحتفل مع الرمال
 و يتباهى بما انجزه من افعال
و يفتخرُ انهُ حققَ ما يريد
و يبدأ بالبحث
عن غيرنا
من اجل ان
ينجز المزيد.