المحرر موضوع: هل يتحكم الظواهري في القاعدة داخل سوريا وخارجها  (زيارة 1332 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31477
    • مشاهدة الملف الشخصي
هل يتحكم الظواهري في القاعدة داخل سوريا وخارجها
خبراء يحذرون من أن الاهتمام الكبير بمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية على حساب الحرب ضد تنظيم القاعدة يشكّل خطرا ويعطي التنظيم الأمر الفرصة لإعادة ترتيب الأوراق والصفوف.

حرب مصيرية في سوريا
العرب/ عنكاوا كوم
أعلن تنظيم القاعدة مؤخرا عن تواجده في سوريا من خلال تنظيمات جديدة، على غرار تنظيم حراس الدين، في خطوة قرأها الخبراء على أنها رد من جهة على التنظيمات الجهادية التي انشقت عن التنظيم الأم، ومن جهة ثانية رسالة إلى المجتمع الدولي تعلن استمرارية تنظيم القاعدة، الذي يشهد انشقاقات وخلافات داخلية وأزمة قيادة منذ وفاة أسامة بن لادن وترسّخت أكثر خلال الحرب في سوريا التي يشير معهد بحوث الأمن القومي الإسرائيلي إلى أن هذه الحرب تطرح علامة استفهام على قدرة الظواهري في التحكم بما يجري في ساحات أخرى أيضا.

لندن- أصدرت القيادة العامة لتنظيم القاعدة، مطلع شهر يونيو الجاري بيانا يعلن فيه انتشاره في سوريا. ويستمد هذا البيان، الذي خاطب عناصر القاعدة المنتشرة في أنحاء العالم، وخص من هم على أرض “شام الرباط” في إشارة إلى سوريا، أهميته مما جاء بين سطوره من تأكيد ضمني لفك الارتباط مع جبهة النصرة، ومن توقيته في علاقة بالتطورات الميدانية في سوريا بين مختلف القوى وتراجع المعارضة، كما يستمد البيان أهميته من كونه يأتي في وقت خفت فيه صوت القاعدة مقابل صعود تنظيم الدولة الإسلامية وفروع جهادية أخرى نشأت من رحم القاعدة لكنها انشقت عن التنظيم الأم.

ويشير مراقبون إلى أن هذا البيان، وتصريحات لاحقة منسوبة لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري بمثابة إعلان من القاعدة عن تواجدها ورد على ما يروج بشأن الحلافات التي أضعفت دورها على الساحة الجهادية العالمية.

لكن، حذّر الخبراء من أن الاهتمام الكبير بمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية على حساب الحرب ضد تنظيم القاعدة يشكّل خطرا ويعطي التنظيم الأمر الفرصة لإعادة ترتيب الأوراق والصفوف خاصة وأن إستراتيجية القاعدة طويلة الأمد وأعمق من مخططات تنظيم الدولة الإسلامية الذي لا ينشط إلا في مناطق الصراعات والحروب.

وإذا كانت هناك أزمة في قيادة الظواهري، فقد يتغيّر الوضع في أي لحظة، كما أن هذه الأزمة قد تعني أيضا صراعات بين التنظيمات الجهادية في ما بينها، وبالتالي فتح جبهة جديدة من الصراعات الدموية في سوريا، وقد تمتدّ إلى العراق واليمن ومناطق أخرى.

وتسلّط دراسة صدرت عن معهد بحوث الأمن القومي الإسرائيلي الضوء على نشاط القاعدة المتصاعد في سوريا، مشيرة إلى أنّ من الضروري الانتباه إلى أنه رغم زيادة أعداد مقاتلي القاعدة، فإنه يجب فحص مدى تراص صفوف التنظيم.
الخلافات بين هيئة تحرير الشام والقاعدة ومسانديها في سوريا اندلعت حول موضوع علاقات هيئة تحرير الشام بتركيا

صراعات داخلية
شهدت الأشهر الأخيرة انقسامات وصراعات داخلية بين الفصائل التابعة لتنظيم القاعدة في سوريا. وارتبط هذا الخلاف وهذه الخصومات بمسألة الولاء لزعيم القاعدة أيمن الظواهري وأيديولوجيا هذا التنظيم، ويبرز ذلك في سياق تقلّبات واضطرابات حدثت في السنوات الأخيرة في شبكة تحالفات القاعدة مع شركائها عبر منطقة الشرق الأوسط.

وتثير الأحداث الجارية في سوريا نقاط استفهام في ما يتعلق بوحدة “معسكر” القاعدة ودرجة سيطرة الظواهري على شركائه في سوريا والموالين لتنظيمه في أماكن أخرى من العالم.

عيّن مجلس شورى القاعدة أيمن الظواهري قائدا للتنظيم بعد وقت قصير من مقتل أسامة بن لادن في مايو من سنة 2011. كان بن لادن استمد نفوذه ومكانته من مشاركته في الحرب في أفغانستان خلال الاحتلال السوفييتي ومن مسؤوليته في سلسلة من هجمات إرهابية استعراضية نفذها تنظيمه على الولايات المتحدة، وتوجت بهجمات الحادي عشر من سبتمبر 2011.

وعلى الرغم من وضعه على قائمة المطلوبين لدى عدة وكالات استخباراتية في كافة أنحاء العالم، مما أجبره على الاختباء في منزل معزول في مدينة أبوت آباد الباكستانية لعقد كامل من الزمن، تمكّن بن لادن من مواصلة قيادة تنظيمه وحتى من التأثير على المنظمات الحليفة في مختلف أنحاء العالم. وتوجد أدلة على هذا في وثائق عثر عليها في مخبأ بن لادن في باكستان حيث قُتل.

ولم يكن استبدال زعيم تمتّع بسمعة عالمية داخل التنظيم وبين شركائه بالمهمة البسيطة. وبالفعل وجد الظواهري صعوبة في تقمّص دور سلفه وبلوغ منزلته في التنظيم الذي وجد نفسه يتخبّط في أزمة عميقة بعد خسارة الكثير من قادته الكبار في هجمات بواسطة طائرات دون طيار أميركية، وفي الوقت نفسه كان هو بذاته مطلوبا ومطاردا في كافة أنحاء العالم.

ومن بين العوائق الأخرى التي اعترضت سبيل الظواهري في محاولته السيطرة على منظومة التحالفات المنتشرة في مختلف أرجاء المعمورة التي كانت تبحث عن زعيم جامع يمتلك جاذبية نجد غياب تجربته القتالية وشخصيته المثيرة للجدل.

جاءت أحداث الربيع العربي لتساعد القاعدة على الخروج من الأزمة. وقد ضخّت هذه الانتفاضات دماء جديدة في التنظيم وفصائله المتحالفة مما مكّنه من تعزيز صفوفه عندما هرب الكثير من أفراده من السجون في مختلف البلدان.

ومنحت الحرب الدائرة في سوريا التي جذبت الآلاف من المقاتلين من كل أنحاء العالم فرصة ذهبية للظواهري وتنظيمه لإعلان سوريا “أرض الجهاد” والتخطيط لإحياء التجنيد بأعداد كبيرة وتعزيز فكرة الجهاد العالمي عن طريق المشاركة في الحرب هناك.

لكن في الوقت ذاته أشّرت الانتفاضات التي حدثت في الشرق الأوسط إلى نقطة تحوّل في العلاقات بين تنظيم القاعدة وشركائه حيث ولّى بزعامة أبوبكر البغدادي في العراق ظهره للتنظيم الأم وتجاهل البغدادي حقيقة أن الظواهري أعلى منه مرتبة وأنشأ تنظيما جديدا يحمل اسم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” من جانب واحد محاولا استقطاب جبهة النصرة (الفرع السوري) دون استشارة الظواهري أو الحصول على قبوله.

ورفضت جبهة النصرة، بقيادة أبومحمد الجولاني، طلبا من العراق لمبايعة البغدادي وعبّرت عن الدعم والولاء للظواهري. لكن منذ ذلك الوقت حدثت سلسلة من التحوّلات والانقسامات في صفوف الموالين للقاعدة في سوريا، وهو الأمر الذي أضرّ بقدرة الظواهري على زعامة “معسكر” القاعدة.

جبهة النصرة ذاتها بزعامة الجولاني التي سارعت إلى مبايعة الظواهري في سنة 2014 أثناء التوتر مع البغدادي أعلنت في يوليو 2016 عن مغادرتها القاعدة بسبب الضغوط الداخلية والخارجية من أجل إنكار روابطها بالمنظمة وغيّرت اسمها إلى جبهة فتح الشام.

واتخذت هذه الخطوة بمباركة ظاهرية من الظواهري، على الرغم من أنه تبيّن لاحقا بأن الشخص الذي صادق على هذا الانفصال دون الحصول على موافقة الظواهري هو نائبه أبوخير المصري الذي قتلته القوات الأميركية. كما استثني من هذا التحرك الزعماء الكبار الذين ساندوا القاعدة (ومن أبرزهم أبومحمد المقدسي من الأردن) ووصلوا إلى حد تقديم ذلك على أنه خرق لمبايعة الظواهري. وعبّر هؤلاء عن المخاوف من انفصال محتمل وفتنة أخرى بين مساندي القاعدة، مثلما حدث على إثر الانفصال عن القاعدة بزعامة البغدادي.

الأحداث الجارية في سوريا تثير نقاط استفهام في ما يتعلق بوحدة “معسكر” القاعدة ودرجة سيطرة الظواهري على شركائه في سوريا والموالين لتنظيمه في أماكن أخرى من العالم

في يناير 2017 وبناء على اعتبارات سورية داخلية، واصل ما تبقّى من جبهة النصرة جهودهم لتشويش روابطهم بالقاعدة وغيّروا اسم المجموعة من جديد إلى هيئة تحرير الشام. وأثارت هذه الخطوة المزيد من الانقسامات في صفوف التنظيم بين من ساند التركيز على الخاصية السورية ومساندي القاعدة العالمية، حيث لوّح أعضاء بارزون في التنظيم بالمغادرة وحاولوا إدخال أعضاء آخرين في حركة التمرّد فوقع اعتقالهم في أواخر سنة 2017 بناء على تعليمات من قادة هيئة تحرير الشام.

وعلى إثر فشل المحادثات بين الصقور والمحاولات للتوسط بينهم من أجل تسوية الخلافات والحيلولة دون حصول المزيد من الانقسام الداخلي في التنظيم في سوريا، تم تأسيس تنظيم جديد في بداية سنة 2018 يتكون من 11 فصيلا كانت قد غادرت هيئة تحرير الشام وتجمعت تحت اسم “حراس الدين”. ويُعد كبار أعضاء هذه المجموعة الجديدة اسميا مساندين للقاعدة بيد أن درجة سيطرة الظواهري عليها تبقى مسألة غير واضحة.

السلفيون في سوريا
تقاتل التنظيمات الجهادية (وهي من موالين سابقين أو حاليين للقاعدة) الآن مجموعة من الخصوم في سوريا بما في ذلك القوات السورية والروسية والإيرانية وحزب الله من ناحية، وقوات خصمة بما في ذلك داعش وتحالف محلي جديد يسمى جبهة تحرير سوريا بزعامة مجموعة أحرار الشام.

واندلعت بعض الخلافات بين هيئة تحرير الشام والقاعدة ومسانديها في سوريا حول موضوع علاقات هيئة تحرير الشام بتركيا. وعلى الرغم من وجود علاقات للقاعدة والموالين لها مع تركيا نظرا إلى وجود قيود حادة وضغوط تركية وحتى تهديدات بشن هجمات، يرفض هؤلاء رفضا قاطعا مثل هذه الاتصالات ويرونها على أنها انحراف أيديولوجي خطيرـ إضافة إلى كونها خطأ إستراتيجيا.

وهذه المقاربة يعبّر عنها الظواهري الذي يرى بأن العلاقات بين المجموعات السلفية الجهادية والبلدان التي تتعاون مع النظام السوري بما في ذلك تركيا على أنها فخ عسل ينتهي بنتائج كارثية متوقعة يجب تفاديها مهما كان الثمن.

ويتخبّط معسكر القاعدة في سوريا في أتون عداوة داخلية خطيرة تهدد بقاءه وتخدم مصلحة خصومه من كل الجهات. وتثير حالة الاختبار السورية نقطة استفهام حول قدرة الظواهري والقاعدة على التحكم في ما يحدث في الميادين التي ينتشر فيها شركاؤهما وحلفاؤهما، ومن ثمّ فإن النظرة السائدة بين الباحثين الأكاديين والمعلقين الدوليين هي أنه بالرغم من زيادتها العددية وحضورها في الكثير من البلدان في مختلف أنحاء العالم، ويرى الخبراء الإسرائيليون، الذين يتابعون عن كثف ما يجري في سوريا، أنه يجب دراسة القوة المتصاعدة “لمعسكر” القاعدة على ضوء التماسك الهش والاستعداد المشكوك فيه لأفرادها لقبول زعامة الظواهري واحتضان أيديولوجيا للقاعدة.


غير متصل النوهدري

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 24150
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي

الظواهري المجرم الإرهابي ، يحلم بان يفرض
سياسة تنظيمه الإرهابي على العالم ، ولكن تحقيق حلمه
الميت هو ، بعيد المنال ! .