الاستاذ العزيز تيري بطرس المحترم, تحيه ومحبه تقبل
ارجوا ان تسمح لي بهذه المداخله الطويله بعض الشيء واتمنى ان لا اكون قد اخرجني مقالكم الفكري عن صلب موضوعكم
استند مقالكم إلى نقطتين مهمتين في رأيي وهما اولا الخط المستقيم الذي يقيد مسارات العمليه السياسيه والتزمت في البقاء عليه وثانيا الحاجة إلى العودة إلى الأساس لتقييم العملية السياسيه بين النجاح والاخفاق وهما نقطتان مترابطتان ولكن لم يناقش مقالكم موضوع التمسك بمسار ثابت والتكيف مع المتغيرات المستجده وانما سقت الكثير من التفاصيل والافكار التي برايك تدعم حجتك بضرورة اعادة التقييم.
بالنسبه لي ومن وجهة نظري فأنا لا اتفق ولا اعارض ما سقت من تفاصيل لأنها ليست من اهتماماتي صراحة بل ولي وجهة نظر في الحديث عن (المؤسسات السياسيه والساحه السياسيه) لأن ما لدينا هو (مؤسسات حزبيه وسوق سياسي) وشتان ما بين الاثنين, تخيل حضرتك اننا نشبه الصبي بالرجل! ان مؤسساتنا الحزبيه ما زالت في مرحلة الصبا, فعلى سبيل المثال: لو كانت الحركه الديمقراطيه الاشوريه التي هي اقدم التشكيلات و(اكثرها خبرة بحسب مؤازريها) وعت وكما نصحها البعض بعد سقوط النظام برفع كلمة الاشوريه من اسمها, صحيح كانت سوف تخسر قسم من مؤيديها ولكنها كانت سوف تربح اضعاف اضعاف عددهم -هل هم يبحثون عن النوعيه لا الكميه!!.... وايضا, هل رأيت احدا يتصور الخارطه السياسيه لوضع مؤسساتنا (الحزبيه السياسيه) بعد عشر سنوات من الان ووضع شعبنا كيف سيكون وبدأ يعمل على ضوء ذلك او على الاقل لغة خطابهم ناسبت ذلك؟ وكأنهم يقولون - عيش يومك والله كريم على باجر
اما وقد ذكرت عن التحرر من الخط المستقيم للعمل السياسي, فعدا الشعار –الغامض- المشترك لدى الجميع وهو (مصلحة الشعب والامه) فهل هنالك ايديولوجيات واستراتيجيات ثبتت على مر التاريخ؟
هل ان الشعارات القوميه التي ترفعها الاحزاب القوميه تعمل فعلا في (مصلحة الشعب)؟
لو وضعنا مصطلح (المصلحه القوميه) في اي محرك للترجمة ستكون المخرجات (المصلحة الوطنيه) نعم, كلنا نعرف ماذا تعني المصلحه الوطنيه ولكن هل يستطيع احد من تأطير المصلحه القوميه في اشياء ملموسه كيما يستطيع الشعب مساءلة ومحاججة الاحزاب للتأكد من ان ما يعملون يصب في الاتجاه الصحيح لتحقيق تلك (الاشياء الملموسه) التي هي (المصلحه القوميه)
, أليس الوقت قد حان للحديث عن هذا الموضوع ام ان هذا يتعارض مع (المكاسب السياسيه لأحزابنا والتي جيوب اعضاءها) لأن هذا قد يغلق (باب رزق هذه الاحزاب)
بكل الاحوال, انا قد كتبت رأيي لحضرتك لأنني رأيت في مقالك شيء من الانفتاح نحو تقييم المسيره
مع كل الاحترام والتقدير لشخصكم الكريم
نذار عناي