المحرر موضوع: كريستيان بوست: نهضة واعادة تعمير في سهل نينوى... فما هو الدور الذي ستلعبه انت؟  (زيارة 2145 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • *
  • مشاركة: 37768
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

عنكاوا كوم\ كريستيان بوست
ترجمة وتحرير \ ريفان الحكيم


تخيل ان مدينة كانت تضم 50 الف شخصا دمرت بالكامل, حيث غادر الجميع قبل اربع سنوات في اب 2014 بسبب غزو المدينة من قبل تنظيم الدولة الاسلامية. والان تخيل ان نفس المدينة يجري ترميمها واعادة بناؤها. انها مدينة بغديدا التاريخية في سهل نينوى.

قرقوش, الاسم التركي لمدينة  بغديدا الكبيرة, اصبحت تحت سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية في السادس من اب عام 2014. كل مواطن كان قادرا على الهرب غادر المدينة بغضون 48 ساعة. وخلال الاشهر الثمانية عشر اللاحقة, قام تنظيم داعش بحرق جميع المنازل والكنائس. وفي تشرين الاول 2016 تم تحرير المدينة من قبل قوات التحالف. واتيحت لي فرصة السفر الى بغديدا بعد شهر من تحريرها. وفي شهر تشرين الثاني عام 2016 كانت اصوات العيارات النارية لاتزال مسموعة اثناء زيارتي وشهادتي على الدمار الكامل لمدينة كانت ذات مرة نابضة بالحياة.

لم يكن ممكنا رؤية اي شخص. الشوارع كانت مليئة بالركام: الكنائس, التي استخدمها تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) كمقرات له, كانت الذخائر المستخدمة لاتزال على ارضية المذبح, كل البيوت والمحال التجارية رسمت على جدرانها شعارات الدولة الاسلامية التي تقول "المسيحيون واليهود اولاد الخنازير والقردة". عدت مرة اخرى في تشرين الثاني 2017 وكانت المدينة لاتزال مدينة اشباح. لكن في مطلع عام 2018, حدث شيء مذهل.

كانت المدينة, التي كانت في يوم ما اكبر المدن من حيث الكثافة السكانية في منطقة سهل نينوى, تعود الى الحياة. للمرة الثالثة, في شهر ايار 2018 حظيت بفرصة لزيارة بغديدا \ قرقوش وكانت المدينة تنبض بالحياة, اعيد افتتاح الشركات ومحطات الوقود, وشوارع المدينة الان مليئة بالناس: النهضة والبناء جائت الى المدينة التي دمرت ذات مرة.

ما صنع الفارق كان مجموعة ملتزمة من المسيحيين المتدينين الذين كانوا مصممين على العودة الى موطنهم والبدء من جديد. هذه المدينة العريقة, بغديدا, دخلتها المسيحية في القرن الرابع. اضطهدت المدينة من قبل المسلمين على مدى الاف السنين. كبرت المدينة لتصبح اكبر مدينة في سهل نينوى في العراق تسكنها غالبية مسيحية. ان عملية اعادة بناء المدينة بدأت بواسطة مطران السريان الكاثوليك بطرس موشي. الكاهن الحازم, الذي رسم قبل خمسين عاما, قرر اعادة تأهيل مدينته. المطران بطرس الذي يتحدث اللغة الفرنسية بطلاقة بالاضافة الى لغته الام (السريانية الارامية), جند 22 كاهنا اخر ليأتوا ويعيدوا بناء بغديدا.

لقد تم تقييم كل منزل في البلدة وتصنيفه بالاعتماد على 3 درجات (A,B,C) بحسب  مستوى الدمار, كان على مالكي المنازل ان يقرروا اما اعادة البناء او التجريف. وقد طلب من المالكين ان يضعوا التكلفة الاولية لاصلاح منازلهم, ليتم تعويضهم بعد اكتمال الاصلاحات. عند وصولي الى هناك في منتصف ايار 2018, كان قد تم اعادة ترميم 7000 منزل والبعض الاخر في طور الاكتمال. الكنائس المحلية, التي لاتزال محترقة من الداخل وصلبانها ملتوية ومكسورة, تستخدم الان للعبادة.بسبب التزام وتفاني اسقف سرياني كاثوليكي و22 كاهنا وابناء الرعية, هذه المدينة, المكرسة للمسيح, يعاد بنائها.

بينما تمشيت في شوارع المدينة مع المطران بطرس والاب مجيد والتقيت بالمئات من العائدين الجدد  الذين خسروا منازلهم بسبب الارهابيين الاسلاميين, شعرت بسعادة وأمل متجددين. كانت المتاجر تبيع كل شيء مثل الشاي والمعدات الرياضية وكل شيء: يمكن شراء الطعام: كان السكان المؤمنين مكسوري القلب لان اماكن عبادتهم للمسيح كانت قد احرقت واهلكت, لكنهم كانوا هناك يعبدون ربهم ومخلصهم. توقفنا في واحدة من الكنائس التسع التي تم حرقها  وكانت ممتلئة بالناس –  كانوا يستلمون مساعدات انسانية. لقد اصبح جزء من الكنيسة مركزا اجتماعيا, يساعد الناس ويغرس فيهم الامل على مختلف المستويات.

في احد اجتماعاتي الكثيرة التي عقدتها خلال يومين, التقيت مع المطران بطرس والعديد من الكهنة المحليين الذين جندهم لاستعادة شباب المدينة: وسالتهم, "كيف يمكنني مساعدتكم؟ كيف اساعد في اعادة بناء المدينة؟" كان هناك ولازال العديد من الاحتياجات. وفي احد حواراتي المثيرة, لفت احد الكهنة انتباهي: " ابونا عبو زكريا (اسمي الشرق اوسطي) نريد اعادة بناء واستعادة المحطة الاذاعية التي دمرها داعش. مدينتنا تبعد 20 كم فقط عن مدينة الموصل, الميدنة التاريخية في نينوى. نرغب باعادة بناء المحطة الاذاعية وتوجيه ابراج البث نحو الموصل \ نينوى, ونبث الاخبار السارة "لمن لا امل لهم". انفجر القلب عندما فكرت بالمقترح – لقد تأملت قليلا, "كل النبيين ناحوم ويونان حظيا بفرضة التبشير بالاخبار السارة في نينوى. اريد ان افعل الشيء نفسه. سالت الكاهن عن المبلغ الذي سيحتاجه لاستعادة المحطة ومشاركة محبة يسوع مع مدينة نينوى.اخبرني كم المبلغ, وانا ملتزم بالمبلغ الاجمالي.

الان, ماذا ستفعل للمساعدة في اعادة الايمان بيسوع الى سهل نينوى؟     
أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية