بالصور/ عنكاوا كوم تزور كنيسة مار توما الاثرية
بعيد شفيعها تتعانق ذكريات مسيحيي الموصل ازاء ماضيها وحاضرها المفعم بالاحزان
عنكاوا كوم-الموصل –سامر الياس سعيديحتل يوم الثالث من تموز (يوليو ) منزلة مهمة لدى مسيحيي مدينة الموصل ففيه تكتظ ازقة منطقة الساعة بالكثير من المسيحيين وهم يقصدون كنيستي مار توما سواء تلك التي تتبع طائفة السريان الارثوذكس او المجاورة لها والتي تتبع طائفة السريان الكاثوليك .. اقتفينا سير تلك العوائل التي مازالت جدران تلك المنطقة العتيقة تنبض بانفاسهم رغم انهم غادروها ومر سنين على رحيلهم منها وتوجهنا للكنيسة الاثرية لتعود بذاكرتي لعام 2011 حينما قصدت نفس الطريق لاعداد تقرير عن الكنيسة في ذات الايام استعدادا لاحتفال الكنيسة بشفيعها في 3 تموز من كل عام ..تعد الكنيسة الاقدم بين كنائس الموصل اذ يجهل تاريخ تاسيسها بحسب مؤرخين اصدروا العديد من الكتب عنها لابل هنالك من اشار الى ان تاسيس الكنيسة تم في عهد رسل المسيح ومن المؤكد انها كانت عامرة في القرن السادس الميلادي بدليل استماع خليفة يدعى المهدي لشكوى بشانها سنة 770 م لدى زيارته للموصل ولم تكن تلك الشكوى سوى دوافع من مسلمي المدينة لهدمها او بناء جامع عليها مما دفع المسيحيين للتكاتف ضد تلك الشكوى وابطالها ..ومنذ ذلك العام فهنالك الكثير من المحطات المؤلمة التي مرت بها خصوصا في ظرف الفترة التي شهدت استهدافا منظما للحواضر المسيحية حيث تعرضت الكنيسة لتفجير اودى ببوابتها في عام 2009 حتى حلت حقبة سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية التي استهدفت بشكل خاص اللقى التاريخية التي تحظى بها تلك الكنيسة المهمة ولولا مبادرة بعض المؤمنين بانقاذ ذخائر القديس مار توما في الايام الاولى لسيطرة ذلك التنظيم لكانت الخسارة مضاعفة ومع ذلك فعناصر التنظيم اوغلوا بحقدهم فقاموا وبواسطة الات حادة للعبث بالقبور والشواخص وحتى الصلبان المنحوتة التي لم تنجو من تخريبهم فضلا عن تدميرهم بشكل كبير للمذابح الثلاثة ..امام هيكلها الكبير وقفت بخشوع اتضرع لشفيع الكنيسة والمدينة في ان يبقى عطر الماضي ماثلا يمنح الاجيال اللاحقة شذى تلك الايام التي تتقاطر فيه الجموع المسيحية لاحياء عيد القديس مار توما وتمتلا تلك الازقة بهم فحتى المراب الخاص بوقوف السيارات اصبح لديهم من عقارات الدولة الاسلامية كونه مملوك للكنيسة رغم ابتعاده عن الكنيسة بامتار قليلة ..
