المحرر موضوع: لماذا يكذب الناس في ممارسة الدين  (زيارة 1068 مرات)

0 الأعضاء و 2 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل هادي جلو مرعي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1380
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
لماذا يكذب الناس في ممارسة الدين
هادي جلو مرعي
الهروب الى ممارسة الدين بطريقة كالتي في البلاد العربية يعني إكتمال دائرة الإنحطاط والفشل.. في الفترة التي شهدت سلطة البعث القمعية كان الناس يمارسون الدين في المجمل بطريقة هادئة وعفوية ومنظمة. بينما يمارس اليوم وبفعل قوى سياسية إنتهازية بطريقة إستعراضية.في عهد صدام كنا نمارس الدين تحت الضغط والخوف، ونادرا ماكنا نرائي به الناس ونتباهى ونستعرض بمعنى ترف الممارسة. لكن بعد زوال القمع المنظم أصبح الدين ممارسة لكسب سياسي، وربما لتأكيد سلطة وزعامة، وفي أحيان كثيرة يمارسه الناس دون أن ينعكس على واقعهم وسلوكهم.
في عهد صدام كان الذين يظهرون التدين قلة، وكانوا يمارسون طقوسهم بطريقة خلاقة لاتنفصل عن سلوكهم مع الناس، أي إنهم لايملكون الوقت، ولايحصلون على فرصة للترف، بل كان عليهم التخفي، أو تعمد كتم إيمانهم خشية الملاحقة، وكانت البراءة تطبع ممارساتهم، وكان الخوف هو الجامع لهم.
يمارس كثير من الناس التدين بطريقة الرياء، والإستعراض، وتحول الدين ممارسة تقربنا من الله الى ممارسة تقربنا من الزعامات الدينية والسياسية، وتعلي شأننا وسط مجتمع منافق. لافرق في هذا بين من يمارس التدين، أو يمارس الولاء الحزبي المناهض للتدين، والصورة تغيرت اليوم.
كمثال. كان البعثيون في القرى والمناطق الشعبية البائسة يضعون سعفات نخيل ولافتة كتب عليها وبحسب المناسبة نوع من التأييد للنظام وإعلان الولاء المطلق للحاكم واللعن على أعدائه من الإمبرياليين والرجعيين والرأسماليين العالميين وإضافة لذلك تعلق صورة الحاكم التي يبدو فيها مبتسما منتصرا شامخا قويا الهدف لدى الرفيق المسكين هو الكسب فلعل مسؤولا رفيعا يمر صدفة ويرى هذه الحاجات (الي معلقها الرفيق ويكتب عنو لعلو) يتم تكريمه.
التفاهات من ابرز علامات المجتمعات البشرية ولذلك يتحول الناس مع ديانات حكامهم ولاأعني الديانات السماوية بالضرورة بل ممارسات الحكام. فحين يكون الحاكم والزعيم علمانيا تجد الناس علمانيين، وعندما يعلن تدينه يتحولون الى نساك وعباد وصالحين. وعندما يسقط النظام لايسقطون معه، بل يتحولون الى دين الحاكم التالي. وفي العراق صار الدين تجارة رائجة، ونفاقا إجتماعيا عاما. فالتجار واللصوص والقتلة والنصابون ومحتسو الخمور والزناة والمسؤولون الكبار والصغار والمرتشون والكذابون والمغتابون والمحتالون كلهم متدينون وأصحاب موقف أخلاقي، وعلاقة مع الرب عبر الخط الساخن.



غير متصل كوركيس أوراها منصور

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1091
  • الجنس: ذكر
  • الوحدة عنوان القوة
    • مشاهدة الملف الشخصي
الأخ الفاضل هادي جلو مرعي المحترم

للأسباب التي ذكرتموها وغيرها كثيرة والتي لم تستطع حضرتكم التطرق اليها كونكم مسلم (متنور)، وتعيش في العراق حيث تحكمه التنظيمات الأسلامية المتعددة (الأنتهازيين)؟؟

لهذه الأسباب ترك مئات الالاف وربما الملايين من الشباب الذين يئسوا من الحياة ومن هذه الممارسات التي فرضتها عليهم الأحزاب الأسلامية، حيث ترك هؤلاء الأسلام عن قناعة تامة وأعلنوا "ألحادهم" بعد أن أصطدموا بحقيقة "الأسلام الحاكم" الذي جردهم من أنسانيتهم وحقوقهم ومن مواطنتهم وأصبحوا كالمشردين والنازحين وهم في وطنهم.

شكرا وتقبل أحترامي   

غير متصل عبدالاحد سليمان بولص

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2135
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
كان الاخوة الشيعة في العراق يعلنون الاستياء من التهميش وتحديد حريات اقامة مناسباتهم الدينية من قبل الأنظمة التي كان يسيطر عليها السنة ولكن بعد أن انقلبت الآية وأصبح الحكم بيدهم أخذوا يبالغون في فرض مناسباتهم الدينية العديدة على عباد الله من غير مبدئهم أو دينهم.

هناك طوال السنة مسيرات مليونية وشعائر مختلفة تكلف البلد بالمليارات لا تنتهي الواحدة منها حتى تبدأ الأخرى توضع جميع امكانات الدولة في خدمتها  وحمايتها وينقطع الموظفون الحكوميون عن الدوام في دوائرهم من دون أن يستطيع أحد محاسبتهم.

هذا إن دل على شيء إنما يدل على وجود متاجرة بالدين تفوق كثيراً ما كان يقوم به النظام السابق لا تخدم بناء دولة حديثة بأية حالة من الأحوال ولا تخدم مصالح الشيعة أنفسهم على المدى البعيد.