ثورة 14 تموز
تحية الى ثورة 14--تموز المجيده
القسم ألاول
يتفق الأكثريه من الباحثين وألمؤرخين بأن قيام ثورة 14 من تموز واسقاط الملكيه – جاء نتيجة نضال جيل كامل من الطبقه الوسطى والفلاحين والعمال ,وأنها الوريث الشعبي لوثبة كانون وانتفاضة تشرين وأنتفاضة 56 وحركات الفلاحين المسلحه في الدغاره وألرميثه في ربيع 1958.
وكانت ثورة 14 تموز من الحوادث المهمه التي كادت تقلب ميزان القوى في الداخل والخارج لصالح حركة التحررالوطني , لو قدر لهذه الثوره وحكومتها بالاستمرار لكان العراق اليوم في مصاف الدول المتقدمه ويمكن لها ان تطور الى جمهورية ديمقراطيه برلمانيه لولا المخططات الاستعماريه الداخليه والخارجيه التي اسقطتها—--- وقد عادتها جميع الدول ألاستعماريه , وأعضاء حلف بغداد –تركيا-وايران والباكستان وبريطانيا منذ الساعات ألأولى لقيامها.-- ولم تكن ثورة تموز مجرد تغير في الحكم فهي لم تدمر الملكيه وحسب ,بل ان مستقبل طبقات بأسرها ومصيرها تأثر بعمق , لقد دمرت الى حد كبير السلطه الاجتماعيه لأكبر مشايخ ما لكي الارض , وتعزز نوعآ موقع العمال والشرائح الوسطى والدنيا من المجتمع--الباحث حنا بطاطو --كتابه اعراق
. قامت ثورة 14 من تموز نتيجة تراكمات من الفقر وألاستبداد السياسي ولمعرفة اسباب قيامها لا بد من دراسة الحاله الأقتصاديه وألاجتماعيه والسياسيه قبل الثوره ,
, كانت طبقة الفلاحين تمثل النسبه الكبيره من سكان العراق واكثرهم من سكنة الأرياف , أما الاراضي الصالحه للزراعه تقدر ب32,1 مليون دونم وكانت هذه الاراضي الزراعيه يسطر عليها 253,254 عائله من الملاكين , ويختلف حجم ملكية مساحة الارض الزراعيه من عائلة اقطاعيه الى اخرى ,فمثلآ هناك -8- عوائل اقطاعيه تملك 1,434,825 دونمآ من هذه ألأراضي الزراعيه
ومن كبار الملاكين الاقطاعين احمد عجيل الياور يملك ما يقاري 509, الف دونم , ومحمد الحبيب شيخ ربيعه ما يقارب 207 الف دونم , وبلاسم محمد الياسين احد شيوخ المياح ما يقارب 200 الف دونم وبيت السعدون 765 الف دونم والشيخ موحان الخير الله ما يقارب المليون دونم وهكذا بقيه الأقطاعين امثال محمد العربي , ومجيد الخليفه وشواي الفهد , وفالح الصيهود ....... وغيرهم الاقطاعيين .
وهكذا نلاحظ وبأختصار بأن روؤساء العشائر واغنياء المدن ورجال الحكم تمكنوا وبأساليب مختلفه من السيطره على الأراضي الصالحه للزراعه. بعد تكوين الحكم الملكي في العراق
ولتثبيت ألاقطاع في العراق اصدر مجلس النواب الذي كان اكثريته من ألاقطاعين عدة ىتشريعات قانونيه ساهمت بتثبيت النظام ألأقطاعي بشكل قانوني ومن اشهر هذه القوانين قانون حقوق وواجبات الزراع الذي اشترط في احدى مواده بمنع الفلاحين بمغادرة ألاراضي التي يسكنونها ألا بعد تسديد جميع ما بذمتهم من ديون ألأقطاعي ويحق للأقطاعي ان يأخذ الرهائن من الفلاحين المطلوبين كاولادهم وزوجاتهم.
وكل مايكسبه الفلاح في نهاية الموسم الزراعي لا يسد معيشتهم اليوميه وكانوا يعيشون في اكواخ من القصب هم وحيواناتهم في كوخ واحد , ويعاملهم الاقطاعي معاملة العبيد يطيعون ما يأمر به وقد اسس حراسآ خاصين به يطلق عليهم ---الحوشيه—يقومون بمعاقبة الفلاحين بأساليب وحشيه .
وقد انتشرت بين الفلاحين ألأمراض المختلفه كألبلهارزيا, والتراخوما , والسل وكانت هذه الأمراض تترك بدون علاج حتى وفاة المصاب, والتعليم شبه معدوم بين الفلاحين وتنتشر ألأميه بينهم بشكل كبير.
مما أضطر الكثير منهم الهروب والسكن في تجمعات من الصرائف معدومة الكهرباء والماء والصرف الصحي
يذكر الباحث الاستاذ حليم احمد –موجز تاريخ العراق الحديث ص 128 --.-لم تزد المصروفات الحكوميه على شؤون التعليم والصحه والخدمات ألاجتماعيه عن عشرة ملايين دينار , أي سدس مجموع المصروفات وبلغت المصروفات المكرسه لأجهزه القمع تسعة ملايين .
واصبح العراق وموارده الطبيعيه يدار من قبل حلف بغداد ,وخير وصف لنظام العراق قبل الثوره كما جاء في قصيده الشاعر معروف الرصافي نختار منها الابيات التاليه
علم ودستور ومجلس امة كل عن المعنى الصحيح محرف
اسماء ليس لها مسمى سوى الفظها اما معانيها فليست تعرف
من يقرأ الدستور يعلم انه وفقآ لصك الانتداب مصنف
هذا نموذج لحياة ومعيشة ثلاثة ارباع الشعب العراقي زمن الحكم الملكي , فالفقر العام والقهر السياسي هو الذي خلق ثورة 14 تموز
من مصادر البحث
عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي---عزيزي سباهي
كتاب العراق—للباحث البرفسور حنا بطاطا
الثقافه الجديده العدد 274 شباط 1997
فهد والحركه الوطنيهكاظم حبيب ود.زهدي ألداوودي صفحه 165
حكمت شناوه السليم -المانيا--لايبزك
