المحرر موضوع: البروفسور الراحل افرام يوسف مع الفصل الأخير من (عطور الصبا...) عائلة الفقيد تشكر المعزين  (زيارة 2838 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل الأب نويل فرمان السناطي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 169
    • مشاهدة الملف الشخصي
البروفسور الراحل افرام يوسف
مع الفصل الأخير من (عطور الصبا في سناط) عائلة الفقيد تشكر المعزين
 
المقال الثالث 3-3

الأب نويل فرمان السناطي
________________
 

عائلة الفقيد تشكر المعزّين
______________

في مطلع هذا المقال أود أن أشير إلى أنه في تواصل مع أحد إخوة الفقيد، تم التنسيق على نشر شكر العائلة للمعزين، من منبر موقع عنكاوا دوت كوم، بعد أن أوفوا بذلك من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
فقد جاء على لسان السيد بريخا يوسف، شقيق الراحل، وهو الآن الأخ الأكبر بعد الراحل من بين أخوته، جاء حوار وجداني مؤثر، متبوعا بالامتنان للمعزين، ومما ورد فيه:

وداعاً وسلاماً ايها الاخ العزيز. لقد نلت قسطا ليس بقليل من الألم… قبل خطفك عنوة من العائلة والتي كنت عمودها الرئيسي الذي يستقر عليه البناء؛ ولمن يعتبر، كنت ترشد وتنصح بدون ملل، وكنت دائما تنثر حكمك إلى اقربائك واهلك واصدقائك دون تكلفة او كلل او ملل.
والأن يا اخي العزيز أريد ان ازيدك علماً بانك كنت صائباً باخلاصك الى محبيك، فقد انهالت علينا رسائل ومكالمات وفاكسات وبرقيات، وعبر مختلف وسائل الاتصالات، ومن مختلف الجهات الرسمية وغير الرسمية.
بدورنا نقدم كل الشكر والتقدير لكل احبائنا وأصدقائنا المتصلين من كافة الدول واخص بالذكر احباءنا من شخصيات ومسؤولين وكبار قومنا ووجهاء ديارنا واغوات منطقتنا، والذين تسارعوا بمشاركتهم معنا بهذا الألم. أكرر شكرنا وامتناننا لهم بكل تقدير.
ارقد بسلام يا أخي، وثق بأنك لن تلقى منا ألا ما زرعته من الطيبة والأمان والوفاء والإخلاص في نفوسنا. لاننا نؤمن بهذا المبدأ القائل: ما تزرعه تحصده.

ومثل هذا جاء في كلمات أخيه الأصغر سليم يوسف، عن (عائلة المرحوم البروفسور أفرام عيسى يوسف) متقدمين بجزيل الشكر الى جميع الذين شاركونا احزاننا من خلال تقديم تعازيهم المباشرة أو من خلال المكالمات الهاتفية ووسائل التواصل الاجتماعي ....

وبدورها، إذ أشارت الأخت استير يوسف، ابنة شقيقه جميل يوسف - أبو جهاد- بمشاعر الشكر الجزيل والامتنان لكل الأهل والأصدقاء الذين حضروا والذين "اتصلوا لتقديم تعازيهم برحيل العم العزيز الدكتور أفرام عيسى يوسف .. فقد خصت باسم العائلة بالذكر، باسم ابيها واعمامها وعمتها، الذين قدموا كل وسائل المساعدة في فرنسا منهم: الأب العزيز فادي ليون، الأخ الصديق وليد قريو، الخال العزيز كريم والأخ حازم.

وكان الصديق والقريب د. وليد قريو، المقيم في فرنسا، أول من نشر خبر النعي.

وكذلك نعاه وجهاء بارزون من سناط في مقدمتهم، من يعد من حيث السن والعطاء والنشاط الأدبي والبحث التاريخي والفلكلوري، يعدّ عميد الاسرة الأدبية لأبناء سناط، الكاتب جميل زيتو عبد الاحد، وجاء في نعيه:
توشحت سناط والوسط الأدبي والثقافي بوشاح السواد لدى تلقينا نبأ كالصاعقة بسقوط النجم اللامع والاديب البارع والمؤرخ الفطحل البروفيسور افرام عيسى يوسف في باريس اليوم، الذي كرس طيلة حياته لتدوين وتوثيق مآثرنا وتاريخنا من خلال إصداراته وكتبه القيمة التي نهل وارتوى من ينابيعها الكثيرون.
اسرعت الخطى إلى العالم الآخر وكأنك يأست من هذا العالم الفاني الذي لم يجازيك ولم يكافئك لقاء ما قدمت من اعمال وخدمات وانجازات عجز الآخرون عن ادائها، كنت وفيا لشعبك كنت مخلصا لقومك شعارك كان التوحيد والنزاهة والأمانة والخدمة.
أيها الأدباء، ايها الكتاب، أيها المؤرخون شاركونا وقاسمونا الحزن العميق بأفول زهرة فواحة وصديق ومؤرخ فاح أريجه في جميع الأوساط والذي كان داعما وساندا ومؤيدا لمواقفنا . وختم نعيه الذي وقعه بعبارة (أخوك الحزين) بهذه الكلمات:
نم استاذي العزيز قرير العين في الاخدار السماوية وتنعم بالفردوس السرمدي وبأحضان ربنا يسوع المسيح والعذراء مريم. الراحة الابدية اعطه يا رب ونورك الدائم فليشرق عليه.

وجاء في نعي صديق آخر ومن أبناء قرابته،  ومن الأكاديميين أيضا، د. صبحي زورا:
مصابنا الاليم بفقدان علم من إعلام تاريخنا المعاصر وتراثنا العريق. أتحف الفقيد المكتبات الفرنسية والعلمية بخيرة الكتب والبحوث التاريخية والاثنولوجية عن شعبنا وحضارتنا وربط الماضي بالحاضر بحذاقة المفكر العبقري والبحاثة القدير. كان لي شرف استقباله هنا في مدينتنا برمنكهام وتعريفه على المكتبات الانكليزية في برمنكهام وأوكسفورد والتي تحتوي على المخطوطات السريانية والعربية التي تتحدث عن تاريخنا. وكان ايضا لي الشرف ان أساهم بترجمة احد كتبه (عطور الصبا في سناط) الى اللغة الانكليزية (Childhood Fragrances in Sanate) لتعريف الشباب والقارئين الإنكليز عن هذا التاريخ الثري. تألمت لفقدانه وحزنت جداً.
وختم د. صبحي عبارات النعي متوجها إلى ذوي الراحل: أشارككم جميعا وخاصة اخوته وذويه العزاء، واصلي وأتضرع الى الرب ان يحتويه بعطفه وحنانه ويسكنه الجنة المًُعٰدّة للأبرار والصديقين.


فصل أخير من (عطور الصبا ...)
_______________________

أنشر، الآن ما توفر من الفصل السادس والأخير الذي سبق نشره في جريدة الأديب البغدادية (2004) من كتاب البروفسور الراحل أفرام عيسى يوسف: (عطور الصبا في سناط)، الصادر بالفرنسية من دار هارماتان 1994 ، باريس، تحت عنوان (Parfums d'enfance à Sanate) وأعيد طبعه بنسخة جديدة معدلة. وشأنه شأن العديد من كتبه الأخرى ترجم أيضا إلى الانكليزية، كما ذكر سابقا. في هذا الفصل، يتذكر المؤلف أول وعيه بخصوصيته الاثنية من أبناء شعبنا الكلداني النهريني، وأول وعيه بخصوصيته الدينية، مقارنة بالديانات الاخرى.
وقتا طيبا، من نفحات هذا الكتاب.

الفصل السادس - مفاجآتي الأولى
___________________

 في أحد الأيام، علمت ويا للمفاجأة أني أنتمي إلى خصوصية قومية اثنية. وكان حادث قد جعلني أفهم ذلك آنذاك
ففي صبيحة من عام 1950، وأنا استيقظ، سمعت صراخات في الزقاق.
هرعت إلى أمي مستفسرًا عن سبب تلك الجلبة. قالت لي:
- يا ولدي إن أهل القرية يقومون بتنحية عمك حنا وهو المختار منذ عشر سنوات، مختار جيد، حاذق ومضياف. فسألتها:
-      ولكن لماذا؟
-       إنها غيرة ارتفعت لدى القبائل الأخرى تجاهنا، مع أننا عملنا الكثير في أجل سناط.
…… وهكذا تبين لي أني عضو في قبيلة، مثل ما هو الحال لدى سائر أبناء القرية.
وكانت الحياة الاجتماعية فيها ترتبط بمستوى العلاقات الطيبة أو المتوترة ما بين القبائل. وهذه تسمياتها:
1- بي إسحق 2- بي زيا 3- بي كمايا 4- بي كنـّو 5- بي كـرّا 6- بي نيسان- بيشمون 7- بي شليمون 8- بي منكنا 9- بي كورييه و10- بي شينا.
فكان في البدء عشرة رجال، قدموا من مناطق متجاورة واستقروا في سناط، واستثمروا أراضيها التي تقاسموها بالعدل والسلام.
وبذلك تكونت الأصول القبلية مع تطور القرية.
ترعرع أبناؤهم، وأخذت كل عائلة توسع البناء حوالي بيت الجد، على قطعة الأرض العائدة إليه.
ففي الشرق، يتطور الفرد في داخل القبيلة. فيها يجد انتماءه وهويته ومنها يتلقى الضمانات والحقوق.
***
المفاجأة الثانية، عندما عرفت أني أنتمي إلى خصوصية اثنية لها لغتها الخاصة! ففي سن العاشرة من عمري، أخذني أبي بيدي إلى العم ليوس (لويس) معلم اللغة الآرامية. سألت بابا:
-      لماذا جئنا هنا؟
-      لقد ورثنا، يا ولدي، لغة خاصة بنا، إنها الأرامية وتسمّى أيضًا السريانية، وعلينا أن نحافظ عليها. فسألته:
-      وهل أناس المنطقة كلها، لا يتكلمون بمثل هذه اللغة.
-      كلا، يا ولدي، منهم من يتكلم الكردية وغيرهم العربية وهكذا…
-      في أي مناطق يتحدثون الآرامية؟
وشرح لي يوسف كيف أن هذه اللغة هي موغلة في القدم فترجع إلى أكثر بكثير من ألفي عام.
والمسيح تكلم ووعظ بهذه اللغة الآرامية.
وهي التي ألهمت كتابًا عمالقة مثل القديس أفرام الذي يوصف بكونه كنارة الروح القدس.
لم أكن أدرك كل هذه الشروحات التاريخية التي كان يقدمها أبي. ورحت أسأله:
-      لماذا إذن لا يتحدثون الآرامية في كل مكان؟ ليجيبني:
-      إن العالم متكون من قبائل وشعوب متنوعة، ولكل شعب وكل بلد ثقافته وحضارته، وأنت أيضا لديك كذلك، ولهذا السبب جئت بك إلى بيت السيد ليوس.
الواقع، ما كان يهمني كثيرًا أن أذهب لتلقي الدروس الخصوصية لدى الساعور. لكني لمرضاته أخذت أتمتم:
-      أجل، أجل، اتفقنا.
وهكذا ذهبت لأربع أو خمس مرات عند السيد ليوس. أخذ يعلمني الأبجدية، وكنت أجد هذه الحروف صعبة ومعقدة.
بعد بضعة أيام قررت عدم الذهاب إلى الدروس، التي كنت أرجع منها بمزاج متعكر. كنت بالأحرى أفضل التنزه مع أقراني في البساتين. في حين كان أبي قد وعد بنعجة إلى السيد ليوس مقابل خدماته تلك. ولم أجد أن أن دروسي تستحق أن يدفع عنها النعجة الموعودة!
مع ذلك تم تسوية كل شيء، إذ أعطى والدي كمية قليلة من النقود إلى الساعور، ولم يعد أحد يتحدث عن هذه المسألة.
كنت أجهل آنذاك ما تمتلكه هذه اللغة من هيبة ومكانة، وكنت أجهل انتمائي لأسرة الساميين الكبيرة في الشرق.
لقد كان كل السناطيين يستعملون هذه اللغة. أما في القرى المجاورة فكانوا يتكلمون الكردية. إذ تجاور في شمالي العراق شعبان اثنان: الشعب الكردي، وشعب الآثوريين- الكلدانيين. ويُعرف العرق الكردي بالانتماء إلى الأصول الهندو اوربية، ويعيشون في كردستان في العراق وتركيا وإيران.
وكنت منذ الطفولة أجدني متجاورا مع هذا الشعب الذي كان له تأثيره في آدابنا وعاداتنا.
***
 
العامل الديني، كان أيضًا سبب دهشتي. وكان عيد الميلاد.
في الصباح استيقظت وكلي فرح. وكنت أقوم بارتداء أجمل ملابسي، حين جاءنا جار ليقدم لنا التحية باللغة الكردية، ويتمنى لنا عيدًا سعيدًا. فأجبته:
-عيدك مبارك أنت أيضًا، أنا فرح بمجيئك.
عندما تفوهت بهذه الكلمات، رمقتني جدتي بنظرات توبيخ. ولم أفهم أني كنت أبديت قلة كياسة. فجذبتني الجدة إلى جانبها لتقرّعني بالقول:
-هل أنت أحمق. كيف تتمنى عيدًا مباركا لهذا السيد؟ عنده لا يوجد معنى لعيد الميلاد!
فسألتها بإلحاح:
-ولماذا؟ أليس اليوم عيده أيضًا.
-إن هذا الرجل ليس مسيحيا. إنه مسلم. والمسلم، يا ابني، هو شخص يمارس ديانة تختلف عن ديانتنا وهي الإسلام. ويؤمنون بنبي اسمه محمد. ولكنهم يؤمنون أيضًا بالله الذي يخلـّص الإنسان. وفي الإسلام تقاليد مهمة مثل رمضان.
كان عمري خمس سنوات، وما كان بوسعي استيعاب الاختلاف بين الإسلام والمسيحية. فسألت جدتي:
-وما هي المسيحية؟
-إنها ديانة المسيحيين. ولهم أيضا نبي، مخلص، هو يسوع ولد قبل حوالي 2000 سنة في فلسطين. وقد علم يسوع المسيح الجموع، وعمل الكثير من المعجزات. ثم سيق إلى الموت، لكنه بعث حيا وصعد إلى السماء.
وشرحت لي الجدة: "وبعدئذ، وفي أعقاب الصعود، قام رسل يسوع بإعلان الإنجيل الذي انتشر في الشرق والغرب.
ومضيت أسأل جدتي:
-إذن جميع الناس على الكرة الأرضية هم من المسلمين أو المسيحيين.
-كلا، يا ولدي، يوجد يهود وهندوس وبوذيون، توجد ديانات عديدة.
-ولماذا لا توجد ديانة واحدة؟
-كفاك تطرح عليّ مثل هذه الأسئلة المحرجة. هذا ليس شغلك، ولا شغلي، أردت فقط أن أوصيك بأن تكون لطيفًا، فلا تهنئي مسلما، بعيد ليس عيده، مثل عيد الميلاد.
و بانفعال بادٍ، أخذت الجدة تغزل.
أما أنا فكنت محتارًا أمام عدد الديانات.




غير متصل Petros_49

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 143
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
بسم الآب والأبن وروح القدس الاله الواحد آمين
طوبى لمن اخترته يا رب ليسكن ديارك الى الأبد   
الى ذوي المرحوم البرفسور افرام عيسى يوسف
ولا يسعنا الا ان نقف وقفة حداد لهذه المصيبة والخسارة الكبرى برحيل كوكب من كواكبنا المضيئة ونجما لامعا من نجومها الذي كان جميع ال سناط تفتخر وتتباه به وداعا أيها العزيز  انت في الضمير والقلوب ُ ونتقدم  بخالص تعازينا القلبية الى عائلته ونخص الذكر  اخوانه  بريخا و جميل وعمانوئيل وسليم  وفهمي ووديع ونجيب  وأخته إفلين وجميع السناطيين ومحبيه  طالبين من الرب أن يحفظه ويسكنه الى جواره  وان يمنح الرب يسوع المسيح العائلة جميعا القوة والصبر لتحمل هذه المصيبة والفاجعة الأليمة ، الراحة الابدية اعطه يارب ونورك الدائم ليشرق عليه صلوا لأجله ليكون بيننا دائمآ .
شركاء احزانكم : الشماس بطرس داود السناطي وزوجته نعيمة منصور واخوته نجيب ونجيبة داود