المحرر موضوع: العراق بين استحقاقات المرحلة المقبلة والفضاء الوطني  (زيارة 1048 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31431
    • مشاهدة الملف الشخصي
العراق بين استحقاقات المرحلة المقبلة والفضاء الوطني
يهتم السياسيون العراقيون بكل شيء إلا الأزمات والنكبات التي تجتاح العراق.

ميدل ايست أونلاين/ عنكاوا كوم
قطع الطريق على السياسيين
الفائزون بالانتخابات العراقية مشغولون هذه الايام بزيارات مكوكية الى بعضهم بعضا في لقاءات ومفاوضات تبدأ بالقبلات والتحيات الحارة فيما بينهم امام الكاميرات، ولا يُعرف ما يدور بينهم غير الكلام والتصريحات العامة المقتضبة التي تتردد بتعابير ومصطلحات لم تشهدها لغة السياسة في اي مكان في العالم. المفاوضون من اجل تشكيل الكتلة الاكبر رغم عدم ظهور النتائج النهائية للانتخابات العراقية، يسابقون الزمن من اجل الاتفاقات التي يتم الاعلان عن بعضها لكن تفشل في الصمود لبضع ساعات او ايام، وهي تثير العجب حيث تجد اتفاق الاضداد والمختلفين في كل شيء، في التوجهات والافكار والتبعية والقرار، لكنهم يتفقون في شيء واحد، وهو السعي بدون تعب او كلل للحصول على اكبر عدد من المناصب والمكاسب من خلال الحوار واللقاء والتفاوض ليس لشيء الا لغرض الوصول على افضل موقع في الحكومة العراقية القادمة.

هؤلاء استطاعوا ان يُفاجئوا الشعب العراقي بانجاز لم يسبقهم اليه احد غيرهم لا الاولون ولا الآخرون في مجال الادارة والسياسة والحكم. فالكثير منهم يتحدث ويصرح عن الحكومة الابوية والحكومة الشاملة في ضوء استحقاقات المرحلة القادمة والحوار الذي يجري ضمن الفضاء الوطني مع الكتل والقوائم الفائزة الاخرى.

وهم ربما يتوهمون أنهم قد حققوا ونفذوا كل وعودهم الانتخابية التي اعطوها خلال مسلسل الانتخابات العراقية الذي يشبه المسلسلات المكسيكية في عدد حلقاتها ومفاجأتها وابطالها المتوقع منهم كل شيء. والظاهر انهم قد نسوا في برامجهم تلك غزو الفضاء الخارجي واستعاضوا عنه بالفضاء الوطني حتى لا يثيروا اطماع وحسد الدول المجاورة والاخرى الذين اصبحت التجربة العراقية درسا ومثالا يدرس في ارقى البلدان الديمقراطية في العالم!.

ربما توهموا انهم قد نجحوا في تنظيم وترتيب وتصحيح وتغيير وتعديل كل اوضاع وحياة ومستقبل العراقيين الذين اصبحت حياتهم جنه ولم يبقى لهم الا الفضاء الوطني الذي ينتظر ابداعات واختراعات الحكومة المقبلة، وربما يعتقدون ان العراقيين سعداء ومرتاحون آخر راحة او اكثر من اللازم لانهم حولوا ارض العراق جنة خضراء بل واجمل وابهى من المنطقة الخضراء التي يسكنها السياسيون تواضعا لا ترفعا على شعبهم، وحققوا ما لم يحققه اي بلد او حزب او سياسي في العالم من كثرة الانجازات العراقية التي وصلت حد تجاوز الفضاء الخارجي الى الفضاء الوطني.

هذا الفضاء الذي يكاد يذوب من حر تموز اللاهب وقلة تجهيز الكهرباء والماء وانعدام الخدمات والبطالة والفساد وعودة عمليات الارهاب والفشل في اعمار اي مدينة او قرية طالها التدمير خلال عمليات التحرير.

الازمات والنكبات العراقية ما زالت غائبة عن اهتمام وانظار السياسيين المشغولين باجتماعاتهم وتصريحاتهم عن الحوار الذي يجري ضمن الفضاء الوطني والحكومة الابوية الشاملة واستحقاقات المرحلة القادمة، والتي ربما لا يصلوها بعد ان وصل الحال الى اكثر من طاقة الاحتمال، فالعديد من محافظات الوسط والجنوب العراقي تعيش مظاهرات واحتجاجات سقط فيها العديد من الضحايا جرحى وشهداء والتي ربما تكون الشرارة التي ستحرك قطاعات كبيرة من الشعب نحو التغيير وازاحة الوجوه الكالحة التي اوصلت العراق الى ما وصل اليه.