المحرر موضوع: الاردن مثالٌ نموذجي، فإتّعظوا يا دول المنطقة  (زيارة 895 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل الشماس نينب رمزي

  • عضو جديد
  • *
  • مشاركة: 1
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاردن مثالٌ نموذجي، فإتّعظوا يا دول المنطقة


الشماس نينب رمزي


لا يُخفى على احد التحديات العاصفة بمنطقة الشرق الاوسط منذ قرنٍ من الزمن واستُكملت ببركان ما يسمى (الربيع العربي) في السنوات الاخيرة، ابتدأت من موطني العراق و انتشرت كالنار في الهشيم في الكثير من دول الوطن العربي ولم يستثني هذا البركان من الاوطان العربية الا من امتلك (الثبات، العزيمة، الحكمة، حب الوطن).
في ظل هذه الاحداث وفي آخر عشرين عام تحديدا، بعد التشريد والتهجير الكبير لدول كالعراق وسوريا والذي حسب احصاء الكثير من المنظمات الانسانية والحقوقية غيرت من ديموغرافية وكثافة الكثير من المناطق التابعة لهذه الدول ونزوحها نحو تركيا ولبنان والاردن كونها الدول التي احتوتهم بحسب اتفاقات دولية مع الامم المتحدة، وكونها ايضا اقرب واكثر استيعابا لثقافة ولغة وفكر المُهجرين من بلدانهم، وفي ظل ايضا الحراك الدموي و المظلم لداعش في هذه المناطق ظهرت لنا المملكة الاردنية قيادةً وشعبا ليضربوا لجميع دول المنطقة اكبر مثال نموذجي،
 فكيف كان ذلك؟!
هنا لست بصدد وضع مقارنات بين بلد و بلد آخر!، بل العنوان في المقال واضح وهو الاتّعاظ!، لنكن واضحين اكثر، لم ارى انسجاما بهذه الطريقة ولا سرعة في رد الفعل من اي قيادة عربية تجاه شعبها بهذه المرونة كما حصلت قبل فترة من القيادة الهاشمية والتي تصلح ان تكون وبجدارة قدوة يحتذى بها في دول المنطقة بالذات والتي يلتهمها لهيب الاحتقان الدموي وخلافات وتصفية حسابات.

هنا و في بقعة صغيرة وُضع بالحسبان وبالدرجة الاولى المصلحة الوطنية والشعبية فوق كل شيء، فلا رتبتك تنجدك ولا مركزك، قالها جلالة الملك عبدلله الثاني بن الحسين بعد استقالة الحكومة بيوم واحد فقط! (لا مكان للجبان و الكسول)، هنا ضرب الشعب والقيادة اروع الامثلة لنا جميعا، فالشعب لم يتوقف عن اعتصاماته احتجاجا على ضريبة الدخل المفروضة من الحكومة السابقة وعندما لم ترضخ لمطالب الشعب بسحب القانون ازدادت الاعتصامات تصميما و حافظت على شكلها المسالم وبتعاون تام بينها وبين القوات الأمنية واضعين المصلحة الوطنية فوق كل شيء، المعتصمين زادوا من مطاليبهم فالحكومة التي لا ترضخ لمطاليب الشعب الذي انتخبها بنفسه لا تصلح للبقاء، ما طالت الاعتصامات اكثر من اسبوع (على المطلبين) حتى طلب جلالة الملك عبدلله الثاني بن الحسين تقديم الحكومة كاملةً استقالتها وقوفا عند المطلب الشعبي و تعيين الدكتور عمر الرزاز (وزير التربية) رئيسا جديدا للحكومة و الغاء قانون ضريبة الدخل في الحال.

هنا الرسالة لدول المنطقة لا بل رسائل، اولها المحافظة على الوطن و حمايته، ثم الديمقراطية والحرية في التعبير، الاستماع لمطاليب الشعب والتواصل الشفاف بينه وبين القيادة، لا بل تعدى ذلك حين قام صاحب الجلالة الهاشمية بزيارة للمملكة العربية السعودية مجتمعا و طالبا مساعدة شعبه وحكومته الجديدة على النهوض بإقتصاد الاردن في اجتماع رباعي مع الكويت والامارات ايضا، الاقتصاد الذي عاني كثيرا في السنوات الاخيرة نتيجة احاطة الاردن بالمخاطر من داعش ووقوفه لحماية حدوده واغلاقها امام جبهتي العراق و سوريا و نتيجة الاستمرار في قبول اللاجئين القادمين من هذه الدول، فالاردن لم تتوانى في تقديم المعونة لأي لاجئ داخل اراضيها فالعراقيين على وجه الخصوص اعتادت المملكة على استقبالهم منذ ثمانينيات القرن الماضي، ولكن اكبر موجتين استقبلتها الاردن من العراق كانت عامي 2003 و 2014 اثناء الدخول الامريكي للاراضي العراقية، والثانية والتي كانت الاكبر حين دخلت القوات الظلامية لداعش ونشرت ظلامها على نصف اراضي العراق تقريبا وبالاخص غربها، حينها لم تتوقف الاردن بل قدمت يد المعونة بكل منظماتها وكنائسها ونضع هنا في المقدمة الكاريتاس الاردنية.
من الجدير بالذكر ان المملكة الاردنية حافظت ايضا على قوة عملتها النقدية بثبات لعقود طويلة وكذلك على قوة جواز السفر مقارنةً بدول المنطقة، كل ما ذكرناه ولم نذكره بعد، نضع بالحسبان ان المملكة الاردنية معروفة بوعورة اراضيها وصعوبة استخراج المعادن والخام منها فهي تعتمد بالدرجة الاولى على السياحة و السياحة الدينية لأراضيها المقدسة بالأخص، وتمتاز بوقوعها على خليج العقبة و البحر الميت.
هذا كان المثال النموذجي و الذي يجب الإشادة به، انه النموذج الاردني فإتّعظوا يا دول المنطقة.