المحرر موضوع: كلمة حقّ بحق مجلة بابلون الصادرة في ولاية ملبورن  (زيارة 877 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سـلوان سـاكو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 454
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
كلمة حَقّ بحقّ مجلة بابلون الصادرة في ولاية ملبورن.
بقلم/ سلوان ساكو
يفعل حسناً محررو مجلة بابلون الفصلية، المستقلة، الثقافية، والصادرة في ولاية ملبورن الأسترالية من جُهود مبذولة مشكورة عليها سلفاً لتحريك مياه الثقافة العربية الراكدة في نطاق الولاية، والرجوع إلى لغتنا العزيزة لغة الضاد، دون تعصب لجهة معينة أو محسوبيا، وتحويلها لمنصة فكريَّة تُعزز من مكانة المعرفة الحقة وتبث المعلومة الصحيحة كَيْما يستفيد منها القارئ العربي بشكل عام. فمعَ إنتشار ثقافة القراءة الألكترونية، والتصفح عبرَ الويب سات، بل حتى ضمن App Store المحمول، وولعْ الناس بالمعلومة السهلة دون جهد مبذول لتصفح المُنْتَج الورقي، صار هناك تحدي من نوع أخر، سواء كان على عاتقّ هيئة تحرير الجريدة أو المجلة أو الناشر على حدّ سواء، وهو إصدار مجلة محترمة ذات طابع ثقافي أدبي أجتماعي سهلة المنال وتوزع مجاناً فيظل على القارئ أن يتصفح من هذا المنتج وينهلْ من مُعين الثقافة والأدب باللغة العربية الممتعة والشيقة.
 التحديات كبيرة على الجاليات العربية وخاصة منها العراقية، والأنصهار  في بوتقة المجتمع الأسترالي الجديد يفرض نفسه بشدة على العوائل المهاجرة والتي تحاول الأحتفاظ بقدر الإمكان بهويتها دون الرجوع للماضي كوعي نوستالجي ( الحنين للماضي كمرض) كإطار للذات المنكسرة وهي تحاول النهوض من كبوتها محاولة صياغة الحاضر مع مفردات الماضي في إعادة الهوية، وأهم هوية محورية للأنسان هي اللغة أيضاً كوعي بالذات كمفتاح لتأثيث هذا المسار، وهنُا يقول الفيلسوف الألماني هيدجر (اللغة بيت الوجود)، فاللغة أعظم إنجاز بشري فعله الإنسان خلال خمسة وستة آلاف سنة مضت، وأعظم شيئ فعله هذا الإنسان ويفعله هو الكتابة والتوحد مع نفسه وهو ويكتب، لا يهم سواء كان بيت شعر أو مقالة أو قصة أو تحليل سياسي أو أقتصادي، المهم هو فعل الكتابة نفسها، والأنعتاق من هذا العالم عبرَ القراءة والتفرد به. يقيم الأنسان علاقة حميمة مع لغته والتي تصبح مع مرور السنين هويته هو، وذاته العليا، وأناه ( ego) التي يدور في محورها لتصبح مع التقادم فعل معرفي ذات جذور بعيدة في اللاوعي (The subconscious) ورافد مهم في حياة الإنسان كحق مشروع له هُو، وتأكيداً لهذا المبدأ تقوم الجالية التي تُريد الحافظ على لغتها أيَّ هويتها بإصدار مجلة ذات بعد ثقافي، أو يقوم شخّص بطباعة مجموعة قصصية أو رواية حتى أو ديوان شعر، أو إقامة مهرجانات (كمهرجان مار أفرام للفنون) أو ملتقى سورَيّا الثقافي، فعاليات تُقام في ولاية ملبورن، تكون الغاية من كل ذلك هو الأحتفاظ بمكانة اللغة الأم، وهذا طبعاً لا يسيء للغة البلد أيَّ الأنكليزية بأي شكل من الأشكال، كلغة رسمية محكية يومية، بالعكس فهذا يزيد من إثراء ثقافة الفرد بتشكيلة أشمل للمعاني والمفردات والمصطلحات. وهنا يكون الرهِان على المنتج ذاته ومدى تفاعل الجالية معه وقرأته، وحتى عمل ورشات وندوات حوله لرفع مستوى الثقافة في الولاية مما ينعكس كل ذلك على الجالية نفسها حتى ضمن الحكومة المحلية ( Local government).
زبدة القول كل من يقوم بعمل ذوّ طابع ثقافي ومعرفي وأدبي يُشكر عليه سواء كانت مجلة أو توقيع كتاب أو  عقد ندوة،  فكل هذا لخدمة الناس، ومرآة تعكس ثقافتنا، وليس التَّمَاهِي مع  قول الشاعر نزار قباني،
ثقافتنا !
فقاقيع من الصابون والوحل
فمازالت بداخلنا
رواسب من " أبي جهل
ومازلنا
نعيش بمنطق المفتاح والقفل
نلف نساءنا بالقطن ندفنهن في الرمل.
وهو أن دلّ على شيء فيدل على مدى الشعور الذي ينتاب القائمين عليها إتجاه الجالية العراقية.