المحرر موضوع: المبدأ الأساسي في قيادة التنظيم السياسي أين تنظيماتنا القومية والوطنية منه ... ؟؟  (زيارة 867 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل خوشابا سولاقا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2340
    • مشاهدة الملف الشخصي
المبدأ الأساسي في قيادة التنظيم السياسي
أين تنظيماتنا القومية والوطنية منه ... ؟؟
خوشابا سولاقا
هناك مبادئ أساسية معروفة لكل العاملين في مجال عمل التنظيمات السياسية بكل تنوعاتها الأيديولوجية يجب أن تعتمد في قيادة هذه التنظيمات الحزبية السياسية ألا وهي ، الديمقراطية والمركزية ، النقد والنقد الذاتي ، خضوع الأقلية للأكثرية ، الألتزام الصارم في تنفيذ القرارات الحزبية الصادرة من هيئات التنظيم القيادية تدرجاً من الأعلى الى الأدنى بدقة ، وغيرها من المبادئ والتقاليد والسياقات التنظيمية التي تُقوي من وحدة التنظيم الداخلية الفكرية والتنظيمية وتزيد من تماسكه وتعزيز دوره وفعاليته في المواجهة والتصدي للتحديات التي تواجهه في ساحة عمله النضالي من أجل إنجاز مهماته الأستراتيجية المحددة وتحقيق أهدافه ، وياتي في مقدمة هذه المبادئ الألتزام الصارم بالقواعد التنظيمية الداخلية المعتمدة في حياة التنظيم السياسي ، ولكن بالرغم من أهمية كل ما تم ذكره من المبادئ والقواعد والسياقات التنظيمية يبقى مبدأ " القيادة الجماعية الديمقراطية " هو المبدأ الأساسي في قيادة التنظيم السياسي ( أي تنظيم كان ) وحيوته وتجدده لتجاوز كل عوامل الضعف والتفكك التي تحصل أثناء العمل في هذا المفصل أو ذاك ، وعليه سنتناول هنا بشيء من التفصيل هذا الموضوع لأهميته الحيوية في بنيان وديمومة الوحدة الفكرية والتنظيمية واستمرار تنامي وتجدد القدرات للتنظيمات السياسية مع تنامي وتجدد متطلبات الحياة الاجتماعية  للمجتمع ومدى التزام تنظيماتنا السياسية القومية ( تنظيمات أمتنا ) بشكل خاص وتنظيماتنا الوطنية العراقية بشكل عام بهذا المبدأ عملياً في حياتها وأين موقعها منه على وجه التحديد .
إن القيادة الجماعية المتجانسة فكرياً في فهمها ورؤيتها وتحليلاتها لمستجدات وتطورات الحياة الاجتماعية ومقتضيات العمل السياسي التنظيمي لمواجهة ما يحصل من المتغيرات هي احدى أهم مبادئ القيادة الحزبية الناجحة ، ولقد بينتْ وأثبتتْ التجارب الطويلة للتنظيمات السياسية في مختلف البلدان وعبر مختلف الظروف التاريخية لحياة الشعوب أنه فقط بالمحافظة على هذا المبدأ المهم وبالارتكاز عليه والتمسك النزيه والحازم والصارم بقيَمِهِ ومنهجه فقط يمكن إطلاق وتوجيه المبادرات الخلاقة لكوادر التنظيم ومنظماته السياسية والمهنية بمرونة وإبداع خلاق وتحليل الوضع القائم بشكل علمي صحيح وتقييم نتائج العمل المنفذ بشكل موضوعي لأستنتاج المطلوب لأستمرار المواجهة مع تحديات الواقع ، وبغير ذلك سيكون الفشل هو المصير المحتم لعمل التنظيم .
إن القرارات المتخذة جماعياً تعطي قوة كبيرة وزخم هائل لقيادة التنظيم وتسمح في ذات الوقت بتوحيد وجمع مواهب وخبرات المنخرطين في تنظيماته السياسية والمهنية بكل مستوياتهم ، وتحمي أيضاً هيآته وقادتها من عوامل الضعف والوهن والخلل والزلل والعمل بعشوائية وانتقائية ومن اللجوء الى أنصاف الحلول التوفيقية والأحادية الجانب عند إتخاذها للقرارات الأستراتيجية الحاسمة .
إن توافق الأراء بحرية وبأسلوب ديمقراطي خيراً من قرارات فردية تتخذ من قبل هذا المستبد الديكتاتوري أو ذاك مهما يكون مستوى ذكائه وفطنته في تحليل الأوضاع وتقييمها وتقديم المعالجات الصائبة السليمة .
إن مبدأ القيادة الجماعية هو شرط أساسي لا غنى عنه للنشاط الطبيعي لأي تنظيم سياسي ينشد الديمومة والاستمرار قوياً بكل منظماته السياسية والمهنية ويسعى الى تربية الملاكات الحزبية المقتدرة المستقبلية بصورة صحيحة وممنهجة للعمل بين صفوف الجماهير بصورة فعالة ومؤثرة لتأطير نشاط أعضاء التنظيم وفعاليتهم الذاتية بصورة دائمة ومستمرة .
إن الأساس الذي يجب أن يستند إليه مبدأ القيادة الجماعية في التنظيم السياسي هو تبني النظرية الفكرية العقائدية التي يسترشد بها وبفكرها ويعتمدها والتي بغيابها  يبقى التنظيم مجرد جسد من دون طاقة محركة التي عليها يرتكز أصلاً الدور الحاسم الذي تلعبه الجماهير الشعبية في العملية التاريخية لأعادة صياغة قواعد ومبادئ الحياة الاجتماعية التي يناضل التنظيم من أجل تجديدها وتغييرها نحو الأفضل .
على الجماهير هنا كصانعة للتاريخ أن تَدرُك دورها التاريخي كشرط حاسم في بناء المجتمع الجديد بقيادة تنظيم سياسي يتمتع بقيادة جماعية ونظرية فكرية عقائدية يسترشد بمنطلقاتها ، وإن كل ذلك لا يتحقق إلا من خلال الأبداع الجماعي الخلاق لها وفي تدفق طاقتها التي لا تَنفذْ وفي تجربتها المليئة بالحكمة والخبرة المستنبطة من معاناة ومخاض الحياة اليومية لها في ظل وجود هكذا تنظيم .
عليه فإن القيادة الجماعية بطبيعة الحال تنبثق من صميم طبيعة التنظيم الجماهيري الذي رشحتهُ الجماهير لأن يكون القائد السياسي لها لينظمها ويربيها على أسس العمل الجماعي المنظم لكي يقودها بنجاح ، ولكي يلعبُ التنظيم دوره القيادي السياسي التاريخي في عملية التغيير ينبغي عليه أن يستند في عمله بكامله على مرتكزات ديمقراطية حقيقية ليتواصل إرتباطه الجدلي مع الجماهير ، أي بمعنى هناك علاقة جدلية تكاملية بين القيادة الجماعية والنظرية الفكرية العقائدية للتنظيم وبين الجماهير ، ومن دون هذه العلاقة يتحول التنظيم الى مجرد جمعية أو نادي إجتماعي ليس إلا  .
القيادة الجماعية الحقيقية هي تلك القيادة التي تؤمن بصورة مطلقة بضرورة وجود الرصانة والشفافية والأمانة في وضع القرارات المتخذة من قبل التنظيم موضع التنفيذ الكامل دون تأخير أو تلكؤ أو تأجيل ، أي بمعني أن كل قرار يجب أن ينفذ في زمانه ومكانه المحدد وفق الآليات المقررة سلفاً ، وأن تؤمن القيادة بمبدأ تطوير التنظيم كأرقى  شكل من أشكال التحول الاجتماعي وكقوة قائدة لأنجاز الثورة الاجتماعية في المجتمع .
من خلال مبادئ العمل الجماعي وسياقاته داخل التنظيم وفي مجرى المعالجات للأحداث المستجدة في مسيرته النضالية  وفي ممارسة مبدأ النقد والنقد الذاتي بحرية وأمانة وشفافية بين أعضاء القيادة من جهة وبين القيادة واجماهير من جهة ثانية تتكون وتتبلور السِمات النضالية الحقيقية للمناضلين السياسيين من الطراز المبدع والخلاق التي يحتاجها التنظيم الثوري الحقيقي لأنجاز الثورة الأجتماعية المنتظرة في المجتمع .
إن مبدأ القيادة الجماعية المتجانسة فكرياً هو لوحده فقط يتجاوب مع متطلبات استمرار وديمومة التنظيم قوياً وديناميكياً موحداً ويصونه ويحافظ على وحدته الفكرية والتنظيمية وبالتالي إبعاده عن الأخطاء والمنزلقات الخطيرة التي تحصل أحياناً في حياة التنظيمات السياسية عند هذا المنعطف أو ذاك خلال المسيرة  النضالية لها .
ومن شروط ومستلزمات تحقيق القيادة الجماعية للتنظيم السياسي ينبغي أن يتوفر في صفوف أعضائه مناخاً مناسباً من الحرية وجواً من الديمقراطية الحقيقية للتبادل الحر في الأفكار والأراء والمناقشات المفتوحة والحوارات الصريحة في كل شأن من الشؤون وبقدر عال من الشفافية والمصارحة والمكاشفة ، وأن لا يحق لأي عضو في القيادة أن يحاول فرض رأيه أو وجهة نظره بالقوة وأساليب المراوغة والخديعة والمكر على الآخرين مهما كان موقعه في القيادة أو أن يضع نفسه فوق الجماعة ، لأن ظهور أو وجود مثل هذه النزعة تقود الى ظهور نزعة قيادة فردية استبدادية ، وبالتالي تظهر ظاهرة تأليه وعبادة الفرد ومن ثم قيام ديكتاتورية فردية مقيتة بدلاً من ترسيخ مبدأ القيادة الجماعية الديمقراطية ، وسيادة الديكتاتورية  ستلغي مبدأ الديمقراطية لحساب ترسيخ المركزية الصارمة في إتخاذ القرارات داخل التنظيم ، وستلغي مبدأ خضوع الأقلية للأكثرية في حياة التنظيم الحزبي وهذا يعتبر أخطر ظاهرة تهدد كيان التنظيم السياسي الحزبي في المحافظة على وحدته الفكرية والتنظيمية وتقوده بالتالي الى التفكك والأنحلال ثم الأنهيار ، وعليه إذا رأت الهيئة القيادية للتنظيم أن وجهة نظر أحد أعضائها القياديين مهما كان موقعه بينهم بما فيهم رأس الهرم التنظيمي غير صائبة وذات توجهات انفرادية عندها يكون من واجب هذه الهيئة معالجة وكبح هذه النزعة بإلزام هذا العضو بالخضوع لإرادة الأكثرية ومنعه بكل الوسائل من القيام بالتبشير بوجهة نظره الشخصية على حساب رأي الأكثرية في القيادة ..
بتأمين هذا الشرط تعكس القرارات المتخذة فعلاً التجربة والخبرة والمعرفة الجماعية المتوفرة لدى الهيئة القيادية للتنظيم الحزبي المستوحات من من إرادة الجماهير الشعبية .
هكذا تعتبر القيادة الجماعية للتنظيم الحزبي والمرتكزة على النظرية العقائدية التي يتبناها هي المبدأ الأساسي في القيادة السياسية التي تتيح الفرصة المؤاتية لتحقيق كافة الأهداف التي حددها التنظيم الحزبي في برنامجه السياسي ، وعليه يكون فرضاً على الجميع في التنظيم الحزبي أن تحرص أشد الحرص على أن تنفذ قرارات التنظيم الحزبي الصادرة من المؤتمرات العامة والأجتماعات الموسعة والكونفرنسات الحزبية بدقة من قبل الجميع كل حسب موقعه وبقدر ما يمليه عليه ذلك الموقع من الواجبات والألتزامات التنظيمية الحزبية ، وعلى أن تعمل كل الهيئات الحزبية وفق مبدأ القيادة الجماعية بصورة طبيعية وعلى أن لا تَحِل الأعتبارات الشخصية وعلاقات المحسوبية والمنسوبية وعلاقات القرابة والولاءآت للخصوصيات الاجتماعية وتأثير المصالح والمنافع الشخصية مَحَلْ قراراتها الحزبية المتخذة جماعياً لصالح قضية عليا مشتركة قومية كانت أم وطنية في عملها التنظيمي .
أما في مجال بناء كوادر حزبية مقتدرة لتولي مهام القيادة الجماعية لهيئات التنظيم الحزبي من أعلى مستوى الى أدناها مستقبلاً ينبغي على التنظيم الحزبي بأسره وقياداته العليا بشكل خاص أن تهيئ بصورة دائبة ومنتظمة ومستمرة أشخاص أكفاء لتولي قيادة هذه الهيئات ، وأن ينظر بإمعان الى نشاطات كل مرشح الى هذا المنصب القيادي العالي ، وأن يُعرف أيضاً سماتهم الشخصية وميزاتهم وأخطائهم ونجاحاتهم وإخفاقاتهم خلال مسيرتهم النضالية في التنظيم الحزبي والمجتمع قبل توليهم لمهام ذلك المنصب .
بهذه الصورة وبها فقط تعطى لجماهير المناضلين من أعضاء التنظيم السياسي وموآزريه وأصدقائه قوة التأثير في التنظيم الحزبي وليس عن طريق الأختيار الكيفي من قبل حلقة ضيقة وفق مبدأ المحسوبية والمنسوبية وعلاقات القرابة وغيرها من الخصوصيات ، وإنما بتأمين الأمكانية الكافية لمعرفة المؤهلين والأكفاء لتولي تلك المواقع القيادية ووضع كل شخص منهم في المكان المناسب له وفق معايير االكفاءة والمقدرة والنزاهة وحسن السلوك ونكران الذات والأستعداد للتضحية وسمو الأخلاق وقوة الشخصية ( الكاريزمة ) .
إن العمل الجاد لجذب واستقطاب أوسع قاعدة من جماهير التنظيم الحزبي للمشاركة في صياغة وصناعة القرارات المهمة واستخلاص رأي الأكثرية منها والأستناد عليها والتعبير عن إرادتها ورأيها هو مبدأ تنظيمي وأساسي لحياة التنظيم الحزبي ، لأن ذلك يضمن الوصول الى قرارات ناضجة وصائبة تعبر عن إرادة الأكثرية ، وأن تهميش وإقصاء وخرق هذا المبدأ في الحياة الحزبية يؤدي لا محال الى إنفصال قيادات التنظيم الحزبي على كافة المستويات في الهيكل التنظيمي  للتنظيم وقادة هيئآته المختلفة عن الجماهير الحزبية وبالتالي يؤدي الى تبني قرارات غير مدروسة وخاطئة تؤدي الى إخفاق التنظيم الحزبي في تحقيق أهدافه المرسومة في منهاجه السياسي .
إن الطريقة العلمية التي يجب إتباعها لمعالجة قضايا القيادة الجماعية في التنظيم السياسي تفترض أيضاً الحل الصائب لمعالجة القضايا المتعلقة بهيبة وشخصية قادة وزعماء التنظيمات المهنية التي تمثل في نشاطها المهني التنظيم السياسي الذي انبثقت منه ، وإن تلك المعالجات سوف لا تهمش الدور الهام الذي تلعبه قيادات هذه التنظيمات في إعادة بناء مجتمع جديد على أسس جديدة وفق رؤية التنظيم السياسي ، بل ستعزز هذا الدور وتدعمه .
إن تطبيق مبدأ القيادة الجماعية في عمل كل الهيئات الحزبية المنتخبة ديمقراطياً وفق الأصول والسياقات التنظيمية وتأمين عملها المنتظم والمنسجم مع النظرية العقائدية للتنظيم يجب أن يبقى دائماً موضع إهتمام الحزب وأن يعتمد مبدأ القيادة الجماعية كقانون أساسي في حياة الحزب الداخلية وكشرط ضروري لنشاط منظمات التنظيم الطبيعي .
إن فلسفة عبادة الفرد وخرق قواعد الديمقراطية داخل التنظيم الحزبي ينتج عنها ما لا يمكن أن يسمح به في حياة التنظيم الداخلية لأنها تتناقض مع المبادئ والقواعد التنظيمية الداخلية لحياة التنظيم . حيث على التنظيم أن يتمسك بهذه المبادئ بحزم لضمان ديمومة القيادة الجماعية في العمل التنظيمي وأن يتم تثبيت ذلك في النظام الداخلي ويطبق بحذافيره بدءاً بأصغر وحدة تنظيمية في القاعدة وإنتهاءاً بأعلى هيئة قيادية في قِمة الهرم للهيكل التنظيمي للتنظيم بحزم وصرامة وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب على الجميع .
ويقتضي من تطبيق مبدأ القيادة الجماعية في العمل السياسي المنظم بأن يبادر أعضاء التنظيم على كل المستويات التنظيمية الى توجيه النقد بغرض تقويم وإصلاح هذا القائد أو ذاك في الوقت المناسب عندما تقتضي الضرورة ذلك وفق القواعد والسياقات التنظيمية وأن لا يفسحوا المجال لأن تتحول السلوكيات الشخصية الخاطئة الى أخطاء قاتلة للتنظيم من دون أن يكون هناك أية روادع وإجراءات تعيق هكذا ممارسة في توجيه النقد بغرض تقويم القائد الذي ينحرف عن مبادئ التنظيم .
كما ينبغي على القادة الإصغاء بروح نضالية حزبية الى الملاحظات الأنتقادية التي توجه إليهم وأن يتقبلوا تلك الأنتقادات بصدر رحب وبروح رياضية وأن يتخذوا الأجراءات والتدابير الضرورية لتقويم عيوبهم وسلوكهم ذاتياً وفق مبدأ النقد والنقد الذاتي ، وأن تتخذ المعالجات الصائبة والسريعة لوضع حد للأخطاء التي يرتكبها هذا القائد أو ذاك في الهيئات القيادية وعلى مختلف مستويات المسؤولية في التنظيم الحزبي طابعاً تثقيفياً شاملاً ، وعليه تبقى الثقافة الذاتية التنظيمية  والسياسية والاجتماعية للفرد في التنظيم الحزبي هي المصدر والمنبع لبناء كوادر مقتدرة قادرة على تقبل مبادئ وقواعد وشروط القيادة الجماعية بمفهومها السياسي الواسع من دون مضاعفات سلبية .
وكل ما ذكرناه بشأن القيادة الجماعية وأهميتها الأستراتيجية في العمل التنظيمي السياسي وتَصدر أولويتها على غيرها من الأولويات المبدئية في عمل التنظيم السياسي نراه بجلاء غائباً بشكل مطلق في حياة كل تنظيماتنا السياسية التي تدعي القومية العاملة في ساحة أمتنا بكل مكوناتها ومختلف تسمياتها وتصنيفاتها مع الأسف الشديد ، حيث نرى بالمقابل القيادات لهذه الأحزاب في حالة من التشرذم والتفكك والصراعات والمناكفات وتبادل التهم غير المبررة ونزوعهم الى التفرد بالرأي والقرار في كل شأن من شؤون أمتنا ، كل ذلك من أجل المصالح والمكاسب والمنافع الشخصية الأنانية التي  تُؤمِنُها وتَمنحُها لهم هذه التنظيمات من خلال المشاركة الرمزية المذلة في مؤسسات السلطات الرسمية على حساب المصلحة القومية العليا لأمتنا ، إضافة الى غياب الثقافة السياسية لدى أغلب الكوادر الرئيسية من الخط الأول والثاني في الهيكل التنظيمي لهذه التنظيمات بسبب عدم إهتمام ورغبة تلك القيادات لخلق وبناء كوادر مثقفة ومؤهلة ومقتدرة للمستقبل لكي تَضمُنْ لنفسها استمرارهم وبقائهم الى أطول فترة ممكنة في تصدر قيادات المشهد السياسي لأمتنا والأستفادة القصوى من الدجاجة التي تبيض لهم ذهباً . وكذلك هو الحال في معظم التنظيمات الوطنية العراقية المتنفذة لكل المكونات الأخرى للشعب العراقي .

خوشــــابا ســـــولاقا
17 / تموز / 2-18 م