¨
إسرائيلي يمضي 22 ساعة في حضن العدو GMT 8:30:00 2007 الأحد 6 مايو
أسامة العيسة
--------------------------------------------------------------------------------
أسامة العيسة من القدس : أمضى الإسرائيلي (بيني) 22 ساعة في العاصمة الإيرانية طهران، رغما عنه، فتحول إلى قصة صحافية تصدرت عناوين الصحف الإسرائيلية اليوم، في بداية الأسبوع العبري.
وبدأت حكاية بيني، كما أسمتها الصحف الدراما المخيفة، عندما حجز للسفر إلى الهند، على متن الخطوط الجوية التركية، وسافر فعلا في نهاية الاسبوع، ضمن الرحلة رقم 1074، حيث أقلعت الطائرة من العاصمة التركية، ولكنها اضطرت للهبوط في مطار طهران، وهو أخر ما كان يتوقعه بيني، الذي يقول بأنه شعر بالذعر والخوف، عندما وجد نفسه يعيش ما اسماه كابوسا رهيبا بوجوده في ارض الأعداء، بالصدفة ودون تخطيط.
ويضيف بيني، أن اكثر ما أخافه هو أن يعرف الإيرانيون جنسيته، خصوصا وانه خدم كجندي على الحواجز العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية، ويبدو انه كان سعيدا بخدمته العسكرية هذه، والمشاركة في حجز حرية الفلسطينيين وإهانتهم، فالتقط صورا له ولزملائه على هذه الحواجز، وعملهم فيها، وكان يحمل هذه الصور معه، عندما هبطت الطائرة التركية في عاصمة العدو.
وعرف الإيرانيون أن بيني هو الإسرائيلي الوحيد من بين 132 مسافرا معظمهم من الهنود، ولكنهم كما يقول عاملوه بشكل حسن للغاية، ولم يخضعوه لتحقيق أمني، ولم يعتقلوه أو يأخذوه رهينة كما توقع، ولكن كل ذلك لم يخفف من ذعره الشديد لتصوره انه موجود في طهران.
وخلال 22 ساعة أمضاها بيني في طهران، لم يكن أحد في إسرائيل من عائلته ومعارفه يدرون مكانه، مما أثار القلق لديهم عليه.
ولكن الطائرة أقلعت بعد إصلاح الخلل، وواصلت طريقها إلى بومباي، ومن هناك هاتف بيني معارفه في إسرائيل، منتشيا، بتجربته في "حضن العدو"، وخروجه بسلام، وهكذا تحول إلى قصة صحافية إسرائيلية رئيسية.
ويذكر أن كثيرا من الإسرائيليين، يطيرون فوق دول تعتبرها إسرائيل عدوة لها، للتوفير في النفقات والوقت، رغم التحذيرات المشددة من قبل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.
ومن المفارقات، أن اكثر دولة تعتبرها إسرائيل الان عدوة وتهدد أمنها، وهي إيران، غير مصنفة رسميا بأنها "دولة عدو"، وكانت الصحف الإسرائيلية كشفت مؤخرا أن أعدادا من الإسرائيليين يزورون عائلاتهم في إيران، عن طريق طلب تأشيرة من السفارة الإيرانية في تركيا، وحسب معلومات سربها جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) أن المخابرات الإيرانية، تسعى من خلال إدراكها، لحاجة طالبي التأشيرات الملحة، بزيارة إيران، إلى تجنيدهم للعمل في صفوفها.
ولكن هناك قسم من الإسرائيليين يدخلون إلى إيران بجوازات سفر أجنبية حيث يسمح القانون الإسرائيلية بازدواجية الجنسية، وبهذه الطريقة دخل إلى الجمهورية الإسلامية، صحافيون، اعدوا تقارير عن ما يجري داخل الدولة، التي ينظر الإسرائيليون بخطورة لدورها في دعم حزب الله اللبناني، وتهديد رئيسها احمدي نجاد بضرب إسرائيل، إذا تعرضت المنشات النووية الإيرانية لأي اعتداء.. http://www.elaph.com/ElaphWeb/Politics/2007/5/231615.htm
