فتات برلمان اقليم كردستان الذي اضاعه غياب البرلمانيين المسيحيين
اسكندر بيقاشا
رغم إنني لا اعتبر تخصيص منصب النائب الثاني لرئيس برلمان اقليم كردستان يشرف المكونات القومية (التركمان ،الارمن ،الكلدان السريان الاشوريين ) او يزيدهم حقوقا فإن مجريات المناقشة والتصويت تثير الكثير من التساؤلات. انني ارى التأكيد في جميع القوانين على ان الجميع متساوين امام القانون ومن حق اي مواطن تولي اي منصب حتى وان وصل الى رئيس الجمهورية او رئيس الاقليم. العاملان اللذان يحددان ذلك هو ارادة الشعب وكفاءة الشخص بغض النظر عن دينه او قوميته او جنسه. وقياسا على ذلك فإنني ارى تخصيص منصب معين لجهة محددة خاطئا. فعندما نحدد للمكونات منصبا معينا فاننا نحدد حقوقنا وسقف مطالبنا.
ثانيا, ان كان احدا يطالب بمنصب معين فليكن منصبا ذا اهمية وليس منصبا شكليا. يبدو لي ان المكونات في اقليم كردستان هي من الضعف بحيث لا تتجرأ على المطالبة إلا بمنصب النائب الثاني الذي هو الفتات بعينه!!. إن كنا بهذه الدرجة من الضعف فانه من الافضل ترك موضوع المناصب وتقسيمها حاليا وتجنب التوقيع على اية وثيقة تتعلق بتحديد الحقوق والتركيز على العمل على ان لا تكون المناصب محددة في القانون بقومية او دين معين على امل ان يكون في يوم “ابيض“ من حصة احد من هذه الاقليات.
اريد حقا ان اكون حالما برئاسة البرلمان على الحصول على النائب الثاني لرئيس البرلمان الذي لا يستطيع ابدا ان يقوم مقام الرئيس حيث هنالك النائب الاول الذي سيقوم بذلك في غياب الرئيس, فاي حق هو وهل له من مهام!
مسألتين تحتاج التوضيح من نوابنا وبرلمانييا على اختلاف مشاربهم. اولا قبل طرح اي اقتراح في البرلمان للتصويت عليهم مناقشته داخل منظماتهم او احزابهم وهذا قد يحدث لكن لا نعلم عنه شيئا. من الافضل طرح المشروع في الاعلام ايضا على شكل خبر او مقال لاحد اعضاء الحزب او البرلمان فهنالك اناس لهم آراء ومعرفة بالامور قد تضئ بعض الجوانب التي قد تكون فاتت على مشرعينا. بعدها تتم مناقشته مع اعضاء البرلمان الكتلة او المجموعة الدينية او الاثنية للتوافق عليه ومن ثم العمل على صياغته بالشكل المناسب وسد الثغرات التي قد تجعل من القانون نفسه بلاءا علينا في المستقبل.
ان هذا السياقات تبدو بديهية لكنني ارى ان الاخوة البرلمانيين يقفزون عليها لسبب او لآخر ولا يعملون بها مما يترك آثارا سلبية على العمل البرلماني.
الشئ المثير للتساؤلات ايضا هو سبب عدم حضور اعضاء البرلمان في جلسات المناقشة والتصويت على القوانين خاصة التي تؤثر من قريب على ابناء شعبنا. ان احدى واجباتهم الاساسية هي العمل على على طرح القوانين ومناقشة المشاريع المطروحة في البرلمان ومن ثم الحسم يكون في التصويت. فأين كان اربعة من اعضاء برلمان الاقليم عندما جرى التصويت على مقترح تخصيص او ”منح“ منصب النائب الثاني لرئيس البرلمان لأبناء الاقليات الذي جرى الثلاثاء الماضي؟ ان كانوا مع الاقتراح فانهم ساعدوا في التصويت ضده حيث كانت اصواتهم تكفي للتحكم لصالح القرار, وان كانوا يعتقدون ان المقترح هو ضد مصالح شعبهم فلماذا لم يحضروا ليوقفوه!
انا فرح من ناحية, لأن المقترح والذي يأخذ صفة القانون لم يمرر(بفارق ٣ اصوات) لكني قلق حقا من الطريقة التي يعمل فيها برلمانيونا.