المحرر موضوع: الدين أفيون الشعوب وشرعنه العبودية الأفيونيّ  (زيارة 1932 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سمير يوسف عسكر

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 335
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
عندما يُثار التساؤل كيف أباح الدين العبودية والرق؟ فمن ألتجرع على شرع الله ان نقول بقوة وبغير استيحاء ان العبودية والرق مباح في الأديان. كارل ماركس (1818-883) صاحب المقولة المشهورة (الدين أفيون الشعوب) يهودي اشكنازي توارثت عائلة واحدة حاخامية ترير منذ 1723، كان يقصد المؤسسات الدينية وليس الدين ممثلة بالكنيسة في أوربا بفكرها الظلامي ونقده للدين بصفته إنساناً. كان ماركس يعتقد ان ثمة تلازماً وارتباطاً بين رجال الدين والسلطة، فرسالة الدين الصحيح جاءت من السماء الى الأرض، (وهل رجل الدين معه صك الغفران ومفتاح باب الجنّة؟). هذه العبارة لماركس كثيراً ما تم تشويهها من جانب خصومة المتدينين وغير المتدينين معاً. ان سهام النقد الماركسي للدين كانت في الواقع موجهة لا للدين حسب وإنما ايضاً لموقف فلاسفة ومفكري التنوير البرجوازيين من الدين. رأي التنويريين في الكنيسة مؤسسة رجعية متحالفة مع الملكيات المستبدة ومؤيدة باستماته للنظام الاقطاعي. وهي تستخدم الدين في توطيد سلطة رجال الدين في المجتمع، وتقوم بإرهاب العلماء والمفكرين الاحرار. المسيحية كما لاحظ ماركس كانت في الأصل حركة للمضطهدين ظهرت في أوساط العبيد والفقراء والمحرومين من أي حقوق في الإمبراطورية الرومانية واليهودية معاً. وإذ كانت قد تحولت الى قلعة الاقطاع في أوربا بالقرون الوسطى. نستطيع ان نفهم ما قصده ماركس والتي تُفهم بمعنى ان الدين مخدر يسمح للناس بتحميل بؤسهم عن طريق الغرق في أحلام تحرمهم من القدرة على التمرد. من هذا قال: (ان الدين ليس إلا صمام أمان لخيبات الامل والوهم والمحافظة على الوضع القائم). آنذاك تزامن مع ظهور الثورة الفكرية والعلمية، إذ نشر اليهود المتصهينون الالحاد عل الأرض، مستغلين مساوئ الكنيسة فجاءوا بثورة ضد الكنيسة (الثورة الفرنسية) وبالحركات والدعوات المغايرة (للدين الصحيح) وتفشى الالحاد في الغرب، وهدف الصهيونية هو إزالة كل دين على الأرض ليبقى اليهود وحدهم أصحاب الدين!! ماركس كان يعني مفهوم أو أيديولوجية الدين عند غالبية الشعوب ان يكون أفيوناً. ذلك المفهوم الذي يذهب تماماً كالأفيون. فماذا لو جاء ماركس اليوم ورأى كم الابتعاد عن جوهر الدين وأصبح أكثر مادية وعبودية للبشر. رسالة الدين جاءت لتوازي المادي والروحي في حياة الانسان. لقد نقد ماركس الدين الذي جاء برسالة استغلال وعبودية الإنسان للإنسان حتى لو كان رجل دين ان يكون عبودية الإنسان لرب الإنسان سواء كان يهودياً ومسيحياً او مسلماً. ولو درسنا التاريخ لوجدنا ان معظم الحروب بين البشر سببها الدين لأن كل منهم يعتبر دينه هو دين الحق والخير المطلق، وان أتباع الديانات والمذاهب الأخرى هم على باطل ولا يستحقون الحياة وقتلهم واجب ديني، وخير دليل على ما حصل من الحروب الصليبية لقرنين من الزمن التي شنتها كنيسة الغرب على كنائس الشرق، وما الإرهاب لدولة الخلافة الإسلامية خير دليل ايضاً. الذي اعنيه هو الإسلام في التعامل بين الناس، ويعني الانقياد والاستسلام للخالق. فكل إنسان يلتزم بذلك هو مُسلم بغض النظر عن ملته وعقيدته. العبودية في بعض المشككين يدعوا انه كما في الإسلام من عبودية قاسية وملكات يمين يغتصبن حسب رغبات (سيدهم) ان يستمتع بهن. يوجد مثله من عبيد وملكات يمين في اليهودية، بالطبع انها غير موجودة اصلاً في المسيحية ولا يستطيعوا ان يقارنوا بالمسيحية لأنها تنظر الى العبودية على انها ممارسات غير أخلاقية وغير عادلة. ان اليهودية منذ 3500 سنة مضت وحتى منذ 1400 سنة، كانت العبودية رهيبة، فلم تعط العبد أي حق مدني او إنساني من أي نوع ولا يعاقب قانوناً، حتى في الاغتصاب لا حق للعبد منه. في التوراة كانت العبودية قاسية ومحتقرة (وهذا هو إلههم). في العهد القديم استخدمت (عوبد وعبد) 801 مرة في اسفار (الملوك، الخروج، لاويين، التثنية، أخبار الأيام وغيرها الكثير). بينما في العهد الجديد بكل اسفاره، الفريسيون والكتبة والحاخامات لم يدركوا كلام السيد المسيح عن الحرية، كان اليهود يفتخرون بأنهم من نسل الاب العظيم. وما زالوا ليومنا يحسبون انهم (شعب الله المختار). واليوم أصبح الإسلام نسخة منحولة من اليهودية في موقفهما من العبودية والرق. فالإسلام أباح امتلاك العبيد والإماء عن طريق الشراء او السبي في الحروب او الهبة، تماماً كما فعلت اليهودية. في العصور الوسطى كانت أوربا ترزح تحت ظل الظلمات من الملوك والسلطة الدينية بالثروة وسرقة تعب وعرق الشعوب وتقتلهم باسم الدين على انه إرادة إلهية. حينها كانت الكنيسة في أسوء حالاتها، باعتبار عقد لِقران غير شرعي بين الأسقفية ورجال السلطة الحاكمة، فكانوا يفعلون كل ما بدا لهم تحت مظلة الدين. والكنيسة منعت كل من أراد البحث العلمي والفكري والتاريخ خير شاهد لذلك. الغرب تخلص الى حد ما من هذا المفهوم الافيوني عندما تخلص من السلطة الدينية. في حين الشرق الإسلامي الطريق طويل أمامهم للتخلص من هذه الآفة ليقولوا: (هل الدين أفيون الشعوب؟ ام انه مفهوم أفيوني سلطوي للدين). من ألبس هذه النظرية ثوب التشويه؟ من حِكَم ماركس: (عندما يغيب العقل ويحكم رجال الدين الرأسمالية ستجعل كل الأشياء، سلع، الدين، الفن والادب، وستُلّبسها قداستها). بعد 170 عاما منذ اعلان (البرنامج والوثيقة التأسيسية للأممية) يتضح هذا التعطش الكبير للنظرية الاقتصادية الماركسية، بعد ان تم إرسال توّقع ماركس بحتمية أزمة فائض الإنتاج الى مزبلة التاريخ. لم تكن أفكاره ابداً أكثر راهنيه مما عليه اليوم، لكن اليوم عندما نتكلم عن أهمية النظرية لا نكون بصدد الكلام عن المقابر بل عن الأفكار. المفهوم الاقتصادي والديني بدا واضحاً اليوم يتحقق من خلال النظرية الديالكتيكية لماركس، والتي تتماشى مع كل عصر وتاريخ للفرد والمجتمع والدولة. يبقى ان نفهم؛ متى ينطبق ما قالاه عن الدين في القرن 19على عصرنا الراهن؟ وهل نتفق على ان الدين اليوم يحمل نفس ملامح مجتمع القرن 19الذي شجبه ماركس بشدة؟ نقول نعم!! بسبب ظهور العديد من المؤسسات (الإنجيلين) والتيارات الأصولية المشتقة من صهينة المسيحية (المجموعات الانجيلية او ما تعرف باسم الكنائس الالكترونية) والى غالبية الطوائف الدينية التي تأسست حديثاً وما تعرف اليوم ب (المسيحية الثورية ولاهوت التحرير). ماركس نوّه مراراً وتكراراً في كتابه (رأس المال) بعلاقة القربى بين البروتستانتية والرأسمالية، ومساهمة المذهب البروتستانتي في التعجيل بظهور الرأسمالية. ولعل ملحوظاته الصريحة في رأس المال عن علاقة مجهودات الاصلاح البروتستانتي في التحول الرأسمالي تقارن بعد نصف قرن من مقالة شهيرة لعالم الاجتماع الألماني ماكس فيبر بعنوان (الاخلاق البروتستانتية وروح الرأسمالية). ولنقرأ ما كتبه ماركس في كتابه (أسس؛ صدرت الطبعة الأولى سنة 1940). عن العلاقة الحميمة بين البروتستانتية والرأسمالية: (إنما المال طبقة لها نزاهتها، نكرانها للذات، تضحياتها في الاقتصاد او التدبير، احتقارها للمتع الدنيوية العابرة الزائلة، ركضها وراء الكنز الابوي. وبالتالي هو هذا الاتصال بين البيور تانية الإنكليزية او البروتستانتية الهولندية من جهة وبين السعي الحثيث نحو النقود).
                                                     الباحث / ســــمير عســــكر


غير متصل Husam Sami

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1076
  • الجنس: ذكر
  • ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ الباحث سمير يوسف عسكر المحترم ..
تحية عطرة وبعد ..
ارى نفسي اليوم اما باحث حقيقي يتعب على طرح المعلومة ويفتش عن المصداقية في طرحه ... شكراً فقد اغنيتنا ...
بعض الملاحظات والتي اظنها غير خافية عليكم سأسردها بنقاط من بعد اذنكم :
1 ) لم تكن الحروب الصليبية حروب شنتها كنيسة الغرب على كنائس الشرق انما كانت بتحريض من البابا لتحرير القدس من الاحتلال الأسلامي هذا ما كان الشعار الظاهري للحملات الصليبية اما الغاية الباطنية هي الأستيلاء على مصدر من مصادر الثروات والتي تتمثّل بالموقع الديني للقدس كمزار للمسيحيين للحج له ... ولهذا وبعد ان اكتشف الملك ريتشارد قلب الأسد ذلك والصراع الذي نشب بين ملوك اوربا على أحقية من سيدير المدينة ... لم يكن امامه إلاّ وان اتفق مع صلاح الدين الأيوبي على الصلح من موقع المقتدر وتم الصلح بشروطه وهي دخوله للمدينة وجيشه بكامل عدتهم وعتادهم للأستعراض فيها والزيارة ... تسليم مفاتيح القدس للمسيحيين لأدارتها ولذلك تقرر ان تسلّم إلى ادارة الكنيسة الشرقية الآرثدوكسية حيث لا زالت إلى يومنا هذا .
2 ) الحركات الأنفصالية المهمة خرجت من رحم مؤسسات الكنيسة الكاثوليكية والآرثدوكسية ( البروتستانتية ... من المؤسسة الكاثوليكية | الألحاد من الكاثوليكية والآرثدوكسية ... الخ ) مما أدى إلى تراجع الإيمان لدى شعوب العالم وفقدان ثقتها بالقادة الدينيين لأنهم وقفوا مع القيادات المؤسساتية الحكومية ضد شعوبهم كونهم المستفيد من هذا التحالف ... وهذا الموضوع لا يقتصر على المسيحية بل يشمل الأسلامية ايضاً .
3 ) الثورتان الفرنسية والروسية كانتا ثورتا جياع ثاروا على نظام الدولة والمؤسسة الكنسية التي رسخت جوعهم وعمّقت جراحهم ولهذا ذكرت كثورة تحرير وتخلّص من العبودية على الرغم من انها كانت تحمل الكثير من الدماء وارتكبت فيها العديد من الجرائم .
4 ) هل تابعت أخي كم عدد القراء الذين دخلوا لقراءة موضوعك المهم هذا ... هل ستقارنه مع العدد الذي دخله من تابع موضوع التهنئة ... فقط اعطيتك هذه الملاحظة لتعرف كم الانتهازيين الذين يتربعون على عروش المواقع الألكترونية ... انظر كم الجهل الذي نحن فيه اليوم ...
   تحياتي ... الرب يبارك حياتك وعملك
الخادم   حسام سامي    21 - 7 - 2018


غير متصل سمير يوسف عسكر

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 335
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ الجُل حسام سامي الفاضل.. تحية طيبة..
الرب له المجد يبارك في حياتك ومسعاك من أجل المسيحية. من خصائص التواصل الاجتماعي الادبي هو من أهم مزايا الحضارة الإنسانية في الفكر والعلم والمعرفة. فبالحوار والنقاش الادبي تثأر أمور فكرية وتنار مشكلات خلقية وتتسق المعارف وتتقدم، فهو سمة وعلامة فارقة في ثقافة الأمم المتحضرة، لأنه نقيض مباشر للتسلط والاستبداد بالرأي، وهو عدو صريح للتزمت والتفرد بالرأي، وبالحوار تذلل الفروقات ويواصل الى التفاهم لنشر العلوم المعرفية وتطوير البحث فيها. للمداخلة والتوضيح ليس إلاّ؛ أولاً: اضطهاد المسيحية يعود من المسيحية المبكرة واضطهاد مسيحيو الشرق من اضطهاد الى اضطهاد من قبل الخلافة الإسلامية والدولة العثمانية والى يومنا. ثانياٍ: الدولة العثمانية تأسست سنة 1299 الى 1923، واستطاعت احتلال القسطنطينية سنة 1453، بعد ان عاشت الدولة البيزنطية 11 قرنا ونيف. فيما يخص الحروب الصليبية؛ يخطئ المسلمون حينما يقولون ان الحروب الصليبية ضد الإسلام. فالحروب الصليبية حصلت للفترة 1096- 1291 (9 حملات). فبعد الانشقاق الكبير سنة 1054 (كنيسة رومية) من الكنائس المسكونية الخمسة (القسطنطينية، القدس، انطاكية، الإسكندرية)، انها انشقاق كنائس الغرب والشرق أي فرع غربي (لاتيني) بقيادة سلطة الفاتيكان المركزية، وفرع شرقي بيزنطي لا مركزية. والسبب الرئيسي للنزاعات التي أدت الانشقاق هو الخلاف حول قرار البابا ليو 9 والذي طالب بالانفصال، بان يكون له سلطة (رومية البابا) على البطاركة الاربعة في الشرق. جاءت دعوة الفاتيكان والملوك للحروب التي بدأها البابا اوربان 2 في 1095 بعقده مجمعاً في فرنسا حيث اتخذ القرار بإعلان الحروب الصليبية، وقد بررت بتطبيق (إرادة الرب) عن طريق الحج الى الأرض المقدسة للتفكير عن الخطايا واضطهاد الحكم الإسلامي للمسيحيين في الشرق والقدس الأرض المقدسة. تراجعت هذه الدوافع الدينية مع الوقت لتصل الى حد تدمير القسطنطينية المسيحية الشرقية في الحملة الأولى والرابعة وسقطت القدس بالحملة الأولى والثانية وبسقوط كرسيي البطريركي الأرثوذكسي في المدينتين المسيحية، حلّ محلهما الكرسي البطريركي اللاتيني. وعندما استردا المقعدين في حروب الردة وحررت القدس بقيادة صلاح الدين فكان أحد قادة قواته الأربعة مسيحياً سورياً. وكان ضمن من خرجوا البطريرك الأكبر اللاتيني يحمل أموال الكنائس وذخائرها وايقوناتها ومن أبرزها ايقونة مريم العذراء حاملة ابنها يسوع المسيح المشهورة وتعتبر أول ايقونة رسمها الإنجيلي لوقا ورسم 70 ايقونة أخرى، التي اغتنموها الصليبيون من الأرض المقدسة. واخيراً اتفقا الطرفان بان يبقيا كرسيا البطاركة أحدهما للأرثوذكس والأخر للاتين والى يومنا. الحملة 5،6 كانت على مصر عام 1219، الحملة 7 عام 1248-1254 خسارة الصليبيين لبيت المقدس واسر الملك لويس 9. الحملة 8 عام 1270 انحطاط سمعة الحملات السابقة لكن الملك لويس 9 اشترى رضا النبلاء بالأموال وأقنعهم بالمسير نحو تونس وانتهت بمعاهدة صلح بين الصليبيين وحاكم تونس، تم إلزامه بدفع جزية لملك الصقليين ثم عاد الصليبيون بعد توقيع المعاهدة. وانطلقت حملات كثيرة أخرى مثل حملة نيقيه 1396، الحملة على الإسكندرية 1365. (تلك هي حقيقة الحروب الصليبية). فاين تبرير تطبيق (إرادة الرب)؟ وأين الفاتيكان، منذ حرب اسرائيل 1967 وليومنا هذا منعت مسيحيو الشرق من زيارة بيت المقدس عدا (حاملي جوازات الغرب). ولماذا بابا الفاتيكان اوربان 2 وضع شعار الصليب على صدور الفرسان؟ هل حمل السيد المسيح السيف بوجه اعداءه الرومان واليهود؟ (كتبت بحثاً كاملاً عن الموضوع ونشر في صحيفة فورم آند لينك في ميتشغان بلغتين العربية والإنكليزية (48 صفحة) الحائزة على أفضل 10 صحف المهجر في أمريكا). صاحبها اللبناني الاصل د. أسعد الدندشلي وهيئة تحريرها 6 أشخاص وأنا أحدهم.       ســــمير عســــكر                 

غير متصل عبد الاحد قلــو

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1745
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
اقتباس
في التوراة كانت العبودية قاسية ومحتقرة (وهذا هو إلههم). في العهد القديم استخدمت (عوبد وعبد) 801 مرة في اسفار (الملوك، الخروج، لاويين، التثنية، أخبار الأيام وغيرها الكثير). بينما في العهد الجديد بكل اسفاره، الفريسيون والكتبة والحاخامات لم يدركوا كلام السيد المسيح عن الحرية، كان اليهود يفتخرون بأنهم من نسل الاب العظيم. وما زالوا ليومنا يحسبون انهم (شعب الله المختار). واليوم أصبح الإسلام نسخة منحولة من اليهودية في موقفهما من العبودية والرق. فالإسلام أباح امتلاك العبيد والإماء عن طريق الشراء او السبي في الحروب او الهبة، تماماً كما فعلت اليهودية.
الاخ الباحث سمير عسكر المحترم
انا اقتبست ماجاء اعلاه من مقالكم الموسوم والذي له علاقة بالدساتير التي تستند عليها الاديان السماوية الثلاثة، فكما ذكرت حضرتك فأنه هنالك تشابه ما بين اليهودية والاسلام من خلال نظرتهم للاخر المختلف عنهم والتي تصل لحد العبودية والرق وكما حصل في حروبهم من قتل وسبي وملكات اليمين وغيرها من التي تبيح مفردات تعلومهم بأبادة الاخر وكل وحسب فترات ظهورهم ولازالوا على ذلك.
ولكن الموقف يختلف مع المسيحية ان اخذنا تعاليم الانجيل التي تدعوا الى المحبة والتسامح لا بل تصل لحد محبة الاعداء ومنها تطبيق العدالة ايضا(اعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله) والتي استنبطت منها مقولة.. الدين لله والوطن للجميع.. ومنها تم فصل الدين عن الدولة في الدول المتقدمة والمتطورة عالميا.
 ومن خلال تعاليم المسيحية وجدت مفردات حقوق الانسان ومنظمة الامم المتحدة وقبول اللاجئين ومن مختلف الاعراق والاديان والانتماءات للبلدان التي كانت دساتيرها من وهج تعاليم الانجيل.
وعليه فأن عبارة الدين أفيون الشعوب التي اطلقها ماركس كانت اساسا على رجال الدين وليس المسيحية بذاتها، والذين استغلوا سطوتهم على الشعب في القرون الوسطى للتحكم بمصيره، بالاضافة الى الحروب الصليبية التي تولاها البابوات في حينها لغاية بعيدة عن دورهم كممثلين للمسيح على الارض. وحتى الحروب العالمية الاولى والثانية فهي كانت حروب قومية استعمارية وبدون اي دافع ديني صرف.
ولكن يمكننا القول بأن عبارة ماركس ( الدين افيون الشعوب) تنطبق على الديانتين اليهودية والمسلمة والذين كلما تعمقوا واجتهدوا في تعاليم دينهم، كلما زادوا من حقدهم وكرههم للاخر المختلف عنهم مذهبيا ودينيا وقوميا ايضا، هذا على العموم لوجود استثناءات نادرة. والواقع الحالي لبلدان الشرق الاوسط خير دليل على ذلك ومنها عراقنا الجريح من خلال حكم الميلشيات الدينية المسيسة والمتسيدة على السلطة الحاكمة قسرا.. تحيتي للجميع