المحرر موضوع: الكويت تخشى تبعات تأزّم الوضع في العراق  (زيارة 1109 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31484
    • مشاهدة الملف الشخصي
الكويت تخشى تبعات تأزّم الوضع في العراق
استعدادات أمنية كويتية ومساعدات مادية للحكومة العراقية، واضطرابات تتيح للميليشيات بسط السيطرة على الجنوب.

لا أحد يضمن عدم تطاير الشرار عبر الحواجز والحدود
العرب/ عنكاوا كوم
البصرة (العراق) - تتابع الكويت بحذر شديد تطورات الأوضاع في العراق الذي تهزّه موجة احتجاجات غير مسبوقة على سوء الأوضاع الاجتماعية وتفشي الفساد لا تبدو متجهة نحو التهدئة.

وتتخوف الكويت من انزلاق الأحداث نحو حالة من الانفلات، خصوصا في مناطق جنوب البلاد، وهو ما يسبّب حالة القلق الكويتية التي تعبّر عنها عدّة دوائر سياسية وإعلامية، فيما تميل السلطات إلى التعامل مع التطورات بشكل استباقي وعملي، من خلال تعزيز إجراءات الأمن على الحدود مع العراق بالتوازي مع مساعدة الحكومة العراقية على تهدئة غضب الشارع، وهو الأمر الذي تجلّى عمليا بتزويد محطّات الكهرباء المتوقّفة عن العمل بالوقود اللاّزم لإعادة تشغيلها، علما وأن انقطاع الكهرباء في أوج موجة الحرارة، من الأسباب المباشرة لاندلاع موجة الاحتجاجات في العراق.

وأعلنت وزارة الكهرباء في الحكومة العراقية، الجمعة، أنّ الكويت قررت تزويد محطات الكهرباء المتوقفة في البلاد بالوقود لتشغيلها.

وجاء ذلك في بيان صادر عن المتحدث الرسمي للوزارة مصعب المدرس. وقال البيان إنّه “بتوجيه من أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، ستباشر وزارة النفط الكويتية بتجهيز وزارة الكهرباء العراقية بوقود الكازاويل لتشغيل الوحدات التوليدية المتوقفة ودعم الوحدات العاملة”.

ويأتي تزويد الكويت للعراق بالوقود، بعد قرار طهران إيقاف العمل بعقد مبرم مع بغداد منذ سنوات يقضي بتزويدها بـ1200 ميغاواط من الطاقة الكهربائية، بسبب الاحتياج الداخلي.

وكان قطع إيران الكهرباء على العراق في أوج موجة الحرارة، قد أثار الريبة بأنّ طهران تعمّدت ذلك مع علمها المسبق بأنّ الأمر سيفجّر احتجاجات بشكل شبه آلي.

وذهب البعض إلى القول إنّ إيران المقبلة على صراع شرس ضدّ الغرب والولايات المتّحدة من مصلحتها خلط الأوراق في العراق، على الأقل لإحداث رجّة في أسواق النفط، استباقا لتنفيذ الولايات المتحدة لتهديداتها بمنع تدفّق النفط الإيراني إلى الأسواق العالمية.

انهيار السلطة في العراق يعني للكويت نسف اتفاقات وتفاهمات تمت منذ سنة 2003 لحسم قضايا وطي ملفات

وأضاف المدرّس “ستصل السبت إلى موانئ البصرة بجنوب العراق باخرة كويتية محملة بكمية 30 ألف متر مكعب من وقود الكازاويل، كدفعة أولى، وستتوالى الكميات بشكل دوري على مدى الأيام المقبلة”.

وتعليقا على ذلك قال محمد فتحي، المتحدث باسم وزير الكهرباء العراقي، إن “الوزارة بدأت التحرك صوب دول الجوار بهدف حلحلة أزمة الطاقة الكهربائية”.

وأضاف فتحي لوكالة الأناضول أن “الوزارة تعمل بكل إمكانياتها لتشغيل جميع المحطات الكهربائية، ورفع معدلات الإنتاج بما يقلل من ساعات قطع التيار”.

وكان العراق، يستورد الكهرباء من إيران للحد من نقص الطاقة في البلاد منذ سنوات طويلة، حيث تعرّضت البنى التحتية للطاقة إلى التدمير والإهمال جرّاء عقود من الحروب والحصار.

وقبل يومين أعلنت وزارة الكهرباء العراقية عن بلوغ الإنتاج الفعلي للطاقة لأول مرة في البلاد 15900 ميغاواط، بينما يحتاج العراق فعليا إلى نحو 23 ألف ميغاواط لسد الحاجة المحلية.

وتزداد نقمة السكان على الحكومة في فصل الصيف موسم ذروة استهلاك الطاقة الكهربائية المرتبط بارتفاع درجات الحرارة، فيما يتجلّى العجز عن تلبية ارتفاع الطلب على الطاقة في الانقطاعات المتكرّرة للكهرباء.

وتجدّدت المظاهرات، الجمعة في عدّة مناطق بجنوب العراق، حيث تظاهر أهالي محافظتي البصرة وذي قار مطالبين بإقالة مسؤولي المحافظتين وتوفير الخدمات العاجلة ومحاسبة الفاسدين.

وتجمع المحتجّون أمام مبنى محافظة البصرة وسط المدينة، رغم الإجراءات الأمنية المشددة التي فرضتها قوات مشتركة منذ ساعات الفجر.

وقال رافد الكناني وهو أحد المتظاهرين في اتصال هاتفي مع الأناضول، “تواجدنا أمام مبنى المحافظة للمطالبة بإقالة المحافظ أسعد العيداني وجميع مدراء الدوائر الخدمية، كونهم مسؤولين بشكل مباشر عن سوء الخدمات بعموم المحافظة”. وأضاف الكناني “تظاهراتنا سلمية وستبقى سلمية حتى تحقيق المطالب”.

وفي محافظة ذي قار جنوبي البلاد، تجمع المئات من أهالي المحافظة في ساحة الحبوبي وسط مدينة الناصرية مركز المحافظة، رافعين لافتات تطالب بمحاسبة الفاسدين، وتوفير الخدمات العاجلة، معتبرين أن بعض أقضية المحافظة باتت منكوبة بسبب سوء الإدارة والإهمال الحكومي.

ولا تخفي جهات كويتية توجّسها من إمكانية استغلال الميليشيات الشيعية العراقية المسلّحة، ذات الصلات القوية بإيران، للأوضاع في جنوب العراق، للانتشار هناك بذريعة حفظ الأمن، بما يتيح لها التمركز في المنطقة المطلّة على الخليج العربي، الذي تريد إيران الزجّ به في صراعها المتنامي مع الولايات المتحدة، حيث سبق لطهران أن هدّدت تصريحا لا تلميحا بإغلاق مضيق هرمز في وجه الملاحة الدولية وحركة تصدير النفط.

وترى الجهات ذاتها أنّ تخلخل الاستقرار الهشّ في العراق، وصولا إلى تهديد استقراره الحكومي، من شأنه أن ينسف الاتفاقات التي تمّت بين العراق والكويت منذ سنة 2003 لحسم العديد من القضايا وطي ملفات خلافية بين الطرفين حرصت الكويت على إغلاقها بمرونة لتجنّب تعقيداتها وتداعياتها المحتملة.