المحرر موضوع: القس برانسون ورقة مقايضة تركية للضغط على ترامب  (زيارة 1297 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31421
    • مشاهدة الملف الشخصي
القس برانسون ورقة مقايضة تركية للضغط على ترامب
العلاقات التركية الأميركية تشهد تصعيدا في أعقاب سجن القس برانسون الذي كان يشرف على كنيسة بروتستانتية في مدينة ازمير.

صفقة بين أنقرة وواشنطن للإفراج عن تركية مسجونة في إسرائيل مقابل إطلاق سراح القس برانسون
العرب/ عنكاوا كوم
انقرة- حذر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الولايات المتحدة من ان فرض عقوبات لن يجبر انقرة على "التراجع" بعد أن هدد الرئيس دونالد ترامب بمعاقبة تركيا في حال لم تطلق سراح قس اميركي، وذلك في تصريحات نشرت الاحد.

وقال اردوغان في اول تصريحات له منذ توتر العلاقات في اعقاب تهديد ترامب الخميس باتخاذ تدابير ما لم يطلق سراح القس اندو برانسون "لا يمكنكم ان تجعلوا تركيا تتراجع من خلال فرض عقوبات".

وأضاف "على الولايات المتحدة ان لا تنسى انها يمكن ان تخسر شريكا قويا ومخلصا مثل تركيا ما لم تغير موقفها".

وتوترت العلاقات بين الدولتين العضوين في حلف شمال الاطلسي في اعقاب سجن القس برانسون، الذي كان يشرف على كنيسة بروتستانتية في مدينة ازمير المطلة على بحر ايجه. وسجن لسنتين تقريبا بتهمة الارهاب، لكنه وضع قيد الاقامة الجبرية الاربعاء.

ورد ترامب الخميس على قرار المحكمة مطالبا باطلاق سراحه فورا ومحذرا من ان الولايات المتحدة ستفرض "عقوبات شديدة على تركيا لاعتقالها الطويل" لبرانسون.

وكانت العلاقات قد توترت بين الدولتين على خلفية عدد من القضايا منها دعم واشنطن لفصيل كردي سوري تعتبره تركيا مجموعة ارهابية، وعدم قيامها بتسليم الداعية فتح الله غولن المقيم في بنسلفانيا

القس براونسون يواجه حكما بالسجن يصل إلى 35 عاما في حال إدانته

وتتهم انقرة غولن بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشل للاطاحة باردوغان، وهو ما ينفيه بشدة.

واوردت صحيفة واشنطن بوست الجمعة تقريرا حول صفقة بين انقرة وواشنطن للافراج عن تركية مسجونة في اسرائيل، مقابل اطلاق سراح برانسون.

وسجنت التركية ابرو اوزكان (27 عاما) لاكثر من شهر في اسرائيل بتهمة نقل مئات الدولارات لصالح منظمة "ارهابية"، لكنها عادت الى تركيا في 16 يوليو.

وقالت الصحيفة الاتفاق "اُبرم شخصيا" من جانب ترامب، لكنه انهار عندما تقرر وضع برانسون قيد الاقامة الجبرية.

ورد اردوغان على تقرير الصحيفة مؤكدا ان تركيا "لم تجعل القس برانسون أبدا ورقة مقايضة". غير انه قال ان انقرة طلبت مساعدة واشنطن في ضمان عودة اوزكان.

وأكد اردوغان في تصريحات للصحافيين خلال زيارة لجنوب افريقيا "لم نقل: 'مقابل هذا سنعطيكم برانسون'. لم تتم مناقشة اي شيء كهذا".

ويواجه برانسون حكما بالسجن يصل الى 35 عاما في حال ادانته بالقيام بانشطة لصالح مجموعتين تعتبرهما انقرة منظمتين ارهابيتين، شبكة غولن وحزب العمال الكردستاني.

ويرفض برانسون التهم فيما يشدد المسؤولون الاميركيون على براءة القس. وقال اردوغان في سبتمبر ان تركيا يمكن ان تطلق سراح برانسون في حال قامت الولايات المتحدة بتسليم غولن، وهو مقترح رفضته واشنطن.

وكانت السلطات التركية قد القت القبض على القس الأميركي في أكتوبر 2016 واعتقلته منذ ذلك الحين وأودعته في الحبس الاحتياطي. ووجهت إليه النيابة في البداية تهمة انتمائه إلى منظمة إرهابية، ثم أضافت إلى ذلك اتهامات أخرى من ذلك التجسس ومحاولة إسقاط الحكومة التركية.

ولا يتوانى أردوغان، لتحقيق مصالحه السياسية، عن اتباع أي طريقة حتى لو خلال المحاكمات غير العادلة، وما يحدث مع القس برانسون، غيض من فيض من المحاكمات الصورية وغير النزيهة التي تعززت بعد انقلاب يوليو 2016 الفاشل، والتي يؤكد خبراء أتراك أنها تعمل على تعزيز مشاعر العداء للمسلمين وللأتراك في أوروبا، وتقدم حججا لليمين المتطرف في دول أوروبية عديدة، كما أن مثل هذا التصرف مع القس المسيحي يعطي أمثلة يقتدي بها الإسلاميون المتطرفون في عدائهم لأصحاب الديانات الأخرى.

التركية ابرو اوزكان سجنت في لأكثر من شهر في إسرائيل بتهمة نقل مئات الدولارات لصالح منظمة "إرهابية"
وسلطت الحكومة التركية وسائل الإعلام التابعة لها لتشويه صورة القس بشكل منتظم وتوجيه مختلف الاتهامات له. ويستشهد أردمير بما جاء في صحيفة “تقويم” اليومية، التي تنتمي إلى تكتل إعلامي مؤيد للحكومة يديره صهر أردوغان وشقيقه، بأن القس “كان العقل المدبر لانقلاب تركيا الفاشل، وكان سيتقلد منصب مدير وكالة المخابرات المركزية لو نجح في إسقاط الحكومة”.

وبسبب الاعتقال وما تعرض له، تدهورت الحالة الصحية والعقلية للقس الأميركي في السجن. وبعد قضاء عدة أشهر مع 20 سجينا في زنزانة بنيت لثمانية أشخاص، نُقل برانسون إلى سجن ذي حراسة مشددة. وأفادت ساندرا جولي وكريستينا أرياغا، نائبتا رئيس اللجنة الأميركية للحرية الدينية الدولية، اللتان زارتا برانسون في أكتوبر 2017، أن القس مُحتجز “في زنزانة مع شخصين آخرين، لكنه الأميركي الوحيد، والمسيحي الوحيد، وهو الوحيد الذي يتحدث الإنكليزية”.

وفي ديسمبر 2017، بعث برانسون يخاطب زوجته قائلا “أحد مخاوفي الكبيرة هي أن يتم نسياني بين جدران السجن”. ومنذ اعتقاله، خسر القس أكثر من 50 باوندا من وزنه، وفق تقرير مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات.

وخلال زيارة أردوغان لواشنطن في مايو 2017، طرح الرئيس دونالد ترامب هذه القضية ثلاث مرات. كما التقى وزير الخارجية الأسبق ريكس تيلرسون بزوجة برانسون في أنقرة خلال زيارته في مارس 2017.