المحرر موضوع: علاقة الجغرافية والتاريخ بمفهوم القومية  (زيارة 2245 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل خوشابا سولاقا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2340
    • مشاهدة الملف الشخصي
علاقة الجغرافية والتاريخ بمفهوم القومية
خوشابا سولاقا
ان مفهوم القومية مفهوم هُلامي يفقد خاصيته عندما لا يكون مرتبطاً بعلاقة جدلية تكاملية بالجغرافية والتاريخ ، أي بمعنى آخر ارتباطه بالأرض التاريخية ، أي أن القومية تكون موجودة فعلاً ككيان معنوي وهوية عندما تكون مرتبطة بالأرض تاريخياً ولها بصمات حضارية عليها ولها شواخص ومعالم أثارية تؤكد ذلك الوجود المعنوي ، وعندما لا تكون كذلك لا تكون هناك قومية كواقع تاريخي واجتماعي وانساني وحتى قانوني .
القومية من حيث المفهوم الإيديولوجي هي انتماء مجموعة بشرية ذات خصائص ومقومات مشتركة كاللغة الواحدة يتكلمون بها ويرتبطون ببعضهم البعض بمصالح مصيرية مشتركة وينشاؤون فيما بينهم تقاليد وعادات وطقوس اجتماعية مشتركة وتجمعهم رابطة الأرض ، وبالتالي يؤسسون على تلك الأرض تاريخ مشترك يشكل تراثهم القومي وثقافتهم القومية التي تميزهم عن غيرهم من المجموعات البشرية ، فرابطة التاريخ بالأرض هو العنصر الحيوي الأهم في بنية كينونة القومية .
أن التاريخ والتراث الثقافي المرتبطان عضوياً بارض محددة جغرافياً سوف يشكلان الشرعية القانونية التاريخية للوجود القومي لأية مجموعة بشرية وتعطي للهوية القومية لتلك المجموعة البشرية طابعاً ومضموناً قومياً متكاملاً ، أما في حالة فقدان ارتباط التاريخ والتراث بالأرض فإن القومية سوف تفقد مضمونها القومي الحيوي وتصبح عارية من أي غطاء قانوني تاريخي لوجودها ، وبذلك سوف لا تمتلك مبررات وجودها ككيان قومي متكامل المقومات كما هو حال كل الأمم القومية التي تمتلك وطناً ولها بصمات حضارية على أرضه .
في مثل هذا الوضع ، وضع فقدان الأرض سوف لا يكون للمجموعة البشرية حق المطالبة بأية حقوق قومية في أية ارض أخرى من بلدان المهجر لأنهم يعيشون كرعايا في أرض غريبة ليست أرضهم التاريخية ، وعندها في مثل هذه الحالة سوف تنحصر حقوقهم في حقوق الرعايا الاجتماعية والحقوق الإنسانية وبحسب قوانين تلك البلدان والقوانين الدولية ليس أكثر من ذلك .
انطلاقاً من خلفية هذه الرؤية فإن الأرض التي أنشاؤوا عليها أبائنا وأجدادنا من الكلدان والسريان والآشوريين القدامى تراثهم وثقافتهم وتاريخهم وحضارتهم العريقة وتركوا عليها بصماتهم الحضارية وتركوا عليها شواخصهم ومعالمهم الأثارية منذ أكثر من سبعة آلاف سنة هي أرض " بيث نهرين " وليست أية أرض أخرى على هذا الكوكب ، وبذلك من المفروض والمنطق أن تبقى أرض " بيث نهرين " هي مهدنا كما كانت دائماً ، وأن تبقى هي لحدنا ومثوانا الأخير كما ينبغي أن تكون ، ليكون لنا حقاً الهوية القومية ، ويصبح ارتباطنا بها ارتباطاً مصيرياً لكي نجسد بذلك للأصدقاء من الشركاء في الوطن حقيقتنا القومية المتكاملة المقومات ، وكوننا نحن هم السكان الأصليين لهذه الأرض ، ونثبت  في ذات الوقت للأعداء الغرباء الذين يتربصون بنا شراً منطلقين من خلفياتهم الثأرية والأنتقامية التاريخية بأننا باقون خالدون فيها لا نتخلى عنها الى آخر يوم من حياتنا مهما كلفنا الأمر من تضحيات ، ونكون بذلك نخوض صراعاً وجودياً من أجل البقاء والثبات في الوطن لنخيب آمالهم وأحلامهم المريضة .
هنا نستطيع القول أنه إذا أردنا لأمتنا البقاء والأستمرار علينا قبول التضحيات والتشبث بالبقاء في أرض الوطن وأن نتحمل المعاناة والمصاعب والمصائب التي تواجهنا كما تواجه الآخرين من الشركاء في بقليل من الصبر والأناة وأن لا نستسلم في لحظة اليأس والضعف للقدر العبثي الذي يقودنا الى الأنتحار القومي الجماعي والهلاك في دهاليز المهاجر الغريبة كأمة لها مجدها واعتبارها التريخيين وأن لا نترك مدننا وقصباتنا وقرانا التي تحمل كل ذكرياتنا الجميلة للغرباء ونتوجهه الى المجهول الذي يُفقدنا وجودنا القومي على المدى البعيد ونعيش غرباء ونخسر كل غالٍ ونفيس في حياتنا .
عندما ندرس تاريخنا القريب وليس البعيد ، تاريخنا في القرنين الأخيرين القرن التاسع عشر والعشرين بإمعان سوف تذهلنا تضحيات أبائنا وأجدادنا في مقاومة الأعداء ومواجهة الصعاب في سبيل المحافظة على الأرض التي كانوا مرتبطين بها ارتباطاً مصيرياً ، وكانت هجرتهم المأساوية لمواطن سكناهم في حيكاري بعد اندلاع  الحرب الكونية الأولى صوب أرض بابل ونينوى وآشور وفقدوا على أثرها أكثر من نصف تعدادهم في معركتهم من أجل البقاء والعودة الى أرض الأباء والأجداد سنجدها أنها كانت خير مثال للتضحية من أجل الأرض ، وبذلك تمكنوا أن يؤسسوا لنا موطئ قدم لنستقر ونتطور ، ولكن مع الأسف الشديد كنا غير جديرين بتلك الثقة وتلك التضحيات ونحن اليوم لم نستطع من المحافظة على تلك الأمانة التي وضعوها بين أيدينا وتَرِكنا أرضنا التي سقوها بدمائهم الزكية في سبيل الحياة السهلة والمبتذلة نعيشها في بلدان الغربة معرضين وجودنا القومي الى عملية الأنصهار والأنقراض والزوال متذرعين بأسباب مفتعلة ومبالغ بها وكاذبة في أغلبها لا تشكل في خطرها على حياتنا شيئاً مقارنة بتلك المخاطر التي واجهوها أبائنا وأجدادنا في مسيرة الآلام من حيكاري الى بابل ونينوى وآشور قبل قرن من الزمان ، متناسين أن الحياة الخالية من التضحيات تكون كالطعام من دون ملح ، وهنا يحضرني قول الزعيم الهندي الكبير الخالد الذكر المهاتما غاندي حين قال " إن البذرة التي لا يسحق بذارها لا تنبت " كم هو قول عظيم لمن يحب ويقدس الحياة بكرامة .
نحن الكلدان والسريان والآشوريين والعرب من أكثر شعوب الأرض يتكلمون عن القومية ويبالغون بتعصبهم القومي واعتزازهم بقوميتهم ، ولكننا أقلهم فهماً لمضمونها وجوهرها وأهميتها في حياتنا وأقل من يضحي في سبيلها ، ونحن أكثر من يتهرب من المسؤولية القومية ويخونها من أجل أتفه مغريات الحياة وهنا نريد أن نقول ونحن نشعر بألم شديد يعصر قلبنا وهو راينا الشخصي طبعاً بصدد هذا الموضوع ، أن الهجرة بحد ذاتها من أرض الوطن مهما كانت أسبابها ودوافعها تعتبر خيانة عظمى للأمة بكل المقاييس الأخلاقية والقانونية والانسانية ، وأنها تشكل خنجراً مسموماً في قلب الوجود القومي لأمتنا ، والبقاء في أرض الوطن هي أعظم وأقدس تضحية للمحافظة على استمرار هذا الوجود للأمة ، فأين نحن من كل هذا أيها الأخوة الأحبة ؟؟.

                                                خوشابا سولاقا
بغداد في 2 / آب / 2018 م


غير متصل نيسان سمو الهوزي

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3606
    • مشاهدة الملف الشخصي
استاذ خوشابا المحترم : بالرغم من انني لا اكترث كثيرا للقوميات وما شابه ( يعني تعبت مناه وتركتها لحالها ) ههههههههه هذه كانت مداعبة .
 بصراحة هناك الكثير لقوله في هذا الشأن ولكن عندما تشتد الأمور والظروف ويجبرونك على اختيار الثورة مثلا أم الانسان ستختار الانسان ! وهكذا فالوضع الذي وصل اليها الانسان المعني في كلمتك هذه وصل الى تلك المفارقة ولهذا اختار الانسان بدلا من التراب .
سيدي الكريم في كل الأحوال واهم ما يتمناه اي إنسان هو ان يقدر ان يعيش بكرامة قبل اي شعارات اخرى . ليس كل إنسان قادر على التضحية وخاصة اذا كانت حتى نتائج تلك التضحيات وهمية او ضئيلة جدا لهذا ليس علينا ان نلوم من يبحث عن لقمة خبز ونوم هانىء وعيش بسلام بدلا من الصراع المرير دون اي ضوء في نهاية النفق . لا تتحدث عن التضحيات فليس كل إنسان واصل الى درجة استيعاب وادراك التضحية النضالية وووووووو الخ . والاهم من كل هذا وذاك يحتاج الانسان المطلوب منه التضحية ان يقوده ويرشده قائد صادق يعي كيف يقود شعبه للوصول الى نتائج تستحق تلك التضحيات فهل لنا من تلك القيادات ! اذا كان لك مثال فأخبرنا به سيدي الكريم . لا اريد الدخول اكثر حتى لا يخرج لساني من مكانه . تحية طيبة

غير متصل فاروق.كيوركيس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 462
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ الأستاذ خوشابا سولاقا المحترم
تحية آشورية وأتمنى ان تكونوا على خير مايرام ..
أن التسمية الحقيقية للأرض من الناحية الجغرافية والتاريخية والحضارية  هي ( آشور ) .. أما تسمية ( بيت نهرين ) فهي تسمية أغريقية  لجزء محدود من الأرض الآشورية  الواقعة بين دجلة  والفرات ، بمعنى آخر أن  ارض بيت نهرين  لا تشمل او لا تعبر  عن كل الأرض الآشورية بدليل ان الكثير من المدن والبلدات والقرى الآشورية  لا تقع بين النهرين المذكورين ..  من ناحية أخرى فأن تسمية  بيت نهرين  منقولة  خطأ  من اللغة الآشورية  بيت نهرين ... حيث ان  كلمة نهرين في اللغة الآشورية  هي جمع انهار  ولا يقصد بها  نهرين  كمثنى  في اللغة العربية ...  كما نلاحظ  في كلمات ... عبدين جمع عبد .. شمعين جمع اسم  .. نشرين جمع نسر او نشرا.. يومين  جمع يوم ... وهكذا ... بعبارة اخرى يمكن ان تكون بلاد الأنهار صفة لبلاد آشور  بسبب كثرة الانهار فيها ..
اما استعمال   كلمة بيت نهرين اليوم فهو لغرض تجنب  ارض اشور  في سياق محاولات طمس التسمية والهوية الاشورية ..
مع خالص تحياتي
أخوكم
فاروق كيوركيس
BBC

غير متصل خوشابا سولاقا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2340
    • مشاهدة الملف الشخصي
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب الساخر المبدع الأستاذ نيسان سمو الهوزي المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع أصدق تحياتنا المعطرة بحب أرض الوطن
عزيزي الأستاذ نيسان الوردة ... تعقيبي هذا ليس تعقيباً على مداخلتكم على مقالنا بحد ذاته بقدر ما هو إضافة للمقال ذاته 
شرفنا مروركم الكريم بهذه المداخلة التي ترمز لجوانب وعلل كثيرة من حياة أمتنا التي تعاني من الكثير منها لقد أبدعتم في طرحها أو بالأشارة إليها تلميحاً .... دائماً الانسان هو من يصنع الثورات وكل المفيدات لحياته ليعيش بأمان وسلام وكرامة ، ومن يختار التراب هو من يضمن وجود الانسان كقيمة مادية ومعنوية حضارية لأن الانسان من دون أرض لا يستطيع أن يصنع أي شيء ، اما عن التضحيات فهي ملح الحياة الكريمة وطاقة الحياة الحرة لأية أمة تبحث عن البقاء ومن دونها مهما كانت الظروف لا يمكن لأية أمة أن تنهض لتبقى وتستمر وكما قال المهاتما غاندي " البذرة التي لم يسحق بذارها لا تنبت " كذلك الحال فإن الأمة التي لا تضحي لا يمكن لها ان تبقى وتستمر في الوجود .... الهروب من المشاكل والمعاناة بذرائع شتى ومفتعلة من أرض وطن الأباء والأجداد الى المهاجر الغريبة بحثاً عن كما قلتم في مداخلتكم الكريمة  (  لقمة خبز ونوم هانىء وعيش بسلام بدلا من الصراع المرير دون اي ضوء في نهاية النفق ) ليس هو الحل بل أن الحل هو الصمود والتصدي حتى وإن كان ذلك بالأصرار على البقاء ، كما يفعلون من صمدوا وبقوا الى اليوم في أرض الوطن يا صديقي العزيز . بسبب الهجرة العشوائية اللعينة بتنا أمة تحتضر وتنتظر الموت البطيء لننصهر في مجتمعات المهاجر الغريبة وننقرض من الوجود .   
نحن نتفق معكم قلباً وقالباً يا أستاذ نيسان أن من يكون مستعداً للتضحيات من أجل غاية قومية أو وطنية أو إنسانية نبيلة وعظيمة يحتاج الى وجود قيادة رشيدة ومخلصة كما قلتم ( ان يقوده ويرشده قائد صادق يعي كيف يقود شعبه للوصول الى نتائج تستحق تلك التضحيات ) ، ولكن القائد هو شخص واحد أو مجموعة أشخاص ولكن هؤلاء يصنعهم الشعب وليس العكس .... كل فردٍ منا في هذه الأمة هو قائد من موقعه بحسب وجهة نظري الشخصية ، نحن هنا في هذا المقال وفي هذا التعقيب لا ننتقد سلوك ومواقف ورؤى شخص بعينه أو أشخاص بعينهم بل نطرح قضية باتت خنجراً مسموماً في قلوبنا وننتقد ظاهرة قومية اجتماعية شاملة تهدد مصيرنا ووجودنا القومي وبقائنا ، ولذلك لا نقتنع بما يعرض من أسباب ومبررات التي جعلت الهجرة لأن تكون سيف مسلط على رقبتنا كأمة كاملة ....ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                          محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

غير متصل خوشابا سولاقا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2340
    • مشاهدة الملف الشخصي
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب اللامع الأستاذ فاروق كوركيس المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع خالص تحياتنا الصادقة
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا وعلى ملاحظتكم حول تسمية " بيث نهرين " بحسب معلوماتي فإن العراق بالكامل من جبال قلقيلية وطوروس في هضبة الأناضول شمالاً الى الخليج العربي حالياً جنوباً ومن جبال زاكاروس ( ميديا) شرقاً الى شواطئ البحر المتوسط غرباً كانت الحدود الجغرافية للأمبراطورية الآشورية الى سنة 612 ق م وهذا الأمر معروف تاريخياً للقاصي والداني من المؤرخين والباحثين الشرقيين والغربيين ، والأغريق لاحقاً أطلقوا على هذه الأرض اسم " ميسوبوتيميا " بمعنى أرض بيث النهرين وهذا لا يعني الأرض المحصورة بين نهري دجلة والفرات وروافدهما فقط بل كل الأراضي المحصورة بينهما وما من حولهما من أرض التي كانت تحت حكم الأمبراطورية الآشورية لحين سقوط سلطتها السياسية في نينوى سنة 612 ق م ... أما تلك البقعة المؤشرة في الخارطة التي أرفقتموها بتعقيبكم فهي خارطة لمقاطعة آشور التي أنطلقت منها الأمبراطورية الآشورية وهي جزء من بلاد بيث نهرين العظيمة ..... ونكرر لكم شكرنا الجزيل وتقديرنا على مروركم وملاحظتكم القيّمة بالرغم من أن موضوعنا ليس حدود الأرض الآشورية تاريخياً بل هو علاقة القومية أية قومية كانت بالأرض جغرافياً وتاريخياً وأين الآشوريين الحاليين من ذلك ..... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                          محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

غير متصل نيسان سمو الهوزي

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3606
    • مشاهدة الملف الشخصي
استاذ خوشابا المحترم : مبدئيا لا نتخلف معكم على ما أتيتم به مقالكم هذا وتعقيبكم الثاني .
ولكن عندما تبحث عن شخص لمعرفته عليك البحث عن ظروفه قبل كل شيء .
والإنسان بحد ذاته هو فرد ولكل فرد طاقة محددة ومعينه قد تختلف عن الاخر وبالتالي تختلف قوة التحمل من شخص لآخر اضافة الى الظروف المحيطة به . والتضحيات يجب ان يكون هناك مقابل لها وان تتوفر العوامل التي تقود الشخص للتضحية . حتى أفراد العائلة الواحدة يتمزقوا ويتنافروا ويبتعدوا عن بعضهم البعض ويتركوا الدار عندما تكون هناك عوامل لا تسمح لهم بالبقاء سوية . يعني مختصرا عندما تكون الظروف أقوى من الانسان فلا لوم عليه بل على الظروف .خاصة اذا شارك العالم أيضا في تكوين وتشكيل تلك الظروف الحقيرة كما حصل ولازال مع الشعب الإيراني في ثورته المستمرة منذ سنوات فبدا من ان يقوم العالم بمساعدته على التخلص من الزمرة الملالية قامت اميريكا بإخراج كل القيادات الاخوانية والقاعدية من السجون العربية وتركها لتفتك بالانسان والنتيجة هي كما تراها . هذا موضوعي منذ ايّام ولكنني حتى فقدت الرغبة في تكملته بسبب حقارة العالم .  احتقار الانسان وهو غير قادر على رفع ذلك الاحتقار ليس بالأمر الهين . في النهاية كل إنسان ينظر الى القضية من زاوية قد تختلف عن زاوية شخص اخر . النظرية شيء والتطبيق شيء آخر . تحية وتقدير ولا اختلف معك مبدئيا حتى لا تتعب نفسك مرة اخرى معي فأنا رأسي حجر هههههههه

غير متصل عبد الاحد قلــو

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1745
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الزميل المهندس خوشابا سولاقا برشي الوقور
شلاما وشينا:
ان الموضوع الذي تتطرقت اليه حول وجوب المحافظة على القومية واي كانت، فهنالك عاملي الجغرافية والتاريخ المهمين لديمومة هذه القومية وكما اشرت الى ذلك في مقالك اعلاه، فأن ذلك يحتاج الى تأويل..!
ولكن حسب وجهة نظري فهنالك عوامل اخرى اضافية تقينا وتبقينا مجتمعين لأرث اكتسبناه ومنها العادات والتقاليد والدين واللغة ايضا، والتي تساهم في حفظ تراثنا وحضارتنا اينما وجدنا على هذه البسيطة. وكما هو الحال مع المهجرين من شعبنا وبمختلف تسمياته، فأنهم يسعون من خلال كنائسهم وانديتهم وجمعياتهم بأن يحافظوا على هذا الموروث وسميه وكما شئت.
وكلامك صحيح بأن للتاريخ والجغرافية لها من الاهمية للحفاظ على القومية، وذلك ينطبق على اليهود الذين عاضدتهم قوى كبرى اكتسحت المحتلين لبلدهم الاصل وحسب مجريات التاريخ، ومنها اعادوا كيانهم محافظين على ارثهم الجغرافي والتاريخي وايضا تبنّوا لغتهم وعاداتهم وتقاليدهم وكل ما يتعلق بقوميتهم الذين أقروها مؤخرا، على ان اليهودية هي بمثابة قومية اسرائيل وبأغلبية برلمانهم.
اما مقولة المهاتما غاندي التي اشرت اليها (" البذرة التي لم يسحق بذارها لا تنبت ") والتي اقتبسها من الانجيل المقدس والمستندة الى مقولة المسيح الرب ( " إِنْ  لم  تَقَعْ  حبَّةُ الحِنطةِ  في  الأَرض ِ وتَمُت ْ بَقِيَتْ  وحدَها،  وإِذا  ماتَتْ  أَخرَجتْ  حَبَّاً  كثيراً. " (  يوحنا 12/24 ).. فأعتقد انه من الصعوبة بمكان تحقيق ذلك لشعب كان يطغي بأمجاده على ارض بيث نهرين وبكامله بأن يبقى مضحيا، والذي لم يبقى منه غير فتات مشتتة في ارجاء العالم، بعد ان اصبح المتبقي منه في ارض الوطن بالأقلية وكما يسمونه اصحاب النفوذ من الحاكمين الطغاة، ناسين اصالة وجودة شعبنا..
وعليه هل سيكون لنا الامل بقوى كبرى تكتسح مناطق ارضنا التاريخية بتاثيرهم ونفوذهم ليعطوها لنا ساخ سليم وكما فعلوا مع اليهود بتاثير وفعل اللوبي اليهودي ومفكريهم العظام  على تلك القوى لأعادة موطنهم..!؟
 وآسف ان اقول بان ذلك شبه محال ان لم يكن بالمستحيل فيما يخص شعبنا، فالموجود بالخارج يبوقون في قصبة مثقوبة لا يصل نقيعهم حتى الى نهايتها.. وشطارتهم تكمن في تأجيج المضحين في الداخل ويريدونها على الحاضر ولغاية ما في نفس يعقوب..  آسف لصراحتي ولكن لا وقت للمجاملات..تحيتي للجميع






















غير متصل هنري سـركيس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 976
    • مشاهدة الملف الشخصي

الاستاذ المهندس خوشابا سولاقا المحترم
تحية طيبة
لا تاريخ يبقى لنا،ولا ارض جغرافية تبقى لنا، ولا قضية قومية لنا، ولا وجود لنا، ولا خير لنا، ما لا نثبت وجودنا على ارضنا، علينا الارتقاء لا الانحطاط، علينا ان نصونها لا ان نهلكها ونهجرها. وتقبل مروري مع فائق محبتي
هنري

غير متصل خوشابا سولاقا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2340
    • مشاهدة الملف الشخصي
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ عبدالأحد قلو ( برشي ) المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع خالص تحياتنا المعطرة
شكراً لكم على مروركم بمقالنا بهذه المداخلة الكريمة ونحن لا نختلف معكم إطلاقاً بكل ما أوردتموه فيها من ملاحظات وأراء بشأن المقومات القومية المعروفة للقاصي والداني والتي لا يختلف عليها إثنان . أما بشأن طبيعة التضحيات فإنها لا تعني التضحية بالنفس بل إن للتضحيات أشكال كثيرة ومنها تحمل المصائب والمصاعب والمشاكل بالقدر الممكن من أجل هدف أسمى متعلق بمصير الوجود والبقاء والأستمرار في أرضه لأن ذلك واجب أخلاقي قبل أن يكون أي شيء آخر كما هو الحال في دوافع الهجرة العشوائية التي أفقدتنا أرضنا التاريخية وستفقدنا وجودنا القومي مستقبلاً لأننا لم نضحي بشيء من الصبر والتحمل من أجل أن نبقى ونستمر .
وهنا أود أن نوضح لشخصكم الكريم بأن مقالنا لا يبحث في شأن المقومات القومية الكلاسيكية بل أنه يبحث في تلك العلاقة الجدلية التي تربط بين الأرض ( الجغرافية ) والتاريخ والمفهوم المعنوي والقانوني للقومية ككيان ، أي بمعنى أن من يسكن أرضاً غريبة ليس له عليها بصمات حضارية وله فيها شواخص آثارية تاريخية ليس له حق قومي فيها وبالتالي يفقد خصائصه القومية ويندمج وينصهر في بوتقة القومية الغالبة بتعاقب الأجيال في تلك البلاد وهذا ما أتوقعه أن يحصل مع أبناء أمتنا في المهجر على مدى الأجيال القادمة ... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام
                       محبكم اخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

غير متصل خوشابا سولاقا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2340
    • مشاهدة الملف الشخصي
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي الأستاذ هنري سركيس المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع أصدق وأطيب تحياتنا
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا بهذه المداخلة المقتضبة والغنية جداً بمضمونها  ... نعم لم ولن يبقى لنا شيء لا التاريخ ولا من وجود قومي طالما نحن مستمرون ومصرون على الرحيل عن جغرافية أرضنا التاريخية بهذا الهوس الجنوني ... إنه رحيل انتحار أمة قومياً ، ليقبل من يقبل وليزعل من يزعل ولكن هي الحقيقة ..... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                      محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد