الدكتور ريناد منصور: العراقيون مصابون بخيبة امل والشرخ بين الحكام والمحكومين سيبقى قائما
بيروت- خاص أكد الدكتور ريناد منصور- الباحث في سياسات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المعهد الملكي للشؤون الدولية (تشاتام هاوس): "ان الانتخابات العراقية التي جرت في الصيف الفائت شهدت أدنى نسبة مشاركة منذ الغزو الأميركي للبلاد في العام 2003. وخلال عملية تشكيل الحكومة اللاحقة، عمدت الأطراف الفاعلة عينها إلى تقسيم السلطة في ما بينها، بيد أن هذه العملية لم تصبّ في صالح المواطنين. وعليه، لا يزال العديد من العراقيين مصابون بخيبة الأمل، فهم لا يعتقدون أن وجود الطبقة السياسية نفسها في النظام السياسي عينه يمكن أن يُحدث تغييراً حقيقياً".
جاء ذلك ردا على سؤال وجهه له مركز كارنيغي في الشرق الاوسط، ومقره بيروت، حول تأثير الاحتجاجات في بغداد ومدن الوسط والجنوب على عملية تشكيل الحكومة القادمة في العراق.
واضاف منصور: نزل سكان البصرة والمحافظات الجنوبية إلى الشارع للاحتجاج على غياب فرص العمل، وانقطاع الكهرباء، وشحّ المياه، وهذه مشاكل تزداد وطأتها بشكل خاص خلال أشهر الصيف الحارة. لكن هذه الحركة الاحتجاجية المستمرّة منذ سنوات عدّة لا تريد استبدال القادة، بل تغيير نظام تقاسم السلطة المستند إلى المحاصصة الإثنية والطائفية. في هذا الإطار، قد تضمّ عملية تشكيل الحكومة مسؤولين جدداً لمحاولة تهدئة المحتجّين، لكن المشكلة بالنسبة إلى معظم العراقيين تكمن في الطبقة والنظام السياسيين اللذين عجزا عن حكم البلاد خلال السنوات الخمس عشرة الماضية. مؤكدا ان العديد من العراقيين يرون أن التغيير الحقيقي لا يمكن أن يحدث من خلال عملية تشكيل الحكومة أو عبر مؤسسات الدولة الحالية، ما يسلّط الضوء على أن الشرخ بين الحكام والمحكومين سيبقى قائما.ً
