هل عاد الارمن لمدينة الموصل ..؟
عنكاوا كوم-سامر الياس سعيدتبدو كنيسة اجميادزين الواقعة في منطقة حوش الخان كئيبة خالية من ايقوناتها ومجسماتها المقترنة بارمينيا وتاريخ الابادة الارمنية ممن حفلت بها اروقتها في عام 2009 ..اجميادزين التي تاسست في عام 1857 بجهود عائلتين موصلينين احدهما عائلة جقماقجيان والاخرى سرسم التي تتبع السريان الارثوذكس مثلت حاضرة تستقطب الارمن وتشاركهم مناسباتهم الدينية حتى سقوط مدينة الموصل بيد تنظيم الدولة الاسلامية في عام 2014 وقبل هذا التاريخ كان للارمن حضور مهم في كل المجالات ابرزها الجانب الطبي حيث برز منهم الدكتور كريكور استرجيان بمواقفه الوطنية التي اشاد بها الموصليون فيما كان الجانب الرياضي حافلا باسماء كثيرة برزت خصوصا في ميدان كرة القدم حيث نجح اكوب المصور بتاسيس اول فريق شعبي في المدينة في الثلاثينيات ليلاقي فرق موصلية حيث كان يموله المصور اكوب ويشرف عليه ايضا فيما اسهم الارمن بتاسيس فريق الوطني في الاربعينيات ليلاقي هذا الفريق فرق بريطانية اضافة لفريق الجزيرة الذي كان نواة تاسيس نادي الموصل لاحقا في نهاية الخمسينيات اما ارتين الاسكافي فعرف في العشرينيات بعمله المتقن بمحاكاة صنع احذية تشبه احذية اللاعبين الانكليز في ملاعب الكرة حيث كان محله يقع بشارع النجفي ..في محنة الاستهداف التي طالت المئات من مسيحيي الموصل سقط من الارمن شهداء عديدون في المدينة خصوصا في اماكن عملهم بمنطقة الصناعة حيث استشهد بيرج ميناسكان بانوس في الاول من ايار (مايو) عام 2005 وبعده استشهد فارتكيس تاطول يارميان في حي الاخاء في شتاء عام 2008 ..في الجانب المقابل شهدت مدينة الموصل حضورا ارمنيا لافتا في المنطقة الصناعية بعد تحرير المدينة حيث عاد الحرفيين لمزاولة اعمالهم واستئناف حياتهم في تصليح السيارات بعد ان انقطعوا نتيجة نزوحهم في عدد من مدن الاقليم ابرزها مدينة دهوك لكن عودتهم بقيت مرهونة بممارسة اعمالهم فحسب دون ان تشهد عودة مقترنة باصطحابهم لعوائلهم كما كان الحال قبل عام 2014 ..