المحرر موضوع: وقفة مع الذكرى الرابعة للإبادة الجماعية للمسيحيين من الكلدان السريان الآشوريين والأرمن  (زيارة 552 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كامل زومايا

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 43
    • مشاهدة الملف الشخصي
وقفة مع الذكرى الرابعة للإبادة الجماعية للمسيحيين من الكلدان السريان الآشوريين والأرمن
 
في السادس من آب 2014 استباحت  القوات المجرمة لدولة الخلافة الاسلامية في الشام والعراق  معظم مدن وبلدات سهل نينوى ، ونتيجة لذلك تعرض أكثر من 130 الف من أبناء الشعب الكلداني السرياني الآشوري الى الموت الحقيقي أسوة ببنات وأبناء شعبنا من الأيزيديين في قضاء سنجار الذين تعرضوا لعمليات الإبادة الجماعية في الثالث من آب 2014 وتم استباحتها من قتل واختطاف واغتصاب وسبئ لأهلها العزل ،وأمام هذه الهجمة الشرسة للغزاة ، فر الشعب المسيحي من دياره كل من تمكن ذلك بجهوده الفردية هربا من البطش المحقق ، بعدما خاب ظنهم بمن حولهم الذين طالما ما تعهدوا بحمايته ، كما هو الحال لخيبة الأيزيديين الذين لاقوا نفس المصير المشؤوم بعد الهروب المنظم للمسلحين وترك شعب أعزل يلاقي حتفه    ..
لقد قدم شعبنا الكلداني السرياني الآشوري ضحايا جسام بالبشر وبمدنهم الحاضرة وبمشاريعهم الكبيرة والرائدة على مستوى العراق في الميادين الاقتصادية والصناعية والزراعية ،  وبالرغم من تحرير مناطقهم في سهل نينوى  اليوم من براثن داعش الارهابي الا ان المحاولات القديمة الجديدة مازالت تستعر في محاولة استئصال جذورهم من العراق عموما وفي سهل نينوى خصوصا ، ويحاول الشعب الأعزل بأمكانياته المتواضعة الصمود بوجه تلك الاجندات الداخلية والخارجية التي قررت تصفية الاقليات من هذه البقعة لحربها المستقبلية القادمة في المنطقة .. 
إن الإبادة الجماعية التي تعرض لها الشعب المسيحي من الكلدان السريان الآشوريين والأرمن قبل اربع سنوات والتي مازلت عمليات الإبادة الجماعية مستمرة وتحت عناوين مختلفة من عمليات التغيير الديموغرافي لمناطقهم والتهميش والأقصاء الذي يطالهم وكذلك التجاوزات الكثيرة بعد تحرير مناطقهم من براثن داعش الارهابي الى القوانين الصادرة المجحفة التي تشرع وتسن في انتهاك حقوق الأقليات وخاصة حقوقه كمسيحيين ، ويبدو على شعبنا الأعزل أن يدفع ثمن التحرير !! وكأننا نحن كنا السبب في احتلال داعش لمناطقنا .. ! وكتحصيل حاصل يراد ان يقال للأقليات وللمسيحيين بشكل خاص ... لا مكان لكم بيننا في العراق الجديد وخاصة  بعد انهيار النظام الديكتاتوري في نيسان /2003 ..
في الذكرى الرابعة من الغزوة على شعبنا الأعزل ،  يبدو إن الحكومة العراقية غير معنية بألتزاماتها ومسؤولياتها الأخلاقية والدولية في حماية مواطنيها وحماية الأقليات الذي تعهدت به أبان يوم الاستقلال في عام 1931 ، ففي السنة الرابعة لأحتلال مناطق سنجار وسهل نينوى مازالت الحكومة العراقية مصرة بعدم توصيف ماحدث للأقليات أو التكييف القانوني للجريمة بأنها إبادة جماعية بالرغم من  صدور قرارا وزاريا من مجلس الوزراء بهذا المضمون،  الأ انها لم  تباشر او تشرع بتشكيل محكمة خاصة بالإبادة الجماعية أو إنها قدمت طلبا للمحكمة الجنائية الدولية لمساعدتها في محاكمة المتهمين وتقديمهم للعدالة الدولية ، ولكن كل الذي تحاول عمله الحكومة العراقية أن تحاكم المتهمين من خلال المادة 4 ارهاب بحيث يتم اطفاء ما تعرض له الاقليات في سنجار وسهل نينوى بأنه عمل ارهابي ليس الأ  علما إن ما تعرض له الايزيديين والمسيحيين إبادة جماعية وليس ارهابا فقط  ، فوجود النية والقصد على تهديم هذه المجموعة المختلفة عن عقائد الارهابيين ليس عملا تخريبيا وحسب بل تحمل اجندات سياسية وايديولوجية في تدمير وإخلاء العراق من شعوب بعينها وازالة ثقافتها وحضارتها، كما تسعى السلطتين التنفيذية والتشريعية في نفس الوقت في اقرار وسن قوانين تنتهك حقوق الانسان والأقليات بشكل خاص  في العراق وهي ليست اقل ضررا على استمرار وجود المكونات غير المسلمة في العراق ...
في السنة الرابعة من الغزوة  مازالت الأحزاب العراقية بعيدة في تضمين برامجها السياسية  مفاهيم جديدة لما تعرض له الاقليات وخاصة المسيحيين والايزيديين الى إبادة جماعية ، ومايزال خطابها السياسي يدخل في عموميات مبادئ حقوق الانسان دون التثقيف بها ويبدو انها ايضا لم تستوعب آهات والالام ضحايا الإبادة الجماعية ، وإن سارت الأمور على هذه الرتابة ، يعني ذلك إن العراق سيصبح خال من مكوناته الأصيلة في القريب العاجل .

في السنة الرابعة لأحتلال مناطق شعبنا لا تزال احزاب الشعب الكلداني السرياني الآشوري بعيدة كل البعد عن ما يتعرض له شعبنا من ازمات واحتياجات ملحة وبالرغم من حجم الكارثة والجريمة التي طالت عموم شعبنا في مناطقه التاريخية  ، لم يتمكنوا القيام بعمل جماعي لتأسيس لوبي مختص بالإبادة الجماعية التي تعرض لها شعبنا المسيحي من الكلدان السريان الآشوريين والأرمن ، حتى ممثلي شعبنا في مجلس النواب العراقي وكذلك في برلمان كوردستان العراق لم يرتقوا الى مستوى الالام الضحية التي يمثلونها كما انهم يدعون ، ولم يطالبون كممثلي شعبنا وكأحزاب في تقديم رؤيا لملاحقة المتهمين الجناة الذين قاموا بانتهاك حقوق شعبنا ودمروا الكيان الكلداني السرياني الاشوري في المنطقة .
بعد اربع سنوات من الاحتلال لم نفهم ماذا كان ذنب بنات وابناء الاقليات في سنجار وسهل نينوى ليتركوا في العراء ليواجهون مصيرهم المحتوم ، اربع سنوات خلت ولم يتم معاقبة من تخلف في الدفاع عن هذا الشعب الأعزل ، بالرغم ان القيادة الكوردية تصرح بانها قد شكلت لجنة تحقيقية للكشف عن المتخاذلين والمنسحبين من اداء واجبهم وفي نفس الوقت هناك تصريحات من المسؤول الاعلامي لرئاسة اقليم كوردستان العراق بأن انسحاب القوات الكوردستانية كان تكتيكيا ..! هذا الانسحاب عرض وكلف لأكثر من 500 الف من البشر للبطش خلال ايام قليلة ..! لحد الأن لم نعرف هل كان قرار الانسحاب تكتيكي ؟؟ وهل اللجنة التي شكلت باشرت أعمالها ..؟ وهل تم محاكمة الذين اصدروا اوامر الانسحاب بحقهم وتركهم لشعب أعزل من المسيحيين والايزيدين لينالوا مصيرهم ؟؟.   
في الذكرى الرابعة للغزوة على المسيحيين لابد ان نتذكر مساهمة  المؤسسة الكنسية خلال فترة إحتلال مناطق شعبنا من قبل مجرمي داعش الارهابي في استيعاب وأستقبال أبناء شعبنا ودعمهم بمستلزمات معيشية ،وقامت الكنيسة على المستوى الاغاثي بعمل متميز وبالتنسيق مع الجهد الدولي الذي قدم المساعدات لشعبنا في محنته ، وكانت الكنيسة سباقة في طرح معاناة شعبنا الذي اصبح بلا مأوى، ولكن يبقى الجهد الكبير الذي قدمته الكنيسة في هذا الجانب كان اغاثيا ولم يكن وللأسف الشديد في حساب أو ضمن أهتمام الكنيسة بمتابعة ملف الإبادة الجماعية وتقديم الدعم له ، وكنا نأمل ان لا تغتزل الالام ومعاناة شعبنا وما تعرضوا له من ابادة جماعية للطلب من المجتمع الدولي على الاعانة والاغاثة فقط بل ان ندفع بملف الإبادة الجماعية للمجتمع الدولي من اجل تقديم الجناة للمحاكم ورد الاعتبار لبنات شعبنا اللواتي  تم اختطافهن وسبيهن ، علما لحد اليوم مازال مصير العشرات من بنات شعبنا المخطوفات والسبايا  مجهولا بالرغم من عودة بعضهن الى عوائلهن ولكن دون اي اهتمام يذكر من المؤسسة الكنسية او الاهتمام بتلك الشرائح التي اصبحت فريسة بيد داعش الأرهابي  ..
في السنة الرابعة من الغزوة والإحتلال والتشريد والتهجير القسري لابد ان لا ننسى بأن سلسلة الأعمال الوحشية والجرائم التي ارتكبت ومازالت ترتكب ضد شعبنا الكلداني السرياني الآشوري مازالت مستمرة  وعلينا كأحزاب وكنائس ومنظمات مجتمع مدني ان نعمل بشكل جماعي ، نحن نحتاج الكثير من الجهود وتوحيدها ورص صفوفها ، علما ان الجهود الفردية  مفيدة ولكن تبقى محدودة في مكان وزمان فعالية هذه الشخصية او تلك او تلك المنظمة او ذلك الحزب ، العمل الجماعي ضمان لأستمرار الدفاع عن دماء الضحايا ورد اعتبار لهم  ...
في السنة الرابعة من الغزوة والإحتلال نحتاج الى الكثير من العمل في الجانب الاقلياتي فيما بينهم، لقد تحققت بعض النجاحات اذا صح التعبير في اروقة المجتمع الدولي في ايصال معاناة الاقليات في العراق عندما كانت سمة للعمل للعمل المشترك بين المسيحيين والايزيديين ، لقد كانت تجربة رائدة ومهمة في مستقبل ومصير الاقليات في العراق،  ولكن للأسف الشديد تم ويتم اجهاضها بسبب قصر النظر للذين يحاولون اقحام السياسة والحزبية في عمل الناشطين والفاعلين في ملف حقوق الانسان وخاصة في ملف الابادة الجماعية للمسيحيين والايزيديين.
ان العمل المشترك بين ابناء الاقليات في العراق او في المجتمع الدولي مهم وملح لتقديم ملف متكامل بما آل اليه مصير الاقليات في العراق وضرورة ان يكون تحت انظار المجتمع الدولي بعد فقدان الايمان بأنصافنا من قبل الحكومة العراقية والمحلية ...
في الذكرى الرابعة للغزوة والإحتلال لابد لنا ان نستذكر ونحيي ذكرى شهدائنا الذين تم قتلهم بدم بارد من قبل مسلحي دولة الخلافة الاسلامية ولا بد ان نبقى نطالب بالكشف عن مصير المخطوفات والمخطوفين من ابناء شعبنا وان نعمل بكل جد واخلاص من اجل قضية شعبنا الكلداني السرياني الآشور وحقوقه المشروعة في العيش الكريم وحماية خصوصيته الثقافية وحقوقه السياسية كشعب ولاد يطمح ان يبني وطنه العراق كونه من الشعوب الاصيلة لهذا البلد العراق ..
كامل زومايا