المحرر موضوع: ذكريات النزوح – قراءة اخرى  (زيارة 1194 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل الاب بولس ثابت

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 34
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ذكريات النزوح – قراءة اخرى
كانت ايام بائسة ومحزنة بين ليلة وضحاها تشرد شعب كامل بين ازقة عنكاوا وكنائسها وحدائقها، شعب مشرد ومصدوم ولم يكن يعرف حتى ماذا قد حل . لملمت الجراح ووضع الضماد ودأبت الحركة في ردهات بناية عالية وكأن هذه الحيطان الغير المكتملة قد حصنت أناس وأشعرتهم بأنهم قد خرجوا من تصنيف المشردين. ايام قليلة وكأنها أشهر، في اليوم العاشر من النزوح واستقرار بعض العوائل في فضاء هيكل بناء مفتوح يحميه سقف كونكريتي قاسي وعال، هناك لربما أخذت الامور مجرى التعود والتكيف مع الحال الجديد وصلت أنباء عشرة أشخاص منهم شباب ومنهم كبار السن تفيد هذه الأنباء ان داعش الذي باغتهم فجر يوم النزوح قد قرر وضع حد لحالتهم: نكران المسيح والاهتداء الى دين الاسلام او إعدامهم . كان نهارا مشؤوما لان الغالبية التي فرت قبل مجيء داعش ولاقت الحضن الدافئ في بيت الله في عنكاوا صدمت بهذه الأخبار وكم تصوروا مشهد إعدام اخوتهم الذين كانوا واثقين من شجاعتهم وتمسكهم بإيمانهم. لم تكن لحظات سلام او هدوء أبدا بل لحظات جزع ويأس وخاصة عندما كان بالإمكان لبعضهم الاتصال عبر الموبايل بمن وقع بيد داعش وكان وقت الغروب انتهاء المدة المقررة، ابونا ماذا نفعل العقارب تتسارع والمساء قادم لا محالة قلوبنا تعتصر الما لهولاء الأشخاص. كنّا منذ ان سكنا الهيكل قرب الكنيسة اعتدنا لنتوقف لحظة ونصلي وندعو العذراء وبربارة ومار كوركيس ومار ادي ليقودونا الى الأمان ، الان كثفت الدعوة وصلوات الأبرياء تخاطب السماء، كنت كلما ذهبت او رجعت في قلبي أقول : يا رب انت القادر عل كل شي بين يديك أضع هذه المسالة، كانت عيوني تحدق بعيون الله وحيث التفت خاطبته بكلمات لها دالتها، لم يكن تأثر الاخرين وحونهم ودكوعهم اقل من صلاة. لحظات لم نكن نتوقع ماذا كنّا سنسمع بها: اكتمال إرادة الإرهابيين ام إرادة الله ؟ لقد تكلمنا معهم عبر شخص من قرية مجاورة معروف لدينا وهو مسلم على مذهبهم حملهم الى القرية المجاورة وغدا صباحا مع اطلالة الفجر سوف ينقلهم عسى ان يصلوا الى الحد الفاصل بينهم وبين القوات الأمنية الكردية. كان نهار الاحد عندما وصلوا سالمين لنستلمهم وننقل معهم الفرحة الى كل من انتظرهم في ذلك العش الصغير الذي كان بداية ونواة التف حولها أبناء خورنتنا وابرشيتنا النازحة والذي بشر بولادة وسيلة مساعدة قامت بها الكنيسة لاحتواء اكثر من ٦ آلاف عائلة ومساعدة عدد اخر مثلها بكل احتياجاته. مشوار ثلاث سنين لا أستطيع ان اقرأه بعيون الذاكرة لانها تعيد ما حدث في هيئة الخيال، ولكني اقرأه بعيون الإيمان حيث ارى أمورا اخرى حقيقية تحيط وتكتنف تلك الأحداث لا بل تكمل معناها، مشوار كان يبدأ نهاره كل يوم بتحدي ويختمه بحل، فكل تلك الأيام لم تكن سوى مصاحبة لمن قال انا غلبت العالم معه كانت أيامنا سفينة تهب عليها عواصف الحياة وحاجاتها وتحاول ان تخطف منا الفرح والامل ولكن في كل يوم وانا اتذكر الان ارى يسوع يقوم وينتهر تلك الريح ويوصل سفينتنا الى بر الأمان .


غير متصل حبيب الشابي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 220
  • الجنس: ذكر
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: ذكريات النزوح – قراءة اخرى
« رد #1 في: 12:59 07/08/2018 »
الله يبارك بجهود كل من عمل من اجل اعادة بلداتنا الى اهلنا وشجعهم على العودة  وحضرتك كنت خير مثال للانسانية فنشكر الرب ونشكرك

غير متصل سعد سليمان

  • عضو جديد
  • *
  • مشاركة: 2
  • الجنس: ذكر
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: ذكريات النزوح – قراءة اخرى
« رد #2 في: 14:44 07/08/2018 »
أبتي الفاضل المحترم : مهما قلنا وكتبنا بحقك فنحن لن نوفيك مافعلته معنا ان كان في هيكل العمارة مقابل كنيسة مار يوسف أو في مجمع عيون أربيل ...شكرا جزيلا لكل ماعملته معنا ...تعبك معنا لن ننساه أبدا ...أتمنى ان نقدر يوما أن نجازيك ولو بالقليل مماعملته معنا ...الرب يباركك ويحفظك لخدمه مذبحه المقدس .

غير متصل وليد حنا بيداويد

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3064
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: ذكريات النزوح – قراءة اخرى
« رد #3 في: 22:48 07/08/2018 »
الاب بولس ثابت المحترم
شلاما دمارن
مقالتك فيها الكثير من الوفاء لاهلك في عنكاوا الذين لم يبخلوا يوما في تقديم اكثر من الواجب الإنساني المقرون بحب المسيح لشعبه والبشرية جمعاء
لقد كان أهل عنكاوا سباقين ولهم كل الشرف وعميق الاعتزاز القيام بتقديم يد العون والمساعدة لاهلهم في محنتهم الإنسانية بل في محنتهم المسيحية التي كان يهدف أهل البدو وحملة الفكر المتشدد الساقط اللاانساني أحداثه وسط صمت المسلمين واهل السنه من هذه الجريمة التي فاقت جرائم هولاكو وتيمورلنك في العصور الغابرة وابشع من جرائم موسوليني وهتلر
نعم كنت أنا في الأيام الأولي قد ابديت استعدادا  بحمل السلاح والتوجه للدفاع عن أهلنا رغم ظروفي الصحية التي تحد من الحركة الجسمانية العسكرية وابديت استعدادي وأخذت إجازة من البلد الذي اصبح مستقري الثاني وتبرعت لأجل شعبنا المنكوب ليس هنا فقط ولكن في مستقري الثاني
ليكون الرب في عونكم وسوف لا تنتصر إرادة أهل البدو إرادة أهل الشيطان ابدا لقد ابيدوا عن بكرة أبيهم وتفسحت أفكارهم قبل جثثهم العفنة التي ازكمت أنوف المدافعين في جبهات القتال واكلتها الدود وسحقت الدبابات عظامهم
لقد حملتم صليبكم بفخر وليكون الرب معكم اجمعين وسوف لا تعلو راية فوق راية الصليب المحب
ولتكن هذه الذكرى بالامها مفخرة لشعبنا المسيحي في الموصل وسهل نينوى وعموم شعبنا المسيحي في العراق
لتكن بركات الرب يسوع معنا جميعا