المحرر موضوع: ذكرى الشهداء تبقى في القلوب ابدا  (زيارة 715 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل روند بولص

  • اداري منتديات
  • عضو فعال جدا
  • *
  • مشاركة: 319
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ذكرى الشهداء تبقى في القلوب ابدا
المقال بالاساس هو كلمة القيتها  في مراسيم يوم الشهيد في عنكاوا،
نستذكر معا اليوم بمرارة و بألم كبير ألذكرى 85  لمذبحة سميل البشعة  عام 1933، التي ارتكبها الجيش العراقي بقيادة جنرال المجرم بكر صدقي ابان حكومة رشيد عالي الكيلاني ، بكل حقد وقسوة و دموية،  كونها قيادات سياسية  وعسكرية فاشلة شوفينية النهج  والتفكير لاتعرف سوى البطش والتنكيل تبحث عن نصر واهم، وللاسف الشديد   انبرت  و مهدت  لهذه الجريمة العظمى  اقلام حاقدة واعلام تحريضي،  والتي راح ضحيتها اكثر من 4000  روح بريئة،  وحرق وتدمير اكثر من 60 قرية آمنة في محافظتي دهوك و موصل، إذ مورست فيها كل أنواع التنكيل والتعذيب والاذلال ، ضد شعب أعزل جله من النساء والاطفال و الشيوخ.  هذه النكبة  تركت تداعيات ونتائج خطيرة جدا عليه، إذ اضعفت واستنزفت بشكل كبير طاقاته البشرية و المادية بما يهدد مستقبله في البقاء و الاستقرار في وطنه التاريخي. والتي وصفها الباحث البولندي رافائيل ليكمن ب(جينوسايد) وهو المستحدث لهذا المصطلح بصيغته القانونية.
بهذه المناسبة الاليمة لابد ان نستحضر و نسلط الضوء على  الذكرى 4 المشؤومة للتهجير القسري لابناء شعبنا من ارضه التاريخية في بلدات سهل نينوي ومن مدينة الموصل على يد الداعش الارهابي، في محاولة خبيثة و ضمن مؤامرة غامضة وكبيرة ضد شعبنا تهدف الى قلعه من جذوره وابادته، .. اذ تم  ليلة 6 على 7 من آب عام 2014 ،  تهجير وخلال ساعات قلائل شعب مسالم بكامله  فاق تعداده 120 الف نسمة من ارض سكنها وعمّرها لالاف سنين دون ذنب يذكر او جريرة ارتكبها.
في العام الماضي و بهذه المناسبة أيضا ومن هذا المنبر فصلنا في كلمتنا ، كيف يجب ان يكون العمل لصيانة حقوقنا وضمان بقائنا في الوطن ، الا انه يبدو كانت مجرد تمنيات حالم.. اليوم ولكي لاننغمس في التشاؤم كثيرا،  علينا ان نجعل من تحرير مدينة موصل و بلداتنا في سهل نينوى و جميع المحافظات العراقية من قبضة الداعش،  منطلق ايجابيا يمنحنا العزم و الارادة للمضي قدما الى الامام رغم كل الخسائر والتداعيات ، وأن نتعلم من هذه المحن ونتخذ الدروس والعبر، كي نقوم بترتيب احتياجات و أوليات شعبنا  بصورة واقعية وموضوعية،  لمواجهة التحديات و نختصرها  بما يلي ، على الجميع افرادا ومثقفين و مؤسسات وتنظيمات شعبنا ان تباشر وبشكل عاجل  بحوار داخلي جريء ومسؤول و شفاف  من خلال عقد مؤتمر جماهيري واسع يضمن كسر الجليد والاتفاق على الاوليات الثوابت التي تجمعنا و تقودنا الى توحيد او على الاقل الى تنظيم الجهود لرسم خارطة طريق،  التي قد تضمن لشعبنا نيل حقوقه  و بقائه الامن في الوطن.
التوعية باتجاه التمسك بالارض والتريث في اللجوء الى الهجرة الفوضوية المحفوفة بالمخاطر في معظم الاحيان.. والبحث عن سبل وآليات معقولة لبث الطمأنينة النسبية في النفوس مع التأكيد على مساهمة المجتمع الدولي و الحكومة في تحقيق ذلك.         
كذلك ان نفتح حوارا واضحا و صريحا مع شركائنا في الوطن خاصة القوى الوطنية والديمقراطية والمدنية منها حول تلك الحقوق والضمانات الوطنية، وان نعمل معا لتعزيز مبدأ المواطنة والديمقراطية و حقوق الانسان و تشريع دستور جديد ذات مضمون وطني مدني حقيقي يضمن حقوق الجميع .

ضرورة المطالبة للحكومة العراقية و المجتمع الدولي بشكل حثيث،  بالاسراع في اعادة الاعمار و تأهيل البنى التحتية لجميع المناطق المحررة من يد مسلحي داعش،  بما فيها بلداتنا في سهل نينوى و التعويض المنصف لسكانها ومحاكمة مرتكبي الجرائم بحق اهلها... كذلك ان نطالب الحكومة العراقية ان تنصف ضحايا سميل و صوريا وسيدة النجاة قانونيا و ماديا و معنويا، وان يعترف المجتمع الدولي بأن هذه الجرائم البشعة ترتقي الى مستوى جرائم ضد الانسانية و الابادة جماعية ) جينوسايد ) ..
 
 واخيرا نقول لكل من اتخذ على عاتقه مسؤولية  ما وبأسم هذا  الشعب الأصيل،  أن شعبنا الجريح النازف يرى كل شيء و يسمع كل شيء وله ذاكرة ثاقبة و سوف لن ينسى و لن يغفر لكل من يتاجر أو يتهاون أو يخون  قضيته  سوف يلحقه  عار شنيع جيلا بعد جيل والى الابد .

وفي الختام اقول المجد والخلود لارواح شهدائنا الابرار ..... المجد والخلود لأرواح شهداء الوطن والحرية.
شكرا .. لأصغائكم
روند بولص كوركيس
رئيس اتحاد الأدباء والكتاب السريان
                         عنكاوا 7 / آب / 2018