المحرر موضوع: فاجعة غشاء " البكارة المطاط " وحديث عن العفة واضطهاد المرأة  (زيارة 1906 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عامر صالح

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 331
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
فاجعة غشاء " البكارة المطاط " وحديث عن العفة واضطهاد المرأة 

د.عامر صالح

علقت منظمة ( هيومن رايتس ووتش ) يوم الاربعاء المصادف 2018ـ08ـ08 على قصة جريمة مروعة وقعت في محافظة النجف بسبب "غشاء بكارة مطاطي", وذكرت المنظمة أن جريمة القتل المروعة لأمرأة عراقية في منزلها يجب أن تدفع البرلمان العراقي القادم فور تشكيله الى اقرار مشروع قانون مناهضة العنف الأسري المعلق منذ عام 2015 وتابعت المنظمة أنه في أحد ايام الأسبوع الماضي أعاد عريس عروسه الى والديها بعد يوم من زفافهما بحجة أنها لم تكن عذراء, وحسب تقارير وسائل الأعلام أنه, عند سماع الأتهام ضربها أحد أفراد أسرتها حتى الموت.

وبحسب المنظمة, فانه على الرغم من أن القاتل سيحاكم على الأرجح على جريمته, وقد تخفف عقوبته بموجب نص في قانون العقوبات العراقي يسمح بأحكام مخففة في اعمال العنف ـ بما في ذلك القتل ـ لما يسمى ب " البواعث الشريفة ", لا يوجد "شرف" في مثل هذا القتل الوحشي الذي لا داعي له, علاوة على ذلك, فأن الضحية لم تكن سوى واحدة من مئات النساء والاطفال الذين يعانون من العنف على أيدي عائلاتهم في العراق كل عام. وحسب المصادر الاعلامية التي صدرت من النجف بتاريخ ( 2018ـ07ـ31 ) أن شقيق الزوجه هو الذي قام بقتلها, كما توفي والدها مباشرة بعد تلقيه الخبر, ولكن والدتها اصرت على تشريح الجثة, والذي تبين أن العروسة كانت باكرا, وأن غشاء بكارتها من النوع المطاطي الصعب الفض ويحتاج الى تدخل جراحي أو يفض تلقائيا بعد الولادة. وللمعلومات فقط, والى جانب تنوع اشكال غشاء البكارة, فهناك 30% من نساء العالم بدون غشاء بكارة  منذ الولادة, أي بيولوجيا وتكونيا لا يمتلكن ذلك, فهل يستحقن القتل !!!.

لا اناقش الحدث لذاته فهو جريمة قتل مع سبق الأصرار, ولكن مهما قيل ويقال من استعباد للمرأة وانتهاك لكرامتها وتنوع أساليب اضطهادها وسوء معاملتها اليومية واستلاب حقوقها في الحرية والكرامة والاستقلال في شؤونها الشخصية وتحويلها إلى موضوع أو شيء تقع عليه أفعال الآخرين دون إرادتها أو فعل منها, إنما هو امتداد للملابسات التاريخية في نشأة عوامل اضطهادها الأولى, وما يحصل اليوم بحقها من ظلم وحيف وقهر ما هو إلا تنوع متردي وسيئ خطير في الظروف الاجتماعية والاقتصادية والثقافية المحيطة بالمرأة والتي تشدد من الخناق على حريتها واستلاب حقوقها, في ظل غياب بدائل إنسانية حقيقية لتوفير مستلزمات أنعتاقها من العبودية والأسر التاريخي الذي وقعت فيه.   

هنا في عالمنا العربي والاسلامي أكثر من عشرين شكلا " للزواج " لا يشترط فيه غشاء البكاره, بل ان عدمها هو السائد, فلماذا يشترط ويتوجب غشاء البكاره على الزواج الدائم " مع استثناءات ", أم ان الاشكال الاولى المؤقتة هو نمط من الدعارة المشرعنة في ذهن ممارسيه, ولهذا الزواج مشرعيه وفقهائه والذين يبحثون دوما عن مظلة شرعية لحماية هذا النمط من الزواجات, فهناك الزواج العرفي والمنتشر في مصر حتى في أروقة الجامعات, وهناك زواج المسيار, وزواج المصياف, وزواج ألويك أند, وزواج الفرند, وزواج المصواب, وزواج المسفار, وزواج المطيار, وزواج المحجاج, وزواج المسياق, وزواج المهراب, وزواج المقراض, وزواج المتعة, وزواج التجربة, وزواج المزار, ونكاح الترزق, ونكاح الخوالي, ونكاح إعارة الفرج, والمتعة غير الجنسية, والمتعة الجماعية, والمتعة من اجل الإنجاب, وزواج المباركة, ونكاح التعدد, وزواج المردان, ونكاح المصاهرة, ونكاح الضيافة, والقائمة تطول, هذا هو نكاح في ظروف " السلم ", أما نكاح زمن الحرب فقد ضربت داعش مثالا سيئ اهتز له ضمير الإنسانية, من جهاد المناكحة, وسبي النساء, ومقايضتهن جنسيا, وبيعهن في أسواق " الدولة الإسلامية ".

ارتبط مفهوم العفة تقليديا في مجتمعات العالم العربي والإسلامي في الحفاظ على المواطن البيولوجية للأعضاء التناسلية للرجل والمرأة, واشتقت منها معايير الشرف والكرامة والشهامة والحفاظ على الأعراض بنسختها الدينية التقليدية, وربطها ربطا محكما بمواثيق شرعية ـ دينية لا يجوز التجاوز عليها أو الإخلال بها تحت أي ظروف متغيرة للحياة, ومفهوم العرض هنا مفهوم ثابت غير قابل للتعديل والحوار رغم تغير ظروف الحياة .

أ ما الأخلاق العامة من صدق وأمانة ونزاهة في التعامل اليومي ونبذ للفساد الأخلاقي خارج أمكنته الجنسية التقليدية فهي متغيرة نسبيا و لا تعني شيئا يذكر, والمهم في ذلك كله أن تكون المرأة حافظة لفرجها والرجل لعورته, وبالتالي ما يحل بالأمة من فساد وسرقة للمال العام وفساد إداري ومالي ومن إرهاب وقتل للنفس وتشويه للحياة العامة ودمار للتراث الإنساني وسبي للنساء ليست ذو قيمة تذكر أمام مفهوم العفة التقليدية.

السلوك الإنساني معقد جدا وتتضافر عوامل مختلفة لتشكيله, منها ما هو موروث أولي في الجينات, ومنها ما هو مكتسب بيئي وثقافي, ومع الوقت يهيمن ما هو مكتسب من الثقافة والتنشئة الاجتماعية على ما هو موروث, ومن هنا تأتي أهمية دراسة العفة في السلوك في ضوء الأداء اليومي العملي في مواجهة المشكلات اليومية للحياة العملية بعيدا عن المفهوم الغريزي التقليدي للعفة الذي لا ينفع كثيرا في ظل تعقيد ظروف الحياة وتشعب منظومتها القيمية.

فالعفة ليست في أمكنتها التقليدية البيولوجية, بل في انعكاس تلك العفة في التعامل اليومي, من نزاهة وصدق وإخلاص وحفاظ على المال العام والمقدرة في الحفاظ على الأمن العام, والشرف ليست في الحفاظ التقليدي على المقدمات والمؤخرات البيولوجية, ولا على التستر في الحجاب والنقاب وأشكال الاختفاء الشكلي الأخرى, بل في الكفاءة العقلية والفكرية في التكيف السليم لظروف العصر ومتغيراته المتلاحقة, فالشرف قطعا في الأداء وليست في إخفاء " العورة ".

التركيز المفرط والشديد على العورة الذكورية والانوثية " وخاصة الأنثوية " باعتبارها مقياسا للشرف المطلق يخفي وراءه اشد إشكال التنكيل والريبة والتحايل على القيم الفطرية الإنسانية وقيم التسامح بين الجنسين, في ظل عالم متطور لا يعرف الحدود بين الأفراد وبين الجنسين إلا من خلال الأداء الفعلي والمنافسة الحرة, وفرز الذكاء بين الجنسين القائم على تنوعهما المفيد في خدمة الحضارة الإنسانية والتقدم. أن عوامل الكبت والحرمان والفصل بين الجنسين وعرقلة نشأة حياة حرة كريمة هي احد عوامل نشأة حياة شاذة, قوامها الكبت والشذوذ والكيد والتحايل وخاتمتها داعش والقادم اسوء.

أن التعرض لهذه الظواهر في العراق او ما يسمى "بجرائم الشرف " والحديث عنها علنا في الإعلام والصحافة, إلى جانب توجه منظمات المجتمع المدني للمساهمة الفعالة في التوعية عن مخاطرها هو جهد ايجابي كبير في ظل بيئة تعصف بها مختلف تيارات التطرف وهيمنة فكر الكراهية للمرأة وللمساواة, وهيمنة السلوك العشائري والقبلي في المنظومة الاخلاقية, وبالتالي فأن الجهود الخيرة يجب أن تكرس صوب انقاد المرأة من سلوكيات الإذلال والحط من قيمتها الشخصية والاجتماعية وفسح كافة فرص المساهمة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية للمساهمة في بناء مجتمع أفضل, لا تخضع فيه المرأة لمزاج الفتاوى الشخصية والاجتهاد المبتذل, فمكانة المرأة ليست موضوعا للاجتهاد حول شكل زواجها إشباعا لغريزة ذكورية, بل هي موضوعا للمساواة وتحقيق العدالة الاجتماعية بين قطبين متكافئين.




.






غير متصل متي اسو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 926
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
لا يسعني الا ان اهنيك على المقال الرائع
تحياتي


غير متصل نيسان سمو الهوزي

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3606
    • مشاهدة الملف الشخصي
الأديان هي السبب في كل شيء سيدي الكريم ! يجب فصلها حتى قبل الغشاء . تحية وتقدير

غير متصل بطرس نباتي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 416
    • مشاهدة الملف الشخصي
ما يسمى بغسل العار عالجها قانون العقوبات العراقي بالمادة 409  حيث لم يعتبرها اصلا من الجرائم وهذا عار لحق بالمشرع العراقي ويتعارض مع كل القوانين الدولية فالجريمة جريمة سواء اقترفت من اجل غسل العار او من من اي باعث اخر يجب تعديل هذه المادة لان العديد من الجرائم تحصل ويتم التغاضي عنها لوقوعها تحت هذه المادة من ق ع ع وربما المجني عليها كما جاء في حيثيات هذه الجريمة النكراء مقال رائع لمناهضة الجرائم التي تقترف باسم غسل العار ، تحياتنا للكاتب
بطرس نباتي

غير متصل متي اسو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 926
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاخ نيسان سمو الهوزي المحترم
وضع الاديان كلها في سلة واحدة خطأ فادح ، لأن اتباع الدين الذي يحلّل ذبح الانسان ( ذبح حلال ) سيجدون ان ما يفعلونه صحيح لإباحته في جميع الاديان !!!!
ألم تقرأ في الانجيل " لا تدينوا كي لا تدانو "
ألم تقرا في الانجيل ما قاله المسيح له كل المجد للجموع الغوغاء  الغاضبة وهم يمسكون بإمرأة قد زنت ويريدون رجمها ... قال لهم :
" من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر " ....
تركتها الجموع وذهبت لأن لا احد بدون خطيئة ؟؟؟
اخي العزيز ، انا لست مبشّرا ، بل انسان أخطأ مثل باقي البشر ...لكني احاول صادقا كي لا اكرر الخطأ .
اني لا ادعوك للايمان لأن الله في العقيدة المسيحية خلق الانسان حرا  في اختياره
لكني ادعوك كي تكون منصفا في تقييمك ، وهذا شأن انساني  ... لك محبتي .



غير متصل نيسان سمو الهوزي

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3606
    • مشاهدة الملف الشخصي
اخي الاستاذ متي المحترم : أعي ما تود قوله وإنني معك ! ولكنه في المحصلة النهائية فكل الجرائم ارتكبت بإسمه ولصالحه ! الفرق هنا هو ان البعض ادرك القضية والبعض الآخر لا زال يدور في فلك تلك المتاهة ! تحية طيبة

غير متصل متي اسو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 926
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
اخي العزيز نيسان المحترم
انت تقول " فكل الجرائم ارتكبت بإسمه ولصالحه "
اني لا اعرف عن اية جرائم تتحدث ... ولا ادري كيف كانت لصالحه والمسيح له كل المجد يوصينا بمحبة الاعداء ... اي ان الذي ارتكب الجرائم ، مهما كانت الدوافع فهي موجهة ضد المسيحية نفسها قبل كل شيء .
التاريخ مملوء بالحروب والجرائم ، يرتكبها وثنيون ، علمانيون ( ميول خيّرة ام ميول رجعية اجرامية ) ، قوميّون لا علاقة لهم بالاديان ، ومتديّنون من مختلف الاديان ... المشكلة ليست هنا ..... المشكلة هي في  " العقيدة " ، علمانية كانت ام دينية ، تلك التي تجيز القتل من اجل حزب ام من اجل إلاه عاجز وحاقد يوصي اتباعه بـ " القتل المقدّس " من اجله ...
روما الوثنية كانت تحتل العالم القديم بالسيف ، ولم تروضّها الا المسيجية فكفّت عن غزو العالم .... اسكندر المقدوني احتل العالم القديم قبل نحو 100 عام من مولد المسيخ المخلّص .
ما فعلته الكنيسة الكاثوليكية قبل اكثر من 500 عام اصبح " قميص عثمان " لكل من يحاول النيل من المسيحية !!! وهذا الادعاء سخيف لأن الكنيسة الكاثوليكية منعت ترجمة الانجيل في حينه كي يخلو لها الجو ... والذين نالهم الاضطهاد هم من اتباعها ... والذين وقفوا ضدها هم رهبان وقساوسة الكنيسة نفسها !!!! .. والكنيسة اليوم تعترف بخطأها ... وهذا مهم جدا ...
ما فعله الاستعمار لا علاقة له بالدين المسيحي ، رغم ان الاستعمار الحديث كان " انقاذا " للدول العربية وفي مقدمتها العراق من الاستعمار الدموي التركي الذي دام اربعة قرون  ، لكن العرب والمسلمون ينكرون ذلك لأن المنقذ كان " كافرا " ، وقد أيّد اليسار العربي هذا التوجه خدمة لصراعه الايدولوجي مع الغرب وليس من اجل الحقيقة .
هتلر ؟ الرجل كان  دكتاتورا قوميا ورجعيا ، حاله حال معظم القوميين  ، لم يوجه نيرانه ضد الاديان الاخرى ، بل خصّ بها المسيحيين في الغرب ... ولم يُخفي احباطه من الدين المسيحي عندما قال " كان يلزم المانيا ديناً يشجعها على الحرب !!! "
كل ما يحتاجه الانسان هو ان يكون " حياديا " في تحليلاته كي يكون منصفا من اجل الحقيقة فقط ولا غيرها .
تحياتي



غير متصل نيسان سمو الهوزي

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3606
    • مشاهدة الملف الشخصي
اخي متي المحترم : أعي ذلك ومدرك لما تعنيه وانا معك وان اختلفنا في جزئية بسيطة حول دور الأديان في التاريخ ولكنني اعلم بأن السيد المسيح وتعاليمه بريئة جدا من الذي حصل تماما ولا اعنيه او اعني تعاليمه وفِي الحقيقة اعني الحاضر والمتخلفين والمتمسكون بدين خرافي يشجع على القتل والارهاب .
كل ما اعنيه هو المصيبة التي نحن فيها وان تطرقنا احيانا بصورة جماعية !
انني أكرر نقطة الصفر يوميا فهل تعي لمن أكررها ! هل تعتقد بأنني أكررها للمذهب المسيحي الذي ابتعد عن طريق القتل ووووووالخ أم أعنيها للمذهب البوذي المسالم ! اخي تعي لمن أكررها ولأي من المتخلفين !
لا تجبرني اخرج من ملابسي ! ههههههه تحية وتقدير