المحرر موضوع: جوزيف صليوا لروداو : المسيحيون يتخوفون من خطر الزوال في العراق  (زيارة 1406 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل مــراقـــــــــب

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • *
  • مشاركة: 6289
    • مشاهدة الملف الشخصي
صليوا: المسيحيون يتخوفون من خطر الزوال في العراق
عمر المنصوري 9/8/2018
رووداو - أربيل

تؤكد كل المؤشرات في العراق، أن الدخان الأبيض لن يتصاعد من المنطقة الخضراء في بغداد قبل عيد الفطر أو حتى قبل مطلع ايلول المقبل، فيما يأمل العراقيون بحكومة جديدة يُنتظر منها أن يكون أول برامجها معالجة ملف أكثر من 40 مدينة مدمرة وملايين المشردين ممن تمت إعادتهم إلى مدنهم من دون توفير بديل لهم عن منازلهم المدمرة، أو الذين ما زالوا في الخيام. غير أن الخوف الذي ينتاب غالبية العراقيين اليوم ليس من تأخر تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، أو حتى ممن سيكون رئيساً لها، بل من أن يؤدي الصراع السياسي الحالي والمتصاعد إلى تصدع أمني جديد في البلاد التي خرجت للتو من صفحة عنف واسعة خلّفت أكثر من ربع مليون قتيل وجريح في غضون ثلاث سنوات فقط.

النائب السابق في البرلمان العراقي جوزيف صليوا، تحدث لشبكة رووداو الإعلامية عن مستقبل المكون المسيحي في العراق، ومخاوفهم من تعرض هذا المكون إلى الزوال.

رووداو: لنبدأ من المكون الذي تمثله .. هل لديكم اي تأثير على تشكيلة الحكومة المقبلة؟

جوزيف صليوا: بداية ونحن نمر بذكرى 7 اغسطس، حيث تعرض شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في سنة 1933 إلى أول مذبحة منظمة لهذا الشعب على ايادي الانظمة السابقة.

بصراحة أن الجواب على هذا السؤال صعب جداً، لأنه كل المؤشرات تدل على أن تشكيل الحكومة العراقية المقبلة سيكون صعب جداً بسبب ما افرزته نتائج الانتخابات، وهناك امتعاض كبير بما يخص مقاعد الكوتا للمكون المسيحي، وهناك تدخلات من قبل الاحزاب الكبرى وبضمنها الاحزاب الكوردية، وتم سرقة مقاعد الكوتا وبالتالي اسندت لبعض الاطراف بما يبعث المخاوف لقدرتهم على التمثيل الحقيقي لمآسي ومعاناة هذا المكون، وبهذه الشاكلة سوف يكون من الصعب مواكبة العملية السياسية، خاصة ونحن عانينا من فوضى السلاح، ولدينا مخاوف من تقنين تهجير المسيحيين من العراق وأن تكون هناك قوانين مشددة بحق المسيحيين.

رووداو: هل لديكم مخاوف مع الحكومة المقبلة؟

جوزيف صليوا: طبعاً، كيف سيكون صوتنا مسموعاً الا اذا كان من يحمل قضيتنا بصدق وشجاعة ؟ ولكن المكون المسيحي يتعرض لخطر الزوال من أرض آباءه وأجداده. ونتخوف من حدوث المساومة على مصالحنا من بقية الاطراف السياسية، ونحن نتخوف كثيراً حول مستقبل المسيحيين بالعراق.

رووداو: هناك اجتماعات مكثفة تدور حاليا لتشكيل الكتلة الاكبر.. كيف ترى ماراثون الكتلة الاكبر؟

صليوا: بصراحة، لم تجري اي مباحثات حقيقية، ولكن نحن نميل إلى التيارات المدنية سواء كانت قومية أو مدنية والتي تسعى إلى المواطنة . وانا ارى بأن الحوارات الجارية حالياً يتم التباحث فيها للحصول على المكاسب والمغانم، وبعض الاطراف مازالت متأثرة بالطائفية وهو امر يبعث على القلق، ولكن بنفس الوقت هناك من يسعى وراء دولة المواطنة.

رووداو: وهل سيذهب العراق نحو دولة المواطنة؟

صليوا: من الصعوبة أن يتجه العراق نحو دولة المواطنة، ولكنه امر لا مفر منه، وأن المرحلة المقبلة لابد أن تشهد الشروع نحو الذهاب للمدنية الحقيقية وبناء المؤسسات وليست دولة العوائل والشخصيات والاحزاب.

رووداو: هناك من يرى بأن تحقيق هذه الدولة امر صعب؟

صليوا: نعم، أنا أؤكد ذلك ولكن أصبح من الضرورة بلوغ هذه الدولة.

رووداو: واشنطن وطهران.. هل سيدعمان الدولة المدنية على حساب الاحزاب الاسلامية؟

صليوا: ايران لا تدعم الدولة المدنية في العراق، وامريكا سوف تدعم هذه الدولة ولكن ليس من السهولة سوف يكون تدخلها في العراق.

رووداو: اذاً من سيخرج بالكتلة الاكبر؟ ومن هو رئيس الوزراء العراقي المقبل؟

صليوا: اعتقد أن العبادي يملك الحظ الأوفر بالوصول إلى ولاية ثانية، وأيضاً لابد من الحديث بأن الكتل الاكبر لا تملك القرار السياسي بدرجة 100% لأن هناك لاعباً دولياً، ولكن أن الكتلة الأكبر سوف تشكل من كتلة سائرون ومع من يتحالف معها.

رووداو: تطرقتم كثيرا الى هجرة المسيحين او اجبارهم على الهجرة طوال السنوات التي تلت 2003 ..هل كان ذلك بفعل مدبر؟

صليوا: المسيحيون كانوا حطب نيران داخلية وخارجية، وتعرضوا للتنكيل والهجرة الجماعية المنظمة، وهناك الكثير من المضايقات حيث تم استغلال ملف السريان والكلدان والاشور، وتم الزج بالمسيحيين في المعارك ولكن بعد قطف الثمار كانوا يمنون علينا بالحصول على حقيبة وزارية واحدة.

رووداو: لديكم احصائية حول اعداد المسيحيين المهاجرين؟

صليوا: من 2003 ولغاية الآن هاجر المسيحيين من العراق بحدود مليون ونصف المليون، وليس هناك داخل العراق سوى 800 ألف مسيحي، وتم تهجيرهم من مدن البصرة والناصرية وبابل وبغداد، وتم اغلاق 8 كنائس في بغداد وفي البصرة اغلقت كنيستين وفي بابل كنيسة واحدة فقط وفي الحبانية وتكريت اغلقت الكنائس والبعض منها تم تحويلها إلى محال تجارية. وهناك حرب عقائدية ضد المسيحيين وأيضاً اقتصادية ولو ذهبت إلى بغداد سوف تشاهد بأن محال المشروبات الكحولية والملاهي الليلية تدار من قبل احزاب اسلامية.
http://www.rudaw.net/mobile/arabic/middleeast/iraq/090820181