المحرر موضوع: مسيحيو سهل نينوى و جذورهم  (زيارة 4862 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل karemlash

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 34
  • الجنس: ذكر
    • MSN مسنجر - mazra3_1@hotmail.com
    • ياهو مسنجر - sam_r85@yahoo.com
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • موقع كرملش يمي
مسيحيو سهل نينوى و جذورهم
« في: 13:18 09/05/2007 »
مسيحو سهل نينوى وجذورهم

قام العراقيون القدماء أبناء وادي الرافدين بإنشاء حضارة عريقة ( سومريون-بابليون-أشوريون –كلدان ) فقد أنشأوا حضارة عريقة وإمبراطوريات عظيمة فالسومريون من المعروف لدى الباحثين أنهم من العرق الآري أما البابليين والأشوريون فهم أحفاد الأكديين الذين أستوطنوا العراق منذ منتصف الالف الرابع قبل الميلاد .
أما الكلدانيين فهم كما هو معروف هم من القبائل الأرامية أي ليسوا من العرق الأكدي كالأشوريين والبابليين .
سيطر الأشوريون على العالم القديم لسببين أولهما القوة العسكرية وثانيهما دعمه بالثقافة والعلوم .
وقد حكم الأشوريون عبر التاريخ في ثلاثة عصور :
1   العصر القديم ( 2000- 1521)قبل الميلاد .
2   العصر الوسيط ( 1520-911) قبل الميلاد .
3   العصر الأخير ( 911 – 612 ) قبل الميلاد .

أي أن الإمبراطورية الأشورية بعصورها الثلاثة دامت 14 قرن إلى أن أسقطها الكلدان والميديين عام 612 ق.م .
إذاً إن الإمبراطورية التي تتسلط على أرضها والأراضي المجاورة لمدة 14 قرن فهي تفرض على الجميع سياسة القوي أي نشر العرق واللغة والثقافة وهكذا عمل الأشوريون في جميع المناطق التي كانت خاضعة لهم فيمكننا أن نقول إن الأشوريون الذين سكنوا شمال العراق وأجزاءً  أخرى بأن يكون تأثيرهم اللغوي والعرقي والثقافي والأزياء الشعبية والعادات وغيرها قوياً في هذه المناطق .
يقول المؤرخون إن سياسة أشور كانت سياسة القوي التي تصهر في بوتقتها كافة الأعراق.
حكمت الإمبراطورية الكلدانية منذ 612 ق.م  إلى 539 ق.م عند سقوط بابل عاصمتهم أي ما يقارب 73 عاماً وهذه الفترة القصيرة لسيطرة الكلدان على أشور ليست مثل 14 قرناً .
إذاً إن التأثير الكلداني في مناطق شمال العراق سيكون قليلاً ليس مثل التأثير الأشوري .
لكن هذا لا يعني إننا أشوريون لكون أشور فرضت ثقافتها وعرقها بالقوة على جميع الشعوب الخاضعة لها فالشعب لا يتغير عرقه بتغير ثقافته أو لغته والأمثلة التاريخية تؤكد ذلك .
بعد هذا السرد سؤال يطرح نفسه علينا : ما أصل الجذور التاريخية لمسيحو سهل نينوى ؟
تنقسم أرض العراق إلى شمالية وجنوبية ، في الجنوب نشأت الحضارة السومرية أما في المنطقة الشمالية كانت موطن القبائل الأشورية ولا يزال مجهولاً إلى اليوم فترة نزوح الأشوريون إلى هذه المنطقة .
إن البابليين القدماء والأشوريون هم أمة واحدة لهم لغة مشتركة وديانة مشتركة وثقافة واحدة فهم أحفاد الأكديون .
يقول أستاذ اللغات السامية إسرائيل ولفسنون ( اللغات السامية هي : الأكدية- الأرامية – العربية – العبرية – الفينيقية – الجعزية الموجودة في أثيوبيا-وغيرها )
ويقول الأستاذ إسرائيل : أنه في القرن 17 ق. م توغلت قبائل أجنبية كاسانية في البلاد البابلية وتمكنت بسرعة من أن تأخذ الملك في قبضتها إلى سنة 1100 ق.م وقد أدى هذا الاستيلاء على عرش بابل في اضطراب واختلاط في لغات الطوائف المختلفة بهذه البلاد وتبلبلت ألسنتهم وبدأ التدهور والانحطاط يصيب حضارة البلاد البابلية فسكن في بابل البابليين والأراميين والأموريون وهم من الشعوب الآرية .
فبابل كانت تكون من شعوب كثيرة لذا لم تكن هناك في بابل بعد هذه الأمور جماعة قومية واحدة بل شعوب في مدينة واحدة.
إذا أمست بابل فيها شعوباً بابلية مثل الشعوب الأمريكية وليس فيها شعبها القديم البابليين الأكديين .

كيف جاء الأشوريون إلى الشمال ؟

يقول قسطنطين بتروفيج : لقد أسس الخارجون من بابل موطناً لهم في شمال ما بين النهرين كانت أكبر مدنهم أشور ويفترض إن سكان الأوائل كانوا من السومريون حتى الألف الثاني قبل الميلاد حيث أزيحوا من قبل السكان القادمين من بابل إلى هناك .
ويقول الأستاذ إسرائيل في كتاب تاريخ اللغات السامية:لقد كانت الصراعات بين بابل وأشور كثيرة وقد كان من حسن حض الأشوريون في هذه الصراعات إنهم كانوا يتعاونون ملوكاً ورعية بينما البابليون منقسمين مع ملوكهم لأن ملوكهم أجانب فأستطاع الأشوريون الذين كانوا أمة واحدة وعنصراً واحداً أن يتدخلوا بشؤؤن بابل ويبسطوا نفوذهم عليها شيئاً فشيئاً.
ويقول الأستاذ إسرائيل: إن معنى كلمة بابل تعني في اللغات السامية العربية والعبرية خليطاً من أمم مختلفة متباينة النزعات والميول .
إذاً بعد هذا السرد عن أحوال القبائل البابلية المتناحرة يمكننا أن نجزم بأن البابليين أشقاء الأشوريين منذ الألف الأول قبل الميلاد كانوا قد أضحوا مزيج من أقوام مختلفة ولم يبقوا أمة بابلية أكدية ولا ننسى إن البابليين الأكديين قد انصهروا بالجنس الآري السومري عرقياً وثقافياً حسب قول المؤرخون .

من هم الكلدان

هم فرع من القبائل الآرامية الذين استوطنوا جنوب العراق منذ النصف الثاني للألف الثاني فتحالف الأمير الكلدي نبوبلاصر الذي أستغل ضعف الأشوريون فاستقال في بابل .
إذاً إن الكلدان هم آراميون فهم قومية خاصة سامية مثل العرب والعبرانيين والأكديين إذاً فهم ليسوا أشقاء الأشوريين ولا أشقاء البابليين القدامى .

سقوط الأشوريين

قبل سقوط نينوى عام 612 ق.م بـــ 25 عاماً لعب الكلدان دوراً في الأحداث التي أدت إلى تخريب نينوى فبعد أشور بانيبال جاء عدد من الملوك الضعفاء فأدى ذلك إلى انحطاط أشور دفعةً واحدة رغم عظمتها ففي عهد الملك الأشوري (سين سارا سكون) ويلفظ في مصادر أخرى الاسم بلفظُ أخر.
أسقطت نينوى على يد نبوبلاصر الملك الكلداني الذي تعاون مع الميديين لإسقاط أشور.
والسؤال المطروح : هل تم إبادة جميع سكان نينوى وأشور وكالح ونمرود وكرمليس والقرى الصغيرة والكثيرة الموجودة في هذه المناطق ؟
إن التاريخ يؤكد حدوث إبادات ومجازر ضد الأشوريون بعد سقوط نينوى ولمن الشعب الأشوري القاطن في هذه المناطق كان أولاً كثير العدد وثانياً قسماً منه هرب أثناء فترة حصار فسقوط العاصمة نينوى إلى المناطق الجبلية وثالثاً الجيش الغازي لا يبيد من لا يقاومه .
وقد التجأ الأشوريون إلى الجبال الحصينة في شمال العراق والقسم الأخر في سوريا وبالتحديد في حران ففي عام 607 ق.م حدثت معركة كركميش بين الأشوريون بقيادة أشور أوبالط وبعد أن أحرز النصر في البداية لكنه خسر في نهاية المطاف أمام الكلدان .
إذاً يمكننا معرفة وتصور أين أصبح الغالبية العظمة من أبناء الإمبراطورية الأشورية بعد سقوط نينوى ، فالبعض بقى في سوريا والبعض الأخر في جبال شمال العراق وجبال السنجار في نينوى ويمكننا أن نقول إن عدد قليل من الشعب بقى في البلدات الصغيرة التي لا تهم الجيش الغازي .
إن السؤال الذي يكرر نفسه علينا هو : هل أبيدت الأمة الأشورية وشعبها بعد سقوط نينوى ونحن نعلم إن الجنس الأشوري كان منتشراً جغرافياً وكانت أعدادهم كثيرة جداً .
يمكننا أن نقول إن الميديين والكلدان قد استطاعوا فناء الجيش الأشوري من الوجود ولكن لم يكن الشعب الأشوري كله مقاتلاً .
وكما ذكرت فالقرى الصغيرة والمسالمة والتي لا تهم الجيش الغازي وكذلك القرى المنيعة في الجبال العالية والتي من المستحيل الوصول لها.
 إذاً رغم المجازر الرهيبة التي مورست بحق الشعب الأشوري فإنه لم ينقرض كشعب وبقى في شمال العراق وإيران وتركيا وسوريا وسهل نينوى .
والآن يطرح سؤالاً نفسه علينا : هل كانت بلدات سهل نينوى موجودة بعد سقوط نينوى؟ وهل وجد شعب فيها ؟
فعل سبيل المثال جاء في كتاب تاريخ كرمليس حسب اعتقاد فلتشر إن كزينوفون
مر بكرمليس عام 401 ق.م وقال إن مدينة نمرود مهجورة وخالية من السكان وقال أيضاً إن جميع المدن الأشورية كانت خراباً وفي حالة دمار وأصبحت قرى صغيرة لا شأن لها ما عدى مدينة أربيل وهذا دليل أن المدن العظمة في أشور دمرت وهرب شعبها إلى القرى الصغيرة في منطقة سهل نينوى .

من سكن سهل نينوى بعد سقوط الإمبراطورية الأشورية

يعتقد البعض بأن سكان القرى المسيحية في سهل نينوى هم الكلدانيين الذين تم سبيهم من بابل إلى مناطق في شمال العراق ففي كتاب من تأليف السيد عبد الأحد مرقس يذكر إن عدد المسبيون كان عشرات الآلاف ، وفي كتب أخرى تجعل الرقم مئات الألوف ورغم التناقض في ذكر الأرقام لكن منذ أن تم سبي الكلدان إلى نينوى وحتى سقوط نينوى فعل بقوا كجماعات تسكن في مناطق معزولة أو مخيمات بحيث تتحين الفرصة عند سقوط نينوى كي تسيطر على البلدات الأشورية وتطرد السكان الأصليين الأشوريين . إن من يعرف تصرفات الأشوريون ضد الشعوب المنهزمة يجاوب على هذا السؤال فالأشوريون كانوا يستخدمون الأسرى كعمال في مشاريع الإرواء والبناء وغيرها من الأعمال الصعبة فهل من المعقول أن يبقى هؤلاء الأسرى في الأسر محافظين على هويتهم القومية لسنين إلى أن تسقط نينوى فيهرب الأشوريون من مناطقهم والكلدان المسبيون يرفعون الرايات البيض أمام الغزاة الكلدان والميديين .
إن مصير الكلدان المسبيون هو في الحقيقة بين قوسين أما أن مات المسبيون دون زواج فهم أسرى لا حقوق لهم أو خصيان للملك والرعية الأشورية أو انصهروا بالغالبية الأشورية في وقتها رغم أن هذا الاحتمال ضعيف جداً لكون أن في العصر الذي سبق سقوط نينوى ومنذ حكم سنحاريب ( 705-680 ) بدأت سياسة العداء الفكري والنفسي بين الكلدان والأشوريون حيث أن سنحاريب هدم مدينة بابل التي كانت مقدسة بنظر الأشوريون القدماء.
إذاً فماذا نريد أن نرى من حقوق أسرى في أرض وشعب معادي لهم فيكون وجودهم في النهاية ينزلق نحو الفناء .
يقول قسطنطين بار متي: بعد سقوط أقتاد الميديون قسماً من الأشوريين إلى الأسر و أُبعد قسم أخر إلى سوريا وشمال العراق وإيران والغالبية العظمة بقت تعيش في مناطقهم الأصلية ، لما لا يكون سكان سهل نينوى هم بقايا القرى الصغيرة التي لم تحارب الغزاة وبقت رغم الغزو موجودة .
ويذكر كيتسي وغيرهم إن الجيوش المنتصرة أبادت النبلاء أما بقية سكان المدينة بقوا في أماكنهم وبقية الجيش الآشوري  رحل إلى حران مع شقيق الملك أشور بانيبال شمال غرب نينوى .
إن الكتاب المقدس يؤكد حادثة هروب شعب أشور من الجبال في سفر ناحوم ونحن نعرف بأن الكتاب المقدس تم إعادة كتابته لعدة مرات وقام اليهود بكتابته في المرة الأخيرة في بابل بعد سقوط نينوى بسنين فدون اليهود ما سمعوه وشاهدوه وقتها .
أنقضت سنوات وأخذ الأشوريون يرجعون إلى مواطنهم التاريخية من جبال الشمال إلى سهل نينوى ويذكر المؤرخ الإنكليزي والباحث الأثري س.لويد :  في البيان الذي وصل إلينا والذي أصدره الملك الفارسي كير بعد 66 عام من سقوط الدولة الأشورية ذكر إن من بين الأسرى الذين أقتادهم كير أعاد الأشوريين إلى أماكنهم الأصلية  .
بعد ذكر حقيقة إن الأشوريون لم يبيدوا كشعب كما أكد المؤرخون وكذلك إن السكان الأشوريون تم إرجاعهم إلى مناطقهم الأصلية وكذلك تأكد بأن القرى الصغيرة في نينوى لم يتم إبادتها من قبل الاحتلال.
إذا من المؤكد أن تكون بلدات سهل نينوى هي الأقلية الباقية من سكان أشور القدماء ، ولا يُخفى عن أحد إن سهل نينوى كان يضم مئات القرى المسيحية التي اندثرت عبر الأزمنة بسبب الإبادات والأمراض وخاصةً تيمورلنك والمغول .

لغة أبناء سهل نينوى

تحدث البابليين الأشوريين اللغة الأكدية بفرعيها البابلي والأشوري .
ومنذ القرن الثامن قبل الميلاد اجتاحت اللغة السريانية بلاد أشور وبابل ومع دخول السريانية إلى البلاد لكن عامة الشعب كان يتحدث الأكدية مع إدخال المصطلحات والمفردات السريانية إلى أن طغت السريانية على الأكدية واكبر الأسباب لدخول السريانية إلى الأشوريين هو العوامل السياسية والاقتصادية وقد دون الآشوريون بالآرامية في زمن سنحاريب ( 705-680 ) ق.م ، وقد كتب أحيقار سفر حكمته بالسريانية لكن الشعب لم يتقن السريانية جيداً فإلى اليوم هناك الكثير من المفردات الأكدية في لهجة السورث الدارج في المنطقة لا مجال لذكرها في بحثنا فهي معروفة لدى المختصين .
ولا ننسى إن أمهات سهل نينوى يتحدثن مع أطفالهن بمفردات خاصة بالأطفال وهي مفردات أشورية أكدية وليست سريانية مثل ( أًوفا = الطعام ، مما = الخبز ، بخ = الذبح ، بشي بشي = الاستحمام ) وغيرها الكثير .
إن هذا الأمر يجعلنا نجزم بأن سكان سهل نينوى من أصول أشورية أكدية وليسوا

وعندما نسمع سكان سهل نينوى والقرى الشمالية فإنهم يلفظون حرف الحاء السرياني حرف الخاء والحاء حرف سرياني أصيل وهذا الأمر قد جاء كما يقول أستاذ اللغات السامية إسرائيل ولفنسون ( إن الآشوريون لم يكن لديهم حرف الحاء بل الخاء لكون الأكدية لا يوجد بها حرف الحاء ويقول : لا يمكن نطق أسم الملك أسرحدون إلا بإبدال الحاء بحرف غير حلقي وهذا ما فعله أبناء سهل نينوى مع الاف الكلمات السريانية التي هي في الأصل تلفظ بالحاء فلفظوها في السورث بلهجتهم الدارجة بالخاء مثل اورحا التي تعني الطريق حيث تلفظ بالخاء أورخا وكلمة حزايا التي تعني الرؤية حيث تلفظ خزايا وكلمة مشحا التي تعني المسح او الدهن حيث تلفظ مشخا وكلمة حاذ التي تعني واحد تلفظ خاء وكلمة حاثا التي تعني الأخت تلفظ خاثا وكلمة حماثا التي تعني الحماة تلفظ خماثا وكلمة حيارا التي تعني النظر وتلفظ خيارا و غيرها الأف الكلمات .   

ويقول ولفنسون إن الأشوريون أسقطوا الحرفين (الحاء ، العين) كما يفعل أبناء سهل نينوى في لهجتهم الدارجة مثل كلمة انو تعني بالأشورية العين وفي السريانية تلفظ عينا أما في السورث فتلفظ إينا أي بالألف وليس بالعين كما في الأشورية وكلمة طعم في السريانية هي طعاما لكن لفظها في السورث طما وفي الأشورية هي طمو أي بدون عين كما نفعل في السورث .
فكل حرف عين وحاء يأتي في السريانية يلفظه أبناء سهل نينوى كما في الأشورية بإسقاط لفظ العين وتحويل الحاء إلى خاء .
أما حرف القاف فيقول الأستاذ إسرائيل بأن البابليين والكلدان والشعوب الساكنة في منطقة بابل لا تلفظ حرف القاف بسبب إختلاط البابليين والكلدان بالسومريين الشعوب الغير السامية فتغير لفظ بعض الحروف لديهم .
أما الأشوريون فكانوا ينطقون بحرف القاف لأنهم لم يتأثروا بالشعوب المجاورة ومثال ذلك يقول الأشوري (قرديا اول اومائرما ) التي تعني بالعربية محاربي لم أُرسل ومن ذلك يمكننا أن نجزم إن لهجة السورث لأبناء سهل نينوى هي وريثة الأشورية الأكدية وليست بابلية أو كلدانية .
فإذا رأينا قرى مسيحية تلفظ حرف القاف بكاف فإنهم قد يكونون أحفاد الكلدان أو إذا وجدت قرى تلفظ حرف الحاء كما في السريانية فإنهم يكونون قد تأثروا بالشعوب الآرامية .

الأزياء الشعبية
1- الأزياء النسائية : لا يزال تأثير الأزياء الأشورية القديمة موجوداً وبقوة في أزياء قرى سهل نينوى فالنساء ترتدي ثوباً طويلاً له أكمام يدعى شوقتا وتلبس عليه أخر يدعى قبايا وتتحزم بكمر يسمى خاصا ثم يأتي الشال المطرز بأشكال مختلفة والمنسوج من الصوف والتي ترسم عليه المرأة بالتطريز أشكال مختلفة أما رأس المرأة تضع عليه غطاء تصنعه المرأة تسميه ريشا أي الرأس ويزين بالفضة والذهب ويوضع على غطاء الرأس طاسا فضية أو ذهبية وتضع المرأة في معصمها أساور تدعى شيري أو شأرياثا .
فهذا الزي يشبه الملابس الأشورية كثيراً رغم إن هناك عشرات القرون بيننا وبين أجدادنا .
2- الأزياء الرجالية : الرجل يرتدي ثوباً مصنوعاً من القطن يدعى مقطع وهي كلمة سريانية وتعني بالسورث الدارج الهبة التي تؤخذ من صاحب العمل .
ويضع الرجل في منطقة الخصر حزاماً منسوجاً من القطن أو جلود الحيوانات يدعى شباقا .
ويرتدي الرجل عباءة بيضاء وفي الشتاء جلباب من الصوف يدعى كبنك .
لو قارنا لباس بلداتنا بما ذكره المؤرخ هيرو دوتس أبو التاريخ الذي زار بلاد أشور بعد مائة وخمسون عاماً بعد سقوط نينوى حيث قال إن لباس الأشوريين يتألف من جلباب(دشداش) كتاني ويقول أنه كان يصل حتى القدمين وفوقه جلباب أخر من الصوف كما كان يفعل في بلداتنا إلى الخمسينات في القرن العشرين ويذكر المؤرخ إن الأشوريون كانوا يلبسون عباءات بيضاء .

الجنس
إلى اليوم علمياً لا يوجد شعب من شعوب العالم هو نقي العرق بدرجة كبيرة بسبب الحروب والتزاوج والاختلاط وغيرها من الأمور .
إن الملاحظ على سكان سهل نينوى لهم خصائص خاصة بهم منها طول القامة والجبهة العريضة والأجسام الضخمة ولديهم أنوف فطس وسمر البشرة لدرجة كبيرة وهم من الجنس السامي الآشوري .
ونذكر استبيان الصفات الوراثية الذي قام بها في ثانوية كرمليس وقره قوش حيث ذكرت الصفات الوراثية للشباب المجرى عليهم الاختبار أكدت على أن 68% صفات أشورية على شباب قره قوش و74% صفات أشورية على شباب كرمليس حسب كتاب الجذور التاريخية لسكان بغديدا للأستاذ عبد السلام الخديدي.