المحرر موضوع: مسيحيو سهل نينوى وجذورهم 2  (زيارة 2105 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل karemlash

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 34
  • الجنس: ذكر
    • MSN مسنجر - mazra3_1@hotmail.com
    • ياهو مسنجر - sam_r85@yahoo.com
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • موقع كرملش يمي
التراث الشعبي

إن التراث الشعبي يحمل في طياته العادات والتقاليد المتوارثة لدى أبناء سهل نينوى وتثبت بأنها هي وريثة الحضارة الأشورية مثل عاداه دفن الموتى من حيث كسر الجرار على القبور ووضع في الجرار الحنطة والشعير وكذلك في تقاليد الزواج وشفاء الأمراض والرقص والذي كان لديهم فرضا دخل معظم الطقوس لدى الأشوريون والى اليوم يتميز شعبنا بدبكاته التراثية المستمدة من هذا العمق ويقول الأستاذ بنيامين حداد في مجلة بين النهرين العدد الثالث المجلد العاشر (إن ما يجمعنا نحن الأشوريون ويبقينا شعبا واحدا وأمة واحدة يمنحنا هوية مميزة هو تلك الخصائص التراثية الشعبية المتوارثة) .
فمثلا ما نراه في مراثي النساء لدى شعبنا إلى اليوم هو مستمد من أجدادنا الأشوريون حيث يقول حكمة بشير في موضوع رثاء ملك أشوري مجلة بيث نهرين المجلد 12 العدد الأول والثاني (حينما كان الرجال والنساء يندبون الموتى ويقيمون الحداد عليهم ويبكونهم )هذه الصورة تتجلى لدى شعبنا فهم الشعب العراقي الوحيد الذي يبالغ في المراثي حيث عند وفات شخص عزيز ترى النساء تلطم على الدور والوجوه وجرح الخدود وحل الضفائر ولبس الحداد والرقص على فوق الجثة ويبالغ البعض بأن يحاول لا شعوريا دفن نفسه مع الميت كما كان يجري في التقاليد الأشورية عند دفن الملوك حيث كان يدفن معه أصدقائه وأقاربه أحياء .

الأدب

إن التأثير الأشوري واضح من خلال القصص والأساطير التي تتغنى ببطولات الملوك والأمراء الذين لا نعلم من هم فالبحوث في جانب القصة التراثية قليل .
ان الكثير من الحكم الأشورية نراها باقية في الأمثلة الشعبية لدى السكان فعندما قمت بإصدار كتاب الأمثال الشعبية في كرمليس عام 2005م اتضح لي إن هناك اكثرمن50 حكمة ومثل تعود للحكيم الأشوري احيقار .
ومن الآداب والفنون التي ظهرت في أشور هي الموسيقى والغناء فسموا كبير الموسيقيين مثل ما نقول بالسورث ( رب زماري) أي كبير الموسيقيين  أن الدارس للفنون الغنائية لشعبنا يعرف مدى تنوع الغناء لديه فالغناء والترتيل الكنسي الذي يرتله القس والشماس هو غناء له مقامات والحان خاصة وغناء المراثي المسماة (عددته) وهي مستمدة من المراثي الأشورية وهي خليط ما بين اللحن والرقص القديم السومري حيث ترقص النساء فوق الجثة وتلطم على صدورهن وكان الغناء عند الحصاد والزواج وغناء الأطفال المسمى المناغاة (لولويه) وحتى الغناء في بعض التقاليد لدعوة جلب الأمطار.

مسيحيو سهل نينوى كلدان أم أشوريون

ان عددا كبيرا من المؤرخين يعتقدون بأن الطائفة الكلدانية هي طائفة دينية وليست قومية وحسب المصادر الكنسية ان البابا اطلق على النساطرة المتكثلكين اسم الكلدان حيث يقال انهم هم طلبوا هذا الاسم والبعض يقول ان الباب اطلق هذا الاسم كي يفرق بين المتكثلكين والنساطرة الغير خاضعين لسلطة روما الدينية والكتاب المقدس يتحدث عن وجود حضارتين في العراق اشور في الشمال وبابل الكلدانية في الوسط وكان اول اسقف اتخذ هذه الاتسمية هو طيمثاوس مطران قبرص واطرافها فأينما تكثلك النساطرة اضحىاسم كنيستهم كلدانية والدليل ان الدولة العثمانية لم تعترف بالطائفة الكلدانية لكنها كنيسة غير وطنية حديثة وتابعة الى روما الى حد عام 1844 وحسب الوثائق العثمانية حسب كتاب صفحات مطوية من تاريخ الكنيسة الكلدانية لهرمز ابونا .
والحقيقة التي لاتخفى على احد ان الكلدان في سهل نينوى الى نهاية القرن العشرين لم يكن لديهم حس قومي بل  طائفي أي التبعية للكنيسة الكلدانية وقد كنا نسمع ان هناك عدد من المثقفين في منطقة سهل نينوى تقر بأشوريتها وخاصة بعد قراة الكتب التاريخية فالانسان المثقف ببساطة يعرف بأنه اشوري بأبسط الامور هو انه ساكن في ارض اشور أي سهل نينوى .
اصول اهل المنطقة في سطور
في القرن الخامس قبل الميلاد يرد عند المؤرخ هيرودوت ان الذين يسميهم اليونان سوريوي يسميهم البرابرة اسوريوي ان عبارة هيرودوت تنسجم تماما مع حقيقة تسمية الارمن والفرس للناطقين بالسريانية ب اسوري او اتوري .
وكل هذه التسميات أي (سوريوي,اسوريوي, اسوري, اتوري)  هي نفس التسمية التي يطلقها ابناء هذه الامة على نفسهم فهم يقولون لبعضهم البعض سورايا وبعد المسيحية اصيحت تنطوي تحت جناحها المتحدث بالسريانية والمسيحي وأن كلمة سورايا قد جاءت من اسورايا او اشورايا أي الاشوري فأسقطت الالف لصعوبة اللفظ والامثلة كثيرة على اسقاط الالف مثل كلمة (اناشا) تلفظ (ناشا).
ان الناطقين بالسريانية سموا بـ اشوريين بالفارسية في نقش لداريوس الاول في القرن الخمس قبل الميلادي والفرس كانوا يدعون السريان المجاورين لهم بـ اسوري اذا المؤرخون يسمون الناطقين والمتحدثين بالسريانية بعد سقوط نينوى بأكثر من قرن بألاشوريين اذا اين الدليل الذي يثبت كلدانية هذه المناطق ويذكر المؤرخون بأن الاسرى الاشوريون عند سقوط نينوى هاجروا الى بابل وذكر المؤرخون انهم شوهدوا بعد سنوات ضمن قوات نبوخذ نصر كمقاتلين شجعان.
اذا ان لم يكن ابناء سهل نينوى كلدان فهل هم اشوريون فقط ؟
جاء في الجذورالتاريخية لبغديدا وسكانها للاستاذ عبد السلام سمعان اضمحلت اللغة الاشورية بسب سقوط السلطة الاشورية من ناحية وكونها اكثر صعوبة خاصة من ناحية كتابتها بالخط المسماري من ناحية اخرى ولكن ظلت مفردات لغوية اشورية كثيرة الى جانب اللغة الارامية مما يدل ايضا على حصول تمازج بين السكان الاصليين الاشورين والاراميين ويقول قد جمع الاثنان الديانة المسيحية بعد الوثنية.

هل نحن اشوريون واراميون؟

ان من يعرف باللهجة الدارجة لمسيحيي سهل نينوى يتضح له ان ما يقوله الاستاذ عبد السلام حقيقة من جهة اللغة الاشورية والسريانية حيث استخدموا مفردات سريانية واشورية معا واغلبها سريانية لكن الشئ المهم هنا هو ما يرجح كفة اصول سكان نينوى الى الاشورية لا الارامية هو عندما جاءت السريانية الى الاشوريون غيروا لفظ الصو ت السرياني الى كما كانوا يلفظونه بالاكدية وهو حرف (الحاء) السرياني لفظه السكان (خاء) هذا احد الادلة على ان الغالبية الساحقة من شعب سهل نينوى كان اكدي وليس ارامي اما من جهة كون امتزاج الشعبين في المنطقة فهو صعب جدا لاسبابا منها ان الاشوريو ن بعد سقوط نينوى كان لهم ديانة خاصة بهم تختلف عن ديانة الاراميين ظلوا علها بعد المسيحية بعدة قرون واحد الامثلة يوردها ادي شير في تاريخ السعردي في الصفحة492حيث يقول ان الربان كوركيس الكرمليسي قد نقل قوما من الوثنيين الذين يسكنون تلك المنطقة عن معتقداتهم مما يدل بأن سكان كرمليس والمنطقة لحد عام 590م وما بعدها كان يوجد بينهم اناس غير مسيحيين أي ظل الكثير من الاشوريين على دين ابائهم واجدادهم وكذلك ان برديصان الاشوري كان والديه يدينان بدين اسلافهم الاشوريون في القن الثاني الميلادي اذا تمسكوا بعبادتهم القديمة فإذا نستنتج بأن شعب المنطقة اخذ السريانية الارامية ولكنها تأثرت بالفظ الاكدي لكون الشعب اشوري وكذلك بقاء الاشوريون في هذه المنطقة على دين اجدادهم فكيف يختلطوا مع الاراميين ولا ننكر اختلاط الاراميين مع الاشوريين ولكن ليس في سهل نينوى بل في المنطقة الشمالية حيث نرى عدد من القرى تتحدث بلفظ (الحاء) كالسريانية الفصحة لكون الشعب هناك خليط من الاشوريين والاراميين.
ان الباحث في لهجة سورث الدارجة بهذه المنطقة يرى أن حتى على كلمة الباب لا تزال مناطق كرمليس ، برطلة ، قره قوش، تلكيف تستعمل كلمة ( بلا) الأشوريةوليسس( طرا) السريانية وكذلك نرى بان تصاريف الافعال في لهجة السورث تختلف اغلبها عن اللغة الفصحة وفي هذه المناطق لا يعرفون استخدام اسماء الاشارة كما هي في السريانية فمثلا للمذكر يقال بالسريانية (هانا) وهم يقولون (أذا) كذلك لا توجد صيغة جمع المذكر المؤنث في السورث مثل للمؤنث كتابكن (كثاويخين) وللمذكر كتابكم (كثاويخون) وهم يقولن بالسورث (كثاوخون) وهذ دليل على عدم معرفتهم باللغة الفصحة لكنها دخلت على الشعب البسيط فلم يتقنها كما لو قرأها في المدارس فالشعب اخذ المفردات السريانية كما يفعل اليوم ابناء هذه المنطقة بإستعارة مفردات عربية ويصفونها تصريفا بلهجة السورث فلو اضحت غالبية لهجة السورث عربية فهل سنبقى خليط من العرب والاشوريون؟
اذا ببساطة الاشوريين اخذوا السريانية لهم كلغة بديلة عن لغتهم الاصلية واصبحت لغة الكنيسة والطقوس والصلوات ورغم ذلك بقت الاشورية في اللهجة الدارجة واضحة كما اسلفنا ومن الغريب ان يعتقد البعض من المؤرخين بأن الاشوريون اختلطوا مع الاراميين فالمؤرخ (سترابون )في مخطوطاته قال ان الاشوريون بقوا بعد سقوط دولة اشور ويقال نصادف ذلك في وصف مدينة اشور حيث رجع سكانها اليها بعد ان احتل كورش بابل ولقد اشادوا هناك أي في مدينة اشور معابد الاله اشور  حيث كانو يسجدون له وان الاله اشور يخص الاشوريين فقط دون غيرهم وتستمر العادت والتقاليد والعبادات والطقوس حتى بعد المسيحية بقرون كما قلنا في موضوع محاربة كوركيس الكرمليسي للوثنيين في المناطق المحيطة بكرمليس فكيف ينصهر الاشويون بالاراميين فهو صعب لسببين الاول العامل الديني الغير المشترك بينهم والثاني اللغة لدى ابناء سهل نسنوى واصولها الاكدية والسريانية الشرقية تختلف عن الارامية التي حملها الاراميون

الاشوريون والمسيحية

ان اكبر الاسباب السايكولوجية المتوارثة في الاوعي من حيث سهولة تقبل الدين المسيحي في العراق هو اعتقد الاشوري ان شهر نيسان هو عيد الطبيعة والالهة الانسان معا كذلك المسيحية فالعلاقة التاريخية بين اله والانسان والانسان والطبيعة فالاشوريون الذين بقوا على دين اجدادهخم تقبلوا فكرة المسيحية لان المسيح قام من بين الاومات وهم كانوا مهيئون سايكولوجيا لفكرة البعث حيث اكيتوا يبعث الحياة كل عام .
وأخيراً إذا قلنا أن جنس هذه المنطقة من ما هو مكون فهو أغلبية أبناء هذه المناطق مع نزوح عوائل المناطق الجبلية والتي كانت في شمال العراق وهكاري جنوب شرقي تركيا فهؤلاء من نفس الأصول الأشورية مع إختلاف في اللهجة سببه البعد الجغرافي والتفكير والعادات فهو لكون كل واحد بيئته الجغرافية فرضت عليه شيء معين ليتكيف معه .
فأشوريون الشمال أشتهروا بالشجاعة في المواقف أما أبناء سهل نينوى فأشتهروا بالحكمة في مواجهة المواقف الصعبة .

قصي يوسف مصلوب

المصادر
ذكرت في البحث اعلاه
آراميين رغم حديثهم السريانية التي هي أمتداد للسريانية. .