المحرر موضوع: وعي المسيحيين في الشرق الاوسط  (زيارة 862 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل متي اسو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 926
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
وعي المسيحيين في الشرق الاوسط

رغم ان الوجود المسيحي وباقي الاقليات في الشرق العربي والاسلامي بات مهددا على نحو خطير ، الا ان بعض السادة من " الكتّاب المسيحيين " لا زالوا على العهد باقين وهم يكررون  بلا ملل اسطوانة خطر الاستعمار ومطامعه في المنطقة التي تعج بالاسلاميين الذين يحاولون إجتثاث وقلع المسيحية من جذورها في هذه المنطقة  ... وكأن امر الوجود المسيحي لا يستحق الاهتمام !!! ... كان أحد المواقع المسيحية قد إستضاف غريبا مهمته الاساسية تكرار هذه الاسطوانة ليل نهار في وقت كان المسيحيون يُهجّرون ويُقتلون ... بلغ به الكذب الصلف الى حد اتهام الغرب والصهيونية بأنها وراء قتل وترويع وتهجير المسيحيين في العراق للتخلص منهم في محاولة خائبة لتبرئة اخوته في العقيدة السمحة  !!!...
 إعتبرته قول شيطاني لتبرئة الارهاب الاسلامي وضوءاً اخضرا للمضي في قتل المسيحيين في الجنوب الشيعي والشمال السني  والمختلط  في العاصمة بغداد  مادام هناك سذّج الى حد الغباء يصدّقون ، بل ويرددون  ما تقوله  ابواق القتلة ...
من الانصاف ان نذكر هنا ، انه بعض الاخوة المسلمين وقفوا بصدق حميم مع مواطنيهم المسيحيين في محنتهم ، كتبوا مقالات عن اضطهاد المسيحيين ، كتبوا عن خطورة التغيير الديمغرافي في سهل نينوى الذي بدأه  " الدكتاتور البعثي " ، واندفعوا بحماس لتشكيل " منظمة اصدقاء برطلة " لغرض عرض الامر على الحكومة في الداخل وعلى المنظمات الانسانية في الخارج ... لكن الامر قوبل بفتور من بعض المسيحيين المبتلين بداء القومية والوطنية الزائفة الذي لا شفاء منه !!!! .
هناك الآن مثالين من هذه المقالات :
الاول بعنوان "  بين استعمار واستعمار ... شعوب تنهض واخرى تتهاوى "  والذي لا يشير طبعا الى مشكلة  ومحنة الاقليات في العراق  ... لقد تحوّل المقال من مهمته النبيلة في ترديد وفضح ما فعله الاستعمار في " وطننا الذي شرّدنا " ،  الى " صراع الديكة القومي " ،،، وهذا ما يزيد في الطين بلّة بخصوص تشتيت مسيحيي الداخل والمشتتين اصلا ، وتشجيعا لأولئك المتربصين بهم لاجتثاثهم آجلا ام عاجلا .... و" شر البلية ما يُضحك "

المثال الثاني بعنوان " تهافت الغرب على الشرق الاوسط " ... يستشهد صاحب المقال بمصادر اسلامية التي دأبت على نقل تاريخ مزوّر ، ويتضح ذلك عندما إختلفت تلك المصادر فيما بينها الى حد التقاطع حتى في اقوال نبي الاسلام ( قالوا هذا صحيح وهذا ضعيف وهذا لا يمكن الاعتماد عليه ، وللشيعة رأي في بعض الاحاديث وللسنة رأي آخر ). . والمقال ، كالعادة ، لم يتطرّق الى محنة الاقليات .
خلاصة المقالين ، حالها حال كل المقالات من هذا النوع ، هو نقل ما قرأناه في مناهجنا الدراسية او من الاصدارات القومية والاسلامية التي تصوّر أطماع الغرب الاستعماري في ثرواتنا وتآمره علينا ... تلك الثروات التي لم تتذوّقها  الشعوب العربية والاسلامية ، لا تحت خيمة الاستعمار القصيرة  ولا  إبان الحكم " الوطني العتيد " ... العراق وسوريا ومصر خير أمثلة .... 
يؤكد المقالان بأن أطماع المستعمرين بدأت بمعاهدة " سايكسبيكو "  التي قسّمت المنطقة الى دويلات تحت النفوذ البريطاني والفرنسي .
الذي اعجز عن فهمه هو : ما نفع ترديد ذلك لمدة قد تصل الى مائة عام بعد ان كانت نتيجة هذا  " الوعي " هو ما نحن عليه الآن ؟ ... ماذا جنينا سوى خداع انفسنا وخداع الناس للتستّر على العيوب التي فينا ؟ وللتستّر على الجرائم والفساد والمؤامرات التي يحوكها  بعضنا ضد البعض الآخر ؟ هل نحتاج الى مائة عام آخر كي نضع الحلول الناجعة لإصلاح ما فعلته الاتفاقية ؟ ام إننا نتستّر على العيوب فينا لأننا نكابر ونخجل من مواجهة الحقيقة ؟  او إننا نخاف التشخيص المتمثّل في العشائرية والقبضة الدينية ، فنعلّلق كل إخفاقاتنا وموبقاتنا على شماعات الغير ؟
كيف كان يوّد العرب ان تكون عليه معاهدة سايكسبيكو ؟ ام إن الامر مجرّد كلام نردده دون ان نقف ونسأل انفسنا ؟
هل كان على فرنسا والانكليز عدم تقسيم المنطقة ، بل جعلها " امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة " كي يوفّروا علينا مجيء الرفيق عفلق ليقوم بالمهمة الخائبة ؟ ( الحقيقة تقول ان سوريا القومية من رحم عفلق وقفت ضد العراق القومي العفلقي في حربه مع ايران الفارسية !!! ) ... بالشعارات فقط نضحك على انفسنا ....
هل كان عليهم جعلها امة اسلامية واحدة ؟ ليوفروا علينا مجيء البغدادي الداعشي ؟ .. الخلافة الاسلامية بدأت بانهار من الدماء شملت " خلفاء الراشدين " أنفسهم ، وسقطت عام 1924 بعد سجل دموي حافل إنتهى بمذابح بحق المسيحيين ... وبأسم الاسلام غزت ايران العراق قديما ، والان بأسم الاسلام تتوغل فينا  ، وبأسم الاسلام حكمت وأذلّت تركيا العرب لمدة اربعمائة عام ( والحقيقة تقول بأن حماس تدخل في صراع دموي مع السلطة الفلسطينية وهم لا يزالوا تحت نير الاحتلال الاسرائيلي ) ... أيها التاريخ المبهرج زورا ، تضحك على من  ؟ ...
ملعون من يقول ان فرنسا وبريطانيا لم تراعيا مصالحهما في المقام الاول ، ومن الغباء ان نتصور ان هناك دولة في العالم ، قديما وحديثا ، لا تعمل من اجل مصالحها ... وللأسف الشديد هناك الملايين من الاشخاص الان لا يعملون إلا من اجل ذواتهم ومصالحهم مغلّفة بالشعارات الوطنية الكاذبة ... .
لكن ، مع كل ذلك، فإن مصلحة العرب كانت عظيمة جدا وهم يتحررون من براثن العثمانيون ، ولم يكن تحجيم مصالح الغرب مستحيلا بل مسألة وقت ( ونحن الذي صبرنا 400 عام على الاحتلال التركي المذل ) ، خاصة وان العراق  اصبح  دولة فيه مدارس ومستشفيات ومحاكم وجيش وطني وصحف وكهرباء وطرق ... لكن كانت هناك مشكلة لا تُغتفر، لم يفطن لها سوى شيوخنا وملالينا ... إننا نتعامل الآن مع الغرب الكافر وليس مع العثماني المؤمن ... الخوف على الدين كان له ما يبرره ، لأن مهمة المسلمين الاولى في " الفتوحات المباركة " كانت فرض الاسلام بالقوة ... وحتما حسبوا ان الغرب المسيحي ( هكذا تصوّروا ) يتآمر سرا ليفعل ما كان المسلمون يفعلونه مع شعوب الدول التي " فتحوها " ، خاصة وان المذابح التي قامت بها تركيا ضد المسيحيين تزامنت وتحرير العرب مع تركيا .
ربما الاكراد تضرّروا من اتفاقية سايكسبيكو لعدم منحهم دولة ، لكن لو ان الاتفاقية كانت قد منحت لهم دولة لزعق العرب والمسلمون ( ومسيحيو الشرق ) الى الآن : " خلق الاستعمار اسرائيل ثانية بيننا " .
حتما ان في الاتفاقية عيوب ومصالح للغرب الاستعماري . لكن تحررنا والسيادة التي كنا سنحصل عليها آجلا ام عاجلا كانت اهميتها اعظم ..... هل الاتفاقية هي سر تخلّفنا الى الآن ، أم ان " دودنا من خلّنا وليس من خل الآخرين " كما قال احدهم ؟
أليس الإصرار على ترديد هذه الشعارات البائسة   ما هو إلا غشاوة على اعيننا كي لا نشخّص ما الذي جعلنا متخلّفين عن غيرنا ؟ أليس بمثابة إدارة نظرنا عن السبب في كل هذا الحقد الدموي المتبادل فيما بيننا ؟ .
المقالان المشار اليهما ليس الوحيدان في مضمار التكرار هذا .
فجميع الدول العربية تكرر ذلك وتخصّص لها مناسبات " وطنية " لٍلّطم على الحظ العاثر دون ان تنسى في تذكير رعاياها من " اننا نمر في فترة مصيرية ودقيقة " .
والجمهورية الايرانية الاسلامية تُبصم بالعشرة معكم على هذه الشعارات .
وتركيا اردوغان ( التي حكمتكم 400 علم ) تشاطركم مشاعركم الوطنية ، وتتمنى عودة الخلافة بقيادتها لمحو اثار الاتفاقية المشؤومة !!! .
حزب البعث ، الذي يصر البعض على انه جاء للحكم " بقطار امريكي " ، لا ينفك عن ترديدها معكم .
الاحزاب الشيعية الاسلامية ( ذوات الهوى الايراني ) ، والتي هي الاخرى قد جاءت على " دبابات امريكية " تؤيدكم في هذا الشأن .
الاحزاب الاسلامية الارهابية ( قاعدة ، داعش ، الاخوان المسلمين .... ) تردّد هي الاخري معكم .
ان نظرية المؤامرة ، وخطر الاستعمار والصهيونية ، تؤمن بها الغالبية الساحقة من شعوب المنطقة ، ولم تفكّر يوما ، على نحو جدّي ، ما هي القوة الخفية التي تعمل في داخلنا لتكرّس هذا الاستعمار ؟ ...
 ولماذا لا نقوم بإصلاح امرنا في الداخل ؟ ... لا يحتاج الأمر إلا على " هوية عراقية " تجمعنا ... ولتسقط الى الجحيم كل الهويات الاخرى ... اهو الاستعمار الذي يمنعنا من الحصول على تلك الهوية ؟  ام انها ثقافة العشائرية والطائفية المتعشعشة في دواخلنا ، تلك الي تُدرّس على مدار الساعة في ديوان العشيرة و الجامع ؟ ... 
 كلنا همة وبركة ، وعزيمتنا لا تفتر بفعل هذه المقالات التي تبث الحماس لمواصلة المسيرة العبثية الى ما لا نهاية ...
وللأسف الشديد اقول ان اليسارهو الآخر يرددها دون ان يقف لحظة ليفكر ان هذه الشعارات الآن لا تخدمه ، بل تسهّل عمل الرجعية والاسلام السياسي في تجنيد الشباب ... نعم ان الشعار كان له بريقه الجذّاب لدى اليسار فيما مضى ، لكن الامر تغيّر الان بعد ان إخنطفته قوى ارهابية ورجعية وأصبح ترديده في صالحها ... لكن يبدو ان اليسار قد إحتفظ بمبادئه دون ان يطوّرها ، وانه قد أضاع بوصلته السياسية . 
من هو العراقي الذي كان مؤهلا لحكم العراق بعد طرد العثمانيين  في الحرب العالمية الاولى ؟ وهل عدم اختيارهذا " المؤهل "  من قبل الاستعمارخسرنا كل شيء والى الآبد ؟ .. هل كانت هناك احزاب قومية او وطنية ؟ ... هل كانت هناك تيارات او شخصيات مثقفة تحمل الحس الوطني ومؤهلة ؟ ... رغم كرهي الشديد للجزيرة العربية لما فعلته بنا ، إلا ان الملك فيصل الاول ( الهاشمي ) اثبت ان " عراقيته " افضل من عراقية الكثير الذين يقطنون العراق وهويتهم عشائرية او طائفية او قومية وليست عراقية ... كان سكان العراق خليط عجيب غير متجانس من العشائرية والطائفية والمناطقية  ، لا حس وطني او قومي بمفهومه الوطني لدى الناس ، حاول  الملك فيصل الاول الاعتذار عن حكم العراق بعد ان تعذّر علية ايجاد اي نوع من الصيغة المشتركة كي تجمع هذا الشعب .
ان إختيار الانكليز لشخص من خارج العراق ليكون ملكا ربما كان لإرضاء الاسرة الهاشمية ، لكن ذلك الامر ، مهما كانت دوافعه ، جاء في صالح العراقيين الذين كانوا مستعدين للقتال فيما بينهم لو ان الاختيار وقع على شخص من القبيلة الفلانية من الداخل العراقي . . 
يقول الدكتور علي الوردي ان الشعور الوطني  والقومي بمفهومه الوطني لم يتبلور في العراق إلا في نهاية الثلاثينيات  وبداية الاربعينيات من القرن العشرين .
كان هذا واقع الحال في العراق الذي خلّفه لنا العثمانيون .
وكان حال العراقيين لا يختلف كثيرا بعد سقوط الطاغية عام 2003 . 

 



غير متصل نيسان سمو الهوزي

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3606
    • مشاهدة الملف الشخصي
اخي متي : اغلب الذين يكتبون هذه الأيام يكتبون لأجل الكتابة اولا وتفريغ سمومهم وحقدهم وتخلفهم في سلة الآخرين لا اكثر ولا اقل ( اكررواقول اغلب وليس الجميع ) !
التاريخ لم يكن يوما عادلا ومنصفا ولجميع الدول في العالم ولكن الأغلب قد ادرك المعادلة وتحرر وفطن الشعب وتعلم وأسس له قواعد علمية يعيش مع الاخر من خلالها والوحيد الذي لم يستطع التحرر من عقدة الماضي هو العنصري المذهبي المتخلف بذلك المذهب ! ولكن وللأسف هناك شماعة الماضي ليعلق عليها أحقاده وتخلفه .
الخطر كان قد ولى لو خطر الاسلام الحالي ! هذا هو الخطر الحقيقي ويجب التركيز عليه وغير ذلك فلا يختلف الذي يقول غير هذا عن ذلك الإرهابي الذي ينتجه المذهب الاسلامي الحالي .
ولكن لك ملحوظة صغيرة : اذا كان في العراق او سهل نينوى قد تم تأسيس او تشكيل دولة للآشوريين او للكلدان او للسريان فكيف كانت النتيجة وكيف كان سيتعامل الكلداني مع الاشوري والآشوري مع السرياني والسرياني مع الاثنين ؟ اعتقد بأن الصورة ما كانت تختلف عن الذي هو حاصل الْيَوْمَ بين المجموعات المذهبية العراقية !
يعني نفس الشيء مادام المذهب هو الدستور والتشريع يخرج من صفحاته . تحية وتقدير

غير متصل متي اسو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 926
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
اخي نيسان المحترم
اشكرك على ملاحظاتك واؤيدك بكل ما جاء فيها....
دون ان ندري تطبّعنا بثقافة البدو الذين شاء القدر ان يحكمونا .... نفكر ، بشكل او بآخر ، مثلهم  ونردد شعاراتهم . يبدو ان ثقافتنا لم تسعفنا في الافلات من هذا التأطير الذي وضعنا أنفسنا فيه ... تحياتي .