المحرر موضوع: الإباحية في كتب التراث الجنسي العربي  (زيارة 4351 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عمانويل ريكاني

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 147
    • مشاهدة الملف الشخصي
             الإباحية في كتب التراث الجنسي العربي
                                عمانوئيل يونان الريكاني/ أستراليا
يعتبر الجنس عند العرب أحد أقانيم الثالوث المحرم مع الدين والسلطة الذي يمنع منعاً باتاً شرعاً وقانوناً ممارسته خارج إطار العلاقة الزوجية من أجل المحافظة على المجتمع من الأنهيار والأخلاق التقليدية من الأنحطاط لذلك هو محاط برقابة شديدة من قبل الدوغمائيين والمعصومين والقطعيين الذين نصبوا أنفسهم نواب السماء على الأرض ووكلاء الله على البشر المصابين بغيبوبة حضارية وفقر دم الأعتدال والأنفتاح .فأقتحام سجن باستيل يكون أسهل من محاولة أختراقه وأبداء  رأي مخالف فيه عن هؤلاء القوم.ومحاولة النخبة المثقفة أختراق الجدار العازل وعصرنة الجنس وأنسنته وتحريره من النسق الثقافي الرجعي وأنقاذه من لغة الحلال والحرام الخانقة والتعامل معه بشكل واعي ومسئول بعيداً عن أي ضغوط خارجية أي دعوة الى الأباحة الإيجابية لا الإباحية الرخيصة أشبه ما يكون هذا في ظل المد الأصولي الدخول الى حقل الألغام لأن قوى الظلامية الفكرية سيفها متسلط على رقاب كل من تسوله نفسه عبور الخطوط الحمراء التي وضعتها لأن زعزعة النظام الأجتماعي والسياسي القائم يتعارض مع مصالحها الذي يدر عليها لبناً وعسلاً. أن التقنية الجديدة أزالت الحدود وقلصت العالم جاعلة منه قرية صغيرة والمعلومة فيه أصبحت في متناول يد الجميع وهي تنتقل من والى أبعد نقطة في كوكبنا بسرعة البرق رغماً على قيود المؤسسة الدينية فلا داعي للأرهاب الفكري.لكن لا زال حماة الدين وحراس العقيدة بالمرصاد لكل منشور يخرج من دار النشر الذي لن يرى النور بدون موافقة منهم.
 تم ترويج ثقافة العيب والحياء من قبل العقلية الرجعية بدل الثقافة الجنسية السليمة القائمة على أسس علمية أكاديمية .حتى الكلام في الجنس تلميحاً أو تصريحاً بات محظوراً في الجلسات الخاصة وفي المحافل العامة يعد ممنوعاً وفي المدارس لا يدخل كمادة في التعليم لتثقيف الشبيبة بهذه الغريزة الحياتية خوفاً  من إثارة الغريزة وأستفزازها ويحصل ما لا تحمد عقباه لذلك يتم تفضيل الجهل المقدس على العلم النافع .هذا الرهاب من الجنس الذي لا مبرر معقول له عكس ما كان عليه الحال في القرون الوسطى التي تنقله ألينا كتب التراث الجنسي المشهورة ومؤلفيها شخصيات غنية عن التعريف من الشعراء والأدباء والفقهاء والعلماء التي عكست واقع المجتمع أنذاك حيث الحرية الجنسية في أوجها والتهتك والأباحية والفحش في الألفاظ لا مثيل له.
تحت ذريعة "حماية الأخلاق"و "حفظ الأداب العامة" تحاول الأنظمة الدينية المتسلطة مع السلطة السياسية الحاكمة في الهيمنة على عقول وأجساد الناس من خلال التحكم بأفكارهم ومأكلهم ومشربهم وملبسهم.وتحاول زرع فيهم بذور الوهم الجماعي وتخدر عقول العوام في الوقت التي تنشط فيهم الجهل والبلاهة والتفاهة حيث توحي أليهم أنهم مجتمع ملائكي وعالم مثالي.لذلك تلاحق المؤسسة الدينية الفاسدة نتاجات المفكرين والمثقفين من كلا الجنسين وتصادر كتبهم خاصة ذات النكهة الجنسية التي لا يروق لها.

إن أعتقاد أهل اللحى إن ما يقومون به هو محاربة الرذيلة والأثم والذنب يزيد الطين بلة فنظرية كل ما هو ممنوع مرغوب تكذبه لأن مشاهدة الأفلام الإباحية في زيادة مطردة وإنتشار المجلات الخلاعية حدث ولا حرج ناهيك عن بيوت الدعارة التي أصبحت مهنة تدر مالاً وفيراً فما هو ممنوع علناً متداول سراً أي من تحت الطربيزة كما يقول أخواننا المصريين. لماذا الكيل بمكيالين ألم يقرأ هؤلاء الشيوخ والفقهاء والدعاة كتب التراث الجنسي عند العرب لمؤلفين من أئمة الأدب والتاريخ وأرباب الشعر واللغة من أمثال للسيوطي والتيفاشي والأصفهاني والجاحظ وأبي نؤاس  ...ألخ الذين كتبوا كل شاردة وواردة عن الجنس وبلغة سوقية بأمتياز حيث من فاتحة كتبهم الى خاتمتها لا يخلو سطر من ألفاظ الزنى والفحش والمجون والفجور  والإباحية والسحاق واللواط والخلاعة وبعضها لا زال متوفر في المكتبات وعلى صفحات النت والمؤسسة الدينية تقف مكتوفة الأيدي لا تحرك ساكن.سأسرد مقتطفات من بعض هذه الكتب الذائعة الصيت المليئة بألفاظ بذيئة خليعة داعرة تخدش الحياء وتجرح الأدب.لذلك عزيزي القارئ أستميحك عذراً بأنني من أجل الأمانة العلمية والمصداقية التاريخية سأنقل هذه الكلمات نصاً كما وردت في كتب التراث الجنسي دون رتوش ولا تحميل أو تكحيل وأن كانت قباحتها يأباها ذوقنا المعاصر.
١- نواضر الأيك في معرفة النيك. للأمام الحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفي سنة 911 هـ. دار الكتاب العربي .دمشق ص.ب34825
يعد من الكتب ذائعة الصيت الذي يتكلم فيه عن الجنس والأوضاع الجنسية بأستخدام ألفاظ شوارعية لأعضاء الجهاز الجنسي للذكر والأنثى.مقتطفات من هذا الكتاب
تزوجت من واحدة منكمو      فنكت بشفعتيها أربعينا
ونكت الرجال ونكت النساء    ونكت البنات ونكت البنينا
وأرسلت أيرى في داركم         فطوراً شمالاً وطوراً يميناً
وفي مكان أخر:
وأتيتها فنكتها ليلة         قد أحلى من الجلاب
فأطمئنت لنيكتي وتثنت    وهو فيها قد حاز حد نصاب
بين غنج مستعذب وشهيق    ودنو ملاصق وأنجذاب
بات أيرى من وصلها بارد العيش   وأيرى من كسها في ألتهاب.
وقال أيضاً:
تكشف عن غليظ الشفر ألمي
                                      فيرقد عنده الأسر الحرون فيالك مغلقاً بضا نتيفاً   
                                  سميناً دون ملمسه العجين
أسيل الخد مثل النهر صلق ال
                                  جبين وفوق جبهته الغضون
له من جنة البضات بظر
                                    حواه بالبياض الياسمين
وقالت عندما خوضت فيها
                                       تأخر أيها الشيخ الحزين
دع التلوين في أكناف كسي
                                        حنانك ما به ماء وطين
بهذا الأير تطلب وصل مثلي
                                       فهذا الأمر شيء لا يكون
رويدك حركيه ولا صغيه
                                       يكفك إنه أير مهين
ينام على مخدات المخاصي
                                      ولَم يرفع له أبداً جفون
فقالت كم أحركه بكفي
                                     ويرقد مثلما يرقد الجنين

-2-الروض العاطر في نزهة الخاطر.يرجع الى القرن الخامس عشر ،مؤلفه ابو عبد الله محمد بن محمد النفراوي جاء في  ص17:
نحن العبيد شبعن في النساء ولا
                                  نخش مكيد كياد وأن قدرا
إن الرجال إلينا تطمئن بمن
                              يفر عليهم حقيقة ليس فيه مراً
وأنتن أيتها النسوان ليس لكن
                            صبراً على الأير هذا القول مشتهراً
فيه حياتكم وأيضاً موتكم
                             وفيه رغبتكم في السر والجهراً
إذا غضبتن على الأزواج ترضيكم
                              أزواجكم بضرب الأير يا حسراً

٣- رجوع الشيخ الى صباه في القوة على الباه.
للعالم احمد بن سليمان ويقال أنه ألف هذا الكتاب بأشارة من السلطان سليم خان الأول سنة 903هـ.
لا بستقبح النيك في الإست لحسن الأليتين
فأنهما من حسنهما يصحبان وكفى ذلك فضلاً فكيف
بالضيق فسلس الطريق وحسن المنظر لأن تركيب الأير في الإست كالأصبع في الخاتم .ص119
وقيل خطب بعض الظرفاء طريفة فأقتنعت فكتب أليها رقعة يقول فيها:
فأقسم لو رأيتي رأس إيرى    قبيل الصبح أو حين السحور
لأنساك النساء وكل سحق    ورد هواك في كل الأيور ص132
٤- العقد الفريد الجزء الرابع من تأليف أبن عبد ربه الأندلسي لا يخلو من شعر وأدب المجون.
قال أعرابي حين كبر وعجز : عجبت من إيرى كيف يصنع ...أدفعه بأصبعي ويرحع ويقوم بعد النشر ثم يصرع.
ويقول في مكان أخر :
لا يعقب التقبيل الا زبي ... ولا يداوي من صميم الحب
إلا أحتضان الركب الأزب ... ينزع منه الأير نزع الضب
٥-نزهة الالباب فيما لا يوجد في كتاب.شهاب الدين احمد التيفاشي يقدم مسحاً شاملاً للظواهر الجنسية في المجتمع الاسلامي في القرن السابع الهجري متناولاً طبقات القوادين والزناة واللواطيين والمساحقات وأساليب عملهم أما بأسلوب شعري أو نوادر .
قيل لمزيد (أمرأتك تساحق) قال :(نعم أنا أمرتها بذلك )فقيل:ولم ؟ قال :لأنها أنعم لشفرها وأنقى لفم فرجها وأجدر اذا ورد عليها الأير أن تعرف قدره.
لابن الحجاج:
حاضت وكانت لي ديون مضت
                                      عند استها من مدة طائلة
فبت في الوقت على سرمها
                                        ودية النيك على العاقلة
٦-ديوان الي حكيمة .سمي بأيريات ابي حكيمة وهو ينتمي الى ما يسمى شعراء المجون لذلك تم طمس قصائده من قبل المحافظين لكن محاولاتهم ذهبت ادراج الرياح فقد بقى ديوان ابي حكيمة لصاحبه ابو حكيمة راشد بن اسحق وقد نال في العصر العباسي كثير من الشهرة . ينتمي ديوانه الى نوعية شعر الرثاء لكن لا رثاء على غرار من يفقد عزيز على قلبه أخ أو صديق مثل رثاء الشاعرة العربية المعروفة خنساء أخيها صخر بل رثاء عضوه الذكري نظراً لأصابته بالعنة والعجز الجنسي.
أذللتني بعد عز ويلّي عليك وعولي
قد كنت حربة نيك فصرت ميزاب بول
جلت عيوبك عندي عن كل وصف وقول
ويضيف في رثائه ونعيه
أبكي على لهوي ولذاتي بعبرة تشفي حراراتي
أبكي على أير ضعيف القوى يخونني في وقت حاجاتي
ينام عما يستلذ الفتى ونومه إحدى المصيبات.

٧- مختارات من كتاب قصائد ابي نواس المحرمة.أسمه الحقيقي الحسن بن هانيالحكمي وأشتهر بكنية ابو نواس ولقب بشاعر الخمر ويعتبر من اشهر شعراء العصر العباسي ولد في خورستان لأم فارسية وأب دمشقي وعاش معظم حياته بالعراق وأشتهر بلهوه ومجونه وحبه الشديد للخمر. 

رأس اليتيم :
أني من شهرين بمنزل أجاهر الله بأمر عظيم
ما مر يوم ولا ليلة إلا أيري في أست عبد الكريم
يمسح أيري كلما نكته كأنما يمسح رأس اليتيم
ما كان أحلاه :
ما أستكمل اللذات إلا فتى يشرب والمرد ندماه
هذا يفديه وهذا إذا ناوله القهوة حياه
وكلما أشتاق الى قبلة من واحد ألثمه من فاه
سقيا لدهر كنت فيه لهم معاشرا،ما كان احلاه
نشربها صرفا ولم نقترع وشرطنا : من نام نكناه.

هذه نقطة في محيط من عشرات الكتب  ومئات القصائد وألاف بيوت الشعر  التي تناولت الجنس وأوضاعه وأشكاله لا نستنكر ما لبعضها من قيمة علمية وفوائد عملية لازال معمول بها . ان تسليطنا الضوء  على اللغة الفاضحة والصريحة المخلة بالأدب والخادشة للحياء لم يكن من اجل إدانة أو دفاع قبول أو رفض بقدر كشف  أزدواجة موقف رجال الدين من بعض الأمور فهم ينظرون الى القذى في عيون كتب الجنس الحديثة ولا ينظروا الغابة في عيون كتب الجنس القديمة. ان الخطاب الأخلاقوي الطهري  الذي يريد ان يحول كل فرد الى ادم حيث البراءة قبل السقوط حسب الأساطير الدينية لهو وهم الأوهام أنه كمن يريد إرجاع الزمن الى الوراء اي ان يصير الشيخ طفلاً .ان تجاهل هذا الخطاب المتطرف لرغبات وأهواء وشهوات وغرائز الفرد وفرض سلوكيات شكلية معينة من اجل تصديرها للغرب الكافر بجواز اخلاق مزور هو الذي يعيد انتاج عقلية النفاق والرياء كما هو الحال عندنا.