سوْال وجيه : لماذا لا يتم انتخاب اسقف
من عنكاوا ؟
بطرس نباتي في البداية ، ارجو ان لا يفسر ما أودُ طرحه هنا وكأنه انتقاص من كاهن او اسقف ولا هو نقد لكنيستنا كمؤسسة ، وخاصة ان الرئاسة الحالية لكنيستنا الكلدانية عودتنا على الصراحة وعلى ان نكشف لها ما يعتمل في صدورنا نحن الذين رضعنا مباديء الإيمان مع اول قطرة من حليب امهاتنا ..
بعد انتهاء أعمال السنهودس الكلداني لاساقفتنا الإجلاء صدر بيان يعالج العديد من القضايا التي تهم كنيستنا العتيدة ، ومن جملة ما لقت نظري في الشأن الكنسي هو ،اولا انتخاب أساقفة للابرشيات الشاغرة ومن اهم ما ورد في هذه الفقرة هي تلك التي وصفها البيان بالضوابط القانونية والصفات المطلوبة في المرشح الا وهي (: حسن السيرة، والروحية العميقة، والقيادية والثقافة، والانفتاح والشفافية)
خلال تأملي بهذه الصفات المطلوبة في الأسقف عند ترشيحه وجدتها تطابق ايجابا بالعديد من أساقفتنا الإجلاء اليوم ووجدت ايضا قسما منهم بعيدين عنها وخاصة حسن السيرة ابان الفترة قبل ترشحهم للأسقفية ، والبعض الاخر يفتقر الى الانفتاح والشفافية في تعاملاتهم مع ابناء ايبارشياتهم ، ولكن السؤال الذي كان يطرق بقوة في ذهني وربما ذهن العديدين من امثالي والذي ربما يحتاج الى مقدمة تاريخية لعرضه .
مثلا بلدتي عنكاوا هي من اقدم الحضائر التي اعتنقت الكاثوليكية وارتبطت بالكرسي الرسوليي من بلدات مشرقنا ورفدت الكنيسة الكلدانية بطاقات خيرة من ابنائها حيث لبى العديد من ابنائها نداء الرب ونذروا انفسهم ككهنة أو رهبانا او راهبات والمتتبع لتاريخ عنكاوا يجدها من المدن الكلدانية المأهولة بالسكان وجل سكانها هم من الكلدان حصرا ، ولا يدانيها من التجمعات السكانية الكلدانية اية مدينة اخرى ، وطيلة تاريخها الطويل لم يتم ترشيح اي من كهنتها الإجلاء للدرجة الأسقفية ، رغم ان الصفات التي وردت في بيان الأساقفة الكرام ينطبق على العديد من ابائنا الكهنة في عنكاوا سواء في القديم او في الازمنة الحالية ، هذه الخواطر جالت في مخيلتي وانا اتصفح تاريخ عنكاوا الطويل مع كنيستنا الكلدانية ، اهلنا هنا في عنكاوا متمسكون جدا بالايمان الكاثوليكي وهم مؤمنين كلدان حقيقيون إيماناً وانتماءً ولم يبخلو يوما بأي شيء من اجل كنيستهم الكللدانية العتيدة ، فهم قد تبرعوا بأعز ما يملكون لكنيستهم ، من أراضي زراعية ودور وغيرها وجعلًوها وقفا لكنيستنا الكلدانية ، وأهالينا رغم وجود انتماءات فكرية وحزبية في وسطهم الا انهم متشبثون بإيمانهم وبانتمائهم للكنيسة الكلدانية ورئاسلتها ، والاباء الكهنة من اهالي عنكاوا هم نتاج ما يحمله مومنيها من تعلق بكنيستهم وإيمانهم المسيحي ، وهم سواء الان او فيما مضى كانوا اضافة الى حسن السلوك والسيرة ،منفتحين على طائفتهم خدومين لخورنياتهم ، قبل أيام زارني احد اباء الكهنة وهو صديق قديم طرحت عليه هذا السؤال حصرا ، بعد تامل قصير أجابني بصراحته التي عهدتها منه منذ زمن ، قال أتدري لما قلت لو عرفت الجواب لما سألتك هذا السؤال قال
لان الترشيح ياتي من أساقفة الأبرشيات او من سيادة البطاركة ولكن يتم أخذ برأي اسقف الأبرشية عندما يترشح احد الكهنة للأسقفية حيث يكون للأسقف القريب من الكاهن دراية تامة ومعرفة بكهنته من غيره ، ويبدوا لحد الان الأساقفة الذين تولوا المسؤلية في اربيل لم يقتنعوا بكهنة عنكاوا لذلك لم يتم ترشيح احدهم لحد الان ..
عندها رحت أعد لصديقي الكاهن كهنة قديرين سواء في الماضي او الحاضر وجميعهم اهل بتحمل مسؤولية الادارة والأسقفية ، الا انه لم يترشح منهم احدا للأسقفية ،لماذا ؟ لم يجبني صديقي العزيز سوى ببعض الملاحظات الباهتة المستقات من هنا وهناك بدون ان يعرف هو ايضا ما هو السبب الحقيقي .
اذن لا زال هذا السؤال قائما لماذا لم يتم لحد الان ترشيح اسقف واحد من عنكاوا ؟ لماذا تجمعات سكانية لمدن صغيرة نسبيا بكلدانيها رسم من كهنتها اكثر من اسقف ؟ مثل أية قرية من قرى زاخو او عمادية او القوش او كرمليس او شقلاوا او غيرها على سبيل المثال ، رُسموا كاساقفة لابارشية اربيل وأتخذوا عنكاوا مركزا لإقامتهم ، بينما رغم وجود كهنة تتوفر فيهم هذه الشروط واُخرى غيرها في عنكاوا الا اننا لم نجد رسامة اسقف واحد من عنكاوا طيلة تاريخهاالطويل ، انه مجرد سوْال ، اتمنى من الآباء المشاركين في السنهودس الكلداني الإجابة عليه ، وهل تم ترشيح كاهن من اهالي عنكاوا ليتبؤ سدة الأسقفية من قبل السنهودس الحالي ، وذلك خلافا وكسرا للقاعدة التي مر ذكرها كي لا يشعر اهلنا بالمزيد من الغبن من اقرب الناس اليه ، اننا ننتظر ما سيصدر عن السنهودس الحالي من قرارات لاحقة عسى وعلى يكون خيرا ..