المحرر موضوع: أزمة الثقة في قيادة الاتحاد الاشوري العالمي !!  (زيارة 1303 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل أوشانا نيسان

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 322
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني


أزمة الثقة في قيادة الاتحاد الاشوري العالمي !!
   
أوشـــانان نيســان
في خضم المعاناة الحقيقية التي كانت تخيّم على وجود ومستقبل شعبنا الاشوري في العراق والعالم، أبتداء من التداعيات المأساوية التي خلفتها الدولة العثمانية ضد وجود شعبنا الاشوري أبان الحرب العالمية الاولى ومرورا بسلسلة من الجرائم البشعة وعلى راسها الجريمة اللاانسانية التي أقترفتها الدولة العراقية الشوفينية والجيش العراقي تحت رئاسة وزير دفاعه المجرم بكر صدقي، في خضم كل تلك الاحداث الدموية المتفاقمة جاءت ولادة الاتحاد الاشوري العالمي في فرنسا  13 نيسان عام  1968، بمثابة ولادة حقيقية للامال التي كانت في طريقها أن تتبدد أثر اصطدامها بصخرة الدولة العراقية الجديدة أولا ثم الانانية الذاتية والتعصب القبلي في سلوك العديد من المماليك وشيوخ القبائل اي فئة السادة ثانيا.
صحيح أن قيادة الاتحاد الاشوري العالمي نجحت وبأمتياز في  البدايات الاولى من التأسيس، في تحقيق بعض الاختراقات في نسيج جدار العزلة التي فرضتها الدولة العراقية بالتعاون من الاستعمار البريطاني على وجود وحقوق شعبنا الاشوري وهو على ارض اباءه وأجداده في العراق وعلى راس تلك الانجازات، شبه تدويل قضيتنا القومية – الوطنية على الاقل ضمن أروقة الامم المتحدة، الى جانب تقييم دور شهداءنا الابرار من خلال تعميد يوم الشهيد الاشوري والاحتفال به في السابع من أب/ أغسطس وفي كل عام.
 
ولكن وفي الوقت نفسه يجب الاعتراف، أن قيادة الاتحاد الاشوري العالمي وتحديدا "الجناح العراقي"  انحرف كثيرا عن خطه العام باعتبارالاتحاد " التنظيم الام أو الجامع" لجميع تنظيماتنا السياسية من دون تمييزأو تهميش، بحيث نجحت القيادات تلك ومنذ السبعينات من القرن الماضي في تحويل الصراع على الجيوبولوتيك والعصبية القبلية بدلا من الصراع على هوية الامة الجامعة وحقوق شعبنا المضطهد. كل ذلك حصل من خلال تحويل قضية شعبنا المصيرية الى مهمة ثانوية وفرعية للاسف الشديد بعدما ثبتّت مصالح الدول أو الجهات المانحة على رأس أولوياتها. ولاسيما بعد أخفاق قيادة الاتحاد الاشوري العالمي في تشكيل اللوبي القومي الاشوري الفاعل، طبقا لما تعودوا أن يتبجحوا به في كل اجتماعاتهم بمناسبة وبغيرها.
هذا النهج الذي مثلما سهل عملية فقدان الثقة والاحباط بين قيادة الاتحاد الاشوري العالمي وبين بقية ألاحزاب والمنظمات السياسية ومؤيديها من أبناء شعبنا الاشوري، بالقدر نفسه سهل عملية تقويض قدرة هؤلاء القادة من الصف الاول على القيادة بعدما فقدوا الثقة في بعضهم البعض منذ عقود.

والسبب يمد بجذوره الى حقيقة أخفاق القيادات السياسية للاتحاد في تحمل مسؤولية الهزيمة وأعداد الخطط الناجعة والبديلة لمجمل التغييرات التي طرأت وتطرأ داخل الوطن والعالم  بانتظام من جهة، الى جانب غياب القدرة الذاتية لقيادة الاتحاد الاشوري العالمي في أستيعاب جوهرهذه التغييرات  داخل العراقين القديم منه والجديد. هذا العراق الذي تحول الى أتحاد فيدرالي ولربما سيتحول مستقبلا الى ثلاث سيناريوهات محتملة من الجهة الثانية.

أما السبب الحقيقي باعتقادي وراء تفاقم ازمة الثقة في صفوف قيادة الاتحاد الاشوري العالمي وبقية الاحزاب والمنظمات التابعة لابناء شعبنا يعود باعتقادي، الى الجهة السياسية "الخارجية" أو الدولة التي تتبنى مسؤولية تخطيط أجندة ألاتحاد والاولويات المثبتة عليها بما فيها التنفيذ باعتبارها الجهة التي تتحمل الاعباء المالية وفق الشرط المثبت مسبقا على راس أجندة الاتفاق السري الموقع بين شخص رئيس الاتحاد أو رئيس الحزب والجهة الممولة.

هذا من جهة ومن الجهة الثانية، يجب الاستفسارعن الاسباب الحقيقية وراء عدم ترشيح مسؤول فرع الاتحاد الاشوري العالمي في وطن الاباء والاجداد العراق خلال كل هذه المراحل. رغم أن تداعيات الكوارث والمأسي التي مرت أصلا على أبناء شعبنا الاشوري داخل الوطن، كانت باعثا أساسيا وراء حاجة شعبنا الى هذا الاتحاد الجامع رغم معرفتي أيضا، أن مطلب وجود ممثل الاتحاد الاشوري العالمي داخل الوطن كان ولايزال على رأس أجندة المطاليب التي كانت تطرحها معظم القيادات السياسية لآبناء شعبنا وتناقشها بجدية مع السكرتير العام للاتحاد الاشوري العالمي السيد يوناثن بيث كوليا في كل زيارة من زياراته ولقاءاته المتكررة مع المسؤولين داخل الوطن .

لذلك سيكون من الصعب على رئيس الاتحاد الاشوري العالمي أو غيره من رؤساء الاحزاب والمنظمات المرتبطة بأجندات أجنبية وغير أشورية، أن يكون حرا في العودة الى مرجعيته الاصلية ويتخذ القرارات المناسبة لآبناء جلدته وشعبه بقدر ما يجب، أن ينفذ المطلوب منه حرفيا حتى لو جاء قرارالتنفيذ مخالفا لحقوق ووحدة هذا الشعب المعاني منذ قرون. أذ على سبيل المثال، تم دعوة السيد يوناثن بيت كوليا في جميع لقاءاته مع أغلبية القيادات السياسية والحزبية داخل الوطن باستثناء قيادة الحركة الديمقراطية الاشورية الى ضرورة تنشيط دورالاتحاد الاشوري وجهوده بهدف توحيد الصفوف والكلمة والخطاب القومي الشامل بأعتبارالاتحاد تنظيم جامع لجميع الاحزاب والمنظمات، ولكنه أخفق حتى في تحقيق هذا الهدف وتنفيذه ايضا لغاية في نفس يعقوب ، رغم أن الحليم تكفيه الاشارة.
ففي أخر مناشدة للسيد يوناثن بيت كوليا يقول" أن المجتمع المسيحي والاتحاد العالمي الاشوري في أيران، لايحتاج الى ذرف دموع أمريكي وهو يعيش بسلام وراحة في ظل نظام الجمهورية الاسلامية... ويضيف أن السلطات في أمريكا لا تطرق الى الجرائم التي ترتكب ضد الاقلية العربية الفلسطينية تحت الاحتلال الصهيوني أو ضد أقلية الايغور المسلمة في الصين أو أقلية الروهينغا المسلمة في ميانمار أو في مخيمات بنغلادش... والجرائم في اليمن ضد الاطال والمدنيين بأيدي حكومات مدعومة من أمريكا متسائلا لماذا لا تستنكر أمريكا الظلم الذي يقع على الاقلية المسيحية في سوريا وباكستان وأفغانستان والتي ترتكب بأيدي جماعات ارهابية تبنتها أمريكا طداعش والقاعدة وطالبان"، ينشر رئيس الاتحاد العالمي الاشوري السيد يوناثن بيت كوليا على صدر الموقع الالكتروني عنكاوا كوم بتاريخ 16 / 08/ 2018.  الغريب في رسالة السكرتير العام للاتحاد الاشوري والمسيحي أن القارئ يحس وكأنه يقرأ بيان الحكومة الايرانية في الدفاع عن مسلمي فلسطين والصين والروهينغا وفي باكستان وأفغانستان واليمن ووو، بعدما نسى أو تناسى رئيس الاتحاد الاشوري عمدا ما حدث ويحدث بانتظام من الجرائم الدموية ضد مسيحيي العراق وطن الاباء والاجداد وتحديدا ضد أبناء الشعب الذي يمثله في البرلمان الايراني والعالم كله وهو الشعب الاشوري طبقا لاتحاده. ولكننا حقا يجب أن نشكر السيد السكرتير العام الجديد لجرأته الواضحة في كشف البنود المستورة والمثبتة على اجندة اللاتحاد خلال أكثر من نصف قرن متواصل.

ولكي لايبقى الحديث محصورا على مضمون بيان واحد يمكن أن نضيف، أن السكرتير العام الحالي للاتحاد الاشوري العالمي السيد يوناثن بيت كوليا، زار لبنان ضمن وفد برلماني أيراني بأعتباره عضوا في برلمان الجمهورية الاسلامية في أيران بتاريخ 5/ أب الجاري ولمدة خمسة أيام. علما أنه لم يلتق بأحد من ابناء شعبه ألا بعد عودة الوفد البرلماني الايراني. حينذاك فضل السيد يوناثن بيث كوليا لقاء بعض الشخصيات السياسية "المسيحية" في لبنان بأعتباره السكرتير العام للاتحاد الاشوري العالمي وفي طليعتها، رئيس الجمهورية اللبنانية السيد ميشال عون وصهره وزير الخارجية اللبنانية السيد جبران باسيل يرافقه شخص من السفارة الايرانية في بيروت. كما والتقى وكيل المطرانية الاشورية في لبنان وهو الاب يترون كوليانا ومطران جبل لبنان للسريان الارثوذكس نيافة المطران جورج صليبا ثم التقى رئيس الرابطة السريانية في لبنان السيد حبيب أفرام.

صحيح أن زيارة السيد يوناثن بيت كوليا جاءت ضمن برنامج الوفد البرلماني للجمهورية الاسلامية في أيران ومن حقه أن يزور العالم كله باعتباره نائبا عن شعبنا الاشوري في البرلمان الايراني، ولكن أذا كانت لديه رغبة في لقاء المسؤولين اللبنانيين السياسيين والدينيين كسكرتير عام للاتحاد الاشوري العالمي ولديه مسؤول فرع للاتحاد الاشوري في لبنان وهو السيد سركون ماروكل، لماذا لم يتم مفاتحته ولا دعوته لحضور جانبا من كل هذه اللقاءات الرسمية والتنسيق بينهما طبقا للمثل القائل، أهل مكة أدرى بشعابها؟ وهل يمكن القول، أن هناك بنود سرية مثبتة على أجندة كل سكرتيرمن سكرتاريي الاتحاد العالمي الاشوري منذ تأسيسه في القرن الماضي وحتى الان، أن يناقشها لوحده من دون اعلام أو حتى أشعار بقية المسؤولين في قيادة الاتحاد الاشوري العالمي؟ ولربما كل هذه الاسباب وأخرى كانت ولايزال في طليعة الاسباب التي تقف وراء التأخيرالمقصود أو تاجيل عقد مؤتمرات الاتحاد الاشوري العالمي. حيث طبقا للمنهاج الداخلي للاتحاد الاشوري العالمي يجب عقد المؤتمر مرة كل سنتين، ولكن تعذرعقد المؤتمر منذ عام 2011 ولحد يومنا هذا لاسباب أقل ما يقال عنها أنها انتماءات ما دون هيبة الاتحاد الجامع لاحزابنا ونهجه في تصحيح مسيرتنا السياسية. أذ كان مقررا قبل شهور عقده في جورجيا وتأجل، ثم تقرر لاحقا عقده في جمهورية لبنان منتصف شهر أيلول القادم، في وقت لم يتم توجيه بطاقات الدعوة للحضور حتى كتابة هذا المقال.