المحرر موضوع: أورهاي تهتز على وقع تراث كنيسة المشرق  (زيارة 1237 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل أوشانا نيسان

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 322
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

أوشــانا نيســان

نسبّح الرب ونحمده في هذه الظروف العصيبة والمراحل الصعبة التي تمرعلى وجود ومستقبل شعبنا الاشوري داخل الوطن وخارجه، بوجود الاسقف الذي لا يقل صوته العذب وشغفه بالترانيم المسيحية  عن شغف الملك داوود في تصفية ذهن المؤمن وجذبه نحو حرم الكنيسة المقدسة. حيث ظل يجاهد ومنذ رسامته أسقفا ومسؤولا عن أبرشية القارة الاوروبية قبل ما يقارب من ثلاثة عقود، حرص في الاحتفاظ بدورالموسيقى والصوت الجميل في جذب المؤمنين الخاشعين ولمهّم بأنتظام بجانب حرم كنيسة المشرق الاشورية. حيث يعرف المتابع لظهور المسيحية وفي مهدها في بلاد مابين النهرين قبل 2018 عام، أن طقوس كنيسة المشرق ولغتها وألحانها العذبة كانت ولايزال أكبر من حجم الجغرافيا التي قسمت بين الشرق والغرب. بعدما أتقدت جذوة الايمان واشتعلت في الافئدة وعقول رجالات الدين في كنسية المشرق وعلى رأسهم مار أفرام ومار نرساي أبتداء من مدينة نصيبين ثم أنتقالا الى أورهاي.

بهدف الاحتفاظ بهذا التراث العريق والالحان الكنسية ودور الموسيقى في أيصالها الى الذوات المؤمنة لآن " من حزن فليسمع  للاصوات الطيبة فأن النفس اذا حزنت خمد منها نورها وأذا سمعت ما يطربها اشتعل منها ما خمد"، يقول الفيلسوف أفلاطون، وبمبادرة رائعة من نيافة الاسقف مارعوديشو، أجتمع عدد غفير من مؤمني كنيسة المشرق الاشورية ومحبي الالحان الكنسية في قاعة أورهاي في ستوكهلم بمناسبة تذكار مريم العذراء يوم الاحد الموافق 12/ أب الجاري.

حيث يعرف المتابع أن جذورالموسيقى والالحان في الشرق ولربما في العالم كله، أنبثقت أساسا من الالحان والترانيم التي كان مؤمني كنيسة المشرق يمجدون أسم ربهم في معابدهم في أرض ما بين النهرين وتحديدا في كنيسة كوخي بأعتبارها أول كنيسة شيدت في وادي الرافدين لتكون مقرا لكرسي جثالقة المشرق.

والامر الاهم في جدول الحفلة الموسيقية المذكورة أعلاه، هو دعوة الشماس القديرليون برخو من الكنيسة الكاثوليكية الشقيقة بالمشاركة  ضمن هذه الفعالية التي عنونها ب " مبادرة طيبة لكنيسة المشرق الاشورية في السويد – نأمل تعميمها وتكرارها، الى جانب الفنانة القديرة سعاد ألياس وكاهن وشمامسة كنيسة مارتوما في ستوكهلم والقس أبرم كاهن كنيسة مارقرياقوس في لينشوبيك.

علما أن الشماس برخو نال شهادة الدكتوراه في "الصحافة والاعلام" من جامعة يونشوبيك في السويد وهو يحاضر اليوم في جامعة من جامعات دولة قطر.

حيث صعد الشماس على المسرح حاملا معه ألته الموسيقية المفضلة  "كمان" والابتسامة لا تفارق محياه. وللحق يقال فانه نجح في أشراك الحضور معه وسط تفاعل لافت ولاسيما بعدما أكد للحضور " أن كنيسة المشرق وطقسها وتراثها وأناشيدها تتطلب المشاركة من الجميع وهي مناسبة للفرح والسعادة وليس الحزن والقنوط".

وفي الختام شدد نيافة الاسقف مارعوديشو والشماس ليون برخو مرارا، على أن المسيحية جاءت لتعزِّز السعادة وترسخها في قلوب المؤمنين. حيث شدد الرواد القدماء في كنيسة المشرق ابتداء من مدرستي أورهاي ونصيبين على الموسيقى والتراتيل الكنسية ولنداءات ماربولس الرسول الموسيقية  لأهل كولوسي حين قال، "مكلّمين بعضكم بعضاً بمزامير وتسابيح روحية، مترنّمين ومرتلين في قلوبكم للربّ"، كذلك أستجاب الحضور في قاعة اورهاي للالحان والتراتيل التي قدمتها الفنانة القديرة سعاد ألياس وبمشاركة كورال كنيسة مارتوما في ستوكهلم.

وفي ختام الحفلة كان يمكن مشاهدة الفرحة والابتسامة على وجوه الحاضرين وتحديدا عندما اصّر عددا من الحاضرين على مطالبة نيافة الاسقف مار عوديشو على ضرورة تكرار هذا النوع من الانشطة والترانيم الموسيقية والتفاعل لما فيه من الاثرالجيد على الترابط بين الكنيسة وبقية شرائح مجتمعاتنا المسيحية في كل مكان.