المحرر موضوع: ما كنتُ لأطير لولا أسئلتي الصدئة  (زيارة 1771 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كريم إينا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1311
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ما كنتُ لأطير لولا أسئلتي الصدئة
كريم إينا

ما كنتُ أطيرُ على فضاء موتي
بل ألتفّ كلّ ساعة بوجه آخر
أطلقُ شمسُ الظهيرة
على ظلام مول عنكاوا
كي تخرج الأشباح من جسدي المتحجّر
***
عبرتُ غابة حلمي
نحو مقهى الفنجان
جواز سفري يمرقُ ممرّات وقتي المنهارة
من يعيدُ لي قواربي الضائعة
من مدينة الظل
***
أشحذُ نومي نظارةً لبصري
أدلجُ عقاب سكائري المعدمة في بطاقة النسيان
الأسفار تراقبُ رحلتي نحو هجيع المطر
لا شيء يوقفني سوى ومضة ريحي الظمئة
أستطيعُ أن أرشف لمعان الفضة
من وجوه الشحاذين
أمّا البقية سيسلّمهم وجه جلاد المقصلة
***
من هموم علاماتي
أنصتُ على أسئلتي الصدئة المتخفية
في مداخل الحيطان
أسوقُ بياض الثلج نحو ساريتي المشتعلة
كي أبرّد ظهر أبديتها من هموم الإحتراق
***
أتيه دائماً من أصوات الطبل المجوّف
أرسمُدخاناً على قسمات رفوف اليقضة
أو على قدح القهوة
فتضربُ كفّة الموت
على بطن إنتظاري
فأصبحُ أوّل الحالمين
نحو لمسة الماضي المجهول
أحصي مآثر الحرائق
وهي تقفُ بوجه الريح المستعرة
***
هكذا شئتُ أحملُ إكذوبة تقويمي وراء السحاب
لأعانق عالمي المتيّم
وهو يضحكُ على رحيق شبابيالمشرّد
فينخرُ بها قلبي مئات المرات
كمرايا الزجاج المتناثرة
على سراب زاويتي المشلولة
***
بين أقدام المساء
أعلنُ كوابيسي السرية
لتحلّق في فضاء عزائي
تتفرّسني علبة كبريت
في محرقة الأمراء
وهي تفتحُ سفر الخروج
***
يجدني الليلُ
وأنا أتقيأ بياض جلدي المريب
كانت عبرتي تحدّقُ داخل نهاياتي
لتلطم موجة عتمتي المظلمة
مخلوقات لا تتوقّف
عن حصد رؤوس آبائنا العميان
أتأمّلُ غروباً في شمعدان الروح
لا يضاهيه فضاء الكون
يبتعدُ الطوفان عن أسنان الحوت
ويفتحُ قفّازهُ المعدوم الأصبع
***
مجرّد ستارة تنتقلُ
بينَ بالوعات الأجنحة الصدئة
وأحياناً أسمعُ نزوح ذبابة
من مقهى العالم المنسي
تسمّرُ عيونها
تسترقُ النظر من تورية الطفولة
***
كانَ مساءً يهزّ زاوية ضوئي الصدىء
يهدلُ روحهُ بين الطوفان والجوع
أطرقُ على سنواتي الباقية
لتحرّك ريشة الذاكرة
أنا الذي هرب
في حالة إنذار الأجراس
لم أتحمّلُ جمرة أصابعي المدفونة
كعاصفة في مقهى بغديدا
تهتزّ تمخرُ جسد المدينة
***
أغمضُ عيني الفارغة داخل نفق منعطف
فأرى ليل وجهي الأسود
معلّقاً بين خيالاتي المتشظّية
كان أبي يلهمني أخبار الطوفان
عندما كان يحصي لي عدد مناجل الحصاد
وهي تطيرُ في مناقير الهواء المرفرفة
مرةً تقذفُ طيناً وأخرى جلداً أزرق
تغلي أحشاءهُ من باطن الأرض
***
صدفةً وأنا وحدي في الليل
أنادي بقية عظامي
لتحتفل في لمّ الشمل
حتى الفجر يسافر
ضمن صحني الفارغ
يعكسُ صورتي المجعّدة
وهي تبحثُ عن دم يعانقُ الغبار
عند طواحين الهواء
تبدو الدنيا خالية من مجلس الأمن
لمناقشة خبر إقتلاع
جذوري من آثار أجدادي...
***