المحرر موضوع: في تونس زواج المسلمة من المسيحي واليهودي مباح قانونا وشرعا !!  (زيارة 2453 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل انطوان الصنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4286
    • مشاهدة الملف الشخصي
في تونس زواج المسلمة من المسيحي واليهودي مباح قانونا وشرعا !!
----
بتاريخ 14 سبتمبر/ أيلول 2017 اقرا البرلمان والحكومة التونسية وبمصاقة رئيس الجمهورية قانونا شجاعا وجريئا وغير مسبوق في اغلب الدول العربية والاسلامية يقضي (حق المرأة التونسية المسلمة في الزواج من الكتابي - مسيحي او يهودي) بعد نضال خاضه تحالف اكثر من ستون حركة نسائية تونسية مدعومة بالتيار الوطني والديمقراطي والتقدمي والعلماني والاشتراكي في تحدي وخطوة رائدة وفريدة على طريق تحرير المرأة المسلمة من اغلال وظلم وعبودية بعض الفقهاء والمشايخ من الاسلامين المتشددين من الذين يفسرون القرآن والسنة بنظرة ذكورية تمس كرامة المرأة وانسانيتها وتحط من مكانتها طيلة 14 قرنا في عموم الدول الإسلامية رغم تغير الظروف التاريخية والاجتماعية والانسانية والحياتية

طبعا من الناحية الشرعية ساند قرار زواج المسلمة من كتابي ديوان الإفتاء فى تونس الذي يترأسه الشيخ عثمان بطيخ مفتي الجمهورية التونسية حيث صدر بيانا صريحا وواضحا استنادا للقران والسنة وفضلا عن ذلك دعا البيان ايضا  للمساواة بين الرجل والمرأة فى الميراث والحقوق والواجبات

قرار البرلمان التونسي والحكومة التونسية انف الذكر اعلاه والمسنود شرعا اثار جدلا واسعا بين مؤيد ورافض له فمثلا مفتي استراليا الشيخ الدكتور مصطفى راشد احد شيوخ الازهر قال الاتي : (لا يوجد أى نص قرآنى أو حديث صحيح يمنع هذا الزواج، ومن يحتجون بالآية الوحيدة 221 من سورة البقرة: «وَلَا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا، وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ»، نقول لهم: أنتم تفسرون القرآن على هواكم الذكورى،

لأن الآية تتكلم عن المشركين والكفار وليس أهل الكتاب، وهى نفس النص القرآنى الذى يجيز زواج المسلمين من مسيحيات ويهوديات، ولما تسأل المشايخ يقولوا لك دول كتابيين مش مشركين، ليه بقى بتكيلوا بمكيالين ليه؟ وهناك دليل قاطع على جواز ذلك الأمر شرعاً، وهو ما ورد فى السيرة النبوية لابن كثير والسيوطى والواقدى والحلبى وغيرهم، عن استمرار زواج زينب بنت الرسول من أبوالعاص بن الربيع، وهو غير مسلم، وظلّت معه حتى موته على غير الإسلام) انتهى الاقتباس

صدر عن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بيانا معارضا لقرار التونسيين وجاء فيه : ( أن "زواج المسلمة بغير المسلم مخالف للكتاب والسنة وإجماع الأمة، ولا يجوز بحال من الأحوال، إذ قال سبحانه وتعالى: "وَلَا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّىٰ يُؤْمِنُوا"، البقرة:221، وقال في بيان عدم حل نساء المسلمين للكفار: "لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ"،الممتحنة:10".) انتهى الاقتباس

وبصدد ما تقدم اوضح رأي الشخصي الاتي :

1 - الدستور التونسي الصادر سنة 2014م لم يعتبر أن الإسلام مصدر رئيس للتشريع بل لم يذكر حتى ان الإسلام واحدًا من مصادر التشريع أصلًا حتى لو كان مصدرًا ثانويا واكتفى الدستور بانتساب الدولة إلى الإسلام فجاء في  الفصل الأول من الباب الأول (تونس دولة حرة مستقلة، ذلت سيادة، الإسلام دينها، والعربية لغتها، والجمهورية نظامها)
وجاء في الفصل الثالث من الباب ذاته (الشعب هو صاحب السيادة، ومصدر السلطات، يمارسها بواسطة ممثليه المنتخبين أو عبر الاستفتاء) نعم مثل هذا الدستور العلماني يكفل ويضمن حقوق الجميع دون استثناء فمتى يكون لنا في العراق مثل هذا الدستور ؟

2 - يبدو ان تحريم زواج المسلمة من أهل الكتاب ليس حكمًا شرعيا لكنه اجتهادٌ فقهيٌّ فليس هناك نص واضح وصريح يحرّم زواج المسلمة من كتابي والاجتهاد مقبول ومسموح فيما لم يرد فيه نص واضح وصريح وهو أيضا غير ملزم وقد يكون مقبولًا أو صائبًا في حينه (بزمانه) وغير مقبول اليوم وقد يكون له ظروف وملابسات وضرورات ومعطيات خاصة في زمان ومكان قد تختلف عن مثيلاتها في زمان ومكان آخر مما يجعل تغيير الفتوى أمرا جائزا ومسموحا

3 - مشكلتنا نحن المسيحين الاقلية في اغلب الدول الشرق اوسطية الاسلامية بشكل خاص واغلب الدول الاسلامية بشكل عام بين الحين والآخر يخرج علينا احد الفقهاء او المشايخ السنية او الشيعية بتصريح مفاده أن المسيحيين كفرة طبعا موضوع التكفير برمته بشع ومقزز ومثير للغثيان لأن الكافر في المفهوم التقليدي للشريعة الإسلامية لا بد من قتاله حتى يذعن للإسلام وللأسف العديد من الشيوخ والفقهاء يحللون مالهم ودمهم واحيانا حتى اعراضهم !!

كما حصل في الموصل وسهل نينوى سنة 2014 عندما اجتاحها عصابات داعش هذا من جهة ومن جهة اخرى نجد اليوم الكثير من المسلمين السنة والشيعة البسطاء الطيبين يقفون حائرون بين ضمائرهم وقلوبهم الذين يرون أن المسيحي الطيب الذي يعاملنه بأخوة ورحمة وإنسانية (عيش مشترك) ويؤمن بوجود إله واحد ويوم حساب مثله لا يمكن أن يكون كافرا وبين آراء الشيوخ والتي يدعمونها بآيات من القرآن بأن المسيحيين كفرة !! ويتساءلون فلو كان القرآن يرى أن المسيحيين (واليهود) كفرة لما أباح الزواج منهم !!

4 - الخلاصة ان قرار دولة تونس الشجاع في زواج المسلمة من الكتابي رغم اهميته القانونية والشرعية والتاريخية والانسانية لا تحل مشاكل المسيحين او المسلمين في دول منطقة الشرق الاوسط بشكل خاص لان بعض الشيوخ والفقهاء يستقون بالدين نأمل أن يتم فصل الدين عن السياسة وينتهي الجنون الدموي المفتون بسفك دماء الأبرياء ويسود القانون وأن تظل الوشائج قائمة وتتعمق وينعم الجميع بالحقوق دون استثناء ويستمر النَسَب والمصاهرة والائم والزيارات المتبادلة ويتحقق مجتمع المواطنة وألالفة والمودة

ولنأمل ايضا أن تتوقف الاسئلة الاستفزازية هل المسيحي كافر ؟ هل نهنىء المسيحي بالعيد ؟ هل طعام المسيحي حلال ؟ وغيرها طبعا الاجابة المسبقة مع الاسف عند الكثيرين تكون سلبية تستخف بقيمة الإنسان وحرمته عند الله وتدمر وشائج العيش المشترك والمواطنة بعكس المجتمعات المتحضرة والمتقدمة ترفض الحكم على الأشخاص حسب دينهم ومعتقداتهم ولونهم وجنسهم حيث يصبح السؤال هل المسيحي كافر ؟ وهل المسلم يدخل الجنة ؟ وغير ذلك من الأسئلة خارج التاريخ ومخالفة للقانون الوضعي ومنطق الإنسان القويم المتحضر

                                      انطوان الصنا

                     antwanprince@yahoo.com

متصل وليد حنا بيداويد

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3051
    • مشاهدة الملف الشخصي
رابي ميقرا انطوان الصنا

بعد التحية ومرحبا بالعودة بمقال جديد
كان الشعب التونسي علمانيا بتوجهاته رغم عوائق تشريعات الإسلام السياسي وخاصة ما يمس غير المسلمين.... واليوم معظم اتباع الإسلام السياسي غادروا بلدانهم ليعيشوا مرفهين في الدول الاوروبية وبحماية حكوماتها بعد ان لفظتهم دولهم الاصلية ولم تعد في بلدانهم موقعا اعرابيا لهم بل باتت اوروبا اوكارا جيدة تحتظنهم ومن هناك باتت تحركاتهم مرة أخرى وبحماية الدول الاوروبية
اما في العراق فاختلفت المعادلة فقد تحول العراق من بلد علماني الى بلد اسلامي صرف في دستوره وتوجهاته وبات يحكمه الإسلام السياسي وفرضت على غير المسلمين تشريعات اسلامية متشددة اكثر ما جاء بها الإسلام نفسه وبعيدة عن الروح الإنسانية
نتمنى ان تنهار الانظمة السياسية الاسلامية الآن وفي الساعة ولتعيش الشعوب المسلمة وغير المسلمة معا بنعيم الدساتير العلمانية وهو الحل الاوحد للتخلص من ظلم الإسلام السياسي
تحيتي لك

غير متصل Masehi Iraqi

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 680
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

مقال هادف و مفيد و تنويري لابناء شعبنا
و ازيد عليه ان تونس قريبا تجري استفتاء شعبي للموافقة على المساواة بالارث بين الذكر و الانثى
خصوصا ان الملكية للعقارات و اراضي للمراة لا يصل الى 5 % من المسجلة بالدولة التونسية
بينما المرأة التونسية تساهم بشكل فاعل في اقتصاد الاسرة
الاف الرجال والنساء احتشدوا وسط تونس تأييدا لاقتراح الرئيس الباجي قائد السبسي، إجراء مراجعة قانونية تضمن المساواة في الميراث بين الرجل والمرأة مع احترام إرادة الأفراد الذين يختارون عدم المساواة.
الخبر التالي منشور قبل ثلاث ايام :
http://www.akhbaralaan.net/news/arab-world/2018/8/17/%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D8%B4%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A2%D9%84%D8%A7%D9%81-%D9%81%D9%8A-%D8%AA%D9%88%D9%86%D8%B3-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A5%D8%AB%D8%B1-%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A7%D9%88%D8%A7%D8%A9-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B1%D8%AB
و هذا فديو : مثال لقدرة المرأة التونسية و الدعم الكامل من الرجل .
https://www.youtube.com/watch?v=MnKioDRKybk
السؤال كم تبلغ الملكية للمرأه العراقية الان ؟؟
الجواب سيفتح البصيرة للمطالبة بحق المساواة .
سمير - بغداد


غير متصل انطوان الصنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4286
    • مشاهدة الملف الشخصي
الناشط القومي المعروف العزيز رابي وليد حنا بيداويد المحترم
شلاما وايقارا

اولا ارجو ان تكون بخير وصحة جيدة مع العائلة الكريمة وثانيا اعتذر لتاخر الرد وثالثا شكرا لمداخلتكم وملاحظاتكم وايضاحاتكم القيمة اعلاه واسمح لي ان اوضح الاتي :

1 - نعم دولة تونس من الدول العربية الرائدة في مجال حقوق المرأة والانسان حيث منذ سنة 1956 الرئيس بورقيبة اصدر قرار يمنع بموجبه تعدد الزوجات ولا زال لغاية اليوم مطبق في تونس رغم محاولات التيار الاسلامي المتمثل بالاحزاب ذو التوجه الاسلامي في تونس لالغاء هذا القرار لكن ارادة الشعب التونسي بالاغلبية ونضال الحركات النسائية التونسية حالت دون ذلك

2 - المشكلة ان دستور العراق الاتحادي الذي صوت له عام 2005 ما يقارب 80% من الشعب العراقي دستور متناقض وفيه الغام حيث فيه مواد دستورية تدعو الى منع كل ما يتعارض ويتقاطع مع مبادىء وثوابت الدين الاسلامي والشريعة تبدأ من ديباجته وبعض مواده وفيه مواد اخرى تدعو الى الديمقراطية والحريات الشخصية وحقوق الانسان وحقوق وحريات المكونات القومية والدينية الصغيرة (غير المسلمة) وحقوق المرأة وغيرها ان هذا الاختلاف والتقاطع في الدستور سيجعل منه الذريعة والاساس في قمع وانتهاك حريات المكونات غير المسلمة بشكل مشروع بأستمرار وسيبقى محل خلاف وازمات وصراعات وتوترات مؤجلة وصامتة بين التكتلات والتيارات والاحزاب السياسية ذو التوجه الديني المتشدد والمتعصب من جهة وبين العلمانيين والديمقراطيين والتقدميين والمكونات غير المسلمة من جهة اخرى

3 - الحياة وقيمها بحد ذاتها ليست عبارة عن طقوس للعبادة والصيام والصلاة والتردد الى الجوامع او الحسينيات او الكنائس فقط وانما لابد ان يكون هناك توازن واعتدال ومرونة بين الترويح والاستمتاع والترفيه للانسان ليعبر عن حريته الضرورية ويعيش كما يشاء بوسائل اجتماعية وانسانية ترفيهية بريئة بعيدا عن ضغوطات الحياة والعمل لان التشدد والتطرف في فرض الافكار والاراء والقرارات والانظمة بطريقة عشوائية وقسرية غير انسانية ومقنعة يؤدي الى انتشار النفاق والازدواجية الشخصية والريبة والفساد الاجتماعي والعقد النفسية والنميمة في المجتمع كما حصل في افغانستان سابقا ايام حكم حركة طالبان المتطرفة

بينما في الدول المتقدمة والمتحضرة الديمقراطية يصان ويحترم فيها حقوق الانسان وحرياته والمبادىء الديمقراطية والمرأة ولا تتدخل هذه الدول في فرض تعاليم الدين وشرائعه لكنها تتجه لتشجيع واقامة المسارح والموسيقى والقنوات الفضائية الترفيهية والمنوعة والاذاعات المختلفة والسينما والرقص وتكثر من المنتزهات العامة وتشجع الرياضة والسفرات والنوادي الاجتماعية والمهنية وحتى الليلية للترفيه عن الانسان

للتخفيف من الضغوط النفسية التي يتعرض لها في العمل والحياة وهو نوع من التوازن النفسي والسلامة الشخصية للانسان واغلبها لاتتعارض مع الدين والاخلاق والاداب كما يتصور البعض من المتشددين والمتعصبين وطبعا ان هذه الدول المشار اليها اعلاه قد انشأت واسست وشجعت هذه الوسائل الترفيهية نتيجة ابحاث ودراسات ومقارنات بين المجتمعات التي تعيش في ظل قوانين صارمة ومتشددة والمجتمعات التي تنعم بأجراءات مرنة وسلسة تضمن الحقوق الديمقراطية والحريات الاساسية للانسان بصرف النظر عن دينه وقوميته ومذهبه ولونه وجنسه مع تقديري

                                    اخوكم
                                 انطوان الصنا

غير متصل انطوان الصنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4286
    • مشاهدة الملف الشخصي
العزيز رابي سمير Masehi Iraqi المحترم
شلاما وايقارا

اولا ارجو ان تكون بخير وصحة جيدة مع العائلة الكريمة وثانيا شكرا لمداخلتكم القيمة اعلاه وشكرا لرفد الموضوع برابطين حول موضوع بحث مقالنا عزيزي (قانون الميراث الحالي في تونس كما في الشريعة الإسلامية وفي غالبية الدول العربية والاسلامية على أن للرجل نصيبين وللمرأة نصيب واحد من ميراث الأبوين) وتونس تعتبر من الدول العربية الرائدة في مجال احترام وضمان حقوق المرأة والانسان منذ زمن بعيد واليوم فتحت تونس الجدل حول موضوع يعتبر من المحظورات في العالم العربي والاسلامي وهو تكريس المساواة في الميراث بين المرأة والرجل وقد لاقت هذه المبادرة ترحيبا شعبيا كبيرا من قبل الحركات النسوية التونسية والتيار العلماني والديمقراطي واليساري والاشتراكي رغم وجود معارضة من التيار الاسلامي المتشدد (حركة النهضة ذو التوجه الاسلامي) في كل الاحوال تونس عازمة وتتجه صوب إرساء مبدأ المساواة في جميع المجالات استنادا لدستورها المدني الرائع مع تقديري

                                 اخوكم
                                انطوان الصنا