المحرر موضوع: أشباح التنانير تقضمُ مشهد طهري  (زيارة 1901 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كريم إينا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1311
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
أشباح التنانير تقضمُ مشهد طهري
كريم إينا 
                                       

أرضٌ ترابها عقارب
تستقبلُ أصناماً مجنّحة
تتركُ شرائعها لقوافل الظل
ترابٌ ينتظرُ قطرات المطر المغسول
لتحملهُ أجنحة السماء
نحو نبع الخلود
***
أشلاء بسلالم صفراء
تبحثُ عن أزمنة براقة
من جيكور السياب
هكذا أنهاري تبكي دماً
من براثن حبال الأفاعي
رقرقة الزيت تعلو فوق وحشة الطاوة
وسهام تسرّحُ كواكبها ليراعات مشعّة من رقائق الذهب
سماء تسطعُ مناظرها بميازيب الحرية
تسدلُ الستار لآخر مشهد عن الطهر والقداسة
***
كهرمانة الأربعين
تشهدُ لصوص الغاب وهي تعبثُ بأجنحة الصليب
أصنعُ قضمة مغسولة بدموع الثكالى
وهي تتقطّرُ ببكائها لأعوام هرمة
تنتظرُ مراثيها قبال الشمس
فضاء الفاء والضاد يحويان
ملح الألف وهمزة الإحتراق
إشراقات تتخثّرُ تخرجُ من فم الغيوم المجندلة
خفقات وآهات تنشقُ رحيق العمر المنسي
***
الليلُ يشلحُ صحراءهُ الوردية من ماء وطين
ريح عاصفة تنفجرُ وسط موجة معتصرة
لا يوقفها شعاع الشمس
شتاء الرياح يبعثُ خنافسهُ
لتعرقل قوافل روحي المشرقة
ينابيع مقدّسة تمسحُ دمعها بعد تغيير أشلائها
من يد الكف الأسود
أقانيم روحي الكلية تكشفُ جوهرها
من خلال أشباح التنانير
دمالجٌ موعودة لرؤية الغروب
عظامٌ وأجسادٌ بالية
تنتظرُ غثيان الوحدة
العودة تكمنُ لبقايا رتوش
تتحوّلُ أفواهها إلى مومياء مدفونة
وتنتظرُ حلّ حلمها من بقايا خيوط
عيونٌ تراقبُ سفناً فضائية
تحتسي طاقات حمراء
معزولة من أشباح الغروب
تتفصّدُ ذاكرة الدم
إذعاناً لمواكب السلام
لي هامة الأهازيج تمسدُ وجع الذاكرة
تجيشُ رعشات قلبي المشرّد
نحو قماطات المحبة
بريدٌ مهمل يستلقي على أريكة الآلهة المغبرة
وردة نيسان تتشبّث برموش البحر
وهي تطلق صرختها المجنّحة نحو ربوة الموت
***
في الصباح ينهضني نومي
وتحضنني قامتي نحو عطور السحاب الفسيحة
صوت آخر يترصّدني في الجهة الأخرى
لمعانقة إخدود الوجنات
أبدي فاتحاً يديّ لربّ السماء
لأحصل على بركة الغلبة الملائكية
أناقشُ أحاسيس ربطة الحزن
لتشعرني بلمساتها العذبة
أصرخُ باكياً من وحوش الليل
وهي ما زالت تسرحُ وتمرحُ في شوارع راسن الحزينة
المساء سوسنة تكتملُ بماء الكوثر
حرير ملابسي يرشفُ لمعانهُ
عند حرث مساءات فسائلي
أبراج العبودية تلفّها أكفان الرياح السامقة
وهي ما زالت أوعية
تقطرُ دمي من منبر الروح...
أتوشّحُ حرير المساءات
ممزوجة بينابيع الأزل
أجتاحُ أبجدية السماوات بأحرف سحرية
الصمتُ لا تحدّهُ المسافات
لأشباح ظلالها ممغنطة من أعصاب التاريخ
بذرات راكضة بسموات موشّحة
أحملُ سرادق الوديعة بعوسج الرداء
أتسلّقُ نور الفضاء بشهقات الشفاه
أترمّدُ بكحل المآقي المتشرشرة بالنور والنار
لم أتوار من خمرة الكؤوس
كوشم رسوماته متقطعة بشحنات الآجر الأصفر
يسكبني طلسم ٌ مبقع بالدم حدّ التعرجات
يتثاقلُ من وداعة الليل المضني
تأتيني تترهات نازفة لنواقيس متنهدة
مكتوبة بضلوع الموت
أجعلُ بريد الكتابة فضاء خيالي الموعود
أحاورُ صمتي بتجليات أشباح مكهربة
تتردّدُ على نواعير مائي الأزلي
تتدفّقُ من الأعماق نحو أسوار روحي المكتئبة
أسلحة فتّاكة تشوّه عواصف وجهتي
أرحلُ نحو مواكب دموعي العابرة
وهي تصفُ مذابح هضاب روحي السابعة
الظلام يجفّفُ أجنحة شمسي المكوّرة
عجلات أحادية سوداء تحلّقُ فوق سماء بغديدا
أفلاك السفن تفتحُ فم الأمواج المستعرة
كنتُ شاهداُ على أسئلة الهذيان الأبيض
وهو يصفُ صليب معموديتي
المعلّق بأثداء النجوم البراقة
هكذا تدقُ ساعة طهري المرصّعة بالذهب الخالص
حين أرتّبُ موسيقى حلمي
تتراءى لي رتابة البرق والرعد
وهما يعلنان إبادة عروق الأشجار الندية
فتأتي رقرقات إغترابي
ملاصقة لجدائل الشمش المشرقة
***