المحرر موضوع: هل صحيح, اذا (أ) يساوي (ب) اذن (ب) يساوي (أ) ؟  (زيارة 1566 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ميخائيل ديشو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 663
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي


هل صحيح, اذا (أ) يساوي (ب) اذن (ب) يساوي (أ) ؟

ميخائيل ديشو

 لو افترضنا الكلام اعلاه كان صحيحا, نستطيع القول" اذا كان جيم يساوي باء فأن جيم يساوي ألف ايضا" وقد نستمر الى مالا نهاية. نحن قد لا نتكلم فقط بلغة الارقام وانما بكل الاشياءالاخرى في الحياة, كالبشر  والحيوانات والنباتات والاحجاروغيرها, واحيانا حتى عندما نتكلم بالرياضيات, فاننا نستطيع القول 1 =1 ولكن لا نستطيع القول  مالانهاية +1 = مالانهاية +1 لان مالانهاية لا تساوي مالانهاية. ويقال  لك ايضا لا يمكنك التقسيم على صفر, لان التقسيم على الصفر لا يعطيك نتيجة محددة واحيانا يسمونها ما لا نهاية, وما لانهاية صفر معين لا تساوي ما لا نهاية صفر اخر, تصوروا ارقام في علم الرياضيات غير محددة . وتصوروا هذه الحالة ايضا, شخص غني جدا, سواء كان رجلا او امرأة, يكتب وصيته فيها جملة طويلة واحدة " انا فلان الفلاني بكامل قواي العقلية وحسب شهادة الدكتور المرفقة لا اورث اموالى وممتلكاتي الي اي انسان او حيوان حيا كان او ميتا.". يحتار البنك والقائمون على املاكه ماذا سيفعلون. بالتأكيد ستأتي الحكومة بعد فترة فتستولي على اموال وممتلكات هذا الشخص, لان هي لا أحد من الانسان او الحيوان بل هي ما لانهاية.

عندما نتكلم عن اختلاف بين فصيل واحد من البشر, قد لا نفرق فيما بينهم من ناحية اللون والحجم اواللغة وانما الى ما يختزنونه في عقولهم وينطقون به عن انتماءهم حتى لوكانوا من الاصل نفسه. هذا الذي توصل اليه الغرب  ومحاولة تمرير اطلاق تسمية غريبة عن انتماءهم الاصلي اضافة الى الدولة التي اكتسبوا المواطنة فيها, كأن يقال افريقي امريكي او باكستاني امريكي او هندي او عربي امريكي. ولكن هؤلاء في دواخلهم يعرفون من هم, واغلب الاحيان ستكون مغايرة لمواقف الدولة التي يعيشون والتي اكتسبوا منها التسمية الجديدة اذا حصل اي خلاف مع دولتهم القومية.  البشر يختلفون عن بعضهم بما  يخزنونه في عقولهم وليس بما يقوله لهم الاخرين.
 
ما احوجنا بان لا يقول لنا بعض الناس من نحن وما هو انتماءنا القومي ولكن ما نقوله نحن عن انفسنا. مغالطة بمنطقية هي ان يقوموا بجعل البدأ بما يحاول الانتهاء به . هذه تكون تشويه واقعي في الحجة يكون فيها المبني في حاجة الى دليل او برهان كما الاستنتاج, وفي النتيجة النقاش يفشل في  الاقناع.
 
ما يقولونه  لنا  مبهم كمن يقول مثلا , "اي شئ اقل كثافة من الماء سوف يطفو لان اي شئ اقل كثافة من الماء سوف يطفو. لكن الاصح ان يقولوا "كل شئ اقل كثافة من الماء سوف يطفو لان مثل هذه الاشياء لا تغوص في الماء", وضوح في طريقة ايصال المعلومة تحتاج الى ىشجاعة, اما الاختباء  خلف ان يكون صحيحا سياسيا بمحاولة مداهنة الجميع في ان واحد  فلن يقنع احدا, لان ما يقومون به هو نقاش دائري عند البدأ بما يحاول الانتهاء , عليه يجب ان تكون النتائج صحيحة اذا كانت المقدمات منطقية لاقناع الاخرين.

هؤلاء يضعوننا في مواقف مستعصية في محاولة تفسيرنا لوجودنا, انهم لا يقبلون بنصف الاتفاق. اذا اتفقنا معهم بجملة واختلفنا  معهم باخرى كانت كارثة. لقد وضعونا في مأزق بقواعد متناقضة كما وضعوا  يوسيريان في رواية كاج 22 لجوزيف هلر.

"الطيار اوور كان مجنونا وكان يمكن ان لا يسمح له بالطيران مرة اخرى, كل ما كان عليه عمله هو ان يطلب اعفاءه من الطيران, ولكن في حالة طلبه بذلك فلن يكون مجنونا وسيطلب منه القيام بعمليات قتالية اخرى. هو سيكون مجنونا لو قام بمهمات طيران قتالية اخرى وسيكون  عاقلا اذا لم يقم بذلك, ولكن اذا كان عاقلا كان يجب عليه القيام بالطيران . اذا قام بالطيران  فهو مجنون وكان يجب عدم السماح له القيام بذلك, ولكن اذا لم يكن يريد الطيران فهو سيكون عاقل وعليه الطيران.
 
معضلة هذا الشعب هي نفس معضلة يوسيريان, كيف يثبت بانه مجنون لا يستطيع الطيران لانه بالتأكيد سيتهمونه بالجبن بادعاءه الجنون.

لتبسيط هذه الحالة المعقدة, اذا فقدت شيئا ما في البيت مثلا يمكن البحث عنه وايجاده, ولكن اذا فقدت نظارتك التي لا تستطيع الرؤية بدونها فانك لاتستطيع ايجادها.
 
نحن فقدنا نظارتنا ولا نرى الحقيقة, الحقيقة الناصعة التي نحن نعيشها هي اننا لسنا شعب واحد, ولاحاجة للمنافسة بيننا, نحن كالهنود والباكستايين, وكالامريكان والاستراليين يتكلمون نفس اللغة. ونحن مختلفون ايضا عن بعضنا نتكلم  نفس اللغة (التي نحن نسيناها) ولكننا شعوب مختلفة.
 
لا يمكن ربط  اسماءنا مع بعضنا حتى بفوارز او بدونها. هذا مأزق اوقعونا احزابنا القومية فيه بجمع قواعد متناقضة لشعب لا وجود له في عصرنا الحالي.

شكرا  للقراءة



غير متصل michaelgewargis

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 214
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

الاخ ميخائيل ديشو المحترم

تقبلوا تحياتنا

لا يسعنا سوى القول - كفيت وفيت بتشديد الفاء - واسمحوا لنا بنشر المقالة في موقع نالافوريو كوم ودمتم