عنكاوا كوم-سامر الياس سعيد
في احد ايام كانون الثاني (يناير ) من عام 1991 ووسط مشاعر الخوف والترقب التي ابرزتها مجريات حرب الخليج الاولى التي اطلقتها الولايات المتحدة بمشاركة القوات المتحالفة معها بغية اخراج القوات العراقية من الكويت جراء غزوها بامر رئيس النظام السابق صدام حسين في الثاني من اب (اغسطس ) عام 1990 ،مني مسيحيو الموصل بصدمة والم جراء قصف احدى طائرات التحالف لكنيسة مار يوسف الواقعة بمنطقة موصل الجديدة فاودى الحادث الماساوي بحياة عائلة واصابة افراد كثيرون احتموا بالكنيسة ومن بينهم كاهنها الاب توما عيسى الذي اصيب بحروق بالغة جراء تلك الضربة .
وقتها كانت الكنيسة قد دخلت عقدها الثالث بعامين حيث انشئت في عام 1959 وافتتحت في هذا العام الذي شهد ايضا صدمة مسيحية جراء فرار الكثيرين منهم خوفا من احداث ثورة عبد الوهاب الشواف العقيد الذي اعلن انفصاله عن الحكومة المركزية في عهد عبد الكريم قاسم الزعيم العراقي .
لم تشهد تلك الكنيسة المتفردة في هذا الموقع والمبنية على مساحة ارض تنازه الالف متر مربع حيث انشئت على نفقة عائلة موصلية معروفة هي عائلة عبو اليسي الذي اضاف سكنا للكاهن بجانب الكنيسة والتي لم تشهد بعد عام 2003 اية مظاهر دينية جراء وقوع المنطقة بايدي متشددين اتخذوا من منطقة موصل الجديدة موقعا لهم يصعب على القوات الامنية توفير الحماية فيه فغاب المؤمنون عن كنيستهم وهجرت تماما حتى عاد عناصر تنظيم الدولة الاسلامية بعيد سيطرتهم على المدينة صيف عام 2014 ليحدثوا في الكنيسة خرابا كبيرا حيث اسقطوا السقف وعاثوا دمارا وخرابا فيها لتحكي الكنيسة من جراء المحطات التي عاشتها بمدينة الموصل حكايات الم وحزن ومرارة جراء ما شهدته طيلة اعوامها التي مرت عليها ..
