ألأخ الباحث سمير عسكر
شكراً جزيلاً على ما ذكرته من الإيضاحات التي وردت في ردك ’ وهي من دون شك تعبر عن وجهة نظرك الشخصية وليست بالضرورة أن تكون صحيحة . كنت أمل مِن الذي يستهويه البحث أن يناقش " ما قيل وليس من قال " .
أخي سمير أنت نشرت أضواء على مقالي , ولكن , للأسف الشديد , ما ورد في تلك الأضواء ليس له علاقة بالمقال لا من قريب ولا من بعيد . وباعتباري كاتب المقال فلا بد لي من وجهة نظر , وهذا ما فعلت . لا أرى أي مبرر للإنفعال وإطلاق النعوت بدون تحفظ , بل لمجرد إشباع النزعة السادية التي تكمن في داخل الكثيرين من الأشخاص وغالباً ما تُغلّف برداء الإيمان . وللعلم أن السادية من وجهة نظري ليست فقط الإحساس باللذة عند إيلام جسد الغير . أستطيع أيضاً أن أنعت , ولكني ارفع شأناً من هذه الأساليب الرخيصة . ألموقع بالنسبة لي منبر أتعلم منه وأعلم .
أما الفقرات التي جاءت في أضوائك , فلا جديد فيها , بل هنالك أكثر وأوسع منها على الشبكات العنكبوتية , والفضل يعود إليها في جعل حتى الأميين باحثين .
أخي سمير : مثل ما أنت لك مصادرك , فغيرك له أيضاً مصادره . أنا لي مصادري باللغة الإنكليزية وبقلم جهابذة البحث والمعرفة تعزز كل كلمة وردت في مداخلتي . مثل ما أنت تعتز وتثق بما تكتب , أنا ايضاً أعتز واثق بما أكتب , مع الفارق الكبير أنني أعشق التعلم وأعتبر نفسي طالباً قبل أن أكون معلماً . وكي أسهل الموضوع عليك , هنالك الغزير من المؤلفات المعززة بالحجج والتي ترى الطوفان مجرد أسطورة ’ ويقابلها الغزير المعزز أيضاً بالحجج الكفيلة بجعل القارئ يقتنع أنه قد حصل بالفعل وكما جاء في العهد القديم . وهذا يعني أن هنالك صورتان متناقضتان حول الطوفان , ولكن ليس بالضروة أن تكونا متخاصمتين . كما انني أشدد على أن نصف ما نقرأ هو صحيح , وإلا أصدق ما جهزته الجيوش العربية الإسلامية عن العدد الهائل من الفيلة التي ساهمت في معاركها أبان الفتوحات التي حصلت في بدء الدعوة للدين الجديد , ناهيك عن الجيوش الجرارة وبأرقام خيالية ... نعم التاريخ نصفه مضلل ومفبرك , وهذا ما يقوله المؤرخون أنفسهم , وخاصة الذي يبحث عن الحقيقة منهم .
أخي سمير : لا بد من تقبل الرأي المقابل مهما كانت درجة التقاطع معه , فحقيقة اليوم قد تصبح خرافة غداً , وخرافة اليوم قد تصير حقيقة غداً .
وأخيراً لا بد أن أذكر بأن أخطر أنواع البشر منَ يعتقد نفسه على حق على الدوام , ويتوهم بأنه يعرف ما لا يعرفه الآخرون .
تحياتي وأملي أن لا يكون اختلافنا في الرأي خلافاً .