المحرر موضوع: هل من رؤية محددة للغرباء في الحديث عن محنتنا ..!(كتاب اعلامية نورسات انموذجا )  (زيارة 885 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سامر ألياس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 380
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
هل من رؤية محددة للغرباء في الحديث عن محنتنا ..!(كتاب اعلامية نورسات انموذجا )
سامر الياس سعيد
تابعت عدد من وسائل الاعلام الخاصة بابناء شعبنا صدور كتاب لاعلامية لبنانية (سوف لن اذكر اسمها حتى لااعطي دعاية مجانية لكتابها ) اذ تنتمي لقناة تيلي لومير (نورسات ) تسلط الضوء من خلاله على محنة التهجير التي مر بها شعبنا خلال الاوام الثقليلة السابقة ..وابرزت وسائل الاعلام ان حفلا سترعاه الفضائية الدينية للاحتفال بتوقيع الكتاب بحضور بطاركة الشرق  وهنالك الكثير من الهوامش التي اضاءت لي افكارا باتجاه مسؤولية اعلاميين ممن تناولوا تلك المحنة او اصدوا لها من خلال تقاريرهم وموادهم الاعلامية دون ان  يتعايشوا معها لشكل مباشر او يتذوقوا مرارتها كما تذوقناها حينما قطعنا عن مدننا وطردنا من متازلنا في غفلة من الزمن فيما كان الراي العام كله يتابع  في الوطن العربية  مدينة غزة وهي تتعرض لهجوم اسرائيلي  بدون ان يرف جفن فضائيات عربية للاصداء حول حرف النون الذي وسمت به المنازل  الخاصة بالمسيحيين او الارواح البرئية التي ازهقت في سخونة الصيف لتنذر الاف القاطنين ببلدات سهل نينوى للخروج بملابسهم هربا من عناصر تنظيم الدولة الاسلامية وهم يتمددون بانتقالهم بين منطقة واخرى وسط مخاوف والام كبيرة ..هل تكتفي الاعلامية اللبنانية  وهي تقضي ايفادا من فضائيتها وترافق البطاركة  والوفود الدينية الرفيعة  التي توالت على البلدات والمناطق التي استقبلت النازحين من توفير صورة مهمة قد تستحق التوثيق عن مرارة زمن قاس افضى لان يفترش مسيحيو نينوى الحدائق  والاماكن العامة في اوج صيف ساخن  ليقدموا رسائلهم التي لم تجد اي صدى  سواء من قبل الراي العام  او من الدول الكبرى التي بقيت تتفرج على اطفال يبكون ونسوة مصدومة ومسنين يحدقون بسماء غريبة عن سماء مناطقهم التي قضوا جل اعمارهم فيها ..لمن تقدم الاعلامية اللبنانية شهادتها وهي ترسخ  احقية جانب  على اخر اضطلع بمد يد العون والمساعدة  التي  توقفت لمجرد تحرير  المناطق فارغمت الاخرين على تكبد مرارة اخرى وهم يواجهون الظروف الصعبة  التي تجبرهم على مغادرة مستقراتهم التي قضوا فيها حياتهم طيلة الاعوام الاربعة الماضية  بعد ان سعت الجهات التي وفرت مثل تلك الخدمات لقطعها  ليواجه هولاء المهجرين ايامهم السوداء التي تشابه ما مروا به قبل اربعة اعوام بالتحديد ..ماهي  الجدوى التي توفرها اعلامية قضت سويعات ودقائق لتغادر كرفانا متواضعا او اقبية غير مناسبة نحو مكانها الفاخر في احد الفنادق لتوفر لاحقا شهادة قد ياخذها التاريخ على محمل الجد دون ان يتوسع باضافات اخرى يمكنها ان توفر  الصورة الحقيقية المناسبة لماجرى للمسيحيين في محنتهم القاسية ..وهل ستكون شهادة تلك الاعلامية ذات جدوى وقد تناست الام من كان قريبا منها من الاف المسيحيين العراقيين  ممن استقروا في لبنان كموطن مؤقت ريثما تبتسم لهم الاقدار  او  الاردن او تركيا  ليحصلوا على  امل  مواصلة حياتهم في مكان اخر لن يتلقوا فيه  اتصالا ينذرهم باقتراب جماعات مسلحة  ستسبيح بناتهم وتستملك موجوداتهم حالما يتمكنون منهم ..اعلامنا متعب  ولايمكن ان  نكتفي بان تكون لمحنتنا التي عشناها طابع احتفالي كمن انتصر على تلك السنوات السلبية التي عشناها بينما كانت كنائسنا ومنازلنا مباحة للغرباء ..ومن كل ما تقدم هل يمكن ان نعد مثل هذا الاصدار نموذجا للكتب التي يمكن ان نستعرضها  والتي اسهمت بانصاف ما عاشه مسيحيونا من ازمة والم !