المحرر موضوع: حماريّن ذَكيان !  (زيارة 1623 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نيسان سمو الهوزي

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3606
    • مشاهدة الملف الشخصي
حماريّن ذَكيان !
« في: 11:27 09/09/2018 »
حماريّن ذَكيان !
تواجد الثعلب والذئب والضبع في الغابة وقادتهم الصدفة أن يطاردوا غزال وبعد جهد كبير تمَ اقتياد الغزال ورمْيها على الارض . بدأ النقاش والجدال بين الحيوانات الثلاثة لأسبقية اللهفة الاولى ومَن له الحق في التقسيم او حصة الاسد من لحم الفريسة !
قال الضبع : أنا كُنت السباق للوصول إليها !
الثعلب : لا بل انا الذي اوجدها وهي في الوادي !
الذئب : ولكنني كُنت الاسبق في النزول الى الوادي وإخراجها منه الى البر !
الضبع : ولكنني كُنت الاسبق في مطاردتها !
الثعلب : ولكنني أنا الذي غيّرَ وجهتها من الصعود للجبل الى البقاء في السهل  والقضاء عليها !
الذئب : أنا الذي امسكتُ بساقها واسقطها ارضاً !
الضبع : لكنها تخلصلت من مسكتك فأمسكت بعنقها وطرحتها ارضاً !
الثعلب : لا هذا غير صحيح ، فأنا الذي فطستها عندما حشرتُ  ذيلي في فمها !
الذئب : كما قلتُ فأن كُنتُ السباق للوصول اليها فلي الرقبة وهذا من حقي !
الضبع : الرقبة والفخذ من حقي لأنني الاقوى والاقدر على إيقاعها ارضاً !
الثعلب : لو لا نظرتي القوية لما اوجدتُمها في الوادي فأنا لي الاحقية في الاختيار !
الذئب : وإذا كان ذلك ! فكيف لك أن تصيد غزالاً وأنت ثعلبُ صعلوك ! لي الفخذ !
الضبع : وحتى أنت يا حيوان ! فكيف كان لك الإمساك بها دون قبضتي القوية !
الثعلب : لا اوافق على شريعتكما ! أنا الذي اوجدها فلي الاسبقية في الإختيار !
الذئب : سوف لا ننتهي من هذه المجادلة العقيمة ! فلنجتمع ونتفق على شريعة توافُقية بيننا !
الضبع : هل تريد مني أن اجلس مع ذئب كريه وثعلب صعلوك !
الثعلب : أنت الكريه مظهراً ورائحتاَ ! فجلوسنا معك له مفخرة لك !
الثعلب : اسمع يا ايها الضبع الفطيس ! الغابة كانت لنا وكان فيها تواجدننا منذ القِدم وما انت غير دخيل ثقيل علينا وعلى غابتنا فعليك الجلوس والتفاوض حول تقسيم الغنيمة او عُد الى من حيث اتيت !
الضبع : اسمعا أنتما الاثنين ، أما ان تُوافقا على تقسيمي للغنيمة او سأخذها معي وأتركُما جوعانين !
الثعلب : سنحاربك ولا يحق لك أن تأخذ الغنيمة كُلها فعليك أن توافق على تقسيمي او تترك الغابة !
الثعلب : لا تجعلني في صفك ! فأنا لي الاحقية وذلك بعد فطسي لها فلي الاحقية في الإختيار !
الضبع : النقاش معكما عقيم  لهذا قررت التصرف بمفردي وسأحمل الغزال كُلها !
وبينما كان النقاش والحِدام مشتعلاً بين الحيوانات الثلاثة كان بقربهما حمارين يستمعان الى تلك المجادلة والمساجلة بين الثلاثة وفي نفس الوقت يشاهدان كيف إن النسور والغربان وصقر الخفاش والعِقاب كانت قد إنتهت من نتف وإزدرام الفريسة ولم يبقى غير الجلد الناشف للحيوانات الثلاثة !
فقال الحمار الاول للثاني : يا صديقي أنا مستغرب من غباء هؤلاء الحيوانات فقد استمروا في المجادلة والسجال والمهاترة بينما الطيور لهفت منهم غنيمتهم !
الحمار الثاني : لماذا أسمَوهُم حيوانات إذاً ! إنهم هكذا وعلى هذا الحال باقيين .
الحمار الاول : ولكن !!!!! بعد برهة وتفكير عميق : هل تعلم يا صديقي أنا مستغرب من حالنا نحن ايضاً ، فبإلرغم من معرفتنا بأسرار وأحوال وقضايا واحداث الغابة بشكل جيد قضينا اكثر من ساعتين ونحن نستمع الى سجال الحيوانات الثلاثة ولم نرعى شيء في هذه الساعتين !
الحمار الثاني : لماذا اسمونا حْمير إذاً ! .
لا يمكن للشعوب المتخلفة التقدم دون البدأ من نقطة الصفر !
نيسان سمو الهوزي 09/09/2018


غير متصل نيسان سمو الهوزي

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3606
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: حماريّن ذَكيان !
« رد #1 في: 14:29 10/09/2018 »
السيد ليون برخو : لقد تحدثنا وقلنا الكثير في هذا الشأن الضائع من وقت الجماعة ولكننا قصدنا أنفسنا هذه المرة لإضاعة كل هذا الوقت معهم ! يعني احنا الحمير في هذه المرة هههههههه
تعودنا على نعت المخلف بالحمار لانه كينونة التخلف عندنا ولا نقصد  الحيوان بذاته لان الحيوان على الأقل لا يخون ولا يخدر بصاحبه ولا يفرط بكرامته ولا يبيع نفسه من اجل حفنة من الدولارات ولا يتفق مع الأعداء على ناسه وووووووالخ فكل صفات الحيوان افضل من الانسان .
خاصة في عراقنا  الحبيب ! فالكل هناك اضحى اغرب من الوصف المذكور .
تحية طيبة

غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1901
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: حماريّن ذَكيان !
« رد #2 في: 20:13 10/09/2018 »
ألأخ الكاتب الساخر نيسان سمو الهوزي
سلام المحبة
مقالك البيدبي ( نسبة إلى الفيلسوف الهندي بيدبا مؤلف كتاب كليلة ودمنة والذي ترجمه إبن المقفع ) , لكن أكيد إنت مو هندي ههههههههه .
مقالك ذو أبعاد متعددة يذكرني أولاً بسقوط القسطنطينية عام 1453 حيث الهجوم والقتل بالبيزنطيين على قدم وساق من جهة , وفي نفس الوقت يحاول   الروحانيون حل لغز جنس الملائكة , أو هل الدجاجة من البيضة أم البيضة من الدجاجة , من جهة أخرى .
ويذكرني ثانياً بالصراع الدائر بين فاركونات التنظيم القطاري الثلاثي ولا أعلم إن بقيَ هنالك جرخ صاغ أو كرسي عدل . أما الحماران فليسا غير مطيتيْ من أتى بهما من طيور الجو المفترسة . وستظل الطيور هي الرابحة على الدوام ما دام هنالك فضاء واسع للحركة .
تحياتي

غير متصل نيسان سمو الهوزي

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3606
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: حماريّن ذَكيان !
« رد #3 في: 23:01 10/09/2018 »
الاستاذ صباح المحترم : في البدأ أن اخبر الاخوة بأن السيد ليون برخو كان له تعليق على هذه السخرية وبعد أن علقتُ على مداخلته وجدتُ تعليقه قد اختفى ولا اعلم السبب .. هذا للتنويه فقط ..

سيدي الكريم صباح : حتى الحمار عندما تأخذه الى مكان مرتين او اكثر فيتعلم خط سيره في المرة الثالثة ولا يحتاج القيادة ..
ولكن المصيبة التي عندنا هي اكبر حتى من قصة الحمار .. يا اخي منذ السقوط والسياسي العراقي يرى ويشاهد السقوط الاخلاقي قبل السياسي ويقع في بلوة قبل حتى النهوض من بلوته الاولى ومع هذا مستمر في هذا الطريق المظلم . ولا اعتقد سوف يفتح اذنيه الكبيرتين الى ان يحصل في العراق ما حصل في سوريا ويتخبط الشيعي بالسني بالكردي وينتهي الحال الى دويلات صغيرة ( والله افضل ) ...
أما بالنسبة الى الجماعة فالحال ابشع واخرب من الاذنين السابقتين !! حتى الحمار عندما يتعب تُدندل ( تنزل ) اذنتيه الى الاسفل اما الجماعة فقد تصلبت آذانهم نحو الفوق ( اي تعال نزلها عاد ) ... خليها واقفه الى ان تنكسر لوحدها ... تحية ومحبة وتقدير