المحرر موضوع: موقع TRT World: هل يفهم أؤلئك الذين يزعمون انهم يساعدون المسيحيين في العراق ما يحتاجون اليه؟  (زيارة 1509 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 37772
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
تناقص أعداد المسيحيين في العراق وكفاحهم من أجل البقاء



عنكاوا كوم – TRT World
ترجمة رشوان عصام الدقاق


لقد تضاءل عدد المسيحيين في العراق ولا يفهم أؤلئك الذين يزعمون أنهم يساعدون في ضمان بقائهم حتى ما يحتاجون اليه.

تضاءلت أعداد المسيحيين في العراق بعد مطاردتهم واستهدافهم وسط الصراعات الطائفية المتنافسة إذ تُكافح طوائف الأقليات الدينية من أجل البقاء.
كان يعيش في العراق أكثر من 1.5 مليون مسيحي ولكن بعد الغزو والاحتلال الأميريكي  عام 2003 وظهور داعش لاحقاً لم يبقى، كما تُشير التقديرات، سوى 250 ألف مسيحي فقط.

لقد هرب المسيحيين في البداية الى البلدان المجاورة، مثل الأردن وتركيا، لكن ذلك لا يُمثل إلا نسبة ضئيلة من المجموع الكلي. وهناك ما يُشير الى وجود 20 ألف مسيحي في لبنان التي تُعّد واحدة من أكثر الدول التي يسكنها المسيحيين في المنطقة. والأحزاب المسيحية اللبنانية مؤثرة على سير الحياة في لبنان وكانت في صراع أثناء الحرب الأهلية ولها مجتمعات داعمة ومؤيدة.

يتردد العديد من المسيحيين العراقيين في العودة الى بلادهم ويقول البعض منهم، من أصل عربي، أنهم يُفكرون في الذهاب الى المنطقة الكردية  حيث تزدهر فيها الأقليات مقارنة مع تلك التي تعيش في ظل الحكم الديني. وما يزال آخرون يقولون بأنهم كانوا أهدافاً للسلطات الكردية  التي تسعى الى تكريد المناطق في شمال العراق وقد تعرضوا للتهديد والترهيب.

في العام 2016 استقبلت الولايات المتحدة 37 ألف مسيحي معظمهم من سوريا و 7800 مسيحي فقط من العراق. ومن الجدير بالذكر أن المسيحيين في العراق كانوا أكثر عرضةً للإستهداف من قِبل الجماعات المتطرفة مقارنةً مع المسيحيين السوريين الذين هم إما تحت حماية نظام بشار الأسد الذي يحظى بدعم الأقلية المسيحية أو أن لديهم أفراداً وأقرباء للعائلة في لبنان.

ومع ذلك، وعلى الرغم من إدعاءات الرئيس الأميريكي دونالد ترامب، هناك من يدّعي أن الدخول الى أميريكا كمسيحي أصبح أكثر صعوبةً، وكان قد تم قبول 32% من المسلمين اللاجئين الى الولايات المتحدة منذ عام 2003 مقارنة مع 46% من أؤلئك ذوي الخلفية المسيحية.
إضافة الى ذلك، لايحصل المسيحيين الباقين في العراق على المساعدات التي وعد بها الغرب. وفي وقت سابق من هذا العام، قال نائب الرئيس الأميريكي مايك بنس "أن المسيحية تتعرض لهجوم غير مسبوق في تلك الأراضي القديمة"، وأن الولايات المتحدة قد خفضت تمويلها لخدمات المساعدة في الأمم المتحدة وتلتزم بتقديم الأموال الى المنظمات الأصغر التي تدعم الأقليات في العراق وسوريا.

وبنس المسيحي المشهود له بالبنان، هو المفتاح الرئيس في قيادة أجندات الجماعات الانجيلية الأميريكية التي تريد الحفاظ على المسيحية في الشرق الأوسط. ومنذ ذلك الحين أثمرت الضغوط التي مارسها بنس الى تهيئة ما لا يقل عن 35 مليون دولار من الأموال المراد إطلاقها الى الجماعات المسيحية واليزيدية. لكن العديد من المنظمات التي تدعم المسيحيين في العراق رُفضت من قِبل الوكالة الأميريكية للتنمية الدولية التي تقوم بتوجيه وتوزيع الكثير من التمويل. ومع وجود عشرات الآلاف من المسيحيين العراقيين خارج العراق وترددهم في العودة فإنه سيكون من الصعب إعادة بناء مجتمعاتهم.

من المحزن أن الجماعات الانجيلية في الولايات المتحدة  التي تهتم بحماية المسيحيين في المنطقة نادراً ما يفهمون احتياجاتهم، ومما يجعل الأمور أكثر سوءاً هو فشلهم في فهم حياة أو فلسفة المسيحيين في الشرق الأوسط ولديهم الانطباع بأنهم يُكافحون في سبيل بقاء بعض الدلائل للمسيحية الغربية، كطريقة لتحقيق نبوءة نهاية الزمن التي تجلب يسوع المسيح التاريخي الى الأرض.

إن ذلك لا يُمثل الطريقة بمنظور المسيحيين العراقيين، وهم إحدى أقدم الطوائف في العالم والبعض ما يزال يستخدم اللغة الآرامية في القداديس الكنسية، اللغة التي كان يسوع المسيح يتحدث بها. ويعود تاريخهم وتوسعهم في المنطقة الى القرن الأول الميلادي. ولقرون عديدة بعد ذلك تعايش المسيحيين مع جماعات أخرى بعد الفتوحات الإسلامية في القرن الميلادي السابع، وكانت لهم بعض الامتيازات في ظل الامبراطوريات الاسلامية التاريخية. ولكن في القرنين الثالث عشر والرابع عشر واجه المسيحيون الاضطهاد وسط الحروب والنزاعات الاقليمية, إلا أن التقاليد الكلدانية والآشورية بقيت حية ومستمرة.

مارس المسيحيون إيمانهم وعقائدهم علانية وكثيراً ما كانوا موحدين مع جيرانهم الذين يعودون الى الخلفيات الاسلامية السنية والشيعية وكذلك مع اليزيديين.، والعديد منهم يقول الآن أن ذلك تغيّر بعد العام 2003. وأدى نقص الخدمات مثل الماء والكهرباء والوظائف الى صعوبة الحياة، خاصة في محافظة نينوى  في شمال العراق، وحتى قبل احتلال داعش.

وخلال السنوات الأربع الماضية تطشّر وانتشر المسيحيين الى جنوب بغداد والبعض الآخر شمالاً الى مدينة دهوك حيث تتوفر الموارد بشكل أكبر ولا يتوقعون العودة الى نينوى التي ما تزال تُعاني من الخراب والأنقاض والحطام.

هناك نقص في المعرفة والثقافة بين المسيحيين الأميريكان حول الفصائل الكلدانية والآشورية الذين هم جزء من المظلة الكاثوليكية. ويُعّد التنافس بين الكاثوليك والانجيليين في أميريكا نزاع لاهوتي قديم حيث يرى الانجيليين أنهم يُمثلون المسيحية بشكلها الصحيح. ومن الجدير بالملاحظة أن المسيحيين الانجيليين البيض لا يجدون العرب العرقيين مرادفين للمسيحية حيث يصفوهم جميعاً على أنهم مسلمين.

وفقاً للاتحاد الأميريكي للحريات المدنية، تم اعتقال أكثر من 100 من المسيحيين العراقيين في المطارات الأميريكية بعد توقيع ترامب الحظر على البلدان ذات الغالبية المسلمة في عام 2017 على الرغم من الوعود في إعطاء الأولوية للمسيحيين من طالبي اللجوء. وشعر سكان العديد من البلدات والمدن المسيحية خيانة الغرب لهم أثناء احتلال داعش وأصبحوا منسيين أو مهجورين وليس لديهم الآن مصلحة في العودة الى ديارهم بدون أمن أو تمويل.

تدور التقاليد المسيحية في الشرق الأوسط حول نمط الحياة والهوية، إذ تتعلق بالوحدة والتعامل مع جيرانهم وأصدقائهم من الأديان الأخرى. وأصبح الآن قلقهم على الاهوت التوراتي أقل بكثير من قلقهم على المستقبل وإطعام أطفالهم ومكان عيشهم ونومهم بأمان.
من الجدير بالذكر، يعتقد العراقيين من جميع الأديان أن الحكومة العراقية لا تُعطي الأولوية لإعادة بناء الموصل . وإذا لم يُساعد المجتمع الدولي فإن التفاوت الاقتصادي قد يُؤدي الى مزيد من القبلية وظهور نسخة أخرى من داعش، أو صراع طائفي آخر.
في الوقت الراهن، يُلاحظ أن أعداد المسيحيين المترددين لحضور القداديس في الكنائس قليل جداً، وكغيرهم من الأقليات في العراق، فإن المجتمعات المسيحية تُكافح من أجل البقاء. ويعمل الكهنة مع العائلات الباقية  لبث الطمأنينة بينهم ويعملون بدرجة أكبر على الصلاة لعودة النازحين الى بيوتهم وإعادة بناء حياتهم وتاريخهم.
أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية

 

Sitemap 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14